«الليالي البيضاء» و«الأشرعة الحمراء» في سان بطرسبرغ

مدينة عشقها الشاعر الروسي ألكسندر بوشكين

سان بطرسبرغ كانت ولا تزال نموذجا وتجسيدا للوحدة الأوروبية التي يعكسها ذلك التناغم المعماري الفريد النمط من نتاج جهود وعقول ممثلي المدارس الفرنسية مع الإيطالية والألمانية
سان بطرسبرغ كانت ولا تزال نموذجا وتجسيدا للوحدة الأوروبية التي يعكسها ذلك التناغم المعماري الفريد النمط من نتاج جهود وعقول ممثلي المدارس الفرنسية مع الإيطالية والألمانية
TT

«الليالي البيضاء» و«الأشرعة الحمراء» في سان بطرسبرغ

سان بطرسبرغ كانت ولا تزال نموذجا وتجسيدا للوحدة الأوروبية التي يعكسها ذلك التناغم المعماري الفريد النمط من نتاج جهود وعقول ممثلي المدارس الفرنسية مع الإيطالية والألمانية
سان بطرسبرغ كانت ولا تزال نموذجا وتجسيدا للوحدة الأوروبية التي يعكسها ذلك التناغم المعماري الفريد النمط من نتاج جهود وعقول ممثلي المدارس الفرنسية مع الإيطالية والألمانية

ليالي البهجة في سان بطرسبرغ... الليالي البيضاء.. «جميلة.. جميلة. جمالا لا نراه إلا حين نكون في ريعان الشباب أيها القراء الأحبة! السماء تتلألأ فيها النجوم، وتبلغ من الصفاء أن المرء يتساءل على الرغم منه حين ينظر إليها.. هل يمكن تحت مثل هذه السماء أن يعيش أناس يملأ قلوبهم البغض، وتعبث بنفوسهم النزوات». هذا ما كتبه الأديب الروسي ذائع الصيت فيدور دوستويفسكي في رائعته «الليالي البيضاء» عن ظاهرة تتفرد بها هذه المدينة وإن نازعتها فيها كثير من بلدان الشمال.
وكما استعرض دوستويفسكي أحداث قصته «الليالي البيضاء» في ليالٍ أربع سرد خلالها ما سمي «الفانتازيا الرومانسية»، قد يكون من الممكن أن نستعرض ما قُيض لنا أن نعيشه من ليال بلغت وبمحض الصدفة أيضا أربعا، بين أحضان مدينة كانت ولا تزال تثير في النفس لوعة وفي القلب شجونا.
على ضفاف نهر «نيفا»، وحيث تتعانق روافده مع الخليج الفنلندي شمال شرقي بحر البلطيق شمال غربي روسيا، تحملنا الذكريات لنسترجع معها خلود اللحظة والموقع، يوم توقف بطرس الأول قيصر روسيا الجموح مع بزوغ فجر القرن الثامن عشر، ليمسح بناظريه ذلك المكان بحثا عن موقع يصلح خطا للدفاع الأول في مواجهة ملوك السويد وفرسان الفايكنغ الذين طالما استباحوا حرمة الأراضي الروسية.
على ضفاف نهر «نيفا» نتوقف.. نرمق بناظرينا بطرس الأول في تحفته التذكارية من إهداء يكاتيرينا الثانية، تخليدا لمأثرة كانت ولا تزال مفخرة روسيا على مر التاريخ. شَخَصَ مؤسس روسيا الحديثة وقد امتطى صهوة فرس جموح، باسطا يده صوب النهر عاليا، في حزم وقوة وكأنه إعلان عن قراره التاريخي حول إنشاء عاصمته الجديدة سان بطرسبرغ في هذا المكان، في لحظة تاريخية خلدها شاعر روسيا العظيم الكسندر بوشكين ذو الأصول الأفريقية في رائعته الشعرية «الفارس النحاسي».
إنها لينينغراد أو بيتر.. أو بيتروغراد.. أو سان بطرسبرغ. ليس مهما أي الأسماء أقرب إلى القلب والعقل. المهم أن كلا من هذه الأسماء والتسميات عنوان للوحة فنية شديدة التميز. لينينغراد بشوارعها ومبانيها، بقنواتها التي يبلغ عددها 93 قناة، وجزرها التي تجاوزت المائة، بجسورها التي يعدونها 342، وضواحيها المفرطة في الأناقة، كانت ولا تزال مفردات موسوعة أدبية ضمت بين دفتيها إبداعات أبرز رموز الأدب والثقافة والفنون على مر العصور. ولكم سجلنا غير مرة وعلى صفحات «الشرق الأوسط»، في ذكرياتنا مع هذه المدينة التي طالما أثارت المشاعر وهزت النفس من الأعماق، أنها «أنيقة في غير تكلف، جميلة في غير تبرج، معالمها تبدو منسجمة في وفاق مع الكثير مما يجيش في نفوس المحبين والعشاق. نسماتها مفعمة بأطياب تاريخ تتسلل إلى النفس لتشيع أجواء البهجة المفعمة بقليل من الأسى، حزنا ولوعة على ما كان وهو كثيرة صفحاته على مر تاريخ الأمس القريب».
