لواء ألماني في ليتوانيا لحماية الجناح الشرقي لـ«الناتو»

الجنرال الألماني بأحد مواقع قواته في ليتوانيا (د.ب.أ)
الجنرال الألماني بأحد مواقع قواته في ليتوانيا (د.ب.أ)
TT

لواء ألماني في ليتوانيا لحماية الجناح الشرقي لـ«الناتو»

الجنرال الألماني بأحد مواقع قواته في ليتوانيا (د.ب.أ)
الجنرال الألماني بأحد مواقع قواته في ليتوانيا (د.ب.أ)

أفيد الثلاثاء في برلين بأن الجيش الألماني دعم الدفاع عن ليتوانيا بلواء من وحداته القتالية «من أجل حماية أفضل للجناح الشرقي» لحلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال البريغادير جنرال الألماني، كريستيان نافرات، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في القاعدة العسكرية الليتوانية «روكلا»، إنه بالنظر إلى متطلبات الأمن والحماية لشركاء «الناتو» الشرقيين، «فإن دلالة التضامن هذه مهمة للغاية وضرورية للغاية».
وقال نافرات، وهو قائد لواء المشاة الميكانيكي «بانزرغرينادير 41 فوربومرن»: «ندرك أهمية هذا التكليف: طمأنة حلفائنا في دول البلطيق، والعمل على ردع روسيا»، مشيراً إلى أن ألمانيا «تقف بوضوح إلى جانب حلفائها».
وبعد الهجوم الروسي على أوكرانيا، قرر «الناتو» تعزيز حماية جناحه الشرقي. وستقود ألمانيا لواء من قوات قتالية، يضم ما يتراوح بين 3 آلاف و5 آلاف جندي في ليتوانيا. وكان المستشار الألماني أولاف شولتس قد وعد بذلك خلال زيارة لفيلنيوس في يونيو (حزيران) الماضي. وينص التكليف الألماني على الاحتفاظ بالأسلحة والذخيرة في الموقع، على أن تظل غالبية الجنود في وضع الجاهزية في ألمانيا، ويمكن نقلهم بسرعة إلى ليتوانيا في حالة حدوث توتر، مع ضمان جاهزية اللواء في غضون 10 أيام. وقال نافرات إن أكبر التحديات في ذلك ستكون الخدمات اللوجستية ونقل القوات والمعدات.
ومن المقرر أيضاً نقل أجزاء من اللواء إلى ليتوانيا بانتظام للتدريب مع جنود الحلف. وقال نافرات: «نظهر حضورنا من خلال التدريبات والتمارين». ويقوم اللواء بالفعل بالمناورة الأولى «فاست غريفن» في منتصف هذا الشهر بمشاركة نحو 200 جندي ألماني، ونحو 50 مركبة نقل ومركبة قتالية.
ويتولى نافرات وهيئة قيادته تنظيم وتنسيق مشاريع التدريب والتمرين. ووصلت الهيئة القيادية للواء إلى روكلا مطلع سبتمبر (أيلول) الماضي. وسيكون لها وجود دائم في الدولة البلطيقية المنتمية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ولهذا الغرض تم إنشاء ما يسمى «مركز القيادة المتقدم في روكلا»، الذي من المفترض أن ينظم سير الأوامر العسكرية ويتيح الاطلاع على مجريات الأمور في الموقع.
وأعرب نافرات عن رضاه عن ظروف عمل القوات في ليتوانيا، والبنية التحتية في روكلا، وقال: «الليتوانيون يمثلون كرم الضيافة. لقد استقبلونا بحفاوة وأظهروا تقديراً عظيماً لجنودنا. لا شيء ينقصنا هنا».
وتقود ألمانيا في روكلا منذ عام 2017 كتيبة تابعة لحلف شمال الأطلسي قوامها نحو 1600 جندي، ويشكل الألمان أكثر من نصفهم.
وتقع ليتوانيا على حدود منطقة كالينينغراد الروسية، وبيلاروسيا، حليفة موسكو.



الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».