مريض السكري في رمضان.. خطوات نحو صوم صحي

نصائح غذائية تضمن سلامة المصابين

مريض السكري في رمضان.. خطوات نحو صوم صحي
TT

مريض السكري في رمضان.. خطوات نحو صوم صحي

مريض السكري في رمضان.. خطوات نحو صوم صحي

يتشعب في المنظور الطبي تعريف «الصوم الصحي» Healthy Fasting، ذلك أن العبارة تتضمن تمكن الإنسان بالعموم، ومريض السكري على وجه الخصوص، وبغض النظر عن حالته الصحية والأمراض المزمنة الأخرى لديه، من أداء فريضة الصوم بثلاثة ضوابط صحية، وهي: أولاً: إتمام صوم أيام الشهر الفضيل دون حصول انتكاسات في حالته الصحية، وثانيًا: إتمام صوم أيام الشهر الفضيل بالحفاظ على قدرات بدنية ونفسية وذهنية تمكنه من القيام بأنشطة حياته اليومية والشعائر التعبدية بقدرات تقارب تلك التي يمتلكها الأصحاء من الصائمين، وثالثًا: رفع مستوى صحته العامة ومعالجة حالة مرض السكري لديه وتحسين ضبط عوامل الخطورة الصحية المرافقة لدى مرضى السكري كاضطرابات الكولسترول وارتفاع ضغط الدم وزيادة الوزن.. وغيرها.
ولذا ابتداءً يتطلب صوم مريض السكري استشارة الطبيب المعالج حول إمكانية مناسبة حالته المرضية لتحمل أداء فريضة الصوم، وهذا أمر لا توجد فيه عبارات طبية يصلح تطبيقها على جميع المرضى، بل إن النصيحة الطبية في هذا الشأن بالذات تُعطى لكل مريض على حدة وفق مراجعة الطبيب كافة جوانب حالته الصحية وتقييمه لها، وأيضا وفق المعطيات التي يُقدمها المريض نفسه حول كيفية قيامه بالعناية بنفسه وبصحته وبتناوله الأدوية ومراقبته مستويات السكر لديه خلال فترة شهر رمضان الكريم.

السكري والصوم

العلاقة بين مرض السكري والصوم على نوعين؛ النوع الأول العلاقة المباشرة بين مستويات نسبة السكر في الدم خلال نهار الصوم وليل الإفطار ضمن أيام شهر رمضان الكريم؛ أي معالجة اضطرابات نسبة السكر في الدم التي هي المظهر الأبرز للاضطرابات المرضية لدى مرضى السكري. والنوع الثاني من العلاقة فيما بين مرض السكري والصوم هو العلاقة غير المباشرة بين الاضطرابات الصحية المرافقة لمرض السكري كزيادة الوزن واضطرابات الكولسترول والدهون الثلاثية وارتفاع ضغط الدم واضطرابات عمل الكلى وسلامة شبكية العين والوقاية من الالتهابات الميكروبية وسلامة شرايين القلب والدماغ.. وغيرها.
وسيكون التركيز في هذا العرض بالدرجة الأولى على النوع الأول من علاقة السكري بالصيام، وفي جانب التغذية تحديدًا.
إن فهم أساسيات فسيولوجيا الصوم وتأثيرات التوقف عن تناول الطعام والشراب خلال ساعات الصوم خطوة مهمة يجدر بكل مريض بالسكري إدراك بعض المعلومات عنها. والصائم يتوقف عن تناول الطعام والشرب من طلوع الفجر إلى مغيب الشمس، أي لفترة تُقارب 14 إلى 16 ساعة باختلاف مناطق إقامة الصائم، ولكن الجسم لا يدخل مباشرة في الصوم إلاّ بعد نحو ثمان ساعات من آخر وجبة طعام تناولها الصائم، بمعنى أن الجسم له وقت وحسابات تختلف عن وقت وحسابات الصائم نفسه في بدء الجسم بالتعامل والتفاعل مع حالة الصوم، وذلك بعد فراغ الجسم من هضم طعام وشراب آخر وجبة تناولها الصائم، وهي وجبة السحور، وامتصاص الأمعاء العناصر الغذائية والماء، ثم عمل الجسم على توزيع تلك العناصر الغذائية على أعضاء الجسم المختلفة، ومن ثم استهلاك أعضاء الجسم وأنسجته تلك العناصر الغذائية، وبعدها يبدأ سؤال الأعضاء والأنسجة تلك للجسم: هل من مزيد من الطعام والشراب؟

