مجلس النواب المغربي يناقش مشروع قانون حق الحصول على المعلومة

استثنى معطيات الدفاع الوطني وأمن الدولة.. والحياة الخاصة للأفراد

مجلس النواب المغربي يناقش مشروع قانون حق الحصول على المعلومة
TT

مجلس النواب المغربي يناقش مشروع قانون حق الحصول على المعلومة

مجلس النواب المغربي يناقش مشروع قانون حق الحصول على المعلومة

شرعت لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، مساء أمس الثلاثاء، في مناقشة مشروع القانون المنظم للحق في الحصول على المعلومة، كما ينص على ذلك الفصل 27 من الدستور الذي منح للمواطنين الحق في الحصول على المعلومات، الموجودة في حوزة الإدارات العمومية، والمؤسسات المنتخبة، والهيئات المكلفة مهام المرفق العام.
وقدم محمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة المغربية، الخطوط الرئيسية للمشروع الذي تأخرت إحالته على البرلمان ثمانية أشهر، حيث صادقت الحكومة المغربية على المشروع في 31 يوليو (تموز) الماضي. وعد مبديع المشروع إسهاما في ترسيخ الديمقراطية التشاركية قيما وممارسة، من أجل مراقبة عمل الإدارة واتخاذ القرار، كما أن من شأن هذا النص أن يمثل دعامة لجذب الاستثمار الأجنبي، وتعزيز الثقة في علاقة الإدارة بالمتعاملين معها.
وحدد المشروع المجالات المحصنة ضد الحق في الحصول على المعلومات في كل ما يتعلق بالمعطيات الخاصة بالدفاع الوطني، وأمن الدولة الداخلي والخارجي، والحياة الخاصة للأفراد، والحقوق والحريات الأساسية المنصوص عليها في الدستور، وكذا المعلومات المتعلقة بالعلاقات مع دولة أخرى، أو منظمة حكومية أو غير حكومية، التي يؤدي الكشف عنها إلى إلحاق ضرر بالعلاقات مع هذه الأطراف.
وشدد المشروع على المؤسسات المعنية بضرورة احترام الحق في الحصول على المعلومات على القيام بنشر الحد الأقصى من المعلومات التي بحوزتها، والتي لا تندرج في مجال الاستثناء بواسطة جميع وسائل النشر المتاحة، خاصة الإلكترونية منها بما فيها البوابات الوطنية للبيانات العمومية.
وينص مشروع القانون أيضا على عقوبات جنائية بحق من يدلي ببيانات «غير صحيحة» أثناء طلب الحصول على المعلومات، وعلى عقوبات جنائية لمن قام باستعمال، أو إعادة استعمال المعلومات المحصل عليها في غير الغرض المعلن عنه، أو كذلك لمن أدخل تحريفا عليها.
واقترحت النسخة الثالثة التي اضطرت الحكومة لإعدادها بسبب الانتقادات الواسعة، التي وجهت للنسختين الأوليين، إحداث لجنة لدى رئيس الحكومة لإعمال الحق في الحصول على المعلومات، حيث أوكل للجنة السهر على ضمان حسن ممارسة الإدارات العمومية لهذا الحق الدستوري، كما خول لها صلاحية تلقي الشكاوى المقدمة من طالبي الحصول على المعلومات، والقيام بكل ما يلزم للبت فيها، بما في ذلك إجراء البحث والتحري وإصدار التوصيات. ومنح المشروع اللجنة مهمة تقديم الاستشارة والخبرة للهيئات العمومية حول آليات تطبيق أحكام القانون، وكذا النشر الاستباقي للمعلومات التي بحوزتها.
وعهد المشروع برئاسة اللجنة إلى رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات، ذات الطابع الشخصي، بالإضافة إلى ممثلين عن الإدارات العمومية يعينهما رئيس الحكومة، وعضوين يعينهما رئيسا مجلسي البرلمان، وممثل عن مؤسسة أرشيف المغرب، وكذا ممثل عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بالإضافة إلى ممثل عن مؤسسة الوسيط.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.