سامية محرز... من النقد الأدبي إلى تجميل «الكراكيب»

الأكاديمية المصرية أقامت معرضاً يفيض بـ«البهجة والكوميديا السوداء»

الملكة إليزابيث وتمثال الحرية (الشرق الأوسط)
الملكة إليزابيث وتمثال الحرية (الشرق الأوسط)
TT

سامية محرز... من النقد الأدبي إلى تجميل «الكراكيب»

الملكة إليزابيث وتمثال الحرية (الشرق الأوسط)
الملكة إليزابيث وتمثال الحرية (الشرق الأوسط)

يتكون معرض «سمبوزيز... جماليات الكراكيب» الذي تقيمه الناقدة الدكتور سامية محرز، في الجامعة الأميركية بالقاهرة، من 65 «عروسة» تحمل كل منها ملامح وخصائص تميزها عن غيرها، منها ما يمثل شخصية الملكة الإنجليزية الراحلة إليزابيث، وما جاء على هيئة تمثال الحرية، إضافة إلى قطعة ترمز لمحمد صلاح، لاعب ليفربول ومصر الدولي، وابنته، مع نماذج لشخصيات تشير للسلطات القامعة على مر القرون، بما فيها الكولينيالية بطابعها العسكري القمعي، ذلك إلى جانب العديد من القطع التي تظهر صور سيدات يأخذن طابع المجتمع الراقي، والشعبي، بجانبهن تقف فلاحات يرتدين ملابس تكشف عن البيئة وطابع المجتمع الذي ينتمين إليه.

ويتضمن المعرض، الذي افتتحته محرز، أول من أمس (الاثنين)، ويستمر شهراً كاملاً، كثيراً من القطع التي تمثل نساء يظهرن في مشهد يجمعهن ورجالهن في صورة تكشف عن طابع كلاسيكي رسمي، وتوضح كيف كان المصريون يتجهزون لالتقاط صورهم التذكارية في المناسبات المختلفة، وهناك أيضاً تظهر عازفات الموسيقى وبعض الحيوانات مثل القطط، فضلاً عن الجنود المحاربين وصانعي الأفلام الذين يمثل حضورهم عامل «الكلاكيت» بهيئته المعروفة لدى السينمائيين.
وقالت الدكتورة محرز، لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة المعرض بدأت بمجموعة من «الزجاجات الملونة» التي استخدمها طلبة من الجامعة الأميركية لتزيين حوائط مبناها القديم في منطقة الفلكي بوسط القاهرة، الذي تم هدمه، لتنتقل الدراسة والقوارير إلى بناية تمت إقامتها من خمسة طوابق في حديقة المبنى الذي لم يعد موجوداً، ولأنه ذو حوائط أسمنتية، وطابع «ستالينية»، استمر الطلبة في تزيين الحوائط، ووضع القوارير بألوانها المختلفة من أجل إضفاء لمسة جمال عليها.