تكيف الجسم

الفترة ما بين حالة التغذية والصوم fed to fasted State فترة مهمة، ولذا تناول وجبة السحور أمر مهم، وذلك من خلال النقاط التالية:
1- في حالة التغذية الطبيعية تبقى مادة غلايكوجين Glycogen هي المصدر الرئيسي لإمداد أعضاء وأنسجة الجسم بوقود الطاقة. وهي مادة تحتوي سكريات يتم تخزينها في الكبد بشكل رئيسي.
2- إفراز البنكرياس هرمون الإنسولين Insulin ينخفض، بينما في المقابل يرتفع إفراز هرمون غلوكاغون Glucagon وهرمونات الكاتاكولامين Catecholamine.
3- خلال فترة الصوم، يبدأ مخزون مادة غلايكوجين في التناقص، لأنه وقود يُستهلك من قبل الأنسجة والأعضاء لإنتاج الطاقة، وبالتالي هذا المخزون لهذه المادة في الكبد يتلاشى خلال أول 18 إلى 24 ساعة عبر عملية «تحلل الغلايكوجين» Glycogenolysis.
4- وبعد هذا، وبالاستمرار في الصوم وبتلاشي مخزون مادة غلايكوجين من الكبد، يبدأ الجسم في استخدام مصدر وقود المرحلة الثانية، وهذا الوقود هو الشحوم التي تصبح هي مصدر الوقود المتوفر لأعضاء الجسم وأنسجته. والشحوم تُستهلك بصفتها وقودا على هيئة دهون ثلاثية Triglycerides.
5- وإذا ما استمرت فترة الامتناع عن تناول الطعام لمدة زمنية أطول، أي أياما أو أسابيع دون تناول أي طعام، يبدأ الجسم باستخدام مصدر ثالث وقودا، وهذا المصدر هو البروتينات الموجودة بشكل رئيسي في العضلات.
إذن، الحديث الطبي يقول لنا إن ثمة مراحل لتكيف الجسم مع انقطاع تناول الطعام بالذات، وهذا التكيف هو لغرض توفير مصادر لتزويد أعضاء الجسم وأنسجته بالطاقة، وهو ما يتدرج من استهلاك مخزون الكبد لمادة «غلايكوجين» أولاً في الـ18 إلى 24 ساعة الأولى من الصوم، ثم يلجأ الجسم إلى استهلاك الشحوم، ثم مع استمرار عدم تناول الطعام لأيام يلجأ الجسم إلى البروتينات لاستخدامها وقودا.
الصوم في نهار أيام شهر رمضان الكريم هو فقط للفترة ما بين طلوع الفجر إلى مغيب الشمس، ثم في فترة ما بعد مغيب الشمس إلى حين طلوع فجر اليوم التالي يتناول المرء ما شاء من الطعام والشراب، أي تحصل فرصة طبيعية للكبد كي يُعيد تكوين مخزونه المعتاد من مادة «غلايكوجين»، أي إنه بفعل الصوم وإضافة إلى استهلاك المخزون المتجدد من مادة «غلايكوجين»، ستتهيأ فرصة ذهبية للجسم يتم خلالها الاستهلاك المتدرج واليومي لكميات من الشحوم دون الوصول إلى حد لجوء الجسم لاستهلاك بروتينات العضلات.
وتُضيف المصادر الطبية ملاحظة حصول شيء آخر، وهو زيادة متدرجة في إفراز مواد «إندروفين» Endorphin التي تعطي الشعور بالراحة والنشوة وتحسن المزاج والصحة والوعي، ولذا، فإن تناول وجبات طعام صحي ومتوازن وبكميات معتدلة خلال فترات الإفطار والسحور وما بينهما، مع الحرص بالدرجة الأولى على تناول الماء والسوائل والمعادن والأملاح والفيتامينات، يُعطي الجسم فرصة للاستفادة من الظروف الصحية التي يُهيئها الصوم لجسم الصائم.
وعليه، فإن عملية الانقطاع عن تناول الطعام لفترات النهار هي أولاً صحة للجسم لإعادة ترتيب أوضاعه في فترة شهر من السنة، بشرط أن ندرك هذه الحقائق الفسيولوجية ونتعامل معها بطريقة تُمكن الجسم من الاستفادة منها. وهي ثانيًا بالنسبة للجسم مدة زمنية تبدأ بعد 8 ساعات من بدء الصوم وتنتهي ببدء تناول الطعام بعد مغيب الشمس.

