تحركات سياسية وعسكرية لنواب «مجلس القيادة» اليمني لردع الحوثي

الزبيدي يوجه بتكثيف برامج التدريب للجنود... وقائد قوات العمالقة يلتقى مسؤولاً يابانياً

محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة ملتقياً الدبلوماسي الياباني (سبأ نت)
محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة ملتقياً الدبلوماسي الياباني (سبأ نت)
TT

تحركات سياسية وعسكرية لنواب «مجلس القيادة» اليمني لردع الحوثي

محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة ملتقياً الدبلوماسي الياباني (سبأ نت)
محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة ملتقياً الدبلوماسي الياباني (سبأ نت)

وجّه نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي بالردع الحازم والقوي لاعتداءات ميليشيات الحوثي، ورفع اليقظة والجاهزية العسكرية في المحاور القتالية.
وفي لقاء الزبيدي، الأحد، بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، بوزير الدفاع اليمني اللواء محسن الداعري، اطلع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي على مستجدات الأوضاع العسكرية في جبهات المواجهة مع ميليشيا الحوثي، ومستوى الاستعداد القتالي لمواجهة اعتداءات الميليشيا التي أعقبت انتهاء الهدنة الأممية، بحسب ما تناقلته وسائل إعلام محلية.
وشدد الزبيدي على «أهمية رفع اليقظة العسكرية، والرد بكل قوة وحزم على أي محاولة تعدٍ على القوات العسكرية المرابطة في جميع الجبهات، والتنبه لأي محاولة تسلل أو توغل قد تقدم عليها عناصر الميليشيات الحوثية إلى مواقع التماس».
وطالب نائب الرئيس بتكثيف برامج التدريب والتأهيل للقادة والأفراد، بما يمكّنهم من مواكبة التطورات المتلاحقة في العلوم العسكرية، مبدياً استعداده «لتقديم كل ما من شأنه أن يعزز أداء منتسبي القوات المسلحة، وإكسابهم المهارات اللازمة للتعامل مع جميع المواقف بكفاءة واقتدار».
من جهته، توقع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن العميد عبد الرحمن المحرمي، الأحد، اندلاع انتفاضة داخلية «قريباً» ضد ميليشيات الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وفي لقاء نائب الرئيس، وقائد قوات العمالقة، مع القائم بأعمال السفير الياباني لدى اليمن، كازوهيرو هيجاشي، أشار المحرمي إلى أن «ميليشيات الحوثي الانقلابية ترفض كل الدعوات المحلية والإقليمية والدولية للتجاوب وقبول الهدنة».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن المحرمي قوله، خلال لقائه بالدبلوماسي الياباني: «نحن عشاق سلام، ومع السلام، لكننا لن نسمح لجماعات ميليشياوية انقلابية أن تتحكم بمصير الشعب اليمني»، مضيفاً: «ندرك أن الحوثي ليست له أي حاضنة في الجنوب وفي المحافظات الشمالية، وأنه يحكم بالنار والحديد، ونتوقع أن تنتفض تلك المحافظات قريباً ويسقط الحوثي من داخله».
وجدّد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب، اللواء سلطان العرادة، التأكيد على أن المجلس لن يقف مكتوف الأيدي أمام رفض ميليشيات الحوثي الانقلابية الموافقة على مبادرة تمديد الهدنة الإنسانية، لافتاً إلى توفر الخيارات أمام المجلس الرئاسي للتعامل مع تهديدات الميليشيات للشركات الأجنبية والمحلية العاملة في قطاعي الملاحة والنفط وأي تصعيد عسكري محتمل من قبلها.
