النفط قرب أعلى مستوى في 3 أسابيع بعد اتفاق «أوبك بلس»

«سيتي» تتوافق مع رؤية التحالف حول الفائض

استقرت أسعار النفط أمس حول أعلى مستوى في 3 أشهر (رويترز)
استقرت أسعار النفط أمس حول أعلى مستوى في 3 أشهر (رويترز)
TT

النفط قرب أعلى مستوى في 3 أسابيع بعد اتفاق «أوبك بلس»

استقرت أسعار النفط أمس حول أعلى مستوى في 3 أشهر (رويترز)
استقرت أسعار النفط أمس حول أعلى مستوى في 3 أشهر (رويترز)

استقرت أسعار النفط قرب أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع أمس (الخميس)، بعد اتفاق تحالف «أوبك بلس» على تخفيض إمدادات الخام العالمية بتقليص الإنتاج نحو مليوني برميل يومياً، في أكبر خفض منذ عام 2020.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسوية ديسمبر (كانون الأول) أربعة سنتات إلى 93.41 دولار للبرميل بحلول الساعة 05:38 بتوقيت غرينتش بعد ارتفاعه 1.7% في الجلسة السابقة. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأميركي تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) سنتَين إلى 87.78 دولار للبرميل، بعد صعودها 1.4% يوم الثلاثاء.
ويأتي الاتفاق بين منظمة الدول المصدرة للبترول {أوبك} وحلفاء من بينهم روسيا، وهو التحالف المعروف باسم «أوبك بلس»، قبل حظر الاتحاد الأوروبي للنفط الروسي. وبالنظر إلى أن الإنتاج في بعض دول «أوبك بلس» أقل من المستويات المستهدفة، فإن الخفض الفعلي سيكون أقل من مليوني برميل يومياً التي جرى الاتفاق عليه.
وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، إن الخفض الفعلي للإمدادات سيتراوح بين مليون و1.1 مليون برميل يومياً، وأن القرار يأتي في ظل ارتفاع أسعار الفائدة في الغرب وضعف الاقتصاد العالمي.
وانتقدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الاتفاق ووصفته بأنه «قصير النظر». وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن سيواصل تقييم ما إذا كان سيتم سحب المزيد من مخزونات النفط الاستراتيجية لتخفيض الأسعار. وأضاف البيت الأبيض أنه سيستشير الكونغرس بخصوص مسارات إضافية لخفض سيطرة «أوبك بلس» على أسعار الطاقة في إشارة واضحة إلى تشريع قد يعرّض أعضاء المجموعة لدعاوى قضائية مرتبطة بمكافحة الاحتكار.
وفي سياق منفصل قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، مساء الأربعاء، إن روسيا قد تخفض إنتاج النفط، في محاولة لمواجهة تداعيات فرض الغرب سقفاً على أسعار الطاقة الروسية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.
ورأى الكرملين أمس (الخميس) أنّ خفض إنتاج «أوبك بلس» الكبير «سيؤدي إلى استقرار سوق النفط»، بعد أن اتهمت الولايات المتحدة المنظمة بـ«الانحياز إلى روسيا» في اتخاذ مثل هذا القرار.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، للصحافيين إن «القرارات التي اتُّخذت تهدف إلى تأمين استقرار سوق النفط». وأضاف أن «بعض الدول تتفهم عبثية القرارات التي تدفع الولايات المتحدة باتجاهها»، في حين تريد واشنطن تحديد سقف لأسعار النفط الروسي.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن السحب من مخزونات النفط الأميركية في الأسبوع الماضي دعم الأسعار أيضاً. وانخفضت المخزونات بمقدار 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر (أيلول) إلى 429.2 مليون برميل.
ومن جانبها، قالت «سيتي للأبحاث» في مذكرة يوم الأربعاء، إن التأثير النهائي على السوق لقرار «أوبك بلس» خفض إنتاج النفط سيعتمد على مدة الاتفاقية، وتتوقع أن «يتفاعل كبار المستهلكين مع الاتفاق باستياء». وأضافت المذكرة: «توقعاتنا لعام 2023 دون هذا الخفض كانت لمتوسط فائض في المعروض يبلغ 2.1 مليون برميل يومياً نظراً لضعف الطلب ووفرة المعروض نسبياً، لذا فإن مثل هذا الخفض الحقيقي بما يزيد على مليون برميل يومياً يمكن أن يخفض هذا الفائض إلى النصف».
وقالت السعودية، أكبر مُنتج في «أوبك»، إن خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل في اليوم أي ما يعادل 2% من الإمدادات العالمية، ضروري للاستجابة لارتفاع أسعار الفائدة في الغرب وضعف الاقتصاد العالمي.
وذكرت «سيتي» أيضاً أن احتمال حدوث مزيد من اضطرابات الإمدادات، وتعديل محتمل في التدفقات التجارية مع تطبيق سقف لأسعار النفط الروسي القادم والحظر الأوروبي، وتدهور بيئة الاقتصاد الكلي، كلها عوامل ستواصل دفع التقلبات خلال الشتاء و2023.


