كتاب جديد: بريطانيا دعمت سراً مسيرة موسوليني إلى روما

موسوليني وهتلر في إيطاليا عام 1934 (أرشيفية-أ.ف.ب)
موسوليني وهتلر في إيطاليا عام 1934 (أرشيفية-أ.ف.ب)
TT

كتاب جديد: بريطانيا دعمت سراً مسيرة موسوليني إلى روما

موسوليني وهتلر في إيطاليا عام 1934 (أرشيفية-أ.ف.ب)
موسوليني وهتلر في إيطاليا عام 1934 (أرشيفية-أ.ف.ب)

زعم كتاب جديد أن استيلاء بينيتو موسوليني على السلطة في إيطاليا عام 1922 كان بمساعدة الحكومة البريطانية سراً، مشيراً إلى أن لندن راهنت على الديكتاتور الفاشي لحماية مصالحها في البحر الأبيض المتوسط. وحسب تقرير نشرته صحيفة «ذا تايمز»، أنشأ موسوليني، بدعم من عصابات عنيفة من القمصان السوداء، نظاماً فاشياً في إيطاليا في عشرينيات القرن الماضي، ومنع اليهود من الحياة العامة في ثلاثينيات القرن الماضي، وانحاز إلى أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية، قبل أن يقوم أنصاره بإعدامه في عام 1945.
على الرغم من أنه حارب البريطانيين في أفريقيا خلال الحرب، فإن المحفوظات تُظهر أن موسوليني يَدين جزئياً بصعوده السريع للمسؤولين البريطانيين الذين ساعدوا في تنظيم مسيرته عام 1922 إلى روما، وفقاً لجيوفاني فاسانيلا؛ المؤلف المشارك في كتاب «نيرو دي لوندرا».
وقال فاسانيلا: «ساعد البريطانيون في تنظيم المسيرة ودفع موسوليني إلى السلطة؛ لأنهم أرادوا أن يجعلوه الشخصية الرئيسية في الحكومة التي ستكون مفيدة لهم». نزل الآلاف من أتباع موسوليني إلى روما في 28 أكتوبر (تشرين الأول)، وطالبوا ملك إيطاليا بتشكيل حكومة.
تكشف وثائق من الأرشيف الوطني البريطاني أن السفير البريطاني في إيطاليا؛ السير رونالد غراهام، كان على اتصال بقادة المسيرة قبل أيام من الحدث، حيث اجتمعوا في قصر ببيروجيا يملكه روميو أدريانو جالينجا ستيوارت؛ وهو أرستقراطي نصف إنجليزي يدَّعي الكتاب أنه كان مخبراً لأجهزة الأمن البريطانية.
خلال المسيرة، أرسل غراهام برقية إلى لندن تقول إن أحد مساعديه يجري تحديثه «باستمرار» من قِبل المتظاهرين في روما.
وقال المؤلف المشارك الثاني للكتاب ماريو خوسيه سيريغينو: «نعتقد أن السفير كان يعطي الفاشيين نصائح مفيدة».
كان المسؤولون البريطانيون يأملون في استخدام موسوليني لمنحهم ميزة استراتيجية على القوى المنافسة في البحر الأبيض المتوسط. ووفقًا للوثائق التي كُشف عنها مؤخرًا، ادّعى السير صمويل هور، الذي كان يعرف موسوليني عندما كان رئيساً للمخابرات البريطانية في روما بين عامي 1917 و1918، أن الأموال البريطانية استُخدمت «لتشكيل الحزب الفاشي وتمويل المسيرة إلى روما».
سيجري نشر كتاب «نيرو دي لوندرا» في إيطاليا، هذا الأسبوع، قبل الذكرى المئوية للمسيرة ومع عودة موسوليني إلى دائرة الضوء بعد فوز حزب «إخوان إيطاليا» في الانتخابات، الشهر الماضي.
بعد مسيرة عام 1922، التقى غراهام بموسوليني، وأرسل إلى لندن تقريراً، قائلاً إنه معجب بـ«انضباطه».
كانت علاقة موسوليني السرية ببريطانيا قد بدأت قبل ذلك بخمس سنوات في عام 1917، عندما كان يعمل صحافياً، حيث وضعه هور على قائمة رواتب المخابرات البريطانية، ودفع له 500 جنيه إسترليني في 5 أشهر.
كانت إيطاليا في ذلك الوقت تقاتل إلى جانب المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى، لكن بريطانيا كانت تخشى انسحاب إيطاليا من الصراع، تمامًا كما فعلت روسيا الثورية في عام 1918.
حثّ موسوليني، الذي كان يبلغ من العمر 34 عامًا، قراء صحيفته على مواصلة المجهود الحربي وأرسل عصابة من المحاربين القدامى لتفريق الاحتجاجات المطالِبة بالسلام.
كشف هور، الذي أصبح يُعرف فيما بعد باللورد تمبلوود، أنه عام 1954 جنّد موسوليني، قبل أن يجد المؤرخ البريطاني بيتر مارتلاند أدلة على المدفوعات في أوراق هور، والتي تم الإعلان عنها في عام 2001.
يضيف «نيرو دي لوندرا» تفاصيل جديدة إلى تلك السنوات، مدّعياً أن هور استخدم الاسم الرمزي «The Count for Mussolini» وعمل مع كبار الماسونيين الإيطاليين للمساعدة في صعود الديكتاتور، كما استخدم ضباط المخابرات البريطانية مراسل روما في صحيفة «ذا تايمز»، ويليام كيدستون مكلور، وسيطاً للتواصل مع الجماعات المؤيدة للحرب.


مقالات ذات صلة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

ثقافة وفنون أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أربع ساعات مع إيزابيل الليندي في محبة الكتابة

أطلّت الكاتبة التشيلية الأشهر إيزابيل الليندي، عبر منصة «مايسترو»، في «هيئة الإذاعة البريطانية»، من صالونها الهادئ الذي يضم تفاصيلها الشخصية والحميمية

سحر عبد الله
يوميات الشرق «معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي يستمر حتى 21 ديسمبر الجاري في مركز «سوبر دوم» بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
كتب الفنان المصري الراحل محمود ياسين (فيسبوك)

«حياتي كما عشتها»... محمود ياسين يروي ذكرياته مع الأدباء

في كتاب «حياتي كما عشتها» الصادر عن دار «بيت الحكمة» بالقاهرة، يروي الفنان المصري محمود ياسين قبل رحيله طرفاً من مذكراته وتجربته في الفن والحياة

رشا أحمد (القاهرة)
كتب «عورة في الجوار»... رواية  جديدة لأمير تاجّ السِّر

«عورة في الجوار»... رواية جديدة لأمير تاجّ السِّر

بالرغم من أن الرواية الجديدة للكاتب السوداني أمير تاج السر تحمل على غلافها صورة «كلب» أنيق، فإنه لا شيء في عالم الرواية عن الكلب أو عن الحيوانات عموماً.

«الشرق الأوسط» (الدمام)
كتب «البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

«البؤس الأنثوي» بوصفه صورة من «غبار التاريخ»

في كتابه الأحدث «البؤس الأنثوي... دور الجنس في الهيمنة على المرأة»، يشير الباحث فالح مهدي إلى أن بغيته الأساسية في مباحث الكتاب لم تكن الدفاع المباشر عن المرأة

محمد خضير سلطان

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.