بينما بدا أن مساعي تقارب تركيا مع اليونان تأخذ أبعاداً جديدة وصولاً إلى استلهام «روح التحالف» بين البلدين، أبدت أنقرة تمسكاً بموقفها من ملف انضمام السويد إلى عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، معتبرة أنها «لم تتخذ الخطوات» التي تجعلها توافق على طلبها، أسوة بما فعلت مع فنلندا التي انضمت رسمياً إلى الحلف أمس (الثلاثاء).
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي اليوم، على هامش اجتماعات وزراء خارجية الدول الأعضاء بـ«الناتو» في بروكسل، نقلته وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية، إن السويد بحاجة لاتخاذ المزيد من الخطوات من أجل استكمال عملية الانضمام، و«إن عليها أن تفي بالتزاماتها بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية التي وقعتها مع تركيا وفنلندا في 28 يونيو (حزيران) 2022 على هامش قمة (الناتو) في مدريد، والتي تعهدت فيها بمراعاة الحساسيات الأمنية لتركيا».
وأضاف جاويش أوغلو أنه ناقش مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، خلال لقائهما على هامش الاجتماعات في بروكسل، الثلاثاء، مسألة السويد، فضلاً عن صفقة طائرات «إف - 16»، التي طلبتها بلاده من الولايات المتحدة، والتي لا تزال تواجه صعوبات في الكونغرس.
وعقد جاويش أوغلو، أيضاً، لقاء مع نظيره السويدي توبياس بيلستروم، في بروكسل. وقال على «تويتر» عقب اللقاء، إنه «ذكّر بيلستروم بالخطوات الواجب اتخاذها حتى تنضم بلاده إلى الناتو».
وكان الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ، أكد في بداية اجتماع وزراء الخارجية أن السويد «وفت بكل الالتزامات التي طلبت منها، وأن جميع الحلفاء ينتظرون إتمام عملية انضمامها في أسرع وقت»، موضحاً أنها «أولوية بالنسبة للحلف».
وقال وزير خارجية ليتوانيا غابرييلوس لاندسبرغيس، الذي ستستضيف بلاده القمة المقبلة لـ«الناتو» في فيلنيوس في يوليو (تموز) المقبل: «نأمل أن يرفع علم السويد خلال قمة فيلنيوس... أدعو الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى عدم إفساد القمة».
ومن جهته، كان الرئيس إردوغان قال في كلمة خلال حفل إفطار أقامه للسفراء المعتمدين في أنقرة بمقر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، مساء أمس، إن «المحاولات البغيضة لحرق نسخ القرآن الكريم ليست مقبولة أبداً بأي حال من الأحوال، فهي جريمة كراهية واضحة تماماً»، في إشارة إلى حوادث وقعت من جانب سياسيين ومجموعات يمينية متطرفة في السويد والدنمارك.
وتعد هذه الحوادث، إلى جانب سماح السلطات السويدية لعناصر من حزب «العمال الكردستاني» بتنظيم مسيرات واحتجاجات ضد إردوغان في ستوكهولم، مؤخراً، وعدم الرد على طلب أنقرة تسليم 120 من عناصر الحزب، المصنف كمنظمة إرهابية، في مقدمة أسباب تحفظ تركيا على طلب السويد للانضمام إلى «الناتو».
في الوقت ذاته، بدا أن مساعي التقارب بين تركيا وجارتها اليونان، تسير على نحو جيد بعد الموقف التضامني لأثينا أثناء كارثة زلزالي 6 فبراير (شباط). وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، إن بلاده واليونان، العضوان في «الناتو»، يمكنهما حل خلافاتهما بالوسائل السلمية والحوار، وذلك عقب مباحثات مع نظيره اليوناني نيكولاوس باناجيوتوبولوس، في هطاي (جنوب تركيا) ليل الثلاثاء - الأربعاء، في أحدث مؤشر على الاستمرار في جهود تهدئة التوتر المزمن بين الجارتين المتنافستين بسبب ملفات الجزر المتنازع في بحر إيجة، والنزاع على مواد الطاقة في شرق البحر المتوسط، والهجرة، والمسألة القبرصية، وغيرها.
وأعرب أكار عن رغبة بلاده في جعل بحري إيجة والمتوسط بحرين لـ«الصداقة والتضامن». وأشار إلى أن هناك بعض المشاكل بين البلدين الجارين، وعبر عن أمله في أن يتمكنا من معالجتها، «كدولتين متحضرتين، بروح التحالف، ومن خلال نهج سلمي، والاحترام المتبادل والحوار، وأن يستمر الجو الإيجابي والبناء الذي عاشاه بعد كارثة الزلزالـ«. وأكد أن أبواب الحوار ستظل مفتوحة.
من جانبه، قال وزير الدفاع اليوناني إن بلاده «بذلت ما بوسعها من أجل تضميد جراح جارتها تركيا، بعد الزلزال، وإن الرسالة الرمزية التي تأتي من المآسي والكوارث الطبيعية بهذا الحجم تتجاوز أي خلاف واختلاف، وقد تكون دافعاً لتقليل التوتر وخلق الظروف لتسهيل تواصل أفضل». وأضاف: «إن الهدف، الذي يجب أن نعمل من أجله، هو خلق جو من التعاون والاستقرار بين بلدينا».
وتفقد أكار وباناجيوتوبولوس مستشفى ومركز إيواء في ولاية هطاي المتضررة من الزلزال، وتلقيا معلومات حول الخدمات المقدمة فيهما. كما زارا مدينة مساكن مسبقة التجهيز تأوي مواطنين متضررين من الزلزال، وتفقدا آثار الزلزال في جولة بطائرة مروحية.
وبالتزامن، زار وزير الهجرة واللجوء اليوناني، نوتيس ميتاراكيس، المناطق المتضررة من الزلزال في هطاي رفقة نائب وزير الداخلية التركي إسماعيل تشاتاكلي، حيث قاما بجولة بطائرة مروحية، ثم زار ميتاراكيس مراكز الإيواء المؤقتة على الحدود التركية السورية، والتقى وزير الداخلية سليمان صويلو. وأكد الوزير اليوناني أن تركيا واليونان ستظلان جارتين على الدوام، مضيفاً: «يمكنكم رؤية اليونان كحليف جيد».
خطوات التقارب التركي - اليوناني تستلهم «روح التحالف» بينهما
أنقرة: السويد بحاجة للمزيد من الخطوات للانضمام إلى «الناتو»
خطوات التقارب التركي - اليوناني تستلهم «روح التحالف» بينهما
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة