في الدلالة التجريبية للعقل

من محدودية فعالية العقل مع جون لوك إلى انتفائها مع هيوم

ديكارت
ديكارت
TT

في الدلالة التجريبية للعقل

ديكارت
ديكارت

صحيح، إن العقل الديكارتي هو نقلة هامة في تاريخية الفكر الفلسفي الأوروبي. نقلة إلى الذاتية. وهو انتقال هيأ شروط التحول من ميتافزيقا العقل - بمعناه الضيق - إلى إجرائيته وأداتيته. إلا أن ما سيتلو الديكارتية من توجهات فلسفية تجريبية، سينزع عن العقل ذلك السمو الإطلاقي، ويرهن تكوينه واشتغاله بالحواس في تعاطيها التجريبي مع الواقع. بل أفرغ العقل من محتواه البدهي الفطري، فاستحال إلى دفتر بيد التجربة. أي إلى مجرد صفحة بيضاء، تخط عليها التجربة الحسية. ومن ثم إذا كان العقل واحدا وموزعا بقسمة عادلة بين الناس، كل منهم أوتي منه الكفاية، حسب الديكارتية، فإنه في الفلسفة التجريبية معطى مختلف، تبعا لاختلاف الواقع وخصوصيات التجربة وتباين المكتسب.
فالعقل عند لوك، لوح فارغ تأتي التجربة لتخط عليه المبادئ والمعاني. وبما أن العقل لوح أردوازي فارغ وليس فيه أي أفكار فطرية، فإن السؤال المطروح في نظرية المعرفة: من أين يمنح العقل أفكاره؟ هو سؤال يقول عنه لوك: «عن هذا أجيب بكلمة واحدة: من التجربة». ولما كانت التجربة هي مصدر الأفكار وجب دراستها بإمعان. وفي سياق هذه الدراسة، ينتهي لوك إلى أن هناك نوعين من مصادر التجربة:
الأول، الإحساس الخارجي، وذلك بواسطة حواسنا التي تلتقط موضوعات خارجية.
والمصدر الثاني، هو الإحساس الداخلي الذي يتم به استشعار أفكار واعتمالات داخلية كالتفكير، والشك، والاعتقاد، والإرادة. وليس «هناك أي شيء في عقولنا لم يأت عن طريق أحد هذين السبيلين». غير أن لوك إن نوّع في مصدر التجربة على النحو السابق، فهو من جهة أخرى، حسم شأنه شأن الفلاسفة التجريبيين، في كون المصدر الوحيد للمعرفة هو التجربة ذاتها. إذ بها يمتلئ العقل، بل يتكون ويتشكل. فـ«لا وجود لأي شيء في العقل – يقول لوك - إلا وقد سبق وجوده في الحس»، ناقدا بذلك، العقلانية الديكارتية التي تزعم وجود أفكار فطرية بدهية في العقل، معتبرا ديكارت نفسه أخطأ في حق منهجه وتناقض معه، عندما جاوز به إلى البت في شأن الجسم ووظائفه. ذلك لأن ديكارت، حسب لوك، يكون متناغما مع فلسفته القائلة بفطرية العقل واستبطانه بدهيات مطلقة، وذلك فقط عندما «يغمض عينيه ويسد أذنيه». أما عندما يجاوز ذلك إلى البت في شأن الطب والتشريح، فإنه يتضاد مع مذهبه.
بل إن المبادئ البدهية التي يزعم ديكارت أنها غريزية وفطرية، لو كانت كذلك حقا، لعرفها الناس جميعهم. بينما الحاصل أن أغلبهم يجهلونها. فحتى المثقفون منهم، يجهل بعضهم معنى «الذاتية»، و«عدم التناقض». وعليه يستنتج جون لوك، أن العقل ليس «شيئا آخر غير ملكة استخلاص القضايا غير المعروفة من المبادئ أو القضايا المعروفة بالفعل.. من ثم فإنك إذا قلت إن العقل يكتشف هذه الحقائق المنطبعة على هذا النحو، فإنك تكون قد ذكرت أن استخدام العقل يكشف للإنسان ما عرفه من قبل.. ويتساوى هذا القول، في واقع الأمر، وقولك إن الناس يعرفونها ولا يعرفونها معا».
