مع بدء العد العكسي لإجراء انتخابات التجديد النصفية للكونغرس الأميركي، بمجلسيه الشيوخ والنواب وبعض حكام الولايات، في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، تصاعد الجدل داخل الحزب الجمهوري، حول الدور الذي يلعبه الرئيس السابق دونالد ترمب، في اختيار مرشحي الحزب. وفيما يراهن قادة الحزب على تحقيق فوز كبير، يمكنهم من تجديد سيطرتهم على الكونغرس، يخشى كثير منهم، خصوصاً «قيادته التقليدية» من أن الدفع بمرشحين مثيرين للجدل، وبعضهم «منفصل» عن الواقع، قد يؤدي إلى خسارتهم هذه الفرصة. ويتحفظون خصوصاً على المرشحين، الذين يرددون ادعاءات ترمب بأن انتخابات 2020 سرقت منه، ولا يعترفون بنتيجتها. وأظهرت إحصاءات أخيرة، أن ما يقرب من 300 مرشح، يدعمهم ترمب، ويشكلون الغالبية على قائمة الحزب الجمهوري، لا يعترفون ببايدن رئيساً.
وهو ما يعكس قرار الرئيس السابق بإلقاء ثقله في هذه الانتخابات، لاختبار قدرته على أنه «صانع للملوك». لكن كثيراً من هؤلاء المرشحين، في مجلس الشيوخ، على سبيل المثال، يواجهون تحدّيات، لأن «الانتصارات السهلة» التي حققوها في الانتخابات التمهيدية للحزب، يمكن أن تقوض حظوظ مرشحين آخرين، يمكنهم الفوز في الانتخابات الرئيسية أمام الديمقراطيين. ويوجه كثير من الجمهوريين أصابع الاتهام في هذا الأمر إلى ترمب، الذي يعتقد أن مستقبله السياسي على المحك. إما أن ينجح في إعادة تشكيل الحزب الجمهوري على صورته، أو يخسر الرهان وقيادة الحزب معاً، تاركاً ضرراً كبيراً به.
ويشير المعترضون على خيارات ترمب، إلى عدد من المرشحين في مجلس الشيوخ، الذي يحتاج الجمهوريون إلى مقعد واحد لتجديد السيطرة عليه. من بينهم الطبيب الشهير محمد أوز في ولاية بنسلفانيا، حيث يعده كثيرون «غير ذي صلة» بالواقع وعرضة للزلّات الخطابية، وجي دي فانس في أوهايو، وهو رأسمالي مغامر قضى معظم حياته في وادي التكنولوجيا، ونجم كرة القدم السابق هيرشل ووكر في جورجيا، الذي يواجه اتهامات حول العنف المنزلي والكذب بشأن ماضيه وصحته العقلية. وتحدث زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، عن «مشكلة في نوعية المرشحين».
وفي حال خسر هؤلاء الثلاثة السباق، وهو ما لمح إليه ماكونيل في وقت سابق، ستبقى الغالبية في يد الديمقراطيين، وسيتحمل ترمب المسؤولية. وفي حال سقط رهان ترمب على تحقيق فوز في الانتخابات النصفية، فقد يدفع بكثير من الجمهوريين، من مناهضيه ومن الطامحين بالحلول مكانه، في تحدي ترشيحه في انتخابات الرئاسة عام 2024. وهذا ينطبق على ليز تشيني التي طردها الحزب، وأعلنت صراحة أنها تفكر في الترشح، وحاكم فلوريدا الشعبوي رون ديسانتيس، ونائب الرئيس السابق مايك بنس، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، الذين ما زالوا يمالئون ترمب حتى الساعة. وهو ما قد يتغير في حال فشل مرشحوه في الانتخابات النصفية. ومع ذلك، من المتوقع أن تتقارب الاستطلاعات قبل نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد يفوز جميع مرشّحي ترمب الأكثر إثارة للانقسام في النهاية.
وفي كلتا الحالتين، يشير المحلّلون إلى أنّ كثيراً من الذين يشكّلون قاعدة الرئيس السابق لا يولون سوى قليل من الاهتمام لمجلس الشيوخ أو حسابات المؤسسة السياسية. وهو ما تظهره استطلاعات الرأي، التي تشير إلى احتفاظه بتأييد القاعدة الشعبية له، على الرغم من كل الدعاوى القضائية والملفات المفتوحة ضده. الأمر الذي قد يمنحه القدرة على مواصلة الترشح في انتخابات الرئاسة وتحدي كل منافسيه الجمهوريين. لكن وعلى الرغم من ذلك، يرى البعض أن احتمال إدانته بقضية الوثائق السرية، قد تؤثر على آفاق عمله السياسي، وتجعله ضعيفاً على مستوى الناخبين الأميركيين عموماً، خصوصاً لدى المستقلين، الذين يحسمون عادة السباق.
مرشحو ترمب يواجهون تحديات تهدد فوز الجمهوريين
عدد منهم يعد «مثيراً للجدل»
مرشحو ترمب يواجهون تحديات تهدد فوز الجمهوريين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة