وزراء دفاع «الناتو» يؤكدون على توفير كل وسائل الدعم لأوكرانيا

صعوبات الإنتاج تؤخر تسليم أنظمة الصواريخ المتطورة

وزراء دفاع تركيا وفنلندا والسويد والأمين العام لـ«الناتو» خلال اجتماع لوزراء الدفاع بالحلف في بروكسل (إ.ب.أ)
وزراء دفاع تركيا وفنلندا والسويد والأمين العام لـ«الناتو» خلال اجتماع لوزراء الدفاع بالحلف في بروكسل (إ.ب.أ)
TT

وزراء دفاع «الناتو» يؤكدون على توفير كل وسائل الدعم لأوكرانيا

وزراء دفاع تركيا وفنلندا والسويد والأمين العام لـ«الناتو» خلال اجتماع لوزراء الدفاع بالحلف في بروكسل (إ.ب.أ)
وزراء دفاع تركيا وفنلندا والسويد والأمين العام لـ«الناتو» خلال اجتماع لوزراء الدفاع بالحلف في بروكسل (إ.ب.أ)

في اجتماع هو السادس، والرابع حضورياً، لوزراء دفاع 50 دولة في مجموعة الاتصال الخاصة بالمساعدة في الدفاع عن أوكرانيا، عُقد في مقر حلف «الناتو» في بروكسل، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن «الالتزام بدعم أوكرانيا يمتد عبر جميع الفصول».
وأضاف، أن هذا الالتزام، «لا يتوقف على نتائج أي معركة معينة».
وأوضح أوستن، أن سلسلة الهجمات الصاروخية التي شنّتها روسيا على مدن أوكرانية، «تضع أهدافاً ليس لها أغراض سياسية في مرمى النيران»، مديناً الهجمات الروسية الأخيرة.
وقال، إن الضربات الصاروخية الروسية على أوكرانيا كشفت عن «حقد ووحشية» حربها، ووحّدت المجتمع الدولي لدعم جهود أوكرانيا العسكرية للدفاع عن نفسها. وأكد أوستن، أن الحلفاء سيواصلون «تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية لتلبية الحاجة الماسة الآنية والبعيدة المدى».
وقال «سنؤمّن قذائف، وسنرى كيف نلبي حاجات الدفاع الجوي والصاروخي للأوكرانيين». وهو ما عُدّ مؤشراً على نية الولايات المتحدة والدول الغربية مواصلة تزويد كييف بمنظومات دفاع جوية متطورة. وتصاعدت وتيرة الحديث عن تلك المنظومات في الأيام الأخيرة، على الرغم من التهديدات الروسية، بعدم تجاوز «الخطوط الحمراء»، في ظل ضغوط تتعرض لها إدارة بايدن والحكومات الغربية، سواء داخلياً أو من أوكرانيا، لتسليمها تلك المنظومات.
ويتردد حلفاء أوكرانيا في تزويدها بأنظمتهم الأكثر تطوراً؛ إذ يقرّ دبلوماسيون بأن كميات هذه الأسلحة محدودة في الدول نفسها.
غير أن وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبريخت أكدت لدى وصولها، أنه تم تسليم أوكرانيا أول نظام دفاع ألماني مضاد للطائرات من الجيل الأخير «إيريس - تي». وقالت «العام المقبل ستليه ثلاثة أنظمة أخرى من هذا الطراز».
وأوضحت مبررة مهلة التسليم الطويلة «إنها أنظمة معقدة جداً تستخدم أحدث التكنولوجيا»، مضيفة «لكننا نفعل ما بوسعنا ليتم ذلك بأسرع ما يمكن».
ووعدت الولايات المتحدة بأنظمة دفاع جوي من طراز «ناسامس»، على أن تسلّم اثنين منهما قريباً لأوكرانيا.
وتعهدت تسليم ستة أنظمة أخرى، غير أنه يتعين تقديم طلب إلى الصناعة الدفاعية وقد لا يتم تأمينها قبل سنتين أو ثلاث.
في هذه الأثناء، قد يتجه الحلفاء إلى معدات عسكرية أقدم مثل صواريخ «هوك» الأميركية المضادة للطائرات التي تعود نماذجها الأولى إلى الحرب الباردة. غير أن تحديثها استمر حتى مطلع الألفية، بحسب مسؤولين أميركيين. ولم تعد الولايات المتحدة تستخدم هذه الصواريخ، لكنها باعت الآلاف منها للعديد من الدول، وقد تتوجه إليها لتطلب منها إرسالها إلى أوكرانيا.
وأشاد أوستن، بالمكاسب العسكرية الأوكرانية منذ سبتمبر (أيلول)، ووصفها بأنها «استثنائية»، وبأنها غيرت ديناميكيات الحرب.
وأكد أوستن، أن الولايات المتحدة التي قدمت حتى الآن مساعدات بقيمة 16.8 مليار دولار لأوكرانيا، ستعمل على مواصلة تلبية احتياجاتها لتعزيز دفاعاتها في مواجهة التطورات الميدانية، وستقف مع حلفائها إلى جانب المدافعين عن أوكرانيا.
وقال، إن الدول ذات «النيات الحسنة» وقفت بوجه الهجوم الروسي، التي اختار رئيسها الحرب، في حين اختارت أوكرانيا الدفاع عن نفسها.
وفي إشارة إلى تداعيات الهجمات الصاروخية الأخيرة التي نفذتها روسيا ضد المدن الأوكرانية، قال أوستن، إن تلك الاعتداءات، عمّقت قرار الأوكرانيين في الدفاع عن أنفسهم.
وأعلنت أوكرانيا، الأربعاء، استعادة بلدات عدّة من الروس في جنوب البلاد، ورحّبت بتسليمها نظاماً دفاعياً جوياً جديداً، متوقّعة «حقبة جديدة» بعد يومين على القصف المكثّف.
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، إن مقر «الناتو» يستضيف وزراء الدفاع في «لحظة محورية لأمننا». وقال، إن وزراء دفاع الحلف الـ30 سوف يناقشون الاحتياجات الأكثر إلحاحاً لأوكرانيا مع وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، مضيفاً، أن المزيد من الدفاع الجوي «يمثل أولوية قصوى».
وأشاد ستولتنبرغ بتقديم ألمانيا نظام «إيريس - تي» للدفاع الجوي لأوكرانيا؛ من أجل صد الهجمات الصاروخية في المستقبل.
وقال «بعض الحلفاء زودوا (كييف) بمثل هذه الأنظمة الدفاعية، لكن الأوكرانيين في حاجة إلى المزيد».
وأوضح ستولتنبرغ «إنهم في حاجة إلى أنواع مختلفة من الدفاعات الجوية، أنظمة قصيرة المدى، بعيدة المدى، أنظمة مضادة للصواريخ الباليستية، لصواريخ كروز، للطائرات المسيّرة. أنظمة مختلفة لمهام مختلفة».
ومن المتوقع أن يقرر وزراء «الناتو» زيادة مخزون الذخائر والمعدات لتعزيز قدرات الدفاع والردع للتحالف في ظل غزو روسيا لأوكرانيا. كما من المقرر أن يناقش الوزراء القدرات النووية للحلف قبل التدريبات النووية السنوية له، والحاجة إلى توفير حماية أفضل للبنية التحتية المهمة، بعد أعمال تخريبية وقعت مؤخراً.
ووجّه السفير الأوكراني في ألمانيا، أندريه ميلنيك، الشكر إلى الحكومة الألمانية على توريد أول نظام للدفاع الجوي المتطور، الذي لم تنشره بعد برلين نفسها. وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قال ميلنيك، الأربعاء، إن هذه الخطوة تعني بالنسبة للناس في أوكرانيا حماية أفضل في مواجهة الهجمات.
ووصف ميلنيك ما تم الاتفاق عليه من توريد ثلاثة أنظمة أخرى بأنه خطوة مهمة، وطالب باستكمال هذه الخطوة، مشدداً على ضرورة أن تتخذ الحكومة الألمانية قرارات في هذا الصدد، «حتى لا نحصل على الأنظمة في عام 2024».
وأعلنت أوكرانيا، أنها بدأت في تلقّي أنظمة الدفاع الجوي التي كانت تطالب بها منذ أشهر لإسقاط الصواريخ الروسية بشكل أكثر فعالية، وذلك بعد يومين على القصف الروسي الذي استهدف بشكل خاص البنية التحتية للطاقة الأوكرانية؛ مما أدى إلى انقطاع الكهرباء والماء الساخن عن القرى والبلدات.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف في تغريدة على «تويتر»: «بدأت حقبة جديدة من الدفاع الجوي» في أوكرانيا، مضيفاً أن «(إيريس – تي) الألمانية هنا بالفعل. «(ناسامس) الأميركية ستأتي بعدها».
وأضاف ريزنيكوف، أنّ «هذه مجرّد البداية»، مؤكداً «نحن في حاجة إلى المزيد. ليس هناك شكّ في أنّ روسيا دولة إرهابية. هناك واجب أخلاقي لحماية سماء أوكرانيا من أجل إنقاذ شعبنا».
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع افتراضي لمجموعة السبع، الثلاثاء، بالمساعدة في إنشاء «درع جوي» فوق أوكرانيا، محذّراً من أنّ بوتين «لا يزال يملك وسائل للتصعيد».