وذكرت «سبأ» أن العرادة التقى أيضاً القائم بأعمال السفير الياباني هيجاشي، وأوضح خلال اللقاء أن المجلس بقيادة الرئيس رشاد العليمي والحكومة اليمنية يبذلان جهودهما المستمرة لإحلال السلام وتقدم التنازلات التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعب اليمني، على الرغم من تعنت الميليشيات الانقلابية ورفضها للدعوات المحلية والإقليمية والدولية كافة من أجل الجنوح للسلام.
وأشاد المجلس الرئاسي بالدعم الياباني للشرعية الدستورية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي وحكومة الكفاءات، وبالموقف الواضح من ميليشيات الحوثي الانقلابية، معرباً عن تطلعه إلى تعزيز وتطوير العلاقة بين البلدين الصديقين لخدمة المصالح المشتركة.
ألحقت قوات الجيش اليمني خسائر فادحة في صفوف ميليشيات الحوثي في جبهة الحد بيافع المحاذية لمحافظة البيضاء، وقال قائد محور يافع العميد عبد العزيز المنصوري إن القوات المشتركة المرابطة على طول جبهة يافع خاضت مواجهات مع الميليشيات الحوثية، مضيفاً أن المواجهات نشبت عقب تكرار الميليشيات تنفيذ أعمال عدائية، وقوبلت برد حازم.
وأسفرت المواجهات عن إلحاق خسائر كبيرة في صفوف الميليشيات ومقتل جنديين من قوات الشرعية؛ حيث تستهدف ميليشيات الحوثي تحقيق اختراق على الطريق الرابط بين صنعاء وعدن، وتمر منه يومياً آلاف الناقلات والمؤن الغذائية للشعب اليمني في المحافظات غير المحررة.
وتحدثت مصادر عسكرية عن دفع ميليشيات الحوثي بدوريات وآليات وعشرات من عناصرها، بينهم عناصر متطرفة من «القاعدة» و«داعش» إلى مديرية الزاهر في البيضاء وعلى تخوم جبهة «الحد» يافع ولحج.
وكانت قوات الجيش أفشلت الأربعاء الماضي هجمات لميليشيات الحوثي، تهدف إلى الوصول إلى جبل العر الاستراتيجي الذي يطل على مساحات واسعة من منطقة يافع بمحافظة لحج، جنوب اليمن، وكانت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران صعّدت هجماتها خلال الأيام الماضية، عقب رفضها تجديد الهدنة المنتهية في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وتشن هجماتها ضد مواقع قوات الجيش الوطني والمقاومة في محاور القتال الجنوبية والغربية والشرقية، وتصدت هذه القوات للهجمات الحوثية وكبدت الميليشيات خسائر كبيرة.
دخل اليمن من جديد في مرحلة شك قد تعيده إلى دوامة الحرب التي يتوقع أن تكون أكثر حدة وتصعيداً، وهو الوضع الذي يثير مخاوف من عودة البلاد إلى الاقتتال وسط أزمة داخلية ودولية.
ولم تعد الهدنة قائمة في اليمن منذ 2 أكتوبر الحالي، الذي كان آخر يوم في عمرها، الذي استمر 6 أشهر، بدون نجاح طرفي النزاع في تجديدها، وهو ما يثير كثيراً من المخاوف من اندلاع الحرب من جديد والدخول في تصعيد عسكري مفتوح على عدة احتمالات.
وتجددت المعارك خلال الأيام الأولى من انتهاء الهدنة بين قوات الجيش اليمني وميليشيا الحوثي في مناطق متفرقة بالبلاد، في وقتٍ تهدد الميليشيا بتوسيع تصعيدها العسكري خارجياً باتجاه السعودية والإمارات، فهل يقتصر تصعيد الحوثي داخلياً، أم يصل للبلدين الخليجيين؛ خصوصاً المملكة الأكثر تضرراً سابقاً من هجمات الميليشيا المدعومة إيرانياً؟
ووقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش اليمني وميليشيات الحوثي، في محافظتي الضالع وتعز، وسط وجنوب غربي البلاد، فيما شهدت محافظة مأرب مواجهات هي الأعنف، وذكر الجيش اليمني والمقاومة والتشكيلات العسكرية المختلفة في بيانات متفرقة أنه منذ الساعات الأولى التي أعقبت انهيار الهدنة؛ شن الانقلابيون هجمات عدة في عدة محاور، وأنه جرى التصدي لها دون أن تحرز الميليشيات أي تقدم.