مقالات ذات صلة

النفط يرتفع بفعل التوترات الجيوسياسية وخطط «أوبك بلس»

الاقتصاد عامل يسير أمام أنابيب النفط بمصفاة في ووهان بمقاطعة هوبي الصينية (رويترز)

النفط يرتفع بفعل التوترات الجيوسياسية وخطط «أوبك بلس»

ارتفعت أسعار النفط يوم الأربعاء، مع تقييم المشاركين في السوق للتوترات الجيوسياسية، واحتمال تمديد «أوبك بلس» تخفيضات الإمدادات.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد علم «أوبك» خلال اجتماع سابق لها في فيينا (رويترز)

مصادر: «أوبك بلس» قد تمدد تخفيضات النفط إلى الربع الأول

قال 4 مصادر في «أوبك بلس» لـ«رويترز» إنه من المرجح أن تمدد «أوبك بلس»، في اجتماعها يوم الخميس، أحدث جولة من تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية الربع الأول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مضخات تعمل بحقل نفط على شواطئ بحر قزوين في باكو بأذربيجان (رويترز)

انخفاض طفيف لأسعار النفط قبيل اجتماع «أوبك بلس»

انخفضت أسعار النفط قليلاً وسط إشارات متباينة في السوق يوم الثلاثاء، بينما يترقب المتعاملون نتيجة اجتماع «أوبك بلس» هذا الأسبوع

آشلي هالس (بكين)
الاقتصاد مضخات تعمل في حقل نفط على شواطئ بحر قزوين في باكو بأذربيجان (رويترز)

أمين عام «أوبك»: «اتفاقية فيينا» علامة فارقة في تاريخ صناعة النفط

قال أمين عام منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص، إن اتفاقية فيينا لعام 2016، تشكِّل علامة فارقة في تاريخ صناعة النفط.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الاقتصاد تظهر رافعة مضخة نفط مطبوعة ثلاثية الأبعاد أمام شعار «أوبك» (رويترز)

مصادر: «أوبك بلس» يرجئ اجتماعه إلى 5 ديسمبر

أفادت شبكة «سي إن بي سي» يوم الخميس نقلاً عن مصدرين من المندوبين بأن تحالف «أوبك بلس» أرجأ اجتماعاً لتحديد الخطوات التالية لاستراتيجية إنتاج النفط إلى 5 ديسمبر.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

لاغارد: النمو في منطقة اليورو قد يضعف والمخاطر السلبية تهيمن

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

لاغارد: النمو في منطقة اليورو قد يضعف والمخاطر السلبية تهيمن

رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)
رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد تتحدث بعد اجتماع السياسة النقدية في فرنكفورت خلال 12 سبتمبر 2024 (رويترز)

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، في جلسة استماع برلمانية، يوم الأربعاء، إن النمو الاقتصادي في منطقة اليورو قد يكون أضعف في الأشهر المقبلة، وإن التوقعات متوسطة الأجل تكتنفها حالة من عدم اليقين، مع هيمنة المخاطر السلبية.

وكان اقتصاد منطقة اليورو راكداً تقريباً خلال الشهور الثمانية عشرة الماضية، ولم يتحقق التعافي المنتظر منذ فترة طويلة. ورغم أن النمو الضعيف ساعد في ترويض التضخم المرتفع، فإن بعض صناع السياسات يشعرون بالقلق من أن النمو الضعيف قد يدفع التضخم إلى ما دون هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، كما كان الحال في السنوات التي سبقت الجائحة، وفق «رويترز».

وقالت لاغارد للجنة الشؤون الاقتصادية والنقدية في البرلمان الأوروبي في بروكسل: «تشير البيانات المستندة إلى المسح إلى أن النمو سيكون أضعف في الأمد القريب، في ظل تباطؤ النمو في قطاع الخدمات واستمرار انكماش قطاع التصنيع».

وأضافت أن «التوقعات الاقتصادية متوسطة الأجل غير مؤكدة، ومع ذلك، تهيمن عليها المخاطر السلبية. المخاطر الجيوسياسية مرتفعة، مع تزايد التهديدات للتجارة الدولية». وأوضحت أن الحواجز التجارية تشكّل تهديداً لصناعة التصنيع والاستثمار بالنظر إلى الطبيعة المفتوحة للكتلة.

ومع ذلك، قالت لاغارد إنه قد يكون هناك بعض التعافي في المستقبل، مدفوعاً بزيادة الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي نتيجة لارتفاع المداخيل الحقيقية.

وحول التضخم، الذي لا يزال فوق هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة، توقعت لاغارد أن يرتفع في الربع الأخير من عام 2024، لكنه سيعود إلى الهدف في العام المقبل، مؤكدة توجيهاتها بشأن الأسعار.

ومن المقرر أن يعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه في 12 ديسمبر (كانون الأول)، ويتوقع معظم الاقتصاديين أن يخفّض البنك أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس أخرى، وهي الخطوة الرابعة من نوعها هذا العام.

ولم تفعل لاغارد الكثير لتغيير تلك التوقعات، قائلة فقط إن البنك سيتبع نهجاً يعتمد على البيانات واجتماعاً بعد اجتماع.