مقالات ذات صلة

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.

العالم إسبانيا تستدعي سفير روسيا إثر «هجوم» على حكومتها عبر «تويتر»

إسبانيا تستدعي سفير روسيا إثر «هجوم» على حكومتها عبر «تويتر»

أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية، الجمعة، أنها استدعت السفير الروسي في مدريد، بعد «هجمات» شنتها السفارة على الحكومة عبر موقع «تويتر». وقال متحدث باسم الوزارة، لوكالة «الصحافة الفرنسية»، إن الغرض من الاستدعاء الذي تم الخميس، هو «الاحتجاج على الهجمات ضد الحكومة على مواقع التواصل الاجتماعي».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم {الناتو} يؤكد تسليم أوكرانيا كل المركبات اللازمة لهجوم الربيع

{الناتو} يؤكد تسليم أوكرانيا كل المركبات اللازمة لهجوم الربيع

أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن جميع المركبات القتالية، التي وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتسليمها في الوقت المناسب، تمهيداً لهجوم الربيع المضاد المتوقع الذي قد تشنه كييف، قد وصلت تقريباً. وقال الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، إن «أكثر من 98 في المائة من المركبات القتالية موجودة بالفعل». وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب يوم الأربعاء: «أنا واثق جداً من أننا قدمنا العتاد الذي يحتاجون إليه، وسنواصل الإمدادات للحفاظ على عملياتهم أيضاً».

العالم الناتو يؤكد تسليم كل المركبات القتالية اللازمة لهجوم الربيع الأوكراني

الناتو يؤكد تسليم كل المركبات القتالية اللازمة لهجوم الربيع الأوكراني

أعلن القائد العسكري الأعلى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن جميع المركبات القتالية، التي وعد حلفاء أوكرانيا الغربيون بتسليمها في الوقت المناسب، تمهيداً لهجوم الربيع المضاد المتوقع الذي قد تشنه كييف، قد وصلت تقريباً. وقال الجنرال كريستوفر كافولي، وهو أيضاً القائد الأعلى للقوات الأميركية في أوروبا، إن «أكثر من 98 في المائة من المركبات القتالية موجودة بالفعل». وأضاف في شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي الأربعاء: «أنا واثق جداً من أننا قدمنا العتاد الذي يحتاجون إليه، وسنواصل الإمدادات للحفاظ على عملياتهم أيضاً».

العالم مقاتلات ألمانية وبريطانية تعترض طائرات روسية فوق البلطيق

مقاتلات ألمانية وبريطانية تعترض طائرات روسية فوق البلطيق

اعترضت مقاتلات ألمانية وبريطانية ثلاث طائرات استطلاع روسية في المجال الجوي الدولي فوق بحر البلطيق، حسبما ذكرت القوات الجوية الألمانية اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. ولم تكن الطائرات الثلاث؛ طائرتان مقاتلتان من طراز «إس يو – 27» وطائرة «إليوشين إل – 20»، ترسل إشارات جهاز الإرسال والاستقبال الخاصة بها.

«الشرق الأوسط» (لندن)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.