الجفاف يهدد أهوار العراق بعد سنوات من إدراجها على لائحة التراث العالمي

فنان عراقي صمم لوحة عملاقة على الأرض للفت الانتباه

اللوحة تقع على مساحة 2000 متر مربع والتخطيط لها استغرق 30 يوماً (وكالة الأنباء العراقية)
اللوحة تقع على مساحة 2000 متر مربع والتخطيط لها استغرق 30 يوماً (وكالة الأنباء العراقية)
TT

الجفاف يهدد أهوار العراق بعد سنوات من إدراجها على لائحة التراث العالمي

اللوحة تقع على مساحة 2000 متر مربع والتخطيط لها استغرق 30 يوماً (وكالة الأنباء العراقية)
اللوحة تقع على مساحة 2000 متر مربع والتخطيط لها استغرق 30 يوماً (وكالة الأنباء العراقية)

تترك التغيرات المناخية العالمية وموجة الجفاف التي ضربت العراق منذ 3 سنوات ومرشحة للبقاء في سنتها الرابعة، آثارها السلبية على مجمل مناطق البلاد، لكنها تتحول إلى ما يشبه الكارثة بالنسبة لمناطق الأهوار والمسطحات المائية المنخفضة الكبيرة التي تقع على أطراف محافظات، ذي قار وميسان والبصرة الجنوبية، وتبلغ مساحتها نحو 50 ألف كيلومتر مربع ، ذلك أن مواسم الجفاف المتكررة والسياسات المائية المتعسفة التي تنتهجها تركيا وإيران ضد العراق أسهمت بجفاف أدى إلى تراجع واسع بمساحات الأهوار التي تشتد حاجتها إلى التغذية المائية بشكل متواصل وعلى امتداد فصول السنة وخاصة في فصل الصيف شديد الحرارة.
وما يزيد من قتامة المشهد، بالنسبة لمستقبل البلاد بشكل عام ومناطق الأهوار بشكل خاص التأكيدات الدولية والمحلية حول أن «العراق يعد من أكثر البلدان تأثراً بالتغيرات المناخية» مثلما ورد في تقرير سابق للأمـم المتحدة، صنف العراق كواحد من أكثر خمسة بلدان في العالم تأثراً بالتغيرات المناخية.
وأمس، حذّر وزير البيئة جاسم الفلاحي، من أن «الجفاف الخطر المقبل على العراق، والخزين المائي في العراق في أسوأ حالاته، ومنذ 70 عاماً لم نشهد مثل هذا الانخفاض في معدلات الخزين الاستراتيجي للبلاد».
وقبل يومين، قال مدير دائرة الزراعة في محافظة ذي قار (جنوب البلاد) صالح هادي لوكالة «فرانس برس»: إن «ما يقارب 1200 عائلة من مربي الجواميس والمزارعين من مناطق الأهوار ومناطق أخرى في المحافظة نزحت من مناطقها بسبب شح المياه والجفاف، بحثاً عن مصادر عمل وعيش».
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) أدرجت في يوليو (تموز) 2016 الأهوار على لائحة التراث العالمي بوصفها محميّة طبيعية دولية، لكن ذلك لم ينعكس إيجابا على المنطقة ولم يساهم في إنقاذها من موجات الجفاف التي تتهددها.
وحيال الكارثة المحدقة بمناطق الأهوار والمرشحة للتفاقم، أطلق ناشطون منذ أشهر، حملة «أنقذوا الأهوار» في محاولة إلى لفت انتباه المؤسسات والهيئات المحلية والدولية إلى ما يحدث هناك والسعي لإعادة المياه إليها.
وفي إطار هذه المساعي، نفذ الفنان باسم المهدي، أول من أمس، لوحة فنية عملاقة تمتد لمساحة 2000 متر مربع كتب عليها «أنقذوا الأهوار».
وقال باسم المهدي في بيان: إنه «تم إنشاء أكبر لوحة بالخط الكوفي على أرض مدينة الجبايش (محافظة ميسان) تحمل عبارة أنقذوا الأهوار».
وأضاف، أن «قياس اللوحة بلغ 40×50 متر بمساحة 2000 متر مربع من مادة القصب حصير أو كما تسمى عند سكان الأهوار (البارية) على أرض أهوار مدينة الجبايش التي أجهز عليها الجفاف».
وأوضح أن «العمل تم بدافع ودعم شخصي دون مساعدة أي جهة مستقلة أو حكومية، والتخطيط على اللوحة استغرق نحو شهر، وجرى تنفيذها في يوم كامل».
وفي تصريحات لوكالة الأنباء العراقية الرسمية: «ارتأينا أن تكون اللوحة بهذا الحجم الكبير جداً وبحجم المعاناة التي رأيناها بهذا المكان من ألم وهجرة ونفوق الحيوانات وجفاف الأهوار من الماء، لقد واجهنا صدمة كبيرة وحاولنا أن نعمل شيئاً كبيراً جداً بحجم معاناتهم».
وتابع أن «اللوحة لا يمكن رؤيتها بالواقع من الأرض ويجب رؤيتها من الأعلى (الجو) عبر الأقمار الصناعية أو من خلال محرك غوغل لتصوير هذه المعاناة وإيصال المأساة التي تحدث بسبب جفاف الأهوار».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الإعلام السوري يتابع الانتخابات الأميركية بتحفظ... ويقلل من فوز ترمب

جانب من متابعة نتائج الانتخابات الأميركية في جامعة هوارد في واشنطن (أ.ب)
جانب من متابعة نتائج الانتخابات الأميركية في جامعة هوارد في واشنطن (أ.ب)
TT