سان بطرسبرغ.. أو لينينغراد أيهما أحب إلى القلب والنفس، تدعوك إلى أن تنضو القناع، فتأتيها ملبيا نداء يكتنفه غموض كثير، تنزلق في خطوات وجلة بحثا عما قد يعينك على مواجهة تبعات جنون غرام اللحظة.. فالمدن مثلها مثل البشر. قد تسلبك الفؤاد لتقع في غرامها من النظرة الأولى. إنها سيدة المدائن التي تأسر القلوب بلياليها البيضاء، وسمائها المرصعة بنجوم الفن والشعر والأدب والموسيقى. إنها المدينة التي يحترق معها الكيان تحت وطأة كبريائها الجميل.
التاريخ يقول إن بطرس الأعظم باني روسيا الحديثة، كان أسير رغبة جارفة راودته بعد أول انتصار بحري باهر أحرزه على ملك السويد كارل الثاني وحمله إلى مشارف بحر البلطيق، في أن يجد ضالته في هذا المكان. آنذاك اختار بطرس الأول مؤسس روسيا الحديثة وأحد أهم رموز نهضتها في ذلك الزمان إحدى الجزر المتناثرة في دلتا نهر النيفا لتكون قلعة الصمود، وأطلق عليها اسم اثنين من حواريي السيد المسيح «بطرس وبافيل»، وكانت النقطة التي انطلقت منها أكبر عملية بناء في تاريخ الدولة الروسية الحديثة. في مايو (أيار) 1703، أي مع مطلع القرن الثامن عشر، ظهرت المدينة التي أطلق عليها بطرس الأكبر اسم «القديس بطرس - سان بيتر»، وأضاف إليه «برغ» أي «المدينة» بالألمانية ليكتمل الاسم.. «سان بطرسبرغ» أو «سان بيترسبورغ». وسرعان ما ترامت أطرافها لتتحول تدريجيا إلى العاصمة الجديدة للدولة الروسية والتي طالما كانت ولا تزال «العاصمة الشمالية» أو «العاصمة الثقافية».
إذن يستمد التاريخ أصوله من بداية قرن يصفونه بالجنون والحكمة. هكذا قال أديب عصره الذائع الصيت ألكسندر راديشيف، الذي سجل بعضا من ملامح تلك الحقبة التاريخية في كتابه «رحلة من بيتربرغ إلى موسكو» الذي صادرته السلطات القيصرية في حينه وكان مبررا لنفي مؤلفه إلى سيبيريا.
وإذا كان تاريخ المدينة يستمد أصوله من بداية قرن وصفه راديشيف بأنه خليط بين الحكمة والجنون، فإن ما تلا ذلك من أحداث كان أقرب إلى الجنون منه إلى الحكمة، وإن رأى البعض ما هو على النقيض من ذلك. ولعل ما شهدته هذه المدينة الجميلة الرقيقة التي تحمل عن جدارة واستحقاق اسم العاصمة الثقافية للدولة الروسية على امتداد تاريخها من «كرنفال» يكشف عن مدى مأساوية وقوع حكامها في شرك تغييرات الأسماء التاريخية، ومنها الاسم القديم للمدينة والذي كان اختاره لها مؤسسها بطرس الأعظم. فمع أولى سنوات الحرب العالمية الأولى أعلن قيصر روسيا عن رغبة في إطلاق اسم قيصر روسيا الأعظم «بطرس الأكبر» على المدينة والتخلص من «برغ» الألمانية في «سان بطرسبرغ» واختيار «غراد» السلافية - الروسية، وكلتاهما تعني «مدينة»، مؤكدا ذلك في اختيار «بيتروغراد» اسما جديدا للعاصمة نسبة إلى مؤسسها بيتر أو بطرس الأعظم. وإذا كان القيصر قد انزلق إلى مخاطر التلاعب بالتاريخ، فلم يكن البلاشفة أحسن حالا، حيث سرعان ما أعلنوا فرمانهم حول إطلاق اسم زعيم ثورة أكتوبر (تشرين الأول) «لينين» على المدينة تخليدا لذكراه عقب وفاته في عام 1924، ولم يكن قد مضى على إقرار الاسم القديم أكثر من عشرة أعوام.
