الشغور الرئاسي والدور المسيحي

الشغور الرئاسي والدور المسيحي
TT

الشغور الرئاسي والدور المسيحي

الشغور الرئاسي والدور المسيحي

في ظل المعطيات الراهنة، والاستعصاء الحاصل في مجال التوصل لتفاهم على مرشح رئاسي واحد يمكن تأمين الأكثرية اللازمة لنقله إلى قصر بعبدا، يؤكد أكثر من مسؤول سياسي أن لبنان يتجه نحو شغور رئاسي جديد قد يطول أشهراً، وهذا ما جعل البطريركية المارونية تعلي الصوت تفادياً لتكرار سيناريو عام 2014؛ إذ تعتبر «بكركي» أن تسلم أي حكومة صلاحيات الرئاسة يشكل «انتقاصاً من الدور المسيحي»، وهي لا تنفك تعبر أمام دبلوماسيين غربيين عن خشيتها على الدور والصلاحيات «المسيحية» بعد 31 أكتوبر. كذلك انتقد الرئيس ميشال عون أخيراً إدارة الدولة بـ«ثلاثة رؤوس»، إشارة إلى رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب. واعتبر أن البلد بحاجة لـ«إصلاح سياسي وسيادي»، بالإضافة إلى تغييرات بنيوية في النظام، إلا أن الوزير السابق البروفسور إبراهيم نجار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، يرى أن «أي تعديل كبير في (اتفاق الطائف) يحتاج لتوافر مجموعة عوامل وشروط إقليمية ودولية وداخلية غير متوافرة في الوقت الحاضر، ثم إن التعديل وإن كان صغيراً ومحدداً سيستوجب إعادة النظر بالاتفاق ككل، وهذا لا يشكل مصلحة مسيحية أو لبنانية خلال المرحلة الراهنة في ظل سطوة سلاح (حزب الله)... ورغم الأخطاء والهفوات والثغرات التي لم تلحظها مجموعة (الطائف)، يجب العضّ على الجرح والانتظار». ويتابع نجار: «مع أن صلاحيات الرئيس تراجعت وضعفت وتقلصت بعد (الطائف)، يبقى رئيس الجمهورية ضابط الإيقاع والحَكَم والقادر على شق الطريق، لا سيما بما يتعلق بالعلاقات الخارجية للبنان... وذلك بعدما رهن الرئيس الحالي السياسة الخارجية للبلد بتحالفات (حزب الله) في المنطقة»، مشدداً على أنه «بعد عهد عون يجب أن يعود لبنان إلى التاريخ والخريطة».
من جهته، يرد رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية، المحامي الدكتور بول مرقص، الأزمة اللبنانية لـ«النظام السياسي» أكثر مما يعتبرها أزمة دستورية؛ والمعنى أنها «ليست مرتبطة بمواد الدستور بقدر ما هي مرتبطة بتطبيق هذه المواد». ويوضح مرقص في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «من غير المقبول أن يحكم 3 رؤساء ويقرروا، مثلاً، بموضوع ترسيم الحدود البحرية واستخراج النفط والغاز، باعتبار أن ذلك يعني أننا تجاوزنا تقليص صلاحيات الرئاسة الأولى عبر اتفاق (الطائف)، من خلال نقلها إلى مجلس الوزراء، إلى مرحلة باتوا يتخطون المؤسسات الدستورية بابتكار آليات جديدة للحكم، عبر استئثار قادة سياسيين بالزعامات الطائفية، علماً أنهم ليسوا بالضرورة ممثلين حقيقيين لحقوق طوائفهم، ويقومون بذلك من أجل النفوذ السياسي». ويعتقد مرقص أن «خلو سدة الرئاسة سيكون له انعكاسات سلبية، وبخاصة بملف ترسيم الحدود مثلاً؛ إذ سيعجز لبنان عن إكمال المفاوضات التي هي منوطة بشخص رئيس الجمهورية وبسلطته التقديرية، ولا يمكن نقلها إلى مجلس الوزراء، أضف إلى ذلك أن حكومة تصريف الأعمال لا يحق لها توقيع اتفاقيات دولية، مما قد يرفع حجم الضغوط الدولية لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

وزير الخارجية الفرنسي: بعثة دبلوماسية تزور دمشق الثلاثاء

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (إ.ب.أ)
TT

وزير الخارجية الفرنسي: بعثة دبلوماسية تزور دمشق الثلاثاء

وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (إ.ب.أ)
وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو (يسار) ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني (إ.ب.أ)

تزور بعثة دبلوماسية فرنسية دمشق، الثلاثاء، للمرة الأولى منذ 12 عاماً، وفق ما أعلن وزير الخارجية جان نويل بارو في تصريحات لإذاعة «فرنس إنتر»، الأحد.

وقال بارو إنّ هدف الدبلوماسيين الأربعة الذين سيجري إيفادهم إلى سوريا، سيكون «استعادة ممتلكاتنا هناك»، و«إقامة اتصالات أولية» مع السلطات الجديدة، و«تقييم الاحتياجات العاجلة للسكان» على المستوى الإنساني.

وسيعمل الوفد أيضاً، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، على «التحقق مما إذا كانت تصريحات هذه السلطة الجديدة المشجعة إلى حد ما والتي دعت إلى الهدوء، ويبدو أنها لم تتورط في انتهاكات، يجري تطبيقها بالفعل على الأرض».

زار جان نويل بارو العقبة بالأردن، السبت، للقاء دبلوماسيين أميركيين وأوروبيين وعرب وأتراك لبحث المرحلة الانتقالية في سوريا بعد إطاحة بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول).

وسيطر تحالف من الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» على معظم مدن البلاد بعد هجوم استمر 11 يوماً، منهياً نصف قرن من حكم عائلة الأسد.

ووعد محمد البشير، الذي كُلِّف رئاسة حكومة انتقالية حتى الأول من مارس (آذار)، بجعل سوريا «دولة قانون» و«ضمان حقوق كل الناس»، في ظل مخاوف أعرب عنها المجتمع الدولي.

وأتاح اجتماع العقبة تهيئة الظروف التي يمكن للمجتمع الدولي في ظلها الدخول في حوار مع السلطات السورية الجديدة، وهي «احترام الأقليات» و«حقوق الإنسان» و«حقوق المرأة» و«مكافحة (داعش) والإرهاب»، وفق جان نويل بارو الذي أكد أنه «ليس هناك أي انتهاك مقبول».

وتابع بارو: «لسنا غافلين عن السلطات الجديدة في دمشق، فنحن نعرف ماضي بعض هذه الفصائل»، موضحاً أن فرنسا ستتابع الفترة المقبلة «بقدر كبير من اليقظة».

وأضاف: «فيما يتعلق بالأمن، يجب إسكات الأسلحة، ويجب احتواء التهديد الإرهابي الذي لا يزال عالياً للغاية».

وقال بارو: «على المستوى السياسي، يجب على سلطات الأمر الواقع أن تفسح المجال أمام سلطة انتقالية تمثل جميع الأديان والطوائف في سوريا، يمكنها قيادة سوريا تدريجياً نحو دستور جديد، وفي نهاية المطاف نحو انتخابات».

كما أكد المسؤول الفرنسي: «نحن نعمل دون قيد أو شرط من أجل تعبئة المساعدات الإنسانية التي يجب أن تستمر في الوصول إلى السوريين الذين يحتاجون إليها»، بعد أن تسبب النزاع في «نزوح سكاني» كبير.