وينتهي إلى أن ليس ثمة في العقل أي معانٍ فطرية غريزية. فلو حللنا المعاني ودرسنا أصنافها سنجدها صنفين لا غير: «معانٍ بسيطة «وهي مكتسبة من التجربة، ومعانٍ مركبة»، ويرجعها لوك إلى التفكير أي إلى فعالية العقل، حيث إن العقل يكون في حالة المعاني البسيطة منفعلا، أي يتلقى من التجربة، بينما في حالة المعاني المركبة يكون فاعلا.
لكن إذا كان العقل عند لوك ذا وظيفة وشيء من التقدير، فإن هذا التقدير لن يستمر مع الفلسفة التجريبية اللاحقة عليه، حيث إذا كان لوك يقول: «إن الفهم في معظم الأحيان سالب»، فإنه يجوز لي أن أقول إن هيوم سيعتبر العقل/ الفهم سالبا في كل الأحيان. وذلك لأن الوظيفة المعطاة للعقل عند لوك، ستسحب منه مع هيوم، بفعل أطروحته الموسومة بـ«قانون تداعي المعاني» الذي بلوره وخلص به إلى جعل العقل لا وظيفة له غير التلقي، بعد أن كانت له مع لوك وظيفة الربط والتركيب للمعاني. فوظائف المضاهاة والتركيب والتجريد في فلسفة لوك، التي يقوم بها العقل، استبدل بها ديفيد هيوم قوانين التداعي التي هي «التشابه، والتقارن في المكان والزمان، والعلية».. «فالفكرة ترتبط بفكرة إما لتشابههما، وإما لأن الانطباعات التي هما نسختان عنها كانت متقارنة، وإما أخيرا، لأن إحداهما تمثل علة والأخرى معلولها». وهذه القوانين لا يعتبرها هيوم من فعل العقل، بل هي مجرد عادات ذهنية انطبعت في العقل بفعل تكرارها في التجربة. ومن ثم فوظيفة العقل هي انفعال لا فعل.
إلا أن مفهوم العقل الذي صاغته الفلسفة التجريبية اصطدم، هو الآخر، بمآزق واستحالات. كما أن النموذج الثاوي داخل نظرية المعرفة التجريبية، لم يستطع حسم الإشكالات الكبرى التي تصطدم بها مختلف التنظيرات الفلسفية التي تسعى إلى اختزال مفهوم العقل، واستدخاله - في تصورات وقوالب نظرية أحادية وآية ذلك، انه إذا كان العقل صفحة بيضاء، وإذا كان حصيلة تكوين بفعل التربية والتفاعل مع الواقع الطبيعي والثقافي والاجتماعي، فإن هذا إن كان يفسر بسهولة اختلاف العقول والأفهام، فإنه يلقى حرجا كبيرا في تفسير اتفاق العقول وتطابقها في بعض مبادئ التفكير ونتائجه. وإذا كان العقل مجرد صفحة بيضاء، وإذا كانت الحواس هي التي تكونه وتصوغه، أو بتعبير آخر، إذا كان العقل «سلبي» الدور، كما هو الحال مع ديفيد هيوم، وإذا كانت الحواس هي وحدها ذات بعد وظيفي فاعل، حسب الفلسفة التجريبية، فكيف نفسر اقتدار العقل على تخطيء الحواس وتصحيح معطياتها وتنظيم شتاتها؟