ومع الذكريات نمضي لنشير إلى أن قسوة اللحظة ووحشة المكان وما تكبدته المدينة من مشاق وآلام الصمود، لم تكن لتحول دون تحقيق أفضل الفنون والإبداعات ومنها «سيمفونية لينينغراد» التي خلدها ابن المدينة الموسيقار ديمتري شوستاكوفيتش فيما عرفه العالم تحت اسم «السيمفونية السابعة».
أصاخ الموسيقار الشاب السمع ليسجل نبض الوطن في أغنية «الانتصار». شحذت لحظات الحصار مشاعره التي انسابت رقيقة حالمة لتسجل ما يحلو للبعض تسميته «سيمفونية لينينغراد»، ولذا لم يكن غريبا أن تكون هذه النغمات الحالمة مقدمة لما سجلته ريشة الأديب الروسي ألكسي تولستوي: «إنها تدفعك إلى طريق رائع تحفه الأفكار والعواطف وعالم حافل بالأضواء التي تمسك بتلابيبك لتطيح بك كالعاصفة، إلى أن تجد نفسك مسترخيا في هدوء على شاطئ الأحلام.. شاطئ المستقبل». على أن الأحداث التي تواترت دموية عاصفة، سرعان ما دفعت القائمين على أمور المدينة البطلة إلى التعجل بترحيل الصغار والعجزة ومعهم أبرز العلماء والفنانين إلى أعماق البلاد حفاظا على حياتهم، وتحسبا لمستقبل هم كنوزه وذخيرته. ولذا لم يكن غريبا أن يكون شوستاكوفيتش في صدارة هؤلاء الذين تقرر ترحيلهم في فبراير (شباط) 1942 إلى كويبيشيف على ضفاف نهر الفولجا. ولم يكن غريبا أيضا أن يستكمل شوستاكوفيتش سيمفونيته ليعزفها في الخامس من مارس (آذار) من العام نفسه مع أوركسترا مسرح البولشوي الذي سبقه إلى هناك.
سان بطرسبرغ كانت ولا تزال نموذجا وتجسيدا للوحدة الأوروبية التي يعكسها ذلك الانسامبل المعماري الفريد النمط من نتاج جهود وعقول ممثلي المدارس الفرنسية مع الإيطالية والألمانية. وتحت وقع هذا وذاك يجد المرء نفسه وقد أسرع الخطى صوب واحد من أهم وأجمل معالم المدينة.. صوب متحف الأرميتاج، أو الهيرميتاج» أكبر متاحف الدولة الروسية وأكثرها شهرة وأقدمها تاريخا. هنا يجد المرء نفسه بين أحضان عالم الأحلام ونفائس التاريخ.
فالمكان مجموعة من القصور تناغمت فيما بينها لتشكل سيمفونية معمارية لم ينل منها التباعد الزمني. إنه الأرميتاج الذي يستمد بدايته من نزوة جميلة لقيصرة روسيا الأشهر يكاتيرينا الثانية التي أهدت المدينة «فارسها النحاسي» - «تمثال بطرس الأكبر» على ضفاف النهر، على مبعدة خطوات من هذا المكان. قصر صغير شيده المعماري الذائع الصيت آنذاك فالين ديلاموت أرادته ملحقا للقصر الكبير بحثا عن عزلة مع النفس والذات مما استحق معه تسمية «الهيرميتاج – أو الأرميتاج»، هذا القصر سرعان ما بدا في اتساق وانسجام مع القصور الأربعة التي تجاورت على ضفاف نهرها الخالد «نيفا»: قصر الشتاء مقر حكم القياصرة من تصميم المعماري المعروف راستريللى، وقصر الأرميتاج الكبير أو القديم للمعماري فيلتين، ثم مسرح القصر لكفارينغي، وأخيرا الأرميتاج الجديد للمعماري كليفيتس. هذا الانسامبل المعماري سرعان ما تحول إلى واحد من أهم معالم الدولة الروسية. تقول الأدبيات التاريخية إن بطرس الأول مؤسس روسيا الحديثة خَلّده من خلال هواية جمع التحف واللوحات الفنية الثمينة. قالوا إن لوحة لفنان مجهول حملت اسم «محاكمة المسيح» أطلقت العنان لرغبة دفينة في اقتناء كل ما يمكن أن يعني لاحقا الخلود للزمان والمكان. البداية تمثلت في فرمان قيصري يقضي بجمع كل الأعمال الفنية العالية القيمة والتماثيل والمشغولات