ليندركينغ: الحوثيون فرضوا شروطاً غير مقبولة لعرقلة الهدنة

المبعوث الأميركي تيم لندركنج (رويترز)
المبعوث الأميركي تيم لندركنج (رويترز)
TT

ليندركينغ: الحوثيون فرضوا شروطاً غير مقبولة لعرقلة الهدنة

المبعوث الأميركي تيم لندركنج (رويترز)
المبعوث الأميركي تيم لندركنج (رويترز)

حمل المبعوث الأميركي تيم ليندركينغ ميليشيا الحوثي مسؤولية عرقلة تمديد الهدنة الأممية في البلاد، في حين تواصل الأطراف الدولية والأممية مساعيها من أجل العودة إلى الهدنة في اليمن.
وأكد في تصريحات، اليوم الأربعاء، أن الحوثيين فرضوا شروطا غير مقبولة، من بينها دفع رواتب مقاتليهم أولاً.
كما شدد المبعوث الأميركي على أن الخيار واضح، فإما العودة إلى الهدنة أو الاستمرار في الحرب. وأوضح أن الأمم المتحدة لا تزال منخرطة في العملية السلمية والقنوات لا تزال مفتوحة من أجل السعي إلى وقف النار مجدداً.
وختم ليندركينغ بالتأكيد على أن الهدنة أدت إلى خفض ضحايا الحرب 60 في المائة، وساهمت في فتح مطار صنعاء، وإعادة الرحلات من العاصمة اليمنية إلى القاهرة وعمان، وسمحت لليمنيين بالعلاج في الخارج.
يذكر أن المساعي الأممية لا تزال جارية من أجل تمديد الهدنة السابقة التي انتهت في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في الثاني من أغسطس (آب) الماضي، أن الأطراف اليمنية وافقت على تمديد الهدنة لشهرين إضافيين وفقاً للشروط نفسها، من 2 أغسطس وحتى 2 أكتوبر 2022.
وأتى هذا التمديد بعد هدنة أممية سابقة بدأ سريانها في أبريل (نيسان) الماضي، على جميع جبهات القتال في اليمن لمدة شهرين، ونصت على إيقاف العمليات العسكرية الهجومية براً وبحراً وجواً داخل اليمن وعبر حدوده، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن خلال شهرين، فضلاً عن السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً.
إلا أن ميليشيات الحوثي عرقلت الأسبوع الماضي، تمديد تلك الهدنة للمرة الثالثة، فارضة شروطاً غير مقبولة.


مقالات ذات صلة

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

العالم العربي مشاهد لصاروخ سقط في جبل المحويت كشفت عن أرقام مكتوبة بخط بدائي باللغة العربية (الإرياني)

مسؤول يمني: الحوثيون يحاولون إلصاق جرائمهم بالقوات الأميركية

أكد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن جماعة الحوثي تحاول إلصاق جرائمها في المناطق المدنية بالقوات الأميركية لخلق حالة من السخط تجاه العملية العسكرية الجارية.

«الشرق الأوسط» (عدن)
المشرق العربي العقيد محمد جابر خلال مشاركته أخيراً لحشد القبائل اليمنية لمواجهة الحوثيين (الشرق الأوسط) play-circle

دعوة القبائل اليمنية لسحب أبنائهم من محارق الموت الحوثية

دعا مسؤولون يمنيون القبائل اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، إلى سرعة سحب أبنائهم من المعسكرات التابعة للجماعة وأهمية الابتعاد عن مواقعهم.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي أتباع الجماعة الحوثية يتوعدون ترمب بالهزيمة في تجمع أسبوعي وسط العاصمة صنعاء (أ.ف.ب)

قدرات الحوثيين العسكرية أمام اختبار الصمود تحت ضربات ترمب

أدَّت الضربات الأميركية التي أمر بها ترمب ضد الحوثيين إلى استنزاف قدرات الجماعة، واختراق تحصيناتها الأمنية؛ حيث باتت تواجه حالياً تحديات في تكثيف الهجمات.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي 4- أسلحة متطورة تستخدم في ضرب مخابئ الحوثيين (سنتكوم)