انفجارات عنيفة في صنعاء
شهدت صنعاء عدداً من الانفجارات العنيفة في مناطق متفرقة، دون أن يتم الكشف عن أسبابها، في حين أكد السكان أن هذه الانفجارات وقعت بسبب محاولات الميليشيات إطلاق صواريخ باليستية باتجاه عدد من المحافظات الشرقية، تنفيذاً لتهديدها باستهداف المنشآت والشركات النفطية في البلاد.
ويوم الجمعة الماضي، أعلنت وسائل إعلام يمنية مقتل حزام العقيد حزام الصيادي في مواجهات مع الميليشيات الحوثية. والصيادي قائد عسكري بارز في الجيش اليمني، وقائد أركان حرب اللواء الأول - قوات خاصة، التابع للمنطقة العسكرية الخامسة.
وألحقت الميليشيات الحوثية تهديداتها باستهداف المنشآت النفطية في الداخل، بالتهديد باستهداف مثيلاتها في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وسارع القيادي الحوثي يحيى سريع إلى تحذير الشركات النفطية العاملة في السعودية والإمارات من استهدافها عبر تغريدات له في «تويتر».
وبحسب مراقبين؛ فإن الميليشيات الحوثية تستغل أزمة الطاقة العالمية لابتزاز المجتمع الدولي، وإجباره على القبول بشروطها لتجديد الهدنة، وذلك من خلال التهديد باستهداف المنشآت الحيوية والنفطية التي سيؤدي تضررها إلى مفاقمة تلك الأزمة.
وأطلق عضو ما يُعرف بـ«المجلس السياسي الأعلى» للميليشيات، محمد علي الحوثي، تهديداً بقوله: «لدينا طائرات تعرف وجهتها رغم الحظر الجوي»، في إشارة إلى الطائرات المسيرة للميليشيات، وذلك تعليقاً على بيان مجلس الأمن الأخير، متهماً البيان بالتطرف.
وفي السياق نفسه، ذكر القيادي في الميليشيات الحوثية محمد البخيتي لوسائل إعلام إيرانية أنّ الميليشيات «حققت تطوراً في مجال الصواريخ البحرية التي سيكون لها دور فاعل في حسم المعركة»، زاعماً امتلاكها القدرة والجرأة على ضرب المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، في حال لم يتم الاستجابة لمطالبها.
واشترط البخيتي زيادة عدد الرحلات الجوية والوجهات وفتح ميناء الحديدة ودفع الرواتب لتجنب استمرار الحرب، كما ادعى؛ وذكر أن الميليشيات تمتلك القدرة والجرأة على ضرب المنشآت النفطية السعودية والإماراتية في حال لم يتم الاستجابة لمطالبها، كما جاء في تصريحاته.
وفي سياق آخر، أعلن مصدر عسكري مقتل 4 جنود وإصابة 3 آخرين من القوات العسكرية، الأحد، في محافظة أبين، جنوب البلاد.
وقال المصدر العسكري، لوكالة الأنباء الألمانية، إن ذلك جاء نتيجة انفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما عناصر «تنظيم القاعدة» في مدخل وادي عمران التابع لمديرية المحفد في أبين، مفيداً باستمرار القوات العسكرية في تطهير بقية المناطق في أبين من عناصر التنظيم.
وأعلن خلال الأيام الماضية عن تحرير مديرية المحفد، وطرد عناصر «تنظيم القاعدة» منها ضمن العملية العسكرية المعروفة بـ«سهام الشرق»، التي تهدف إلى ملاحقة عناصر «القاعدة» في محافظة أبين التي تنشط فيها عناصر التنظيم، إلى جانب عدد من المحافظات جنوب وشرق البلاد، مستغلة الضعف الأمني والظروف الناجمة عن الحرب التي تشهدها البلاد منذ 8 سنوات.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.