أعلنت كوريا الشمالية، الاثنين، أنها أجرت محاكاة لضربات «نووية تكتيكية» خلال الأسبوعين الماضيين، بإشراف الزعيم كيم جونغ أون شخصياً، رداً على «التهديد العسكري» الذي قالت إن الولايات المتحدة وحلفاءها يمثلونه، وفق وكالة الأنباء الرسمية في بيونغ يانغ.
وأضافت الوكالة، أن عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية التي نفذتها كوريا الشمالية كانت «محاكاة لحرب حقيقية»، موضحة أن التدريبات تضمنت «محاكاة لتحميل رؤوس نووية تكتيكية» على متن صاروخ جرى إطلاقه بعد ذلك، من صومعة في شمال غربي البلاد في 25 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وشملت الاختبارات الأخرى التي أجريت في الأيام التالية، محاكاة لـ«تحييد مطارات» في كوريا الجنوبية، و«ضرب مراكز القيادة الرئيسية»، و«الموانئ الرئيسية للأعداء». وذكرت الوكالة، أن الصاروخ الذي حلّق فوق اليابان في 4 أكتوبر (تشرين الأول) كان «نوعاً جديداً من الصواريخ الباليستية المتوسطة المدى أرض – أرض». وقطع الصاروخ 4500 كيلومتر قبل أن يسقط في المحيط الهادئ، وهو ما يقدر الخبراء أنها أطول مسافة قطعها حتى الآن مقذوف كوري شمالي في أثناء الاختبار.
وربطت الوكالة هذه الاختبارات، بالمناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في المنطقة، التي وصفتها بأنها «موقف مؤسف يزيد حدة التوتر، ويشكل تهديداً عسكرياً مفتوحاً» لكوريا الشمالية. وذكرت أن كيم جونغ أون، الأمين العام لـ«حزب العمال الكوري»، ورئيس لجنته العسكرية المركزية، «قاد التدريبات العسكرية على الأرض».
ونشرت الوكالة، الاثنين، الكثير من الصور لكيم، ولعمليات الإطلاق الصاروخية. وظهر في الصور مرتدياً قميصاً أبيض، ومبتسماً وهو يعطي التعليمات لجنود يرتدون بزات عسكرية. كما ظهر في بعض الصور، وهو يتابع تحليق صواريخ مخلفة أعمدة من النيران. ونقلت الوكالة عنه رفضه فكرة إعادة إطلاق محادثات، معتبراً أن كوريا الشمالية «لا ترى ضرورة للقيام بذلك».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1579552782553649158
وأطلق نظام بيونغ يانغ 7 صواريخ باليستية خلال الأسبوعين الماضيين. وحلّق أحدها فوق اليابان للمرة الأولى منذ 2017. ويتوقع المجتمع الدولي أن تجري كوريا الشمالية قريباً تجربة نووية ستكون أيضاً الأولى من نوعها منذ 5 سنوات. وفي مواجهة هذا التهديد المتزايد، كثفت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تعاونها العسكري. وأجرت الدول الثلاث مناورات بحرية وجوية واسعة حول شبه الجزيرة الكورية في الأسابيع الأخيرة، شملت خصوصاً نشر حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس رونالد ريغان»، العاملة بالطاقة النووية، لكن كوريا الشمالية تعتبر هذه المناورات بمثابة «استعداد لغزو أراضيها». ورداً على ذلك، نظمت وحدات «الجيش الشعبي الكوري»، المسؤولة عن استخدام الأسلحة النووية التكتيكية، تدريبات عسكرية من 25 سبتمبر إلى 9 أكتوبر، «بهدف اختبار وتقييم قدرة الردع والهجوم النووي المضاد» للبلاد، وهو ما يمثل «تحذيراً شديداً للأعداء»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، الاثنين.
وأقرّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية بتقارير الوكالة الكورية الشمالية، وأشار بدوره إلى التدريبات المشتركة بقيادة أميركية في المنطقة. وقال ماو نينغ، في مؤتمر صحافي روتيني: «أخذنا علماً بالتقارير ذات الصلة. كما أخذنا علماً بالمناورات (الأميركية - اليابانية - الكورية الجنوبية) المشتركة في البحار في محيط جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية».
وأجرت كوريا الشمالية عدداً قياسياً من التجارب منذ بداية العام. وقد تبنت عقيدة جديدة في سبتمبر، تؤكد أن وضعها بصفتها قوة نووية «لا رجعة عنه». وقال المحلل الأمني أنكيت باندا: «إنهم يبحثون عن التزود بسلاح نووي تكتيكي، هذا أمر مؤكد»، مضيفاً أنه يشتبه في أنهم «سيعملون تدريجياً على تحويل الكثير من صواريخهم الجديدة القصيرة المدى، إلى أسلحة نووية».
وأضاف: «أخشى أن تكون هذه بداية ديناميكية خطرة في شبه الجزيرة الكورية؛ حيث لدينا دولتان تتنافسان بشكل حاد، وأمام كل منهما حوافز قوية لإطلاق النار أولاً خلال أزمة خطيرة».
كوريا الشمالية تعلن إجراء محاكاة لضربات «نووية تكتيكية»
كيم جونغ أون «قاد التدريبات شخصياً على الأرض»
كوريا الشمالية تعلن إجراء محاكاة لضربات «نووية تكتيكية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة