قبرص تفرض نفسها ملفاً خلافياً جديداً بين أنقرة وواشنطن

وفد سويدي يزور تركيا لبحث تسليم متورطين بالإرهاب

عرض عسكري قبرصي في نيقوسيا السبت الماضي بمناسبة الاستقلال عن بريطانيا (أ.ب)
عرض عسكري قبرصي في نيقوسيا السبت الماضي بمناسبة الاستقلال عن بريطانيا (أ.ب)
TT

قبرص تفرض نفسها ملفاً خلافياً جديداً بين أنقرة وواشنطن

عرض عسكري قبرصي في نيقوسيا السبت الماضي بمناسبة الاستقلال عن بريطانيا (أ.ب)
عرض عسكري قبرصي في نيقوسيا السبت الماضي بمناسبة الاستقلال عن بريطانيا (أ.ب)

طفت على السطح مشكلة جديدة أضيفت إلى ملف الخلافات العالقة بين تركيا والولايات المتحدة تتعلق بإلغاء حظر توريد الأسلحة إلى قبرص ثم إدراجها ضمن برنامج للشراكة الأمنية، فضلاً عن التوتر الأخير بسبب الدعم الأميركي لليونان في نشر أسلحة بجزر في بحر إيجة.
ونددت وزارة الخارجية التركية بشدة بإدراج الولايات المتحدة قبرص ضمن برنامج شراكة الدولة لمكتب الحرس الوطني التابع لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، معتبرة أن الخطوة الأميركية الجديدة بعد رفع حظر توريد الأسلحة إلى قبرص لا يمكن تبريرها بأي ذريعة. وذكرت الوزارة، في بيان، أن الولايات المتحدة تجاوزت بهذه الخطوة كسر التوازن بين شطري الجزيرة وأصبحت طرفاً، وفقدت فرصة لعب دور بناء في عملية الوصول إلى حل عادل ودائم ومستدام للمسألة القبرصية.
وشدد البيان على أن تركيا، كضامن، ستواصل اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لضمان أمن القبارصة الأتراك.
وجاء البيان التركي بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى إسطنبول، ليل الأحد، ولقائه مستشار الرئيس التركي المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم كالين، حيث تطرقت المحادثات إلى مسألة رفع حظر الأسلحة على قبرص والموقف الأميركي من تسليح اليونان جزراً ذات وضع غير عسكري في بحر إيجة.
وكانت تركيا هددت، الأسبوع الماضي، بزيادة عدد قواتها في شمال قبرص البالغ 40 ألف جندي، وتعزيزها بالأسلحة والمعدات العسكرية رداً على قرار الولايات المتحدة رفع حظر توريد الأسلحة إلى قبرص، الذي فرض عام 1978، لمنع سباق تسلح بالجزيرة التي قسمت بين شطرين يوناني وتركي عام 1974. كما أبلغت تركيا الولايات المتحدة بأنها لن تتردد في «حماية حقوقها ومصالحها في البحر المتوسط وبحر إيجة»، وأن ممارسات اليونان التي وصفتها بـ«الاستفزازية والمنافية للقانون الدولي»، غير مقبولة.
واحتجت تركيا لدى اليونان والولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، على نشر أثينا مدرعات أميركية الصنع في جزيرتي «مدللي» و«وسيسام» (لسبوس وساموس حسب التسمية اليونانية) الواقعتين في بحر إيجة. وردّت واشنطن على مذكرة احتجاج بعثتها أنقرة، بأن «سيادة اليونان على الجزر في بحر إيجة ليست موضع شك».
كما بحث كالين وسوليفان مسألة انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي عارضته أنقرة في البداية. وفي هذا الصدد، يعتزم وفد من وزارة العدل السويدية زيارة أنقرة خلال الأسبوع الحالي، لإجراء محادثات حول تسليم أشخاص متورطين بجرائم إرهاب.
وبحسب ما ذكرت وكالة «الأناضول»، الثلاثاء، من المقرر أن يبحث الوفد السويدي مع المسؤولين الأتراك، القرارات المتخذة خلال الاجتماع الأول للآلية الدائمة المشتركة، الذي عقد في 26 أغسطس (آب) الماضي، بمدينة وانتا الفنلندية، واستكمال الجوانب الناقصة في بعض الإجراءات ذات الصلة.
وأنشئت الآلية الدائمة المشتركة عقب توقيع مذكرة التفاهم الثلاثية بين كل من تركيا وفنلندا والسويد على هامش قمة «الناتو» بمدريد في يونيو (حزيران) الماضي.
وفي وقت أعلنت فيه السويد رفع الحظر عن صادرات الأسلحة إلى تركيا، نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي، بموجب مذكرة التفاهم الثلاثية، فإنها لم تتخذ خطوات بعد فيما يتعلق بتسليم المطلوبين في جرائم الإرهاب، بحسب أنقرة.
ولوح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، مجدداً، بعرقلة انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو»، في حال عدم وفائهما بالتعهدات التي قطعتاها لبلاده واستمرار دعمهما للتنظيمات الإرهابية. وقال في كلمة خلال افتتاح الفصل التشريعي الجديد بالبرلمان السبت: «إلى أن يتم الوفاء بالوعود التي قطعت لنا، سنظل على المبدأ والموقف نفسهما».
ووقّعت تركيا والسويد وفنلندا على هامش قمة «الناتو»، مذكرة التفاهم الثلاثية بشأن عضويتهما في «الناتو»، في مسعى لإزالة اعتراض الأولى على انضمامهما لأسباب؛ منها دعمهما حزب «العمال الكردستاني» ووحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، وكذلك وجود عناصر من حركة «الخدمة» التابعة للداعية فتح الله غولن، المتهمة بالضلوع في تدبير محاولة انقلاب فاشلة بتركيا في 2016، على أراضيهما. وأعلن إردوغان، عقب توقيع المذكرة، أن تركيا حصلت على تعاون كامل من فنلندا والسويد ضد مسلحي «العمال الكردستاني» وحلفائهم.
وجاءت تهديدات إردوغان في وقت أعلنت فيه وزيرة الخارجية الفنلندية، بيكا هافيستو، أن وفوداً من فنلندا والسويد وتركيا قد تجتمع في أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، لمناقشة عملية عضوية «الناتو»، وذلك للمرة الثانية في إطار الآلية الثلاثية التي اتفق عليها بين الدول الثلاث.
ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن الوزيرة الفنلندية، السبت: «نأمل في أن يكمل أعضاء (الناتو) عملية دراسة طلبنا في أسرع وقت ممكن. في الوقت الحالي، لدينا نتيجة جيدة. هناك موافقات برلمانية متبقية من جانب تركيا والمجر».
وأضافت أن «الصورة التي لدينا تشير إلى تقدم، لا أريد الخوض في التفاصيل، لكن الاجتماع الأول في 26 أغسطس، أظهر جواً إيجابياً وتم إحراز تقدم... ومن المتوقع أن يعقد الاجتماع المقبل في أكتوبر الحالي».


