أخيرا وبعد 50 عامًا... العلماء يكتشفون كيف تتحرك البكتيرياhttps://aawsat.com/home/article/3911821/%D8%A3%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D8%A7-%D9%88%D8%A8%D8%B9%D8%AF-50-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%8B%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D9%83%D8%AA%D8%B4%D9%81%D9%88%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D8%AA%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%83%D8%AA%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7
أخيرا وبعد 50 عامًا... العلماء يكتشفون كيف تتحرك البكتيريا
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
أخيرا وبعد 50 عامًا... العلماء يكتشفون كيف تتحرك البكتيريا
تمكن الباحثون للتو من حل لغز عمره 50 عامًا حول كيفية قيام البكتيريا وعدوها القديم «العتائق» بالسباحة؛ وذلك بواسطة مجهر عالي التقنية في البروتينات المجمدة. فلقد عرفنا منذ فترة طويلة أن البكتيريا تستخدم ذيلًا ملفوفًا صغيرًا يسمى «السوط». لكن التفاصيل المتعلقة بكيفية تشكيل طرفه الخيطي لشكله الملتوي لدفعه إلى الأمام قد استعصت على الفهم حتى الآن. وفي الخلايا الحيوانية، تعمل الأسواط مثل الذيول المألوفة أكثر (الضرب ذهابًا وإيابًا لدفع أجسامها إلى الأمام). لكن الخلايا التي تنتمي إلى البكتيريا والمجال الثالث من الحياة؛ وهي العتائق أحادية الخلية، لها سوط لولبي الشكل لا يمكن أن يولد قوة دفع بسيطة من جانب إلى جانب اثناء الحركة. وبدلاً من ذلك، تدور هذه الملفات الصغيرة مثل المروحة الملتوية. ويبدو أن ملفاته قادرة على التمدد والتقلص إلى حد ما، على غرار الخيط الخفيف، ما يسمح للميكروبات بإنشاء أشكال موجية مختلفة من خلال دورانها. كما يمكن أيضًا للدورات تغيير الاتجاهات. وتتكون كل من البكتيريا والسوط والعتائق من نفس الوحدات الفرعية المتكررة من بروتين فلاجيلين. ومع ذلك، فإن نوع السوط الموجود في الذيل العتيق يشبه إلى حد كبير النوع الموجود في نوع آخر من النتوء الخلوي الموجود في البكتيريا المسماة «pili». فلقد استخدم عالم الفيزياء الحيوية بجامعة فيرجينيا مارك كروتزبيرغر وزملاؤه التصوير المقطعي بالإلكترون المبرد لفحص التركيب الجزيئي للخيوط السوطية على مستوى قريب من الذري في البكتيريا على شكل قضيب Escherichia coli و archaea Saccharolobus islandicus. وفي النتيجة رأوا أن في البكتيريا، يمكن أن توجد خيوط البروتين في 11 حالة مختلفة و 10 حالات مختلفة في العتائق. وإن وجود مزيج من هذه الحالات هو الذي يجعل الهيكل ككل يتجعد في شكله الملفوف بكل الميكروبات على الرغم من الاختلافات في بنية البروتين. وتكون البنية فائقة الالتواء الناتجة مستقرة للغاية بحيث يمكنها تحمل ضغوط الالتواء مع الاحتفاظ بشكلها الملتوي أثناء الدوران (أي حتى يغير السوط اتجاه الدوران)، وذلك وفق «ساينس إليرت» العلمي المتخصص، نقلا عن بحث جديد نشر بمجلة «Cell». ففي «E. coli» تتضمن السباحة المستقيمة الدوران عكس اتجاه عقارب الساعة. لكن عندما تقوم البكتيريا بتبديل اتجاه دوران ذيلها، فإن القوى المفروضة على السوط تغير هيكلها، ما يؤدي إلى شد واحد أو أكثر من خيوطها من حزمها الضيقة وتفكيك الملفات الفائقة إلى شكل شبه ملفوف أو مجعد. وهذا يغير وضع السباحة المستقيم للميكروب إلى تعثر مع دوران الذيل في اتجاه عقارب الساعة. وعلى الرغم من اختلافاتها في البنية التي تطورت بشكل مستقل، فقد شكلت الطبيعة كلاً من البكتيريا وأسواط العتائق ليكون لهما نفس الشكل والوظيفة؛ وهو مثال رائع للتطور المتقارب. وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قال إدوارد إيجلمان عالم الكيمياء الحيوية بجامعة فيرجينيا «كما هو الحال مع الطيور والخفافيش والنحل التي طورت جميعًا أجنحة للطيران بشكل مستقل، فإن تطور البكتيريا والعتائق قد جاء مماثلا للسباحة في كليهما». مؤكدا «سيساعد فهمنا الجديد على تمهيد الطريق للتقنيات التي يمكن أن تستند إلى مثل هذه المراوح الصغيرة».
أطلقت شركة «سيرا للتعليم»، الأحد، شركة استثمار جديدة في الاقتصاد الرعائي (سيرا كير) باستثمارات 1.4 مليار جنيه تُضخ على مدار عامين، تستهدف من خلالها تغطية 5 دول.
من الروبوتات المرافقة التي تساعد المصابين بألزهايمر، إلى أجهزة الاستشعار في المراحيض لكشف التهابات المسالك البولية، تعددت الابتكارات المخصصة لكبار السن.
قال المركز الصيني للسيطرة على الأمراض، الأحد، إن معدل الإصابة بفيروس «HMPV» الشبيه بالإنفلونزا يتراجع في شمال الصين، وسط مخاوف دولية بشأن احتمال حدوث جائحة.
منصور الرحباني في عيون نجوم مسرحهhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5100368-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%86%D8%AC%D9%88%D9%85-%D9%85%D8%B3%D8%B1%D8%AD%D9%87
قبل 16 شتاءً، أَبحرَ منصور الرحباني وحدَه صوب الضفة الأخرى. ترك في أدراج مكتبه الصغير في أنطلياس سطوراً وأفكاراً وأبياتَ شِعر ما زالت تتكاثر حتى اليوم، وتتدفّق أغنياتٍ ومشاريعَ مسرحيات.
من الصعب أن يغيب منصور. في مئويّته التي تصادف هذا العام، ها هو يعود بصوت هبة طوَجي وألحان ابنِه أسامة ضمن أوراتوريو خاص بديوانه «أسافر وحدي ملكاً» يصدر خلال أشهر. أما غسان صليبا، فكلّما صعد إلى المسرح، طالبه الجمهور بغناء «غريبَين وليل»، و«وطني بيعرفني»، و«حامل عطر بلادي»، وغيرها من أعمال الرحباني. ومع كل نص مسرحي جديد يكتبه رفيق علي أحمد، يرجع إليه أسلوب منصور و«جملته المسرحية الانسيابية».
يُجمع نجوم مسرح منصور الرحباني على أنّ الحظ كان حليفهم؛ يوم اصطفاهم «الأستاذ» كي يلعبوا الأدوار الأولى في مسرحياته. يتفقون كذلك على أنّ الرجل وازَنَ ما بين العبقريّة والبساطة، فاحترف الإنسانية والفن على السواء.
«سيف البحر» ورحلة العقدَين
هو «سيف البحر» في «صيف 840»، وأبو الطيّب المتنبي في «المتنبّي»، ويسوع المسيح في «وقام في اليوم الثالث»، والمعتمد بن عبّاد في «ملوك الطوائف»، والنبي في «جبران والنبي». تلك بعض الشخصيات التي أدّاها الفنان غسان صليبا على مسرح منصور الرحباني.
يذكره خلال التحضيرات لـ«صيف 840»، وهو يردّد: «نصف منصور رحل مع عاصي، ونصف عاصي بقي مع منصور». كانت تلك المرة الأولى التي يغرّد فيها منصور وحيداً على المسرح بعد رحيل توأم روحه وفنّه عاصي الرحباني.
منذ «صيف 840» (1987) وحتى «عودة الفينيق» (2008)، لم يترجّل صليبا عن خشبة منصور. ملأ الشاب مكانه غناءً وتمثيلاً فمنحه الرحباني الثقة، هو الآتي بعد عقودٍ كانت فيها السيدة فيروز النجمة الأولى والبطلة الأنثى الوحيدة على مسرح الأخوين. يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «عبور عقدَين بجوار منصور الرحباني شكّل فرصة ثمينة ومسؤولية كبيرة».
يذكره جالساً في الكواليس خلال أمسيات العروض الأولى، يترقّب قلِقاً ردّة فعل الجمهور؛ فـ«منصور الرحباني كان حريصاً على الكمال وعلى ألّا تشوب أعماله أي شائبة»، وفق صليبا. يسترجعه كذلك متوسطاً مقاعد المسرح، حاملاً دفتراً يدوّن عليه ملاحظاته خلال التمارين. يضيف: «حتى عندما تقدّم في السنّ وغلبه التعب، لم يتساهل منصور الرحباني يوماً وحافظ على الجدّيّة ذاتها في العمل».
مقابل تلك الجدّيّة و«الهالة الكبيرة»، اتّسمت شخصية الرحباني بالفكاهة والبساطة. يعود صليبا بالذاكرة إلى جلسات كثيرة جمعتهما، تحدّثا خلالها عن مواضيع شتّى، لكنّ الغالب كان دائماً هاجسه بالعدالة الإنسانية. يشتاق الفنان اللبناني إلى تلك الجلسات، وإلى ولائم العصافير التي كان يرافقه فيها إلى دمشق. يفتقد كذلك الوقوف بطلاً على مسرحه؛ فيستعيض عن الأمر في حفلاته الخاصة، باستعادة أغانيه التي «عرفت كيف تجمع بين الملحميّة والإحساس المرهف».
سقراط و«المعلّم»
يحلو لرفيق علي أحمد أن يسمّي منصور الرحباني «المعلّم»، مستلهماً مسرحية «آخر أيام سقراط» حيث كان تلاميذ الفيلسوف اليوناني ينادونه: «يا معلّم». بالنسبة له، منصور هو «المعلّم» قولاً وفعلاً؛ إذ استقى منه الكثير من حرفة الكتابة المسرحية. أما على المستوى الإنساني، فتعلّم منه «التسامح وترك السجالات والتوترات المرافقة للعمل خلف الستارة ليكنسَها الكنّاسون».
عام 1998، وجد منصور الرحباني في رفيق علي أحمد الملامح التي رسمها لشخصية سقراط. كانت تلك المرة الأولى التي ينضمّ فيها الفنان المخضرم إلى المشروع الرحبانيّ. «لم أكن أحلم بالوقوف على هذا المسرح في يوم من الأيام، لكن الحلم تحقق فلكِ أن تتصوّري السعادة التي قد تصيب ممثلاً إذا نال هذا الحظ»، يقول علي أحمد لـ«الشرق الأوسط».
كما حفرَ سقراط في ذاكرة علي أحمد، كذلك فعلَ «منصور الذي حوّلَ المعاني الفلسفية العميقة إلى كلمة طيّبة ومطواعة، تصل إلى قلوب الناس عبر آذانهم». تأثّر به إلى درجة أنه استوحى منه خصائص شخصية «سعدون الراعي» في مسرحية «حكم الرعيان»، فرجع بالذاكرة حينها إلى دور «بشير المعّاز» الذي أدّاه منصور الرحباني في فيلم «بنت الحارس» عام 1967.
علي أحمد الذي نال هو الآخر ثقة الرحباني، عاد وحلّ بطلاً على مسرحيتَي «جبران والنبي» و«دون كيشوت». وما بين مسرحية وأخرى كانت تتوطّد العلاقة بين الرجلَين؛ حيث اكتشف التلميذ في «المعلّم إنساناً مكتمل الخبرة، لم يُفقده العمق الإنساني شيئا من ظُرفه»، ولا من طفولته التي كانت ترجع في كل مرة يختلس فيها قطعة شوكولاته رغم تعليمات الطبيب الصارمة.
كلّما عادت الذكرى السنوية، أضاء رفيق علي أحمد شمعة لروح منصور الرحباني وناجاه قائلاً: «كان الله راضياً عنك، فحتى اللحظة الأخيرة من حياتك بقيت جالساً بوَعي وإدراك إلى مكتبك، تعمل وتؤلّف».
هبة... آخر العنقود
«يا بنت تعي تغدّي». كانت تلك العبارة الأولى التي توجّهَ بها منصور الرحباني إلى آخر عنقود نجمات مسرحه، هبة طوجي. تخبر «الشرق الأوسط» كيف ارتعدت رهبة عندما جلست قربه إلى المائدة في منزله في أنطلياس، يوم كانت في الـ19 من عمرها تتدرّب على باكورة ألبوماتها مع أسامة الرحباني.
«في مقابل الرهبة، شعرتُ فوراً بطيبته وتواضعه ورغبته في مشاركة الناس أبسط التفاصيل كطعام الغداء»، تتابع طوجي. حتى التعليقات العادية التي كانت تسمعها منه عن الحياة اليومية، أرادت الفنانة اللبنانية أن تطبعها في ذاكرتها: «كنت في حضرة الأستاذ الذي لم يحتَج إلى تكرار النصيحة كي أحفظها».
تلفت إلى أنه درّبها على ضبط إيقاع السرعة في القراءة والانفعالات في الأداء المسرحي. ومن دون أن يتعمّد ذلك علّمها السعي إلى الكمال؛ فخلال تمريناتها الغنائية مع أسامة على البيانو في بيته، كان يفصل بينهما بابٌ واحد، فيتراءى لها «الأستاذ»، وهو يسمعها من غرفة مكتبه؛ الأمر الذي حمّلها مسؤولية كبيرة.
شهِد منصور الرحباني على أولى خطوات هبة طوجي المسرحية، فجمعتهما «عودة الفينيق» في 2008، أي قبل وفاته بعامٍ واحد. تذكر كيف كان يحضر البروفات عندما تسنح صحتُه، وتلك اللحظة التي احتضنته فيها بعد العرض الأول. أما الذكرى التي تحتفظ بها كنزاً في قلبها، فذلك الاتصال الذي تلقّته منه ليهنّئها بأغنية «متل الريح»: «تجمّد بي الزمن عندما سمعته. أخذت شهادة منه مدى العمر».
اليوم، وبعد أن صار عمر الغياب 16 عاماً، ما زالت تلمس طوجي الفراغ الكبير الذي خلّفه «الأستاذ»: «لكن عملي مع أسامة يُشعرني وكأنه ما زال حاضراً». اليوم، وأكثر من أي وقت، يغوص الثنائي الفني في شعر منصور من خلال أوراتوريو «أسافر وحدي ملكاً»؛ بعد أن وقّع لها إهداءً على الديوان؛ ها إنّ هبة طوجي توقّع القصائد بصوتها في تحية إلى أستاذ العمر.