أنواع مرضى السكري

ومرضى السكري على نوعين؛ الأول مرضى النوع الأول من السكري الذين لا ينتج جسمهم هرمون الإنسولين من البنكرياس، ولدى هؤلاء تتأثر عملية ضبط نسبة السكر في الدم بفعل المرض وبفعل تلقيهم حقن الإنسولين. وإفراز هرمون «غلوكاغون» قد يتأثر ولا يرتفع بما يكفي استجابة لانخفاض نسبة السكر في الدم كما هو في الحالات الطبيعية، كما بالمقابل، فإن عدم وجود الإنسولين يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر واستهلاك الشحوم وقودا وارتفاع إنتاج الأحماض الكيتونية Hyperglycemia Ketoacidosis..
ومرضى النوع الثاني من السكري، الذين لا تكون لديهم الكمية الكافية من الإنسولين أو الذين يواجه الإنسولين لديهم مقاومة لعمله من قبل أنسجة الجسم، قد تحصل لهم هذه الأمور بدرجة أخف، أي انخفاضات أو ارتفاعات في نسبة السكر في الدم، ومن هنا تبدأ أهمية العناية بتخطيط تناول وجبات الطعام والإرشادات الطبية حولها.
إن التخطيط الصحيح لتناول وجبات الطعام مهم لتفادي الارتفاعات في نسبة السكر بالدم التي تحصل بُعيد تناول وجبات الطعام Postprandial Hyperglycemia. ولا تختلف حمية طعام مرضى السكري في طعام شهر رمضان عنها في بقية أيام السنة، أي تناول وجبات طعام متوازنة في احتوائها على السكريات البسيطة والمعقدة والبروتينات والدهون الصحية، وأيضا في مكوناتها الصحية الأخرى من الخضار والفواكه الطازجة والحبوب الكاملة غير المقشرة والبقول واللحوم الخالية من الشحوم.. وغيرها من إرشادات التغذية الصحية. والمهم هو تناول نوعية السكريات التي يتم هضمها ببطء وبالتالي امتصاصها ببطء، ومن ثم لا تتسبب في الارتفاعات الحادة في نسبة السكر في الدم ولا تتسبب في تدني نسبة السكر في الدم بعد ساعات عدة من الانقطاع عن تناول الطعام، أي الحرص على تناول النشويات المعقدة البطيئة الهضم والبطيئة الامتصاص مثل الأطعمة المعدة من الحبوب الكاملة غير المقشرة الغنية بالألياف، وتناول الأرز، وتناول الخبز الأسمر، وتناول البقول بأنواعها كالفول والفاصولياء والبازلاء.. وغيرها. وأيضا تقسيم وجبات الطعام خلال فترة الليل إلى ثلاث وجبات: وجبة ما بعد الإفطار الخفيف، ووجبة منتصف الليل، ووجبة السحور.

