نجوم الأغنية اللبنانية يدخلون سباق غناء تترات المسلسلات بحماسة

بعدما لمسوا أنها تحقق لهم انتشارًا واسعًا في العالم العربي

المغني وائل جسار صاحب أطول تاريخ مع أغاني تترات المسلسلات الرمضانية  -  نانسي عجرم تدخل أغنية العمل الدرامي للمرة الأولى  -  راغب علامة وافق على غناء تتر مسلسل (24 قيراط) بعد أن اقتنع بالعمل ككل
المغني وائل جسار صاحب أطول تاريخ مع أغاني تترات المسلسلات الرمضانية - نانسي عجرم تدخل أغنية العمل الدرامي للمرة الأولى - راغب علامة وافق على غناء تتر مسلسل (24 قيراط) بعد أن اقتنع بالعمل ككل
TT

نجوم الأغنية اللبنانية يدخلون سباق غناء تترات المسلسلات بحماسة

المغني وائل جسار صاحب أطول تاريخ مع أغاني تترات المسلسلات الرمضانية  -  نانسي عجرم تدخل أغنية العمل الدرامي للمرة الأولى  -  راغب علامة وافق على غناء تتر مسلسل (24 قيراط) بعد أن اقتنع بالعمل ككل
المغني وائل جسار صاحب أطول تاريخ مع أغاني تترات المسلسلات الرمضانية - نانسي عجرم تدخل أغنية العمل الدرامي للمرة الأولى - راغب علامة وافق على غناء تتر مسلسل (24 قيراط) بعد أن اقتنع بالعمل ككل

اللافت في أعمال الدراما العربية في موسم رمضان الحالي، هو التحاق عدد كبير من نجوم الأغنية اللبنانية بقطار غناء تترات تلك المسلسلات من بابه العريض.
فكما في مسلسل «تشيللو» و«24 قيراط» كذلك في مسلسلات أخرى أمثال «مريم» و«أحمد وكريستينا» و«حالة عشق» و«دقّة قلب» وغيرها، فقد استعارت تترات تلك الأعمال أصوات نجوم غناء للترويج لها في أسلوب سبق ونجح في مواسم رمضانية سابقة. ويتصدّر لائحة سباق أغاني التترات هذا العام الفنان مروان خوري. فهو يعدّ واحدا من الفنانين المطلوبين بشدّة في هذا النوع من الأعمال، بعد أن اشتهر في كتابتها وتلحينها وحتى في أدائها في السنوات الماضية. فمن منا لا يتذكّر تتر مسلسل «لو» الذي حمل نفس الاسم وغنّته اليسا بصوتها بعد أن كتبه ولحنه مروان خوري. وكذلك بالنسبة لـ«لعبة الموت» الذي صارت أغنيته «العدّ العكسي» تتردد على كلّ شفة ولسان بعد أن لاقت صدى طيبا من قبل المشاهد العربي. الأغنيتان المذكورتان حققتا شهرة واسعة بحيث حملها المشاهد معه أثناء قيادته سيارته وفي سهراته مع الأصدقاء، لتشكّلا ضربة المعلّم لمروان خوري الذي استطاع لفت نظر المشاهد من ناحية فتابع المسلسلان بصورة عفوية، كما ترك الشعور بالحنين في أعماقه لإعادة مشاهدة هذا المسلسل أو ذاك من أجل الاستماع إلى تتراتها.
في الموسم الرمضاني الحالي لمروان خوري حصّة الأسد في تلحين ثلاثة تترات، وهي «24 قيراط» و«تشيللو» و«دقّة قلب». وفي الأغنيتين الأخيرتين وضع مروان خوري صوته عليهما، فيما تم اختيار الفنان اللبناني راغب علامة ليغني الأولى تحت عنوان «حبيني».
وعندما سألنا صاحب لقب سوبر ستار عن سبب التحاقه اليوم بقافلة غناء تترات المسلسلات، رغم أن فنانين كثيرين سبقوه إليها أجاب: «ربما لأنني اقتنعت بكلام ولحن الأغنية وفي العمل ككل». وأضاف: «فالأغنية هي من كلمات وألحان مروان خوري وهو فنان شامل وأنا شخصيا معجب بألحانه، كما أن مسلسل 24 قيراط يعدّ من الأعمال الدرامية الضخمة في رمضان الحالي ويشارك فيه نجوم كبار». ويختم راغب علامة بالقول: «جميع هذه العناصر دفعتني إلى الموافقة على غناء تتر المسلسل دون أي تردد، بينما في الماضي لم أجد العمل والمضمون المناسبين لسيرتي الفنية الطويلة لأؤديه».
وفي العودة لمروان خوري فقد أكد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، بأن موجة الأعمال الدرامية العربية، لعبت دورا فعالا في الترويج للأغنية اللبنانية بشكل عام. وقال: «هو نوع جديد من الفن نبيع به الأغنية ونتلقى نجاحها مباشرة بعدما تصبح ضيفة يومية تحلّ في بيوت المشاهدين في العالم العربي الذين يتابعون هذه المسلسلات لـ30 يوما متتالية». ويتابع: «هذا التكثيف في بثّ تتر الأغنية أثناء الترويج للمسلسل وحتى أثناء عرضه على الشاشة الصغيرة، يعدّ إعلانا ناجحا و(ماتراكاج) (تكثيف بثّه على مرّ ساعات اليوم الواحد)، لا يمكننا أن نطبّقه في الإذاعات ولا على الشاشات الصغيرة دون أن ندفع مبالغ طائلة في المقابل».
إذن فحسب مروان خوري فإن تترات المسلسلات الرمضانية خدمت الأغنية اللبنانية ونجومها بشكل مباشر. ولعلّ هذا الأمر دفع بعدد آخر من نجوم الساحة الغنائية في لبنان، إلى دخول سباق تترات المسلسلات الرمضانية لأول مرة ولو بعد حين. فرغم النجاح الذي يحققه كل من نانسي عجرم مثلا أو وائل جسار وآدم، فهم لم يترددوا بدورهم في أداء تترات مسلسلات مصرية كـ«حالة عشق» الذي أدت فيه نانسي أغنية «مقسومة نصّين» من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان وليد سعد.
أما المطرب اللبناني وائل جسار فتاريخه مع أداء أغاني المسلسلات في رمضان يعود إلى أعوام خلت، عندما لمع بريقه في أدائه لأغنية تتر المسلسل الشهير «الدالي» لنور الشريف. هذه التجربة التي قام بها منذ نحو السبع سنوات، جعلته صاحب الرقم القياسي في أداء تترات المسلسلات وبينها «الشك» و«شمس» و«الزوجة الرابعة» و«كيد النساء»، إضافة إلى اثنين يشارك فيهما في الموسم الحالي وهما «الحب بقلبنا درجات» عن مسلسل «مريم»، الذي تلعب بطولته الفنانة هيفاء وهبي. و«النهاية واحدة» أغنية مسلسل «أريد رجلا»، والتي كتبها له أيمن بهجت قمر ولحنها مدين.
فلشهر رمضان طعم آخر ونكهة موسمية لا يمكننا الاستهانة بها في ظلّ حمى التنافس التلفزيوني لعرض الأعمال الدرامية، خصوصا أن تلك التترات صار يتم انتظارها من قبل المشاهد تماما كما أبطال ونجوم المسلسلات.
ومن الفنانين الذي دخلوا في هذا السباق الفني أيضا هذا العام ولأول مرة، سابين التي تؤدي أغنية «بعتذر منك» في العمل الدرامي اللبناني «أحمد وكريستينا». وتلعب سابين دور البطولة فيه إلى جانب وسام صليبا (نجل الفنان غسان صليبا)، وهو من كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج سمير حبشي.
أما الفنان آدم فله أيضا تاريخه في غناء تترات المسلسلات، بحيث سبق وغنّى «كلو بتاع مصلحتو» في مسلسل تحت الأرض، و«اش معنى انا؟» في مسلسل «ابن حلال» وغيرها. أما هذا العام فهو يشارك في أداء تتر مسلسل «الكابوس» لغادة عبد الرازق في أغنية بعنوان «حبّ يؤذي».
لا يزيد وقت أغنية أي تتر لعمل درامي عن الـ4 دقائق، ورغم ذلك فإن بعضها تدوم شهرته لسنوات متتالية، كما في أغنية مسلسل «الدالي» بصوت وائل جسار الذي عرض عام 2008 وما زال يلاقي رواجا حتى اليوم. وكذلك الأمر لأغنيتي «لو» و«العدّ العكسي» اللتين لم يتوانَ مروان خوري عن إدخالهما في ألبوماته الغنائية، أو حتى تقديمهما مباشرة على المسرح كما حصل عند إطلالته في جائزة «الموركس دور»، عندما ردد معه جمهور الحفل كلمات الأغنية كما لو أنها طرحت في الأسواق حديثا وليس قبل عام من اليوم.



المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
TT

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)

حافظ السعوديون على مظاهر عيد الفطر السعيد التي كانت سائدة في الماضي، كما حرص المقيمون في البلاد من المسلمين على الاحتفال بهذه المناسبة السنوية وفق عاداتهم وتقاليدهم في بلدانهم، أو مشاركة السكان في احتفالاتهم بهذه المناسبة السنوية، علماً بأن السعودية تحتضن مقيمين من نحو 100 جنسية مختلفة.
ويستعد السكان لهذه المناسبة قبل أيام من حلول عيد الفطر، من خلال تجهيز «زكاة الفطر»، وهي شعيرة يستحب استخراجها قبل حلول العيد بيوم أو يومين، ويتم ذلك بشرائها مباشرة من محال بيع المواد الغذائية أو الباعة الجائلين، الذين ينتشرون في الأسواق أو على الطرقات ويفترشون الأرض أمام أكياس معبئة من الحبوب من قوت البلد بمقياس الصاع النبوي، والذي كان لا يتعدى القمح والزبيب، ولكن في العصر الحالي دخل الأرز كقوت وحيد لاستخراج الزكاة.
وفي كل عام يتكرر المشهد السائد ذاته منذ عقود في الاحتفال بعيد الفطر السعيد ومع حلوله اليوم في السعودية تستعيد ذاكرة السكان، وخصوصاً من كبار السن ذكريات عن هذه الفرائحية السنوية أيام زمان، وفق استعدادات ومتطلبات خاصة وبعض المظاهر الاحتفالية التي تسبق المناسبة.

