تسريح آلاف الروس غير المؤهلين للخدمة في ظل «تعبئة فوضوية»

صورة لدبابة روسية محترقة التقطت في خاركيف الأحد (أ.ب.أ)
صورة لدبابة روسية محترقة التقطت في خاركيف الأحد (أ.ب.أ)
TT

تسريح آلاف الروس غير المؤهلين للخدمة في ظل «تعبئة فوضوية»

صورة لدبابة روسية محترقة التقطت في خاركيف الأحد (أ.ب.أ)
صورة لدبابة روسية محترقة التقطت في خاركيف الأحد (أ.ب.أ)

أُعيد آلاف الروس الذين جرى حشدهم للخدمة العسكرية في أوكرانيا، إلى بيوتهم، وأُقيل المفوض العسكري في منطقة خاباروفسك الروسية؛ في أحدث نكسة للتعبئة الإلزامية الفوضوية التي أمر بها الرئيس فلاديمير بوتين لعدد 300 ألف جندي. وفي ساحة المعركة عانى بوتين من انتكاسة لاذعة، الأحد، مع إعلان القوات الأوكرانية سيطرتها الكاملة على ليمان؛ مركز الإمداد لشرق روسيا، وهو أكبر مكسب لكييف منذ أسابيع.
وأدت أول تعبئة لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية، بعد أن عانت قواتها من هزائم كبيرة في ساحة المعركة بأوكرانيا، إلى استياء واسع النطاق وأجبرت آلاف الرجال على الفرار إلى الخارج. وقال ميخائيل ديجاريف، حاكم منطقة خاباروفسك في أقصى شرق روسيا، إن عدة آلاف من الرجال تقدموا للتجنيد في غضون عشرة أيام، لكن الكثير منهم غير مؤهلين.
وأضاف ديجاريف، في مقطع مصوَّر على «تلغرام»: «عاد نصفهم تقريباً إلى منازلهم؛ لأنهم لم يستوفوا معايير الاختيار لدخول الخدمة العسكرية». وتابع أن المفوض العسكري في المنطقة أُقيل، لكن إقالته لن تؤثر على التعبئة.
ووُصفت عملية التعبئة بأنها تجنيد مَن لديهم خبرة عسكرية، لكنها غالباً ما بدت غافلة عن سجلات الخدمة والصحة وحالة الطلاب، وحتى العمر.
ويمهد استيلاء القوات الأوكرانية على ليمان الطريقَ لمزيد من التقدم بهدف خفض خطوط الإمداد للقوات الروسية المتضررة، إلى طريق واحد.
وقبل أيام، أعلن بوتين ضم 4 مناطق تغطي ما يقرب من خُمس أوكرانيا، وتضم إحدى تلك المناطق ليمان.
وأدان الغرب وكييف إعلان الضم باعتباره مهزلة وخطوة غير شرعية. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إن الاستيلاء على ليمان، حيث رُفعت الأعلام الأوكرانية فوق المباني المدنية، يوم السبت، أظهر أن أوكرانيا قادرة على طرد القوات الروسية، وأظهر تأثير نشر كييف الأسلحة الغربية المتقدمة على الصراع.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن نجاح جنود بلاده لم يقتصر على ليمان. وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن المكاسب الأوكرانية «مشجعة بشدة» لواشنطن.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إنها ستسحب قواتها من منطقة ليمان «بسبب تهديد يتعلق بمحاصرتها».
ولم تذكر الوزارة ليمان، في تحديثها اليومي للقتال في أوكرانيا، الأحد، رغم أنها قالت إن القوات الروسية دمرت 7 مستودعات للمدفعية والصواريخ في مناطق خاركيف وزابوريجيا وميكولايف ودونيتسك الأوكرانية. وتمثل استعادة القوات الأوكرانية بلدة ليمان أكبر خسارة لروسيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف الذي نفذته أوكرانيا في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد في سبتمبر (أيلول).
وقال حاكم لوغانسك سيرهي غايداي إن السيطرة على ليمان يمكن أن تكون «عاملاً رئيسياً» في مساعدة أوكرانيا على استعادة الأراضي التي خسرتها في منطقة لوغانسك. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن أهمية ليمان للعمليات ترجع إلى سيطرتها على طريق رئيسي يَعبر نهر سيفرسكي دونيتس، الذي تحاول روسيا من خلفه تعزيز دفاعاتها.
وذكر الخبير العسكري في مركز الدفاع الاستراتيجي الأوكراني فيكتور كيفليوك «بفضل العملية الناجحة في ليمان، نتجه نحو المسار الثاني بين الشمال والجنوب... وهذا يعني تعطل خط إمداد آخر».
وأضاف كيفليوك، لموقع «إسبريسو تي في»: «في هذه الحالة لا يمكن تزويد المجموعة الروسية في لوغانسك ودونيتسك سوى على نطاق ضيق من خلال منطقة روستوف (الروسية)».
وأعلن الجيش الأوكراني، في ساعة مبكرة صباح أمس الاثنين، أن القوات الروسية استخدمت صواريخ وضربات جوية وقصفاً مدفعياً في هجمات على 35 مستوطنة، في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف أن سلاح الجو الأوكراني هاجم موقع قيادة ومخابئ أسلحة ومجمع صواريخ مضادة للطائرات وأسقط طائرة هليكوبتر وطائرة هجومية و8 طائرات مسيرة.
وقال حاكم منطقة زابوريجيا إن القوات الروسية هاجمت مدينة زابوريجيا وقرى مجاورة لها، خلال ليل الأحد- الاثنين بما لا يقل عن 10 صواريخ. ولم يتسنَّ التحقق بشكل مستقل من تقارير ساحة المعركة.
وتشكل المناطق التي أعلن بوتين ضمها، بعد ما يزيد قليلاً على 7 أشهر من الغزو الروسي؛ وهي دونيتسك ولوغانسك اللتان تشكلان إقليم دونباس، بالإضافة لخيرسون وزابوريجيا في الجنوب، رقعة من الأراضي تساوي حوالي 18 % من إجمالي مساحة أراضي أوكرانيا.


مقالات ذات صلة

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني على خط المواجهة مع القوات الروسية في منطقة دونيتسك (رويترز)

روسيا تسيطر على بلدات استراتيجية في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، الأحد، أن قواتها سيطرت على بلدات في منطقتين رئيسيتين تقعان على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، بينما يتقدم جيشها باتجاه مدينتين استراتيجيتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.