الإعلام السوري يتابع الانتخابات الأميركية بتحفظ... ويقلل من فوز ترمب

جانب من متابعة نتائج الانتخابات الأميركية في جامعة هوارد في واشنطن (أ.ب)
جانب من متابعة نتائج الانتخابات الأميركية في جامعة هوارد في واشنطن (أ.ب)

لم يظهر الإعلام الرسمي السوري اهتماماً واضحاً في تغطيته لنتائج الانتخابات الأميركية، واكتفت الصحف الثلاث الرسمية وقنوات التلفزيون، بنشر وبث تقارير نقلاً عن وسائل الإعلام الأجنبية، فيما غابت الانتخابات عن الافتتاحيات ومقالات الرأي والتحليل، ما عدا مقالات قليلة جداً، ركزت قبل يوم على عدم بناء الآمال على الفائز بالرئاسة، سواء كان ديمقراطياً أم جمهورياً.

وفيما لم يتجاوز خبر تغطية الوكالة الرسمية (سانا) لفوز دونالد ترمب بالانتخابات الأميركية، 200 كلمة، كان موقع الحدث في نشرة الأخبار بالتلفزيون الرسمي السوري، غير متقدم.

صحيفة «تشرين» الحكومية، قالت، اليوم الأربعاء، في تقريرها حول نتائج الانتخابات، إن الرئاسة الأميركية «حطت رحالها في عهدة ترمب. وبهذا ينتهي ترقب ويبدأ ‏ترقب آخر داخلياً وخارجياً، أي أميركياً وعالمياً»، وإن حالة «اللا يقين» ستبقى سارية في الداخل الأميركي، من حيث ‏«الفوضى وإمكانية حدوث حرب أهلية أو قلب نتيجة الانتخابات بطريقة أو أخرى، ‏وسط كل ذلك تبقى فرضية اغتيال ترمب قائمة».

وعلى مستوى العالم أضافت «تشرين»، أن «أميركا ستكون في مرحلة ‏انتقالية إلى حين التنصيب الرسمي للرئيس في 20 يناير (كانون الثاني) 2025، حيث ستسري ‏تبعاتها على الصراع الدائر في الشرق الأوسط بلا أدنى شك». مضيفة أنه «سيتبع ذلك مرحلة انتقالية جديدة حتى تتضح ملامح سياسة ترمب في ولايته الثانية» و«تعاطيه مع الصراع في منطقتنا»، بحسب «تشرين»، التي رأت أن لا حاجة ‏إلى العودة لوعود ترمب الانتخابية التي أطلقها في هذا الشأن، لأنها «مجرد وعود لا ‏يُبنى عليها ولا يجب الوقوف عندها أساساً»، وأكدت أن «ما يُبنى عليه هو ما سنراه وما يمكن ‏تطبيقه، وعلى نحو خاص في غزة ولبنان».

بدورها، صحيفة «البعث» الناطقة باسم حزب البعث، اكتفت بنشر تقرير إخباري مقتضب تناول إعلان ترمب فوزه في الانتخابات، ونقلت مقتطفات من خطابه في مقر حملته الانتخابية في ولاية فلوريدا منها قوله: «إنّ ما حدث هو انتصار سياسي غير مسبوق من قبل»، وحول ما يتعلق بسياسته الخارجية القول: «لم نبدأ أي حرب في عهدي السابق، وسنتيح المجال سوياً لمستقبل أميركا العظيم والمجيد»، فيما نشرت وكالة «سانا» خبراً مختزلاً عن أرقام التصويت، نقلاً عن وسائل الإعلام الأميركي، والتلفزيون الرسمي بث نبأ فوز ترمب كخبر ثانوي بعد أخبار غزة ولبنان.

التقرير ذاته نشرته صحيفة «الثورة» التي استبقت نتائج الانتخابات بمقال تساءلت كاتبته: «هاريس أم ترمب... وهل هناك خلاف بينهما حقاً... أم أنهما وجهان لعملة إرهابية تصفوية لأجندات فوضوية وتخريبية واحدة؟!»، لتجيب الكاتبة: «أياً كان الرئيس الأميركي الـ47 فليس علينا أن نتأمل منه الكثير أو حتى القليل، لا سيما إذا ما علمنا أن ترمب وهاريس يجمعهما الولاء المطلق لأمن (إسرائيل) ويدعمان حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة». وفيما يخص سوريا، قالت: «نحن السوريين لن يختلف علينا الأمر أيضاً، فسواء كان الرئيس القادم جمهورياً أم ديمقراطياً... فهو لن يحمل لنا إلا المزيد من الإرهاب، ودعم ميليشياته وتنظيماته الإرهابية على الأراضي السورية، وتشديد الحصار والعقوبات التي تطال السوريين في لقمة عيشهم».

أما صحيفة «الوطن» المقربة من الحكومة، فقالت في تقرير لها نشر قبل صدور النتائج النهائية، إن الانتخابات الأميركية «كشفت مدى التحولات العميقة الحاصلة داخل المجتمع الأميركي». وركزت الصحيفة على «المخاوف الأمنية المستمرة من أعمال شغب واحتجاجات على النتائج المنتظرة».

كما نشرت «الوطن» مقال رأي ركز على سجل السياسات التي اتبعها رؤساء الولايات المتحدة من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، منذ الإعلان عن الكيان الإسرائيلي عام 1948، الذي بحسب الصحيفة: «يؤكد عدم وجود أي فرق أو اختلاف بين هؤلاء الرؤساء تجاه تبني المشروع الصهيوني ودعم إسرائيل».