وقبل 15 عاماً حين قررت الجامعة الانتقال إلى القاهرة الجديدة، اكتشفت محرز أن الزجاجات التي كانت تزين الحوائط تم إلقاؤها في صناديق القمامة، وقتها شعرت برغبة في إنقاذ جزء من تاريخ الجامعة الأميركية، ولم يتم تسجيل جهود الطلبة فيه، فأسرعت لإنقاذ ما استطاعت من الزجاجات، ووضعتها في بيتها بمنطقة العين السخنة، تتطلع معها لشاطئ البحر، وتتذكر أيامها، وتعيش ما تختزن من ذكريات، فهي حسب محرز «الدليل الوحيد الباقي على عملية (الإنستلاشن) التي تمت بمبنى الفلكي منذ سنوات طويلة».
وتفيض القطع الموجودة في معرض جماليات «الكراكيب» بروح ساخرة من العالم بسلطاته القامعة وتاريخه التسلطي، كما تضفي الكثير منها روح الدعابة والكوميديا السوداء في مواجهة الواقع بتفاصيله السياسية والتاريخية وشخصياته المرتبطة بالاستعمار على مر القرون والدول، وجميعها «له علاقة بعملي الأكاديمي» بحسب قول محرز.
بدأت محرز مشروعها بفكرة بسيطة، كانت أقرب إلى تدوير المخلفات والقوارير الفارغة القديمة، لكنها مع تواصل العمل واستمراره تطورت الشخصيات وخرجت من المطبخ كما تقول، وصار لها حياتها الخاصة وتاريخها، أصبحت كائنات أكثر تعقيداً، وقد استغرقت من محرز التي تعمل أستاذة للنقد بالجامعة، سنوات، وقد استعلمت أنواعاً من «الخردة» المتراكمة لديها ولدى القريبين منها من المنسوجات والبلاستيك إلى الخيوط والأزرار والدانتيل، فضلاً عن الزجاج، وقد كانت نتيجة ذلك العمل الذي بدأ من 15 عاماً كائنات تجسد التاريخ والتخيلات الشخصية والوطنية والعالمية، وترتبط قصتها ارتباطاً وثيقاً بتحولات تاريخية في حياة حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة وميدان التحرير، فضلاً عن تاريخ محرز نفسها الذي تشكل مع زملائها وتلامذتها بين جدران المدرجات والمكاتب المختلفة، وتراه «غير بعيد عن عملها في مجال النقد الذي تعتقد أن العاملين فيه يجب أن يتمتعوا بخيال خصب ورحب يجعلهم يمارسون فنوناً كثيرة تتصل بعملهم في قراءة النصوص وتحليلها».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

قطعة من كعكة زفاف الملكة إليزابيث بـ2200 جنيه إسترليني

الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
TT

قطعة من كعكة زفاف الملكة إليزابيث بـ2200 جنيه إسترليني

الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)
الكعكة النادرة جداً (دار المزادات)

بيعت قطعة «نادرة جداً» من كعكة زفاف الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب في مزاد بمقابل 2200 جنيه إسترليني.

وعُثر عليها في حقيبة سفر تحت سرير مالكتها، بعد 77 عاماً من تقديم الأخيرة الكعكة الأصلية بطول 9 أقدام (2.7 متر) إلى 2000 ضيف.

وذكرت «بي بي سي» أنّ الأميرة إليزابيث آنذاك قد أهدتها إلى مدبّرة المنزل في قصر هوليرود هاوس بأدنبره من عام 1931 إلى عام 1969، ماريون بولسون.

وفي هذا السياق، قال جيمس غرينتر من دار «ريمان دانسي» للمزادات في كولشيستر: «إنها اكتشاف حقيقي... بمثابة كبسولة زمنية صغيرة من الكعكة المجيدة».

وبيعت الكعكة، التي كان من المتوقَّع بدايةً أن تُحصِّل 500 جنيه إسترليني، لمُشترٍ من الصين اقتناها عبر الهاتف.

رسالة الشكر على الجهود (دار المزادات)

وكانت بولسون قد مُنحت قطعةً لشكرها على إعداد خدمة الحلوى «المبهجة» للمتزوّجين حديثاً. وظلّت تحتفظ بها حتى وفاتها في الثمانينات، عندما وُضعت تحت السرير مع بعض ممتلكاتها.

حُفظت الكعكة في صندوق تقديمها الأصلي، مُرفقةً برسالة من الملكة، مؤرَّخة بنوفمبر (تشرين الثاني) 1947، تقول: «زوجي وأنا تأثّرنا بشدّة لعلمنا بتقديم هدية زفاف مُبهجة كهذه. فتقديم الحلوى اللطيفة أسرتنا نحن الاثنين».

واتصلت عائلة بولسون الأسكوتلندية بأصحاب المزادات، في وقت سابق من هذا العام، سعياً إلى بيعها. وتكوّنت كعكة الزوجين الملكيين الفخمة من 4 طبقات، وازدانت بمختلف المشروبات لضيوف حفل الزفاف في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) 1947.

بدوره، قال غرينتر، الخبير الملكي لدار «ريمان دانسي»، إنّ قطعة بولسون كانت الأولى على الإطلاق التي تُباع «بأكملها».

وتابع: «تحتوي على مكوّناتها الأصلية، وهو أمر نادر جداً. رأيتُ صوراً لها. ملأت نصف الغرفة، كانت هائلة». وختم حديثه: «لم تعُد في أفضل حالاتها. لا أعتقد أنني سأرغب في تناولها».