اليونان تطالب تركيا بـ«إجراءات فورية» لمنع الهجرة غير النظامية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
TT

اليونان تطالب تركيا بـ«إجراءات فورية» لمنع الهجرة غير النظامية

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (أ.ف.ب)

طالبت اليونان تركيا باتخاذ «إجراءات فورية» لمنع عمليات المغادرة غير النظامية للمهاجرين وطالبي اللجوء بسبب الظروف الجوية القاسية، كما طالبت الاتحاد الأوروبي بالتحرك بعد أن لقي 18 شخصاً حتفهم قبالة جزيرة يونانية في بحر إيجه.
من ناحية أخرى، استدعت «الخارجية» التركية السفير السويدي في أنقرة؛ للاحتجاج «على محتوى مسيء» للرئيس رجب طيب إردوغان في إحدى القنوات السويدية، وذلك بالتزامن مع انعقاد محادثات بين مسؤولين في وزارتي العدل من البلدين في أنقرة؛ للبحث في تسليم مطلوبين إلى تركيا، بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية الموقَّعة مع السويد وفنلندا، خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في مدريد، خلال يونيو (حزيران) الماضي.
ولقيت 18 امرأة مصرعهن، وأُنقذ نحو 30 شخصاً في غرق قاربين لمهاجرين دفعتهما رياح عاتية في بحر إيجه.
وقال المتحدث باسم خفر السواحل نيكوس كوكالاس إنه جرى انتشال جثث 16 امرأة من أصل إفريقي، على ما يبدو، شرق جزيرة ليسبوس (مديللي- حسب التسمية التركية) المجاورة للساحل التركي في بحر إيجه، بعد غرق قاربهن.
وتحدثت السلطات عن غرق زورق شراعي ثان، كان يقل 95 شخصاً تقريباً، بالقرب من جزيرة سيتيرا، القريبة من شبه جزيرة بيلوبونيز.
وتمكّن بعض الناجين من السباحة إلى الشاطئ، وسمحت عملية مشتركة لسفن في البحر وخدمات الإطفاء والشرطة على الشاطئ، بانتشال 80 شخصًا من العراق وإيران وأفغانستان، بحسب السلطات اليونانية.
وطالب وزير الهجرة اليوناني نوتيس ميتاراشي، تركيا باتخاذ «إجراءات فورية لمنع عمليات المغادرة غير النظامية بسبب الظروف الجوية القاسية». وكتب على «تويتر»: «الناس يغرقون في قوارب قديمة». وأضاف: «على الاتحاد الأوروبي أن يتحرك».
وذكرت «فرانس برس» أن اليونان شهدت زيادة في حركة المهاجرين، خلال العام الحالي، إذ يسلك المهربون في كثير من الأحيان أطول وأخطر طريق في جنوب البلاد. ولم تعد القوارب المتهالكة تبحر من تركيا، بل من لبنان؛ للالتفاف على الدوريات في بحر إيجه ومحاولة الوصول إلى إيطاليا.
على صعيد آخر، تصاعد التوتر بين تركيا والسويد، في الوقت الذي لا تزال فيه أنقرة تراقب مدى جدية فنلندا والسويد في تطبيق مذكرة التفاهم الثلاثية الموقَّعة في مدريد، في يونيو الماضي، خلال قمة «الناتو».
واستدعت «الخارجية» التركية، ليل الأربعاء- الخميس، السفير السويدي في أنقرة ستافان هيرستروم، وأبلغته بأن «التعبيرات والصور الوقحة والقبيحة عن إردوغان وتركيا» غير مقبولة.
وسخِر العرض التلفزيوني الأسبوعي الكوميدي «سويديش نيوز»، الذي يسْخر بشكل روتيني من السياسيين السويديين والدوليين، من إردوغان؛ على خلفية مزاعم عن انتهاكات حقوق الإنسان، وأنهى الفقرة بالهتاف «تحيا الديمقراطية».
وقللت رئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون من أهمية العرض التلفزيوني الساخر الذي اعترضت عليه أنقرة، وقالت إنها لا تعتقد أن ذلك سيؤثر سلباً على فرص السويد في الانضمام إلى «الناتو»، قائلة: «أعتقد أن ما يهم تركيا، بالطبع، هو أن نلتزم بالاتفاقية التي عقدناها».
وجاءت أزمة التعليقات الساخرة، بينما انطلقت محادثات في أنقرة، من أجل تسليمها مطلوبين من حزب العمال الكردستاني ومنظمات أخرى تَعتبرها أنقرة إرهابية. واستمرت الاجتماعات والمباحثات على مدى يوم الخميس.