مقالات ذات صلة

الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

الاقتصاد الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

الروس والإسرائيليون يسببون ارتفاعاً حاداً لأسعار العقارات في ليماسول

ارتفعت اسعار العقارات بشكل حاد في مدينة ليماسول الساحلية القبرصية، مع إقبال كبير للإسرائيليين واستعداد روس أو أوكرانيين لدفع إيجارات باهظة، فيما يواجه القبارصة صعاباً في العثور على سكن فيها. كانت ايليني كونستانتينيدو تستأجر شقة قرب الشاطئ لقاء 400 يورو في 2016، لكنها تحتاج الآن، على حد قولها، إلى دفع "1500 يورو على الأقل من أجل شقة مؤلفة من غرفتين" في ليماسول، المدينة الواقعة في جنوب الجزيرة المتوسطية. واضطرت الشابة، مع زوجها واطفالها، للانتقال والعيش مع والديها، نظراً لعدم تمكنها من دفع هذا المبلغ. وقالت الشابة التي ولدت في ليماسول، ثاني أكبر مدينة في البلاد والبالغ عدد سكانها حوالي 176 ألف ن

شمال افريقيا وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الجزائري والقبرصي المستجدات الدولية

وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيريه الجزائري والقبرصي المستجدات الدولية

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الخميس، مع نظيريه الجزائري أحمد عطاف، والقبرصي كونستانتينوس كومبوس، التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما تبادل معهما وجهات النظر حيالها. جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين، هنأ فيهما الأمير فيصل بن فرحان، عطاف وكومبوس، بمناسبة توليهما منصبيهما الجديدين، وتناولا العلاقات الثنائية بين السعودية وكل من الجزائر وقبرص، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم خريستودوليدس يلتقط صوراً مع أنصاره بعد الإدلاء بصوته أمس (إ.ب.أ)

خريستودوليدس يفوز برئاسة قبرص

تصدر وزير الخارجية القبرصي السابق نيكوس خريستودوليدس نتائج الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، اليوم (الأحد)، في الجزيرة الواقعة بشرق البحر المتوسط، والعضو في الاتحاد الأوروبي، حسبما أظهرت استطلاعات رأي أوردتها قنوات تلفزيونية محليّة. وواجه خريستودوليدس (49 عاماً) في الدورة الثانية دبلوماسياً آخر هو أندرياس مافرويانيس (66 عاماً) في انتخابات تركزت رهاناتها على مكافحة التضخم والفساد. وبلغت نسبة المشاركة 72.2 في المائة حسب مصدر رسمي.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
العالم المرشح الرئاسي وزير الخارجية القبرصي السابق نيكوس خريستودوليدس (Cyprus Forum 2022)

وزير خارجية سابق يتصدر سباق الرئاسة في قبرص

أفادت هيئة البث الرسمية القبرصية (سي واي بي سي)، بأن المرشح الرئاسي القبرصي نيكوس كريستودوليدس يتصدر في استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع بعد الجولة الثانية الحاسمة من الانتخابات اليوم (الأحد)، وفق وكالة «رويترز» للأنباء. وقالت هيئة البث إن كريستودوليدس حصد نسبة أصوات ما بين 50.5 إلى 53.5 في المائة من التصويت مقارنة بأندرياس مافرويانيس الذي حصد ما بين 46.5 إلى 49.5 في المائة. وأفادت هيئات بث أخرى بأن كريستودوليدس متقدم. وكريستودوليدس (49 عاماً) هو وزير الخارجية السابق، فيما كان الدبلوماسي مافرويانيس (66 عاماً) كبير المفاوضين في محادثات السلام مع القبارصة الأتراك، وممثلاً دائم

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)
العالم من الاقتراع في مدينة ليماسول (أ.ف.ب)

قبرص تختار رئيساً جديداً وسط تحديات التضخم والفساد... واللجوء

أدلى القبارصة بأصواتهم، الأحد، لانتخاب رئيس، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته نيكوس أناستاسيادس الذي تولى المنصب لولايتين. ويبدو وزير الخارجية السابق نيكوس خريستودوليدس (49 عاماً) الذي يقدم نفسه على أنه «مستقل»، المرشّح الأوفر حظاً للفوز في الاقتراع، وهو الذي يحظى بتأييد الأحزاب الوسطية. وكان هذا الدبلوماسي وزيراً للخارجية في حكومة الرئيس أناستاسيادس بين 2018 و2022.

«الشرق الأوسط» (نيقوسيا)

رئيس الوزراء الكندي يفقد الدعم السياسي والدعوات إلى تنحّيه تتزايد

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
TT

رئيس الوزراء الكندي يفقد الدعم السياسي والدعوات إلى تنحّيه تتزايد

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (رويترز)

يُواصل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الغارق في أزمة سياسية خطرة، خسارة الدعم داخل حزبه الليبرالي الذي يشهد مزيداً من الانشقاقات، على ما ذكرت وسائل إعلام محلية أمس (الأحد)، وذلك قبل انتخابات فيدرالية متوقعة في موعد أقصاه أكتوبر (تشرين الأول).

ويتلقى ترودو سلسلة من النكسات منذ الاستقالة المفاجئة لنائبة رئيس الوزراء في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، إثر خلاف حول طريقة مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني).

ويعتزم الجمهوريون رفع الرسوم الجمركية على الواردات الكندية إلى 25 في المائة، وقد قدّمت نائبة رئيس الوزراء كريستيا فريلاند التي كانت تشغل أيضاً منصب وزيرة المال استقالتها لتتكشف إلى العلن خلافاتها مع ترودو بشأن هذه القضية.

نائبة رئيس الوزراء المستقيلة كريستيا فريلاند (أ.ب)

وقال النائب الليبرالي شاندرا آريا لمحطة «سي بي سي» العامة أمس (الأحد) إن عشرات من زملائه يريدون تنحي رئيس الوزراء، رغم أن حزبهم أقلية في البرلمان.

وذكر عدد من وسائل الإعلام المحلية أن أكثر من 50 من أصل 75 نائباً ليبرالياً من أونتاريو سحبوا دعمهم لترودو السبت خلال اجتماع لمناقشة مستقبله. ورداً على سؤال حول هذه التقارير الصحافية، أجاب آريا أن «غالبية الأعضاء يرون أن الوقت حان لتنحي رئيس الوزراء».

وقال النائب عن كيبيك، أنتوني هاوسفاذر، عبر محطة «سي بي سي»: «سنكون في وضع مستحيل إذا بقي في منصبه».

وكان ترودو الذي يتولى السلطة منذ تسع سنوات، قد أجرى تعديلاً وزارياً كبيراً الجمعة، معلناً عن تغييرات في ثلث الوزارات، من دون أن يأتي على ذكر التوترات الحالية.

من جهته، أشار جاغميت سينغ، زعيم الحزب الديمقراطي الجديد والحليف اليساري السابق لترودو، إلى أنه لم يعد يدعم الحكومة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي ظل هذا الوضع، يتخلف رئيس الوزراء الذي قاد حزبه إلى انتصارين انتخابيين في عامي 2019 و2021، بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

وطالب الأخير بإجراء عملية تصويت قبل نهاية السنة بهدف تنظيم انتخابات جديدة، إذ إن البرلمان لن يعود إلى عقد جلساته قبل 27 يناير.