الذهبية والفضية والتي يمكن أن تشكل لاحقا مجموعة فنية متكاملة. أما الخطوة الثانية فتمثلت في 255 لوحة فنية اقتنتها يكاتيرينا الثانية في مدينة برلين تخليصا لدين لم يستطع أحد كبار التجار الألمان سداده. وكانت غالبية هذه اللوحات من أعمال مشاهير الفنانين الهولنديين والألمان ومنها «بورتريه الشاب الذي يمسك بالقفاز» من روائع الفنان فرانس هالس من المدرسة الألمانية. وقد ساهمت علاقات يكاتيرينا مع الأصدقاء الفرنسيين في تنمية ذوقها الفني إلى جانب ما بذله سفيرها في باريس الأمير جوليتسين من جهود لجمع كل ما تقع عليه عيناه من ذخائر فنية في الخارج. ويذكر التاريخ أن جوليتسين جمع عددا هائلا من الأعمال الفنية التي سارع بإرسالها على متن باخرة شاء حظه العاثر أن تلقى حتفها في أعماق بحر البلطيق على مقربة من الشواطئ الفنلندية، وإن قالت المصادر التاريخية إن الحظ كان قد أسعده بتخلف إحدى أثمن اللوحات عن اللحاق بزميلاتها وهي لوحة «عودة الابن الضال» للفنان ريمبرانت التي تزين مع زميلتها «دانايا» جناحه الممهور باسمه في الطابق الثاني بمتحف الأرميتاج وسط إجراءات أمن مشددة لها ما يبررها. ففي عام 1985 وفي حادث مأساوي عجيب تعرضت «دانايا» التي تمثل صورة لابنة القيصر الأسطوري أركيس وقد استلقت عارية على إحدى الأرائك، لمحاولة خرقاء من جانب معتوه فاجأ زوار المتحف آنذاك بقذفها بمحلول حارق سرعان ما أتبعه بطعنتين غادرتين، تضافرت جهود كل الأوساط الفنية العالمية لتلافي ما لحق باللوحة من آثار مميتة وإعادتها إلى الأضواء التي تتمتع بها اليوم داخل إطار زجاجي واق من الرصاص مع عدد آخر من مثيلاتها في الأرميتاج اليوم. وليس ثمة شك في أن هذا المكان الذي يضم بين جنباته ما يزيد على ثلاثة ملايين ونصف مليون قطعة فنية يظل متفرد المكانة بوصفه أسطورة فنية وملحمة رائعة مفرداتها أروقة وديكورات مفرطة في الأناقة بغير تكلف، مما يجعله يبدو أشبه بدعوة رقيقة إلى تناسي ترهات الماضي، والتسامي فوق أحزان التاريخ.
على أن صورة سان بطرسبرغ لا يمكن أن تكتمل إذا خلت من ضواحيها بما تضمه بين جنباتها من قصور وتراث ثقافي تاريخي يحار المرء أمام مواهب وعبقرية مبدعيه. فمن ضاحية «بيترغوف» بنوافيرها الرائعة المبهرة وقصورها التاريخية، إلى مدن بوشكين، وتسارسكويه سيلو (قرية القيصر)، تتقافز الخطى لتحملنا إلى ستريلنا. في هذه الضاحية تصافح الأنظار قصر قسطنطين الذي أراده بطرس الأكبر «فرساي روسيا الحديثة»، وهو القصر الذي أعاده إلى الحياة فلاديمير بوتين ابن لينينغراد وقيصر روسيا الحديثة، في الذكرى الثلاثمائة لتأسيس المدينة في عام 2003 ليكون رمزا جديدا للمدينة جنوب الخليج الفنلندي لبحر البلطيق. وكان بوتين استطاع من خلال هذا القصر إبهار ضيوفه من زعماء أوروبا والعالم ممن شاركوه الاحتفالات الأسطورية بهذه المناسبة، وعاد ليدخل عليه الكثير من التجديدات في إطار استعداد روسيا لاستضافة قمة الثمانية الكبار في سان بطرسبرغ في عام 2006.
ولا يسعنا في ختام حكاياتنا من سان بطرسبرغ عن سان بطرسبرغ، إلا أن نردد مع عشاقها في الشرق والغرب ما سبق وقاله شاعر روسيا العظيم ألكسندر بوشكين في رائعته «الفارس النحاسي».. «يا رائعة بطرس.. إني أعشقك».



إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».