على مسافة ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات، المقرر إجراؤها في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لم يحسم الإسرائيليون موقفهم لصالح أي من المرشحين لرئاسة الوزراء، بين رئيس الحكومة يائير لبيد ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، ولذلك يفتش كل منهما عن وسيلة تحدث انعطافاً في المعركة.
وفي حين يركز معسكر الائتلاف الحالي للحكومة، بقيادة رئيس الحكومة يائير لبيد، على تحقيق إنجازات سياسية من جهة وبث خطاب يشجع الناخبين العرب على الخروج إلى التصويت، يركز معسكر بنيامين نتنياهو على تخدير العرب واستنفار مئات ألوف اليهود في مناطق الريف الذين لم يقرروا بعد المشاركة في التصويت.
وفي الوقت الذي تراجع فيه نتنياهو عن خطة تأجيج العداء للمواطنين العرب، باعتبارها ستستفزهم وتستنفر شبابهم للتصويت لصالح الأحزاب العربية ومعسكر لبيد، خرج حزب اليمين المتطرف (الصهيونية الدينية)، بقيادة إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموترتش، بحملة عدائية للعرب ترفع من أسهمه بين المستوطنين وقوى اليمين العنصري. وأعلن، أمس (الجمعة)، أنه قرر أن يرسل مئات أبناء وبنات الشبيبة الاستيطانية المعروفين باعتداءاتهم على الفلسطينيين في الضفة الغربية للعمل كمراقبين باسمه في 30 صندوق اقتراع في المدن والقرى العربية في الجليل والمثلث والنقب، بدعوى «منع تزييف الانتخابات». وقال مسؤول في هذا الحزب إن «هناك تخوفاً في معسكر اليمين من احتمال تزييف الانتخابات. وقد أقمنا طاقماً خاصاً في الحزب لمعالجة ظاهرة تزييف الانتخابات لدى العرب. وقررنا أن نستغل حقنا الذي منحته لنا لجنة الانتخابات المركزية بوضع مراقبين من طرفنا في 30 صندوقاً في المجتمع العربي، لكي نضمن طهارة التصويت. وقد يزعج هذا الأحزاب العربية التي اعتادت التزييف، لكنه يصب في صالح المواطنين العرب، الذين يريدون ألا يتم تزييف إرادتهم». وحذرت الأحزاب العربية من هذا الاستفزاز وحملت الشرطة مسؤولية تبعاته. وقالت إن «شبيبة التلال» هو «تنظيم عنصري يسير وفق نهج الاستعلاء العنصري على العرب، ويحسب أنه يستطيع فعل ما يريد ضدهم. ولن نسمح له بذلك. ونحذر من تبعات تصرفاته».
يذكر أن المعركة الانتخابية بدأت تدخل في أجواء توتر شديد بسبب نتائج استطلاعات الرأي، التي تشير إلى احتمال تفاقم الأزمة السياسية والاضطرار إلى إجراء انتخابات سادسة بعد بضعة شهور. فهي تشير إلى تساوي حجم المعسكرين وعدم قدرة أي منهما على حسم النتيجة والحصول على أكثرية تمكنه من تشكيل حكومة.
فحسب استطلاع الرأي الأسبوعي الذي نشرته صحيفة «معريب»، أمس (الجمعة)، يتضح أنه لو جرت انتخابات الكنيست الآن، سيفوز معسكر أحزاب اليمين المعارضة بأكثرية 61 مقعداً (من مجموع 120)، ويشكل نتنياهو الحكومة المقبلة. لكن احتمالات الخطأ في هذه النتائج تبلغ 4 في المائة، ما يعني أن هذه النتيجة غير مضمونة، ويجب رفع النتائج إلى 64 مقعداً حتى تصبح واقعية.
وتشير نتائج هذا الاستطلاع إلى أن حزب بن غفير هو أكثر المستفيدين من الحملة الانتخابية التي يديرها نتنياهو، لدرجة أنه صار يشفط الأصوات منه. ففي حين هبط حزب «الليكود» بقيادة نتنياهو من 34 مقعداً في الاستطلاع السابق، إلى 32 مقعداً اليوم، ارتفع بن غفير من 12 مقعداً إلى 14 عن الاستطلاع الماضي، مع العلم بأنه حصل في الانتخابات الأخيرة على 6 مقاعد فقط. وفي تحليل لتفاصيل هذه النتيجة يتبين أن غالبية الأصوات الإضافية التي يحصل عليها بن غفير تأتي من رصيد «الليكود» وجمهوره.
ويشير الاستطلاع نفسه إلى أن حزب لبيد أيضاً يشفط الأصوات من حلفائه في الائتلاف الحكومي. فمن 17 مقعداً حصل عليها في الانتخابات الأخيرة يرتفع اليوم إلى 23 مقعداً، بينما يهبط حلفاؤه في حزب وزير الدفاع، بيني غانتس، من 14 مقعداً إلى 12، وحزب «العمل» من 7 مقاعد إلى 5، وحزب «ميرتس» من 6 إلى 5، وحزب «يسرائيل بيتينو» بقيادة وزير المالية أفيغدور ليبرمان، من 7 مقاعد إلى 6. وبسبب هبوط نسبة التصويت بين العرب، سينخفض تمثيلهم في الكنيست، وفق هذا الاستطلاع، من 10 مقاعد إلى 8 يحصل عليها مناصفة كل من «القائمة العربية الموحدة» للحركة الإسلامية بقيادة النائب منصور عباس، و«قائمة تحالف الجبهة الديمقراطية» للسلام والمساواة والحركة العربية للتغيير برئاسة النائب أيمن عودة والنائب أحمد الطيبي. فيما لا يتجاوز نسبة الحسم حزب «التجمع الوطني» بقيادة النائب سامي أبو شحادة، الذي منحه الاستطلاع 1.2 في المائة من الأصوات، بينما يحتاج إلى عبور النسبة إلى 3.25 في المائة من الأصوات.
وأكد معدو الاستطلاع أن ارتفاع قوة معسكر نتنياهو بمقعدين، قياساً باستطلاع الأسبوع الماضي، نابع من زيادة الثقة لدى الناخبين المؤيدين لمعسكر نتنياهو بالتوجه إلى صناديق الاقتراع للتصويت، إلى جانب تراجع في ثقة ناخبي الأحزاب العربية بأنهم سيشاركون في الانتخابات والتصويت فيها.
قبل 3 أسابيع من الانتخابات: الجمهور لا يحسم لصالح نتنياهو أو لبيد
قبل 3 أسابيع من الانتخابات: الجمهور لا يحسم لصالح نتنياهو أو لبيد
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة