الحديث عن «سمات الرجل المصري»... صراع ترندات أم وجهات نظر؟

سجال حول الأدوار الجندرية على «السوشيال ميديا»

ياسمين عز (فيسبوك)
ياسمين عز (فيسبوك)
TT

الحديث عن «سمات الرجل المصري»... صراع ترندات أم وجهات نظر؟

ياسمين عز (فيسبوك)
ياسمين عز (فيسبوك)

حالة من الاستقطاب الجندري تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر حالياً، فجرها إعلاميون وفنانون وتلقفها متابعو «السوشيال ميديا» بحماس وترحاب شديدين، لا سيما أنها مادة مثيرة للطرافة والغرابة، يوظفها كل طرف حسب أفكاره، فبينما اعتبر البعض تصريحات مذيعات وفنانات حول سمات الرجل المصري «مناهضة للنسوية»، و«دعوة لنصرة الرجل»، بنبرة تراجيدية، رأى آخرون وغالبيتهم من الرجال أنها «واقعية ودقيقة جداً»، بنكهة مغلفة بالكوميديا، لكن هل هذا السجال المثار حالياً صراع ترندات، أم وجهات نظر؟.
دعم الرجل بتصريحات نسائية ليس جديداً، فقد بدأت مقدمة البرامج المصرية ياسمين عز الحديث عن سمات الرجل في فبراير (شباط) الماضي، عندما دافعت عن عريس تعدى بالضرب على عروسه في حفل الزفاف، القضية التي عُرفت إعلامياً بـ«عريس الإسماعيلية»، ونعتته في إحدى حلقات برنامجها «كلام الناس»، بـ«رجل حِمش»، لتنهال عليها الانتقادات، بينما ثمة فريق آخر يدافع عن هذا الاتجاه. وبعدها تتالت تصريحات ياسمين عز حول حقوق الرجل.
وقالت أخيراً ضمن تصريحات عديدة في الإطار نفسه: «لماذا تغضبين عندما ينظر زوجك لامرأة أخرى، وأنت تعاملينه بشكل عنيف وترفعي صوتك وتجعلينه يشعر بأنه يتحدث مع رجل مثله».
وزادت حدة الاستقطاب بعد تصريحات أدلت بها المطربة السورية، لينا شماميان، في لقاء مع برنامج «MiniZ”، واصفة الرجل المصري بـ«المرح والحنان»، متحدثة عن «سيطرة المرأة المصرية»، وأشارت إلى أنها «لا تمانع الزواج من مصري».
وتفاعل قطاع ضخم لحق بكلمات «شماميان» إلى الحد الذي دفعها للخروج مرة أخرى عبر مقطع مصور على «فيسبوك» مقدمة الاعتذار لمن «شعر بإساءة من حديثها».
وبينما يعد الدفاع عن الرجل إعلامياً من قبل سيدات اتجاهاً حديثاً، فإن ثمة إعلاميات يُصنفن «أبواقاً للنسوية» ويتصدرن المشهد الإعلامي منذ سنوات، بينهن رضوى الشربيني مقدمة برنامج «هي وبس»، وكذلك مفيدة شيحة مقدمة برنامج «الستات» التي نفت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن آراءها التي تناصر حقوق المرأة جاءت بهدف البحث عن «الترند»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لا يعنيني الترند، فعلى الإعلامي طرح أفكار ووجهات نظر، بهدف النقاش والوصول إلى نقاط الالتقاء، ولكل منا وجهة نظر تعبر عن تجربته وشخصيته، وهذا لا يفسد المشهد على الإطلاق، بينما يزيده تنوعاً». وأضافت: «أحترم كل الآراء، حتى وإن كنت أختلف معها، أما عن ظهور ترند معين، هذا لا يعني أن الإعلامي هدفه أن يصبح حديث الناس، بينما من غير المستغرب أن الاختلاف يصنع جدالاً وهو أمر صحي».
من جانبه، يرى الدكتور محمد صلاح، باحث في الإعلام الرقمي ومدير المركز الإعلامي بجامعة العبور، أن الاستقطاب الجندري وسيلة كلاسيكية للبحث عن «الترند»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «استحواذ مواقع التواصل الاجتماعي على الجمهور تسبب في نقل المنافسة الإعلامية إلى المنصات الرقمية، من ثم بات الإعلامي يُقيم نجاحه بحجم المشاهدات الرقمية، وبالطبع المشاركة في آراء مثيرة تضمن بقاءه في صدارة المشهد، غير أن هذا الاتجاه بعيد تماماً عن الدور المنوط بالإعلام، فالشاشات ليس مساحة للتعبير عن الآراء الشخصية غير المدروسة، فهذا يعد اختراقاً لميثاق العمل الإعلامي».
وأشار صلاح إلى أن «أدبيات العمل الإعلامي ترتكز على ضرورة طرح النقاش على مصادر متخصصة»، وأضاف: «ما يجري على الساحة الإعلامية هو حالة استقطاب لفئات وإقصاء لأخرى، وفي هذا إلهاء غير مبرر لقضايا حقيقية، فهل نحن بحاجة للحديث عن احترام الزوج أو تقدير الزوجة؟!». ودعا الباحث في الإعلام المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للتدخل وضبط المشهد لصالح المتلقي.
«ما نتابعه هو حالة تراشق الغرض منها لفت الانتباه» هكذا وصفت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، تربع الأدوار الجندرية على الساحة الإعلامية، وتقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «الآراء الشخصية هي انعكاس لتجارب فردية، من ثم الإعلامي غير منوط به هذا الدور، بينما تشمل مهمته طرح الأسئلة على متخصصين وإدارة النقاش والخروج بتوصيات إذا كان الهدف هو صلاح الأسرة». وأشارت إلى أن «الحديث العلني مسؤولية، وله عواقب وخيمة على المجتمع الذي يعاني بالفعل من اضطراب العلاقات الأسرية، فإذا كان الإعلامي يرى في تبوء الترند غاية فهذا تخلٍ واضح عن دوره الحقيقي».
من جانبه، يدحض الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي فكرة أن خلق سجال على مواقع التواصل الاجتماعي هو انعكاس للمجتمع، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «كل ما يدور على مواقع التواصل الاجتماعي ما هو إلا حديث مُرسل، يحيدنا عن قضايانا الحقيقية، فهناك من يعتنق فكرة ويدافع عنها رغم أنها لا تمثله، بغرض جذب المؤيدين فحسب». ورأى أن «ما يدور على السوشيال ميديا هو تهليل خادع لا يسمن ولا يغني من جوع، وعادة ما يكمن وراءه دوافع نفسية وتجارب شخصية لا يمكن تعميمها»، لافتاً إلى أن «الإعلام ليس ساحة لعرض الآراء الشخصية على الإطلاق وإلا خرج عن مساره».


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

وزير الثقافة السعودي يناقش مع نظيرته الفرنسية أوجه تعزيز التعاون

وزير الثقافة الفرنسية مرحبة بضيف بلادها الأمير بدر بن عبدالله في باريس الاربعاء (واس)
وزير الثقافة الفرنسية مرحبة بضيف بلادها الأمير بدر بن عبدالله في باريس الاربعاء (واس)
TT

وزير الثقافة السعودي يناقش مع نظيرته الفرنسية أوجه تعزيز التعاون

وزير الثقافة الفرنسية مرحبة بضيف بلادها الأمير بدر بن عبدالله في باريس الاربعاء (واس)
وزير الثقافة الفرنسية مرحبة بضيف بلادها الأمير بدر بن عبدالله في باريس الاربعاء (واس)

بحث الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي، الأربعاء، مع نظيرته الفرنسية، رشيدة داتي، أوجه التعاون والتبادل الثقافي الدولي بين الرياض وباريس، في عددٍ من المجالات الثقافية، أبرزها «مجال المتاحف، والمكتبات، والمسرح والفنون الأدائية، وفنون الطهي، والتراث، والأفلام».

وقال الأمير بدر بن عبد الله عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس»: «بين الرياض وباريس شراكة ثقافية عميقة»، مشيراً إلى بحثه مع رشيدة داتي سبل تعزيزها.

لقاء الأمير بدر بن عبد الله مع داتي جاء ضمن زيارته الرسمية لفرنسا؛ حيث ناقش معها تعزيز الشراكات بين الجهات الثقافية في كلا البلدين، الهادفة إلى تنمية وتطوير المواهب الثقافية، من خلال تنظيم برامج تدريبية نوعيّة، وتبادل الخبرات بين البلدين.

وزير الثقافة السعودي خلال مباحثاته مع نظيرته الفرنسية في باريس (واس)

كما استعرض الجانبان الشراكات القائمة بين السعودية وفرنسا في الجانب الثقافي، والفرص المستقبلية للتعاون والتبادل الثقافي، والخطوات العملية لتحقيقها.

حضر اللقاء من الجانب السعودي راكان الطوق مساعد وزير الثقافة.