لا أحد يملك مفاتيح بوابات المشهد الثقافي

أسامة مسلم
أسامة مسلم
TT

لا أحد يملك مفاتيح بوابات المشهد الثقافي

أسامة مسلم
أسامة مسلم

في مقالةٍ نُشرت الأسبوع الماضي، كتب الزميل ميرزا الخويلدي عمّا سمّاها «ظاهرة» أسامة المسلّم الأديب النجم، غير المسبوق أدبياً بشهرته محلياً وعربياً؛ القادر على جذب حشود من المعجبين والمعجبات، ممن قرأوا له وممن لم يقرأوا بعد، إلى معارض الكتب التي يوجد فيها.

بدون أدنى شك، يجسّد المسلم ظاهرة الروائي النجم. ومحاولة التقليل من شأن نجوميته والاستهزاء بها ضرب من العبث، والساخر منها والمستهزئ بها «كناطح صخرة يوماً ليوهنها فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل». المسلم جاء، أو ظهر، ليبقى، والنظر إلى تجربته ومنجزه الإبداعي باستعلاء ونفور لن يكون له أي تأثير في الواقع وعليه. وسيستمر الإقبال على مؤلفاته، والتزاحم حوله إلى حد إغماء البعض، أو التسبب في إلغاء فعاليات توقيع رواياته - حقيقةٌ تؤكد حقيقةً أخرى: تداعي أو انهيار صروح الوصاية على الإبداع الأدبي، وتقلص سلطة من يُنَصِّبُون أنفسهم أوصياء وحكام ذوق، يحلمون، رغم تغير الظروف والأحوال، في الاستمرار في توزيع صكوك الاعتراف والتزكية ممهورة بإمضاءاتهم.

جي كي رولنغ

«المُسَلَّمُون» قادمون

وسيأتي «مُسَلَّمُون» (من مُسَلّم) آخرون، مُقَلِّدُون ومتأثرون به، يحاكون أسلوبه في الكتابة، وفي ترويج كتبهم وذواتهم؛ وآخرون تغريهم جوائز «القلم الذهبي» بالمال وبأضواء الشهرة، وبوصول أعمالهم السردية أفلاماً إلى صالات السينما. وسنشهد، محلياً على نحو خاص، ظاهرة الإقبال على كتابة القص الشعبي (popular fiction): الفانتازيا والرعب والإثارة والتشويق والجريمة والرومانس، أو ما يسمى «الأدب الأكثر تأثيراً». وسيوازي ذلك الانتشارُ الفطري - المشرومي لدورات وورش كتابة «الأدب الأكثر تأثيراً». وليس على «المشهد الثقافي» سوى تحمل الظاهرة بإيجابياتها وسلبياتها، حتى وإن كان يوجد من يرفض وجودها. «المُسَلَّمُون» قادمون، فعلى الرحب والسعة، ففي المشهد متسع للجميع. ستجد مؤلفاتهم من يقرأها، ومن يمتنع، وله الحرية والحق في ذلك. لكن ثمة حقيقة أنه لا أحد يملك، أو له الحق في امتلاك، مفاتيح بوابات المشهد الثقافي، يفتحها أمام من يحب، ويقفلها في وجوه من لا يستطيع معهم صبراً.

ستيفن كنغ

البناء الذاتي للشهرة

حقيقة أخرى ذكرها الزميل الخويلدي في مقالته، وهي أن المسلم صنع شهرته بنفسه دون أي نوع من أنواع الدعم والرعاية من المؤسسات الثقافية بنوعيها الرسمي والأهلي. كما لم يكن للنقاد والصحافة فضل عليه، أو إسهام في صنع نجوميته. أضيف إلى ما ذكره الخويلدي، الحقيقة الأخرى: رفض 20 ناشراً لروايته «خوف»، ما اضطره إلى بيع سيارته لينشرها على حسابه.

أعتقد أن رفض نشر روايته علامةٌ على أنه كائن محظوظ، جعله الرفض ينضم بدون اختيار وقرار منه لقائمة الذين رُفِضتْ مؤلفاتهم وانتهى بهم المطاف كُتّاباً وأدباء مشهورين. يبدو أنه ما من شخص تعرضت كتاباته للرفض، إلا وأصبح مشهوراً، يضاف اسمه لقائمة الأسماء التالية على سبيل المثال لا الحصر: إرنست هيمنغوي، ف. سكوت فيتزجيرالد، سيلفيا بلاث، مايا أنجيلو، باربرا كنغسولفر. ومن كُتّاب القص الشعبي: أغاثا كريستي، ج. ك. رولينغ، ستيفن كينغ. سأسقط بعض الضوء على تجربتي ج. ك. رولينغ، وستيفن كينغ مع النشر.