نصائح عامة

وإضافة إلى هذا، تتلخص عموم النصائح في شأن التغذية لمريض السكري بالنقاط التالية:
* عدم إهمال وجبة السحور بالمطلق، لأن هذه الوجبة مهمة في احتوائها المتوازن والمعتدل على العناصر الغذائية الصحية، وتأخير وجبة السحور إلى ما قبل الإمساك مباشرة ما أمكن.
* عدم تأخير الإفطار، أي مباشرة بعد سماع الأذان. وإضافة إلى شرب الماء عند بدء الإفطار، يفضل الاكتفاء بتناول أطعمة خفيفة تحتوي سكريات سهلة الهضم، وتحديدًا بضعة تمرات.
* ثم بعد أداء صلاة المغرب، تناول وجبة الإفطار المحتوية على أطباق صحية، كالشوربة والخضراوات والبقول والنشويات السكرية، بالطريقة الصحية في إعداد وجبة طعام متوازنة ومعتدلة في المحتوى والكمية.
* ثم تناول وجبة طعام أخرى بعد أداء صلاة التراويح أو في نحو منتصف الليل تكون كسابقتها في المحتوى والمكونات الصحية، أي الخضراوات والفواكه والنشويات المعقدة والبقول واللحم ومشتقات الألبان.. وغيرها.
* ثم وجبة السحور كسابقتها في المحتوى والمكونات الصحية، أي الخضراوات والفواكه والنشويات المعقدة والبقول واللحم ومشتقات الألبان.. وغيرها.
* تحاشي تناول الأطعمة المقلية بأنواعها، خصوصا المقلية باستخدام الزيوت النباتية المهدرجة كليًا أو جزئيًا.
* تقليل تناول الأطعمة المالحة لتخفيف الشعور بالعطش ولضبط معدلات ضغط الدم.
* الحرص على تعويض الجسم بالكميات اللازمة من الماء والسوائل، وعلامة تزويد الجسم بها بشكل كاف هو إخراج بول لونه شفاف أو أصفر خفيف خلال ساعات الليل.
* الحرص على أن تكون السوائل تلك غير الماء، من عصائر الفواكه، أو المشروبات الدافئة غير المحلاة بإضافة السكر.

* استشارية في «الباطنية»



باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
TT

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)
أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً يأملون أن يشكل بديلاً لأطقم الأسنان أو عمليات الزرع.

على عكس الزواحف والأسماك التي عادة ما تكون قادرة على استبدال أنيابها، من المعروف على نطاق واسع أنّ البشر ومعظم الثدييات الأخرى لا ينمو في فمها سوى مجموعتين من الأسنان. لكن تحت اللثة ثمة براعم نائمة من مجموعة ثالثة، بحسب رئيس قسم جراحة الفم في المركز الطبي التابع لكلية البحوث الطبية في أوساكا، كاتسو تاكاهاشي.

في أكتوبر (تشرين الأول)، أطلق فريقه تجارب سريرية في هذا المستشفى، موفراً لأشخاص بالغين دواء تجريبياً يقول الفريق الطبي إنّه قادر على تحفيز نمو هذه الأسنان المخفية. ويقول تاكاهاشي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إنها تقنية «جديدة تماماً» في العالم.

وغالباً ما يُنظر إلى العلاجات المستخدمة للأسنان المفقودة بسبب التسوس أو الالتهابات على أنها مكلفة وتتطلب تدخلاً جراحياً. ويؤكد تاكاهاشي، قائد المشروع، أن «استعادة الأسنان الطبيعية لها بالتأكيد حسناتها».

وتشير الاختبارات التي أُجريت على فئران وقوارض إلى أن وقف عمل بروتين «أوساغ-1» (USAG-1) يمكن أن يوقظ المجموعة الثالثة من الأسنان، وقد نشر الباحثون صوراً مخبرية لأسنان حيوانات نمت من جديد.

وفي دراسة نُشرت العام الماضي، قال الفريق إن «العلاج لدى الفئران فعّال في تجديد الأسنان، ويمكن أن يشكل اختراقاً على صعيد علاج تشوهات الأسنان لدى البشر».

«ليست سوى البداية»

في المرحلة الراهنة، يعطي أطباء الأسنان الأولوية للاحتياجات «الماسة» للمرضى الذين خسروا ستاً من الأسنان الدائمة أو أكثر منذ الولادة.