السعوديون يحرصون على الإفطار الجماعي يوم العيد (أرشيفية - واس)

وحافظت بعض المدن والمحافظات والقرى والهجر في السعودية على مظاهر العيد التي كانت سائدة في الماضي؛ إذ حرص السكان على إبقاء هذه المظاهر ومحاولة توريثها للأبناء. ولوحظ خلال الأعوام الماضية حرص السكان على إحياء المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر من خلال موائد العيد بمشاركة جميع سكان الحي، وتمثلت هذه المظاهر في تخصيص أماكن بالقرب من المساجد أو الأراضي الفضاء ونصب الخيام داخلها وفرشها بالسجاد ليبدأ سكان الأحياء بُعيد الصلاة بالتجمع في هذه الأماكن وتبادل التهنئة بالعيد، ثم تناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، بعدها يتم إحضار موائد العيد من المنازل أو المطابخ، التي لا تتعدى الكبسة السعودية والأكلات الشعبية الأخرى المصنوعة من القمح المحلي، وأبرزها الجريش والمرقوق والمطازيز، علماً بأن ربات البيوت يحرصن على التنسيق فيما يتعلق بهذه الأطباق لتحقيق التنوع في مائدة العيد وعدم طغيان طبق على آخر.
ويحرص السكان على المشاركة في احتفالية العيد التي تبدأ بتناول إفطار العيد في ساعة مبكرة بعد أن يؤدي سكان الحي صلاة العيد في المسجد يتوجه السكان إلى المكان المخصص للإفطار، الذي يفرش عادة بالسجاد (الزوالي) مع وضع بعض المقاعد لكبار السن ليتسنى لهم المشاركة في هذه الاحتفالات وفي المكان يتم تبادل التهاني بالعيد وتناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، وبعدها يبدأ إخراج موائد العيد من المنازل وتوزيعها على السفرة التي تفرش عادة في الساحات القريبة من المسجد أو في الأراضي الفضاء داخل الحي أو حتى في الشوارع الفرعية، كما تقيم إمارات المناطق والمحافظات إفطاراً في مقراتها في ساعة مبكرة من الصباح يشارك بها السكان من مواطنين ومقيمين.

الأطفال أكثر فرحاً بحلول العيد (أرشيفية - واس)

وبعد انتهاء إفطار العيد يتوجه أرباب الأسر مع عائلاتهم إلى الأقارب للتهنئة بالعيد ضمن اعتبارات تتعلق بأعمار المزارين ودرجة القرابة، حيث الأولوية لعمداء الأسر وكبار السن منهم، ولأن الساعة البيولوجية للسكان يصيبها الخلل خلال شهر الصوم، فإن البعض يحرص على أخذ قسط من الراحة قبيل صلاة الظهر أو بعدها، ثم يبدأ بعد العصر بزيارة الأقارب والأصدقاء حتى المساء، حيث يخيّم الهدوء على المنازل، ويحرص المشاركون في الإفطار على تذوق جميع الأطباق التي غالباً ما يتم إعدادها داخل المنازل، التي لا تتعدى أطباق الكبسة والجريش وأحياناً القرصان أو المرقوق أو المطازيز، خصوصاً في أيام الصيف، حيث كانت موائد العيد خلال الشتاء تزين بالأكلات الشعبية مثل الحنيني والفريك.
وفي الوقت الذي اختفت فيه بعض مظاهر العيد القديمة عادت هذه الأجواء التي تسبق يوم عيد الفطر المبارك بيوم أو يومين للظهور مجدداً في بعض المدن والقرى بعد أن اختفت منذ خمسة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية المعروفة باسم العيدية، التي تحمل مسميات مختلفة في مناطق السعودية، منها «الحوامة» أو «الخبازة» أو «الحقاقة» أو «القرقيعان» في المنطقة الشرقية ودول الخليج، كما تم إحياء هذا التراث الذي اندثر منذ سنوات الطفرة وانتقال السكان من منازلهم الطينية إلى منازل حديثة، وقد ساهمت الحضارة الحديثة وانتقال السكان من الأحياء والأزقة الطينية في القرى والمدن في اختفاء هذا المظهر الفرحي للصغار في شهر رمضان ومع حلول العيد. يشار إلى أن المظاهر الاحتفالية لعيدية رمضان قبل عقود عدة تتمثل في قيام الأطفال بطرق الأبواب صباح آخر يوم من أيام رمضان وطلب العيدية التي كانت لا تتعدى البيض المسلوق أو القمح المشوي مع سنابله والمعروف باسم «السهو»، ثم تطور الأمر إلى تقديم المكسرات والحلوى، خصوصاً القريض والفصفص وحب القرع وحب الشمام والحبحب، وحلّت محلها هدايا كألعاب الأطفال أو أجهزة الهاتف المحمول أو النقود.