رفض «هاري بوتر» و«كاري»

رفضت 12 دار نشر مخطوطةَ رواية رولينغ «هاري بوتر»، ليس هذا فحسب، بل حذرها أحد الوكلاء الأدبيين بأنها لن تحقق ثروة بتأليفها كتباً للأطفال. ربما شعر، أو لا يزال يشعر، ذلك الوكيل بوخزات الندم على تحذيره رولينغ، وهو يراها الآن تشغل المركز الأول في قائمة أكثر الكاتبات والكُتّاب ثراءً بثروة تقدر بمليار دولار. تحقق لها الثراء من كتاباتها للأطفال، وللكبار، خصوصاً الذين لم تنطفئ دهشة الطفولة فيهم.

أما كينغ، فقد رُفِضَتْ مخطوطةُ روايته «كاري» من قبل 30 ناشراً. وقد أوضح أحد الناشرين في خطاب الرفض إليه أنهم لا يهتمون بروايات الخيال العلمي التي تصور يوتوبيات سلبية (ربما يقصد ديستوبيات) لأنها «لا تبيع»، أي لا تحقق أرقام مبيعات مرتفعة. لكن «كاري» نُشِرَت أخيراً في 1974. ولما أُطْلِقَتْ نسخةُ الغلاف الورقي بعد عام من نشرها، 1975، بِيْعَ منها ما يزيد على مليون نسخة خلال 12 شهراً. والآن كينغ واحد من الكُتّاب الأثرياء، بثروة تقدر بــ500 مليون دولار.

مثلهما واجه المسلم رفض الناشرين. وستصبح سيرته الأدبية أقوى شبهاً بسيرتيهما، خصوصاً سيرة كاتبه المفضل كينغ، عندما تعرض الترجمات السينمائية لرواياته على الشاشتين الكبيرة والصغيرة في القريب العاجل كما يُفهم من كلامه عن ذلك.

تيري وودز وفيكي سترينغر

وللروائتين الأميركيتين تيري وودز وفيكي سترينغر، أعود من كتابة سابقة. فلوودز وسترينغر قصتان طويلتان مع الرفض المتكرر من الناشرين، ولكنهما وضعتا لهما نهايتين مختلفتين عن نهاية قصص الكاتبات والكُتّاب المذكورين أعلاه. يتجلى في قصتيهما الصبر والإصرار على تحقيق الهدف. كان النشر الذاتي نهاية قصة كل منهما، لينتهي بدوره بتأسيس كل منهما دار نشر، شقت الطريق أمامها إلى الثراء.

في المتبقي من وقتها الموزع بين واجبات الأمومة وعملها سكرتيرة في شركة قانونية، فتحت تيري وودز من فيلادلفيا، التي ستصبح فيما بعد رائدة القص المديني - قص المدينة، أو أدب الشارع، أو أدب العصابات، فتحت لنفسها باباً تدلف من خلاله إلى عالم الكتابة، لتشرع في تأليف روايتها الأولى «True to the Game». وبعد فراغها من الكتابة، راحت تطرق أبواب الناشرين. وعلى مدى 6 سنوات، من 1992 إلى 1998، كانت تتلقى الرفض تلو الآخر. ولمّا نفد صبرها، قررت طباعة وتغليف روايتها بنفسها وبيعها مباشرةً لباعة الكتب وللناس في الشوارع. كانت تطوف بالمدن. تنام في سيارتها في مواقف السيارات، وعلى الأريكات في بيوت معارفها، وتقضي ساعات في شوارع نيويورك. ثم انتقلت الى الخطوة التالية: تأسيس دار للنشر. بعد مضي ثلاث سنوات، أصبحت وودز الكاتبةَ المليونيرة. وكان عام 2007 عام خير عليها، وقَّعَت خلاله صفقةَ خمس كتب مع «غراند سنترال بَبلِشينغ»، وظهر الجزء الثاني من روايتها «True to the Game II» على قائمة الكتب الأكثر مبيعاً لصحيفة «نيويورك تايمز»، وفي العام التالي (2008)، كان الجزء الثالث على قائمة «نيويورك تايمز» أيضاً.

أما فيكي سترينغر، فقد أتاحت لها الكتابة مفراً من ضيق الزنزانة إلى رحابة العالم المتخيل في روايتها «Let That Be the Reason»، التي كتبتها في السجن. غادرت فيكي سترينغر ولاية ميشيغان إلى مدينة كولومبس للدراسة في جامعة ولاية أوهايو. وهناك التقت بمن أصبح صديقاً لها. وكان يتعاطى ويروج المخدرات، فاستدرجها إلى الانزلاق إلى هاوية المخدرات وتعاطيها وترويجها، حيث توجّت بلقب «ملكة الكوكايين في كولومبوس». وحين ألقي القبض عليها كان في حوزتها كمية كبيرة من المخدرات ومئات آلاف الدولارات.

في السجن وبعد الخروج منه، كانت الكتابة «خيط أريادني» الذي اهتدت به للخروج من متاهة التعثرات والتيه في الماضي. فعلى الفور، راحت تبحث عمن ينشر مخطوطة روايتها الأولى، لتُمَنى برفضها 26 مرة، ما اضطرها إلى نشرها ذاتياً، وتأسيس دارها للنشر. وتوالى نشر الأجزاء الأخرى من الرواية، ورواياتها الأخرى. أطلقت مجلة «بَبليشرز ويكلي» على سترينغر لقب «ملكة أدب المدينة الحاكمة». وفي 2005، شهدت طوكيو، نشر ترجمات رواياتها إلى اليابانية.

إغراء الناس بدخول المكتبات

تقول الكاتبة آن بارنارد في مقالتها «من الشوارع إلى المكتبات»، المنشورة في «نيويورك تايمز» (23-10-2008)، إن المكتبات في «كوينز»، ونظام المكتبات المنتشرة في البلاد، إلى مقاطعة يورك في بنسلفانيا، تحرص على اقتناء روايات (القص المديني - أدب الشارع - أدب العصابات) كطريقة مثيرة، وإن تكن خِلافيَّةً أحياناً، لجذب أشخاص جدد إلى قاعات القراءة، ولنشر محو الأمية والتفكير واستكشاف ميول واهتمامات الجمهور الذي يخدمونه.

جوهرياً، لا يختلف ما تقوله بارنارد عن روايات وودز وسترينغر وغيرهما من كُتّاب أدب الشارع، عمّا يقال عن روايات المسلم، وجذبها آلاف من الشباب إلى الكتاب والقراءة، وإلى معارض الكتب، وإثارتها الاختلاف والجدل، والانقسام ما بين مادحٍ وقادح.

لكن رغم التشابه بين تجارب وودز وسترينغر والمسلم، يتميز الأخير بأن في وطنه جائزة (جائزة القلم الذهبي) خصصت ستةُ من مساراتها الثمانية للقص الشعبي. قد لا يفوز في الدورة الأولى، ولا في الثانية، ولا الثالثة، ولا الرابعة. وقد لا يفوز بها أبداً. لكنه سيظل الكاتب مثير الجدل، وجاذب الحشود لمعارض الكتب.

ترُى هل سيعزز المسلم التشابه بينه والروائيتين الأميركيتين من ناحية رفض الناشرين في البدايات وجاذبية أعمالهم السردية بتأسيس دار لنشر القص الشعبي، أو هل أقول «الأدب الأكثر تأثيراً»، إذا كان بالإمكان اكتشاف مدى قدرة كتاب على التأثير قبل النشر، وبعده بدون أجهزة وآليات رصد خاصة ومعايير؟

ناقد وكاتب سعودي