قتلى في تفجيرين انتحاريين لـ«داعش» بعين العرب وإعدام 23 مدنيا كرديا

فصائل معارضة و«جبهة النصرة» تشن هجومًا على أحياء تحت سيطرة النظام السوري

قتلى في تفجيرين انتحاريين لـ«داعش» بعين العرب وإعدام 23 مدنيا كرديا
TT

قتلى في تفجيرين انتحاريين لـ«داعش» بعين العرب وإعدام 23 مدنيا كرديا

قتلى في تفجيرين انتحاريين لـ«داعش» بعين العرب وإعدام 23 مدنيا كرديا

قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم (الخميس)، إن مقاتلي تنظيم «داعش» قتلوا 20 مدنيا كرديا على الاقل وأصابوا 15 آخرين في هجوم على قرية إلى الجنوب من بلدة عين عرب السورية. مضيفًا أن الضحايا قتلوا وأصيبوا بأعيرة نارية أو خلال قصف في القرية وأن من بينهم نساء وأطفالا.
واضاف المرصد لوكالة الصحافة الفرنسية ان التنظيم «أعدم بالرصاص 23 شخصا على الأقل بينهم أطفال ونساء وعجزة ورجال، حملوا السلاح لمواجهة المتطرفين في بلدة برخ بوطان الكردية»، الواقعة على بعد أكثر من 20 كيلومترا جنوب عين العرب.
وكانت حصيلة اولية اشارت الى مقتل عشرين شخصا.
وشن التنظيم هجوما على عين العرب في وقت سابق اليوم، وفجر سيارة ملغومة. وقال المرصد انه سمع دوي انفجار سيارة ملغومة ثانية داخل عين العرب.
وقال مسؤول بوحدات حماية الشعب الكردية لوكالة "رويترز" للأنباء، إن سيارة ملغومة انفجرت في بلدة كوباني السورية قرب المعبر الحدودي مع تركيا اليوم، مع شنّ مقاتلي تنظيم «داعش» هجوما من ثلاث جهات على البلدة. مضيفًا أنّ الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى؛ لكن الاعداد لم تتضح بعد.
وقال ويلات عمر، وهو طبيب في كوباني، للوكالة، إن ما بين 60 و70 شخصًا أصيبوا في الهجمات الاخيرة كثير منهم من النساء والاطفال.
في السياق، تشن فصائل معارضة وجبهة النصرة اليوم، هجومًا على أحياء تحت سيطرة النظام السوري في مدينة درعا بجنوب سوريا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن «تدور منذ فجر اليوم في مدينة درعا اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وأكثر من 51 فصيلاً مقاتلاً وفصائل إسلامية أبرزها حركة المثنى الاسلامية وحركة احرار الشام وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، بعد هجوم من هذه الفصائل على مواقع لقوات النظام بهدف السيطرة على المدينة بالكامل».
كما أشار المرصد إلى أن مقاتلي المعارضة يستهدفون بقذائف الهاون والمدفعية مواقع لقوات النظام في المدينة، فيما ألقى الطيران المروحي التابع للنظام منذ ما بعد منتصف ليل الاربعاء/ الخميس ما لا يقل عن 60 برميلا متفجراً على مناطق في درعا البلد وحي طريق السد ومخيم درعا ومناطق اخرى واقعة تحت سيطرة المعارضة.
ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم محافظة درعا وعلى أجزاء كبيرة من مدينة درعا، مركز المحافظة، التي شهدت أول الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف مارس (آذار) 2011.
وفي مطلع يونيو (حزيران)، سيطرت فصائل من المعارضة على قاعدة اللواء 52 في الريف الشمالي الشرقي لدرعا.
وكانت القوات الكردية فد استعادت بدعم جوي من الولايات المتحدة وحلفائها، السيطرة على عين العرب في نهاية يناير (كانون الثاني)، بعد حصار دام أربعة أشهر من جانب مقاتلي تنظيم «داعش» الذين سيطروا على مساحات واسعة من سوريا والعراق.
وعاد آلاف الاشخاص الذين فروا من عين العرب إلى تركيا للبلدة.



الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم