ريكاردو تيشي يودع «بيربري» بتشكيلة مستوحاة من الشاطئ البريطاني الممطر

الدار العريقة تُعلن دانييل لي مصمماً جديداً لها بعد يومين فقط من العرض

الشاطئ البريطاني بالنسبة له هو تحسب لكل أحوال الطقس - أخذ المعطف الممطر عدة أشكال في هذه التشكيلة - العارضة إيرين أوكنر وتصميم بالجينز
الشاطئ البريطاني بالنسبة له هو تحسب لكل أحوال الطقس - أخذ المعطف الممطر عدة أشكال في هذه التشكيلة - العارضة إيرين أوكنر وتصميم بالجينز
TT

ريكاردو تيشي يودع «بيربري» بتشكيلة مستوحاة من الشاطئ البريطاني الممطر

الشاطئ البريطاني بالنسبة له هو تحسب لكل أحوال الطقس - أخذ المعطف الممطر عدة أشكال في هذه التشكيلة - العارضة إيرين أوكنر وتصميم بالجينز
الشاطئ البريطاني بالنسبة له هو تحسب لكل أحوال الطقس - أخذ المعطف الممطر عدة أشكال في هذه التشكيلة - العارضة إيرين أوكنر وتصميم بالجينز

منذ أسبوع، استيقظ سكان بيرمندسي، الواقعة جنوب شرقي لندن، على حركة غير معهودة. مظاهر احتفالية أخرجتهم من بيوتهم المتواضعة ليتابعوا بانبهار ما يجري حولها: حرس بلباس أسود أنيق، سيارات فخمة تخترق شوارعهم وشخصيات مهمة تنزل منها في أبهى حلة. ما زاد من دهشتهم أن المكان الذي يتوقفون عنده ليس معلماً سياحياً أو تاريخياً. هو ببساطة مكتب بريد قديم اختارته دار «بيربري» لإقامة عرض تأجل لأكثر من أسبوع بسبب وفاة الملكة إليزابيث.


كان من الصعب تجاهل المعطف الممطر..فهو من أهم رموز الدار البريطانية

حتى من وجهة نظر دار «بيربري» البريطانية التي عودتنا على إقامة عروضها في أماكن مهمة، فإن المكان هذه المرة لم يكن مبهراً، لا من الناحية الجغرافية ولا المعمارية، لكنه كان شاسعاً، أي أنه قادر على استيعاب الضيوف وفرقة موسيقية طويلة عريضة احتلت وسطه بالكامل. باقة النجوم التي حضرت العرض مثل كيني ويست وستورمنزي وصوت السوبرانو نادين سييرا وهي تصدح بمقطوعات أوبرالية، عوضت عن افتقاد مسرح الحدث عنصر الإبهار، وأضفت الكثير من الدفء على عاصمة تعاني من برود وتقلبات تتعدى الطقس إلى الاقتصاد والسياسة. ما لا يختلف عليه اثنان أن وفاة الملكة إليزابيث الثانية كان صدمة لصناع الموضة في لندن تحديداً. فعدا أن معظم العروض التي كانت مُبرمجة لأسبوعها الموجه لربيع وصيف 2023، إن لم نقل كلها، مرت مرور الكرام احتراماً للحدث الجليل، فإن الدار البريطانية العريقة ألغت عرضها مباشرة بعد إعلان خبر الوفاة. عادت بعدها لتُعلن أنها لم تُلغ العرض تماماً، بل فقط أجلته إلى أن تنتهي فترة الحداد.


أراد المصمم أن تكون تشكيلته ديمقراطية بخاماتها وتصاميمها

كان انسحابها لفتة طبيعية، بالنظر إلى أن اسمها مرتبط بالتاج الملكي منذ زمن طويل، إلا أنه كان أيضاً ضربة موجعة لباقي الأسماء المشاركة. فهذه كانت ولا تزال تُعول على اسم «بيربري» لجذب شخصيات مهمة ومؤثرة في صناعة الموضة إلى أسبوع لندن. يوم الاثنين تبادرت إلى الذهن الكثير من التساؤلات حول التوقيت. كان بإمكان الدار أن تُلغي العرض تماماً أو تؤجله إلى ما بعد انتهاء دورة الموضة العالمية عوض يوم 26 من سبتمبر (أيلول) المحشور بين أسبوعي ميلانو وباريس. وعلى ما يبدو، فإن الجانب التجاري والمتمثل في توفير الأزياء وطرحها في المحلات في أقرب فرصة كان هو الغالب. بعد يومين من العرض، تبين أيضاً أن الدار كانت تريد أن تُودع مصممها الإيطالي بطريقة تليق به، وتبدأ صفحة جديدة مع مصمم جديد هو دانييل لي. ورغم عدم مثالية هذا التاريخ، فإنه أكد قوتها كدار أزياء عريقة وذات سطوة إعلانية في الوقت ذاته، وهو ما تجلى في حضور مميز، مثل أنا وينتور وكيني ويست وستورمزي، وعارضات شاركن في العرض من مثيلات ناعومي كامبل، وبيلا حديد، وإيرينا الشايخ وإيرين أوكونر وغيرهن.


ناعومي كامبل وزي يجمع الحداثة بالعملية

كل عناصر الإبهار هاته لم تُلغ حقيقة أن الدار كانت تُدرك أن فترة الحداد على الملكة لا تزال تُلقي بظلالها على الأجواء. كل من كانوا في استقبال الحضور من العاملين فيها توشحوا بالأسود. مثل غيرها تعرف جيداً أن التضخم المالي بات يرفع ضغط شريحة كبيرة من الناس، فضلاً عما يعنيه تراجع الجنيه الإسترليني بالنسبة لقطاعات اقتصادية مهمة منها الموضة، ومع ذلك أصر مصممها الفني، الإيطالي ريكاردو تيشي، أن يُرفه عنا بأخذنا إلى الشاطئ... البريطاني تحديداً. جسد مُتعه وتناقضاته في تشكيلة جد متنوعة جمعت التفصيل مع تصاميم مستوحاة من ملابس النوم وأخرى من الأسلوب القوطي أو «البانك». بالنسبة لمصمم إيطالي، فإن «الصيف البريطاني يختلف عن كل ما سواه في العالم. فهنا سترى الناس في كامل أزيائهم وهم يتمشون على الشاطئ، لأنهم لا يضمنون حالة الطقس»، حسب ما كتبه على الورق الذي وُزع على الضيوف. بيد أن أكثر ما أثار انتباهه كإيطالي في هذه الشواطئ شريحة الشباب، وكيف يُعبرون عن أساليبهم وأهوائهم بطرق تجمع التمرد بالرغبة في العيش، وذلك بخلقهم السعادة من أبسط الأشياء». قد يكون ريكاردو تيشي مُعجباً بالثقافة البريطانية، وما تتيحه من حرية واحتضان للأهواء والميول على اختلافها، لكن ترجمته افتقدت ذلك العُمق في قراءة ما بين سطورها والإمساك بخيوطها الرفيعة. غلبت عليها في المقابل رؤية من ينظر إليها من الخارج. مثلاً حضر فيها أسلوبه القوطي، الذي أدخله إلى الدار منذ خمس سنوات عندما التحق بها، وبقوة. أما كيف وفي بوعده أن يأخذنا إلى الشاطئ، فبطرحه مجموعة كبيرة من القطع المستوحاة من ملابس البحر، بما في ذلك المايوهات التي ظهرت من تحت الفساتين والبنطلونات والجاكيتات تارة وكجزء منها تارة أخرى. ولأنه لا يمكن لأي مصمم يدخل داراً عريقة بنت سُمعتها واسمها على الغاباردين والمعطف الواقي من المطر والكاروهات، أن يتجاهل هذه الرموز، كان بديهياً أن تظهر هي الأخرى مع رشة قوطية أرادها أن تدخل الدار الألفية وعالم الشباب. لكن يبقى السؤال ما إذا كان قد نجح في تجسيد رغبته والأهداف المنتظرة منه من قبل المساهمين والمسؤولين أم لا؟ أرقام المبيعات تقول إنه أصاب في الجانب الرجالي بينما خاب في الجانب النسائي، خصوصاً عندما قرر طرح أزياء راقية بأسعار عالية بهدف الارتقاء بها وتجميل صورتها.
ما لا يمكن إنكاره أن ريكاردو تيشي الذي تسلم المشعل من كريستوفر بايلي منذ خمس سنوات كمصمم فني للدار، حاول جُهده أن يضخها بروح شبابية ونجح في ذلك إلى حد كبير، لكن العديد من منتقديه يرون أنه لم ينجح في الإمساك بكل خيوطها. هربت منه تلك النغمات الثقافية البريطانية المحسوسة وغير الملموسة، وظل أسلوبه الذي كان وراء نجاحه في دار «جيفنشي» سابقاً هو الغالب. أسلوب يعشقه الكثير من المعجبين، لكنه جاء على حساب استراتيجيات تعوّد عليها عشاق الدار المخلصون.


لم يغب التفصيل في المجموعة

الكثير من التكهنات كانت تدور في الآونة الأخيرة حول مصيره. ما إذا كانت الدار ستُجدد عقدها معه بعد انتهائه أم لا. يوم الاثنين كان عرضه لربيع وصيف 2023، يوم الأربعاء جاء الجواب بالإعلان عن تعيين دانييل لي مصمم الدار الجديد على أن يتسلم عمله بعد أسبوع واحد، ويقدم تشكيلته الأولى للدار في الموسم المقبل.
لم يكن الإعلان مفاجأة ولا سرعة التنفيذ صادمة. فالعديد من المتابعين كانوا يتوقعون إنهاء الدار تعاقدها مع ريكاردو تيشي لسببين؛ الأول خروج الرئيس التنفيذي ماركو غوبيتي منها منذ حوالي ستة أشهر. فهو الذي رشحه منذ خمس سنوات ودعمه طوال فترته. والثاني تردد اسم دانييل لي خليفة له بعد مغادرته دار «بوتيغا فينيتا» في عام 2021، فبالإضافة إلى أن هذا الأخير بريطاني الهوى والمولد، فإن دار «بوتيغا فينيتا» الإيطالية تدين له بالكثير من النجاحات، على رأسها وضعه لها ضمن خريطة كبار بيوت الأزياء العالمية.
فخلال السنوات الثلاث التي قضاها فيها، غيّر الكثير من أساسياتها وجمّل صورتها. أدخل مثلاً الألوان الصارخة على حقائبها، الأمر الذي كان له مفعول السحر على اسمها كما على أرباحها. فقد ارتفعت في عام 2019 بحوالي 1.2 مليار يورو. وحتى في عام 2020، وفي عز جائحة «كورونا»، ظلت الدار تحقق الأرباح بفضل صور هذه الحقائب على شبكات التواصل الاجتماعي خصوصاً «إنستغرام». هذا لا يعني أن «بيربري» لم تحقق أي نجاحات في عهد ريكاردو تيشي. بالعكس فإيراداتها لعام 2022 ارتفعت بحوالي 3 مليارات دولار عما كانت عليه قبل الجائحة، وارتفعت مبيعات المنتجات الجلدية بشكل ملحوظ. وهذا ما أكده المدير العام الجديد للمجموعة جوناثان أكرويد، قائلاً: «إن ريكاردو لعب دوراً محورياً في إعادة تنظيم الدار وتعزيز لغتها التصميمية». المشكلة أنها رغم هذه الأرباح لم تصل إلى مستوى أرباح مجموعة «إل في آم آش» أو «شانيل». كما أنها رغم تحقيقها مرادها من الوصول إلى شريحة الشباب، فإن زبائنها الذين تعودوا على أسلوبها البريطاني الخاص كان لهم رأي آخر، وحان الوقت لاستعادة ولائهم.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
TT

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)
كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

انتهى عرض إيلي صعب في الرياض، أو الأحرى احتفالية «1001 موسم من إيلي صعب» بمرور 45 على انطلاقته في بيروت، ولم تنته ردود الأفعال. فالعرض كان خيالياً، شارك فيه باقة من نجوم العالم، كان القاسم المشترك بينهم إلى جانب نجوميتهم وشعبيتهم العالمية، حبهم لإيلي صعب... الإنسان.

كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع. طبعاً تقديم العرض الضخم بدعم الهيئة العامة للترفيه ضمن فعالية «موسم الرياض 2024» كان له دور كبير في إنجاح هذه الفعالية. فقد توفرت كل اللوجيستيات المطلوبة لتسليط الضوء على أيقونة عربية لها تأثير كبير على الساحة العربية والعالمية، نذكر منها:

1-أول عربي يقتحم باريس

عرضه لخريف وشتاء 2024 ضمن عروض «الهوت كوتور» كان لوحة رومانسية من «ألف ليلة وليلة» (إيلي صعب)

هو أول من وضع الموضة العربية ضمن الخريطة العالمية بوصفه أول مصمم عربي يخترق العالمية وينافس كبار المصممين بأسلوب شرقي معاصر. استقبلته باريس بالأحضان ودخل البرنامج الرسمي لـ«هوت كوتور» من باب الفيدرالية الفرنسية للموضة كأول مصمم عربي مُبدع. فالصورة المترسخة في أذهان خبراء الموضة العالميين عن المصممين العرب في الثمانينات من القرن الماضي أنهم مجرد خياطين يقلدون إصداراتهم. كان عز الدين علايا الاستثناء الوحيد قبله.

2-احترام المرأة العربية

من تشكيلته لخريف وشتاء 2024... أزياء تتميز بالرومانسية وسخاء التطريز (إيلي صعب)

هو من فتح عيون الغرب، ليس على قدرة المرأة العربية الشرائية فحسب، بل وعلى تأثيرها على المشهد الإبداعي، بالتالي رد لها اعتبارها. فرغم أنها ومنذ السبعينات تُنعش قطاع «الهوت كوتور» كزبونة متذوقة ومقتدرة، فإنها لم تحصل على الحظوة نفسها التي كانت تتمتع بها مثيلاتها في الولايات المتحدة الأميركية مثلاً. نجاحه في الثمانينات وبداية التسعينات يعود إلى هذه المرأة، التي أقبلت على تصاميمه، وهو ما استوقف باقي المصممين، وفتح شهيتهم لدخول «الهوت كوتور» ومخاطبتها بلغة أكثر احتراماً. دار «فيرساتشي» مثلاً أطلقت خطها في عام 1989، فيما أطلق جيورجيو أرماني خطه «أرماني بريفيه» في عام 2005 إلى جانب آخرين وجهوا أنظارهم شرقاً متسابقين على نيل رضاها.

3- ارتقى بمهنة التصميم

تحول إلى مدرسة قائمة بذاتها، كما تخرج على يده العديد من المصممين الشباب الذين نجحوا (إيلي صعب)

نجاحه غيّر النظرة إلى مهنة تصميم الأزياء في الوطن العربي، من المغرب الأقصى إلى الشرق. بدأ الجميع يأخذها بجدية أكبر، فلا المجتمع بات يراها قصراً على المرأة أو على الخياطين، ولا الرجل يستسهلها. أصبحت في نظر الجميع صناعة وفناً يحتاجان إلى صقل ودراسة وموهبة.

4-قدوة للشباب

من تشكيلته لـ«هوت كوتور خريف وشتاء 2024» (إيلي صعب)

تخرج على يده العديد من المصممين الشباب. كان قدوة لهم في بداية مشوارهم، ثم دخلوا أكاديميته وتعلموا على يده وفي ورشاته. كلهم يشهدون له بالإبداع ويكنون له كل الاحترام والحب. من بين من هؤلاء نذكر حسين بظاظا ورامي قاضي وغيرهم كثيرون.

5-اقتناع برؤيته الفنية

لم يغير جلده أو أسلوبه رغم كل التحديات. كان له رؤية واضحة تمسك بها وكسب (رويترز)

أكد للجميع أنه يمتلك رؤية خاصة لم يغيرها في أي مرحلة من مراحل تطوره. حتى الانتقادات التي قُوبل بها في باريس في البداية، واجهها بقوة وتحدٍ، ولم يخضع لإملاءاتهم لإرضائهم أو لتجنب هجماتهم الشرسة على شاب عربي يتكلم لغة فنية جديدة في عُقر دارهم. بالعكس زاد من جرعة الرومانسية وسخاء التطريز، وأعطاهم درساً مهماً أن الرأي الأول والأخير ليس لهم، بل للمرأة عموماً، والسعودية تحديداً. كانت خير مساند له بحيث أدخلته القصور والبلاطات، وجعلته ضيفاً مرحباً به في أعراسها ومناسباتها المهمة.