مقالات ذات صلة

محادثات مصرية يونانية لتعزيز التعاون في إطار «منتدى شرق المتوسط»

العالم العربي محادثات مصرية يونانية لتعزيز التعاون في إطار «منتدى شرق المتوسط»

محادثات مصرية يونانية لتعزيز التعاون في إطار «منتدى شرق المتوسط»

أكدت محادثات مصرية - يونانية «تعزيز التعاون في إطار (منتدى شرق المتوسط)، وآلية التعاون الثلاثي التي تجمع مصر واليونان وقبرص، وذلك في إطار مواجهة التحديات الإقليمية المتصاعدة في منطقتي الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط». واتفقت مصر واليونان على «أهمية استكمال تبادل الرؤى حول سبل تطوير مجالات التعاون الثنائي والثلاثي بما يحقق المزيد من الأمن والاستقرار للدول الثلاث ويُسهم في تعزيز أواصر التعاون المشترك». جاء ذلك خلال محادثات أجراها (الثلاثاء) وزير الخارجية المصري سامح شكري، في أثينا مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، ووزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، حيث تم «تناول مختلف جوانب العلا

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق اليونان: التحقيق مع عالم زلازل نشر« كذبة أبريل»

اليونان: التحقيق مع عالم زلازل نشر« كذبة أبريل»

خضع عالم زلازل يوناني شهير للتحقيق بعد إطلاقه في الأول من أبريل (نيسان) كذبة مفادها أن «قمعاً» ضخماً يمكن أن يفتح تحت جزيرة سانتوريني البركانية التي تُعدُّ من أشهر الوجهات السياحية في اليونان. ونشر مدير المعهد اليوناني للجيوديناميكا ومركز التسونامي أكيس تسيلينتيس، صورة على «فيسبوك» الأربعاء تشبه صور الشرطة للموقوفين يبدو فيها وهو يحمل ورقة كتب عليها «مذنب بمزحة كذبة أبريل».

«الشرق الأوسط» (أثينا)
العالم خطوات التقارب التركي - اليوناني تستلهم «روح التحالف» بينهما

خطوات التقارب التركي - اليوناني تستلهم «روح التحالف» بينهما

بينما بدا أن مساعي تقارب تركيا مع اليونان تأخذ أبعاداً جديدة وصولاً إلى استلهام «روح التحالف» بين البلدين، أبدت أنقرة تمسكاً بموقفها من ملف انضمام السويد إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، معتبرة أنها «لم تتخذ الخطوات» التي تجعلها توافق على طلبها، أسوة بما فعلت مع فنلندا التي انضمت رسمياً إلى الحلف أمس (الثلاثاء). وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي اليوم، على هامش اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء بـ«الناتو» في بروكسل، نقلته وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية، إن السويد بحاجة لاتخاذ المزيد من الخطوات من أجل استكمال عملية الانضمام، و«إن عليها أن تفي بالتزاماتها بموجب مذكر

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
العالم اليونان تطلب دعماً مالياً لتعزيز سياجها الحدودي مع تركيا

اليونان تطلب دعماً مالياً لتعزيز سياجها الحدودي مع تركيا

دعا رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الاتحاد الأوروبي إلى أن يدرس بجدية تمويل توسيع سياج معدني ضد المهاجرين على الحدود البرية بين اليونان وتركيا. وصرح رئيس الحكومة لوكالة الصحافة الفرنسية على هامش زيارة على طول هذه الحدود في فيريس (شمال شرق): «أعتقد أن الوقت حان ليدرس الاتحاد الأوروبي بجدية تقديم تمويل أوروبي لهذا النوع من المشاريع».

«الشرق الأوسط» (أثينا)
العالم الشرطة اليونانية أوقفت باكستانيين خططا لضرب أهداف إسرائيلية

الشرطة اليونانية أوقفت باكستانيين خططا لضرب أهداف إسرائيلية

أفاد مصدر أمني وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم (الثلاثاء)، بأنّ الشرطة اليونانية أوقفت، في إطار تفكيك «شبكة إرهابية»، رجلين باكستانيين يبلغان من العمر 29 و27 عاماً بشبهة تخطيطهما لضرب أهداف إسرائيلية في وسط أثينا. وأتى توضيح المصدر الأمني بعيد إعلان الشرطة اليونانية في بيان «تفكيك شبكة إرهابية» وتوقيف أجنبيين كانا يخطّطان لـ«تنفيذ ضربات» من الخارج. ووفق المصدر الأمني، فإنّ هذين الباكستانيين من أصل إيراني. وأوضحت الشرطة في بيانها أنّه «بعد إجراءات منسّقة للشرطة اليونانية وجهاز الاستخبارات الوطني، جرى تفكيك شبكة إرهابية كانت تخطّط من الخارج لشنّ ضربات ضدّ أهداف مختارة بعناية على الأراضي اليونانية»

«الشرق الأوسط» (أثينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.