شاشة الناقد: فيلمان جديدان من الوسترن المعاصر

من «فرونتيرا» مع مايكل بينا
من «فرونتيرا» مع مايكل بينا
TT

شاشة الناقد: فيلمان جديدان من الوسترن المعاصر

من «فرونتيرا» مع مايكل بينا
من «فرونتيرا» مع مايكل بينا

Frontera
‫إخراج: مايكل بيري‬
تمثيل: إد هاريس، مايكل بينا، آمي ماديغن.

> «على الحدود» دراما تتحدّث عن الأميركي كما عن المكسيكي في حكاية كانت تستحق أكثر مما أتت به وعليه، لكنها ما زالت جيّدة في معانيها وأبعادها. روي (إد هاريس) يملك مزرعة كبيرة على تلك الحدود. مكسيكيان هما ميغويل (مايكل بينا) وجوزي (مايكل راي إسكاميلا) مهاجران غير شرعيين يلتقيان بزوجته (زوجته في الواقع آمي ماديغن) خلال جولتها في الصحراء. في الوقت ذاته، هناك ثلاثة مراهقين أميركيين (بيض) يطلقون النار بقصد تخويف المكسيكيين. الحصان الذي يحمل أوليڤيا يرتعب وتقع عنه فوق حجر. المراهقون يهربون. جوزي يفر من المكان لكن ميغويل يبقى للمساعدة. حين يصل الزوج يعتقد أن ميغويل مسؤول وميغويل يهرب. التحقيق سيتّجه أولاً لاعتبار أن ميغويل هو الجاني، لكن الحقائق ستتبدّى وأحد هؤلاء الأولاد هو ابن شريف البلدة الذي يطلب من روي عدم زج ابنه في الموضوع. لا يتوقف البحث عن هذه العلاقة بين الأميركي والمكسيكي بل يمضي ليشمل نقدًا للقانون وللعنصرية المبيّتة لدى البيض. كذلك يصوّر ذئاب عصابات تهريب البشر المكسيكية وما يفعلونه باللاجئين سرقة واغتصابًا. على الجانب التقني، ليس هناك الكثير مما يمكن الإشارة إليه. المخرج (الجديد) مايكل بَري يعمد إلى الهدوء وينجز منه القدر ذاته من التشويق الذي كان يمكن إنجازه من فيلم كثير الحركة ومفتعل المواقف.
‪‬
Wild Horses ‬
‬‫إخراج: روبرت دوڤال‬
تمثيل: روبرت دوڤال، جيمس فرانكو، جوش هارتنت.

> أول فيلم يخرجه روبرت دوڤال منذ 13 سنة عندما حقق «تانغو الاغتيال» Assassination Tango سنة 2002. كتب السيناريو (كعادته) بنفسه، لكنه لا يبدو أنه اكترث لاستكمال وجهاته المتعددة. هناك خيوط متروكة بلا بحث مطلوب وتوليف ينتقل بين الدراما العائلية وجريمة قتل وحكاية عصابة مخدرات، على رجال (ونساء) القانون القبض عليها متلبّسة. يؤدي دوڤال شخصية صاحب مزرعة كبيرة ولديه ثلاثة أولاد وفتاة (من أم أخرى). في مطلع الفيلم يضبط ابنه المراهق بن (جيمس فرانكو) مع شاب مكسيكي في وضع جنسي. نتيجة ذلك يهرب ابنه ويموت الآخر بعدما رفسه حصان. ابنه هذا يعود ويحاول الأب عقد صلح بينهما، لكنه رجل بمفاهيم ثابتة وليس سهلاً عليه التغيير. هذا هو محور ما يدور حاملاً التساؤل حول ما إذا كان الأب يستطيع قبول ابنه أم لا، لكن في اللحظة التي يبدو فيها أنه سيستطيع تتعثر العلاقة. الحكايات الجانبية الأخرى هي التي تمر على نحو غير موزّع، إيقاعًا وحدثًا، على نحو صحيح أو على الأقل مرضٍ. لا شيء كثيرًا يحدث لكن الفيلم تعبير شخصي من دوڤال لمواقف يريد صياغتها فيلمًا.

‫أفضل 10 أفلام وسترن‬

القائمة التالية شخصية تختلف عن القوائم المعتمدة من قِبل النقاد العالميين. ‬

‬1 - ‪The Wild Bunch | Sam Peckinpah (1969)‬
‪2 - McCabe and Mrs. Miller | Robert Altman (1971)‬
3 - Unforgiven | Clint Eastwood (1992)‬
4 - High Noon | Fred Zinnemann (1952)‬
5 - Shane | George Stevens (1939)‬
6 - Monte Walsh | William A. Fraker (1970)‬
‪7 - The Searchers | John Ford (1956)‬
8 - The Ox - Bow Incident | William A. Wellman (1943)‬
9 - Culpepper Cattle Company | Dick Richards (1972)‬
10 - The Outlaw Josey Wales | Clint Eastwood (1976).‬



شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز