الشرعية قدمت تنازلات لإتمام الهدنة والحوثي استغلها للابتزاز

مصدر حكومي: الانقلابيون أثبتوا أنهم وكلاء لدولة خارجية

TT

الشرعية قدمت تنازلات لإتمام الهدنة والحوثي استغلها للابتزاز

أفاد مصدر حكومي يمني بأن مجلس القيادة الرئاسي أفشل جميع مخططات ميليشيات الحوثي الإرهابية لتقويض اتفاق وقف إطلاق النار والهدنة الإنسانية التي كانت سارية في اليمن منذ ستة أشهر، وكانت ترعاها الأمم المتحدة، وقام بطرح الحلول والمعالجات لكل المشكلات التي كان يفتعلها الحوثي، منها مشكلة سفن النفط في ميناء الحديدة.
وقال لـ«الشرق الأوسط» محمد العمراني رئيس المركز الفني للمشاورات في رئاسة الجمهورية، إن الحكومة الشرعية بذلت جهوداً كبيرة وتنازلات واسعة من أجل الشعب اليمني، إلا أن الحوثي أثبت بمواقفه أنه وكيل لدولة خارجية وليس شريكاً حقيقياً في عملية السلام.
وبيّن أن الهدف الأساسي من الهدنة هو إيقاف الحرب المستعرة، وبناء الثقة، والانتقال خلالها لطاولة الحوار للبحث عن فرص للمضي قدماً في عملية السلام، إلى جانب التخفيف من معاناة الشعب اليمني بدفع الرواتب وتوفير بيئة آمنة، إلا أن الهدنة بالنسبة للحوثي لهدف آخر بعيد كل البعد عن الإنسانية ودفع الرواتب من الإيرادات النفطية، مشيراً إلى أن حجم التدفقات النفطية في فترة الهدنة التي كانت مدتها ستة أشهر، كانت أكبر بكثير من الفترات الماضية، ففي هذه الفترة ورد من الحديدة ما يزيد عن 200 مليار ريال يمني تكفي لدفع رواتب سنة على أقل تقدير.
وذهب العمراني إلى أن الحوثي يبحث عما يعرقل ويفتعله لمصالح شخصية، والقضية بالنسبة لهم تكمن في النفط ذاته، وليس في تسديد الرواتب، مبيناً أن في فترة الهدنة تحديداً في 10 أغسطس (آب) من العام الحالي، قام الحوثي بمنع التجار من الإدلاء بمعلوماتهم إلى الحكومة الشرعية ومكتب المبعوث الدولي، وفق الآلية التي وضعت في 2019 لضمان عدم وجود عمليات غسل أموال وتهريب النفط الإيراني ودعم الإرهابيين والشركات المصنفة إرهابية، كي تتراكم السفن، وتخلق أزمة إنسانية، وبالفعل وصل عدد السفن إلى 18 سفينة، ما دعا مكتب المبعوث الأممي إلى الطلب من الحكومة الشرعية إعطاءها التصاريح اللازمة لدخولها حفاظاً على الهدنة، وهو ما حدث، موضحاً أن الأزمة التي افتعلها الحوثي جاءت لدخول الشركات الحوثية التي تقع تحت الحصار الدولي ومفروض عليها عقوبات دولية، بالإضافة لتهريب النفط الإيراني.
وقال العمراني، «الحكومة اليمنية تراكم هذه المواقف السياسية والتنازلات من أجل أن تحصل على تغير في الموقف الدولي ضد الميليشيا الحوثية، وإدراجها جماعة إرهابية، وبدء الحصار الحقيقي على هذه الجماعة المتمردة على المجتمع الدولي والنظام العالمي بشكل عام».
وأضاف: «في الهدنات السابقة التزمت الحكومة الشرعية بكل ما ورد في اتفاقية الهدنة، إلا أن مشكلة الحوثي ليست مشكلة إنسانية، لكنها محاولة منه للتحول من دور المتمرد إلى دور الحكومة التي تمثل الشعب، وهذا لا يمكن أن يقبل به الشعب اليمني ولا المجتمع الدولي».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.