ويشير تاكاهاشي إلى أنّ الجانب الوراثي يؤثر على نحو 0.1 في المائة من الأشخاص الذين قد يواجهون صعوبة كبيرة في المضغ، وفي اليابان غالباً ما يمضون معظم مراهقتهم وهم يضعون كمامة لإخفاء الفجوات الواسعة في أفواههم. ويضيف أنّ «هذا الدواء قد يكون نقطة تحوّل لهم»؛ لذلك يستهدف الدواء الأطفال في المقام الأول، ويريد الباحثون إتاحته قبل عام 2030.

ولا يعرف أنغراي كانغ، وهو أستاذ في طب الأسنان لدى جامعة كوين ماري في لندن، سوى فريق واحد آخر يسعى إلى تحقيق الهدف المماثل باستخدام الأجسام المضادة لجعل الأسنان تنمو من جديد أو لإصلاحها.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول الخبير في تكنولوجيا المناعة وغير المنخرط في البحث الياباني، إنّ «مجموعة تاكاهاشي تقود المسار».

ويعتبر كانغ أنّ عمل تاكاهاشي «مثير للاهتمام ويستحق المتابعة»؛ لأنّ دواء للأجسام المضادة يستهدف بروتيناً مطابقاً تقريباً لـ«USAG-1» يُستخدم أصلاً لعلاج هشاشة العظام.

ويضيف: «السباق لتجديد أسنان الإنسان ليس قصيراً، لكنه مجموعة من سباقات الماراثون المتتالية، على سبيل التشبيه». ويتابع: «إنها ليست سوى البداية».

ويرى الأستاذ في علاج جذور الأسنان في جامعة هونغ كونغ، تشينفي تشانغ، أنّ طريقة تاكاهاشي «مبتكرة وتحمل إمكانات».

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «التأكيد على أن البشر يمتلكون براعم أسنان مخفية قادرة على إنتاج مجموعة ثالثة من الأسنان، هو مسألة ثورية ومثيرة للجدل».

ويشير إلى أنّ «النتائج التي لوحظت لدى الحيوانات لا يمكن دائماً ترجمتها بشكل مباشر إلى البشر». ويقول تشانغ إن نتائج التجارب على الحيوانات تثير «تساؤلات بشأن ما إذا كانت الأسنان الجديدة قادرة وظيفياً وجمالياً على أن تحل محل الأسنان المفقودة».

«في قمة السعادة»

يشير تاكاهاشي إلى أنّ موقع السنّ الجديدة في الفم يمكن التحكم به إن لم يكن تحديده، من خلال موقع حقن الدواء.

وفي حال نمت الأسنان في المكان الخطأ فيمكن نقلها عن طريق تقويم الأسنان أو الزرع، على حد قوله.

ولم يشارك أي مريض صغير يعاني من مشكلة خلقية في الأسنان في التجربة السريرية الأولى؛ إذ إن الهدف الرئيس هو اختبار سلامة الدواء لا فاعليته؛ لذا فإن المشاركين في المرحلة الحالية هم بالغون صحتهم جيدة خسروا سناً واحدة على الأقل.

ومع أنّ تجديد الأسنان ليس الهدف الصريح للتجربة هذه المرة، فإن هناك فرصة ضئيلة لحدوث ذلك للمشاركين، بحسب تاكاهاشي.

وإذا نمت أسنانهم، فسيكون الباحثون قد أكدوا أن الدواء فعّال لمَن يعانون من خسارة أسنان، وهو ما سيشكل نجاحاً طبياً. ويقول تاكاهاشي: «سأكون في قمة السعادة في حال حدث ذلك».

وقد تلقى هذه الأنباء ترحيباً خاصاً في اليابان التي تضم ثاني أعلى معدّل من السكان في العالم. وتظهر بيانات وزارة الصحة أن أكثر من 90 في المائة من الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم 75 عاماً خسروا سنّاً واحدة على الأقل.

ويقول تاكاهاشي: «ثمة توقّعات عالية بأن تكون تقنيتنا قادرة بشكل مباشر على إطالة متوسط العمر الصحي المتوقع».