استهداف أميركي للحوثيين في خطوط التماس مع الجيش اليمني

كثّف الجيش الأميركي غاراته على مواقع الحوثيين في خطوط التماس مع الجيش الحكومي في حين عاودت الجماعة زراعة الألغام في محافظة الحديدة تحسباً لهجوم بري.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي تمثال للسيناتور السابق ألبرت غاليتين أمام وزارة الخزانة في واشنطن (رويترز)

عقوبات أميركية جديدة تطول بنكاً موالياً للحوثيين

أقرّت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات مالية جديدة على الحوثيين طالت بنكاً يعمل في مناطق سيطرتهم ضمن إجراءات خنقهم اقتصادياً، وسط تصاعد الضربات الجوية على مواقعهم

وضاح الجليل (عدن)

«أفكار جديدة» تنعش جهود استئناف مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينيون ينتظرون يوم الثلاثاء أمام نقطة توزيع طعام مجانية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون ينتظرون يوم الثلاثاء أمام نقطة توزيع طعام مجانية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
TT

«أفكار جديدة» تنعش جهود استئناف مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينيون ينتظرون يوم الثلاثاء أمام نقطة توزيع طعام مجانية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)
فلسطينيون ينتظرون يوم الثلاثاء أمام نقطة توزيع طعام مجانية في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)

يسعى الوسطاء لكسر جمود المفاوضات المتعثرة بشأن عودة التهدئة في قطاع غزة، تزامناً مع زيارة لوفد من حركة «حماس» للقاهرة؛ لبحث «أفكار جديدة للتهدئة» واجتماع للمجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي لبحث مستجدات ملف الرهائن.

ويتزامن الحراك المتصاعد منذ انهيار اتفاق الهدنة في 18 مارس (آذار) الماضي وتعثر 4 مقترحات لاستئنافه، مع ترقب زيارة للرئيس الأميركي، دونالد ترمب للمنطقة الشهر المقبل، وقد «تنعش» تلك الأفكار الجديدة جهود استئناف مفاوضات التهدئة، حسب مصادر متطابقة تحدثت لـ«الشرق الأوسط» مرجحة أن تسفر جهود إحياء المفاوضات عن هدنة مؤقتة تمتد لأخرى أوسع.

مقترح من «حماس»

وكشف مصدر مطلع في حركة «حماس»، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، عن طرح ستقدمه الحركة في اجتماع بالقاهرة، يتضمن 5 بنود، من ضمنها صفقة شاملة وإتمام هدنة طويلة تصل إلى خمس سنوات مع اشتراط ضمانات إقليمية ودولية.

وقال المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه لحساسية موقعه، إن الإطار الذي ستعرضه الحركة يتضمن أولاً الاتفاق على صفقة تبادل شاملة للأسرى بين الطرفين، رزمة واحدة وفق آليات وتوقيتات يتفق عليها (جميع أسرى الاحتلال الإسرائيلي، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين)، مقابل وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من كامل قطاع غزة، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار.

كما يتضمن الطرح ثانياً: استعداد «حماس» لوقف إطلاق نار طويل لمدة خمس سنوات بضمانات إقليمية ودولية، وفق المصدر ذاته.

فلسطيني يحاول إطفاء حريق بحفارات استهدفتها غارات إسرائيلية في جباليا شمال غزة يوم الثلاثاء (أ.ف.ب)

ويشمل الإطار في البند الثالث التأكيد على أنه «فور الاتفاق على هذا الإطار تتم عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2 مارس 2025، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية، وانسحاب قوات الاحتلال إلى ما كانت عليه وفق الاتفاق 17/1/2025، ودخول المساعدات الإغاثية، وفق البروتوكول الإنساني».

وجاء رابعاً ضمن الطرح: «تشكيل لجنة محلية من مستقلين تكنوقراط لإدارة غزة بكامل الصلاحيات والمهام، وفق المقترح المصري للجنة الإسناد المجتمعي».

ويشمل البند الخامس والأخير من طرح «حماس» خلال اجتماع القاهرة «الاستعداد للتوافق الوطني الفلسطيني في إطار الاتفاقيات التي جرت بين الفصائل الفلسطينية، وآخرها اتفاق بكين 2024».

