«الإسكندرية السينمائي» يحتفي بمئوية «بيتهوفن الشرق» علي إسماعيل

قدم الموسيقى التصويرية لـ300 فيلم

الموسيقار المصري الراحل علي إسماعيل (الإسكندرية السينمائي)
الموسيقار المصري الراحل علي إسماعيل (الإسكندرية السينمائي)
TT

«الإسكندرية السينمائي» يحتفي بمئوية «بيتهوفن الشرق» علي إسماعيل

الموسيقار المصري الراحل علي إسماعيل (الإسكندرية السينمائي)
الموسيقار المصري الراحل علي إسماعيل (الإسكندرية السينمائي)

أطلق عليه النقاد لقب «مايسترو الموسيقى التصويرية»، بعدما وضع الموسيقى التصويرية لأكثر من 300 فيلم، من بينها «الأرض»، «العصفور»، «الاختيار» مع المخرج يوسف شاهين، كما حاز لقب «بيتهوفن الشرق»، وهو صاحب أجمل ألحان وأفلام فرقة «رضا للفنون الشعبية»، والضلع الثالث لها مع الشقيقين علي ومحمود رضا، ومبدع الأغنيات الوطنية التي عاشت في وجدان الجمهور مثل «دع سمائي» لفايدة كامل، وقد تنوعت إبداعاته التي أكدت موهبته وعطاءه الموسيقي على مدى سنوات عمره، إنه الموسيقار المصري الراحل علي إسماعيل (المولود في 28 ديسمبر/ كانون الأول 1922)، الذي يحتفي مهرجان الإسكندرية السينمائي خلال دورته الـ38 الحالية بمئوية ميلاده عبر تنظيم احتفالية تكريم له، تضمنت إقامة ندوة حوله، وإعداد فيلم وثائقي سلط الضوء على أهم أعماله، وعرض مشاهد لبعض الأفلام التي ألف موسيقاها، ولقطات لأوركسترا برلين وهي تعزف موسيقى فيلمه «الأيدي الناعمة» التي عبر من خلالها عن قيمة العمل، وأصدر المهرجان كتاباً يتناول مسيرته الفنية بعنوان «غرام في السينما» المستوحى من عنوان فيلم «غرام في الكرنك» الذي صاغ ألحانه وأغنياته، كتبته د. رانيا يحيى عازفة الفلوت ورئيس قسم فلسفة الفن بمعهد النقد الفني.
وكانت الندوة قد أقيمت الجمعة بحضور ابنته «شجون» التي عبرت عن شعورها بالشجن وسعادتها بالتكريم الذي يناله والدها بعد 48 عاماً من رحيله (توفي في 16 يناير/ كانون الثاني 1974)، وكشفت «شجون» أن والدها لم تكن له طقوس معينة أثناء عمله، واستعادت الكثير من الذكريات معه قائلة: «كان لا يفارق البيانو»، و«كنت ووالدتي الشاعرة نبيلة قنديل نساعده في تسطير النوت الموسيقية، فقد كان طوال الوقت مشغولاً في أكثر من عمل، ما بين موسيقى الأفلام، والمسرحيات للمسرح القومي، أو فرقة الفنانين المتحدين، وكان يثير حركة وصخباً في البيت»، رغم ذلك فإنها تؤكد «كان لديه الوقت دائماً لي، وقد علمني أن أستمع للموسيقى وأفرق بين الآلات الموسيقية المختلفة».
وأكد الكاتب والإعلامي د. خالد منتصر، خلال الندوة، أن أعمال علي إسماعيل تعبّر عن أفراح مصر، وهو إفراز لزمن كان الفن يجري في نخاع المصريين، كما أنه ابن زمن الانتصارات والفرح والبهجة، وقد أثرت فيه الهزيمة وترجمها إلى العبث في موسيقاه، لكنه راهن على النصر في فيلم «العصفور»، كما أن موسيقى أغنية «راجعين» صاغها قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول) وكان يتنبأ فيها بتحقيق النصر، ومن حسن حظه أنه عاش حتى شاهده واقعاً ملموساً وصدق حسه، لذا لا يمكن أن تذكر أعمال أكتوبر دون ذكر الموسيقار علي إسماعيل، الذي كان يحقق نجاحاً موازياً في أهم الأفلام، ولعل ألحانه كانت أحد عوامل نجاح هذه الأفلام، وستبقى موسيقاه خالدة مع الزمن.
فيما أشار د. خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة المصري لشؤون السينما، للإرث الموسيقي الكبير الذي تركه للسينما، منوهاً إلى أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي يقوم بترميم فيلم «غرام في الكرنك»، الذي وضع إسماعيل موسيقاه، وسيعرض النسخة المرممة ضمن دورته المقبلة.
وأهدت د. رانيا يحيى كتابها «غرام في السينما» إلى «روح علي إسماعيل»، مؤكدة افتتانها بإنجازه الإبداعي حسبما تذكر في كتابها: «في الواقع برع علي إسماعيل فيما قدمه من أعمال، سواء كمؤلف أو ملحن أو موزع للأغنيات، أو لموسيقى الاستعراضات أو موسيقى الأفلام، وذلك باعتباره من أهم موسيقي جيله، فقد عاش مبدعاً لكم مهول من المؤلفات والألحان والتوزيعات التي قد تفسر سر ما منحه الكبار من ألقاب مثل (بيتهوفن الشرق)، كما وصف الكاتب إحسان عبد القدوس وفاته بأنها (الوفاة الثانية لسيد درويش)، باعتباره امتداداً لمدرسة التجديد والتطوير للموسيقى الشرقية».
وتضيف قائلة: «تميز علي إسماعيل بجمله اللحنية البسيطة القصيرة والمعبرة، وأثرى السينما المصرية بألحانه التي امتلك بها قدرة فائقة على ربط الأحداث الدرامية بأبعاد موسيقية جمالية، فكان صاحب روائع السينما المصرية كما في أفلام (صغيرة على الحب، مراتي مدير عام، الأيدي الناعمة، أبي فوق الشجرة، معبودة الجماهير، حسن ونعيمة، العصفور، الاختيار، بين القصرين، حكايتي مع الزمان)».
وبصفتها عازفة وأستاذة للتذوق الموسيقي، فإن المؤلفة تقدم عبر الكتاب تحليلاً لأعمال علي إسماعيل، وتشير إلى مواطن التميز بها، وتعرب د. رانيا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، عن إعجابها الكبير بأعمال الموسيقار الراحل إسماعيل الذي قدم الكثير ولم يأخذ حقه بالشكل الكافي، مؤكدة أن «هذا دورنا كمتخصصين، ولعل ما أسعدني جداً شهادة ابنته (شجون) بأن الكتاب يتضمن سيرة ذاتية دقيقة عن حياته، صححت كثيراً من الأخطاء المتداولة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد أضافت لي (شجون) كثيراً من المعلومات».
وكشفت يحيى أنها «شرعت في كتابة مؤلف آخر عن الموسيقار الراحل، لافتتانها بموسيقى هذا المبدع وقدرته الفذة على توظيف الأوركسترا بشكل شرقي، علاوة على غزارة إنتاجه الموسيقي بمضمون قوي»، مؤكدة أن «الكتاب الثاني يتضمن شهادات من نقاد وموسيقيين كبار، وتحليلاً كاملاً لموسيقى الأفلام التي وضعها».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.