وغادر وفد من «حماس» الدوحة متوجهاً للقاهرة، الثلاثاء، لبحث «أفكار جديدة لوقف إطلاق النار في غزة»، وفق ما ذكره قيادي بالحركة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

جهود جدية

فيما نقلت شبكة «بي بي سي» البريطانية عن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، لم تذكر هويته، أن وسطاء قطريين ومصريين اقترحوا صيغة جديدة لإنهاء الحرب في غزة تتضمن هدنة تستمر ما بين خمس وسبع سنوات، وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مع إنهاء رسمي للحرب، وانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة، واصفاً جهود الوساطة الحالية بالجدية.

وانهار آخر اتفاق لوقف إطلاق النار في 18 مارس عندما استأنفت إسرائيل قصف غزة، ورفضت دخول المرحلة الثانية الممهدة لإنهاء الحرب، ولم تنجح مقترحات مصرية إسرائيلية أميركية في مارس الماضي، وأوائل أبريل (نيسان) الحالي في حلحلة الأزمة.

أطفال فلسطينيون ينتظرون توزيع الطعام يوم الثلاثاء في مخيم النصيرات للاجئين وسط غزة (د.ب.أ)

وقبل أسبوع أعلنت مصادر مصرية لقناة «القاهرة الإخبارية»، أن «مصر تسلمت مقترحاً إسرائيلياً بوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، وبدء مفاوضات تقود لوقف دائم لإطلاق النار، سلمته إلى (حماس)»، ودون أن تعلن رفضاً صريحاً خرجت الحركة في خطاب متلفز مطالبة بصفقة شاملة، متهمة نتنياهو باستخدام الصفقات الجزئية في أجندته السياسية وعدم الالتزام بإنهاء الحرب، وسط تعثر بالمفاوضات.

وتأتي زيارة «حماس» للقاهرة عقب لقاء وفد الحركة برئاسة القيادي محمد درويش، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، وأكد مصدران من حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، الاثنين، أن الحركة تريد دعماً من تركيا، لنقل رؤيتها إلى إدارة ترمب بشأن «الصفقة الشاملة»، في ظل «العلاقات الجيدة بينهما».

وقف الحالة المتردية

ووفد «حماس» الذي يصل إلى القاهرة بعد زيارة أنقرة يأتي وفق تقديرات أستاذ العلوم السياسية المتخصص في الشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، الدكتور طارق فهمي، في إطار «ترتيبات لوقف إطلاق النار في غزة ستناقش وستشهد طرح أفكار جديدة».

ولفت فهمي إلى أن «طرح الهدنة الطويلة ليس جديداً، لكن القضية الجوهرية المطروحة حالياً لدى الوسطاء هي وقف إطلاق النار بشكل مؤقت، والإفراج عن أكبر عدد من الرهائن والأسرى الفلسطينيين، وعرض أفكار لإنهاء الحرب على الحركة لإنجاز ذلك المسار ولو بضغوط لوقف الحالة المتردية بالقطاع، خاصة أن (حماس) ليست لديها خيارات كثيرة وتقوم بمناورات يقابلها تصعيد إسرائيلي أدى لاحتلال 40 في المائة من مساحة القطاع».

ولم تصدر إسرائيل أي تعليق على هذه الخطة المحتملة التي اقترحها الوسطاء، غير أنها تأتي بالتزامن مع عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي الأمني، اجتماعاً الثلاثاء، لبحث قضايا مرتبطة بالرهائن، وفق ما ذكرته القناة الإخبارية «12» الإسرائيلية، الاثنين.

نتنياهو يرأس اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر «الكابينت» 18 يناير (د.ب.أ)

وتحدثت «تايمز أوف إسرائيل»، الثلاثاء، عن وصول وفد إسرائيلي إلى القاهرة مساء الأحد، وأنه أجرى في اليوم التالي محادثات مع وسطاء في محاولة لتحقيق اختراق في المفاوضات مع «حماس» بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن من غزة.

ولم تعلن القاهرة تفاصيل بشأن تحركاتها الجديدة، لكن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي استعرض مع نظيره اللبناني يوسف رجي، الثلاثاء، بالقاهرة «الجهود التي تبذلها مصر لاستئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بما يساهم في تحقيق التهدئة واستعادة نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة»، وفق بيان للخارجية المصرية، دون أن يوضح تفاصيل بشأن طبيعة تلك الجهود.

ويؤكد فهمي، أن التحركات الجديدة تشير إلى أن هناك إصراراً من مصر وقطر على إنجاح المفاوضات، مرجحاً التوصل لاتفاق قبل أن يزور ترمب المنطقة.