كييف تستعيد ليمان بعد محاصرة 5 آلاف جندي روسي

موسكو تؤكد انسحابهم من المدينة الاستراتيجية

عُثر على جثث 20 شخصاً بعد هجوم استهدف قافلة سيارات تقل مدنيين شمال شرقي أوكرانيا (رويترز)
عُثر على جثث 20 شخصاً بعد هجوم استهدف قافلة سيارات تقل مدنيين شمال شرقي أوكرانيا (رويترز)
TT

كييف تستعيد ليمان بعد محاصرة 5 آلاف جندي روسي

عُثر على جثث 20 شخصاً بعد هجوم استهدف قافلة سيارات تقل مدنيين شمال شرقي أوكرانيا (رويترز)
عُثر على جثث 20 شخصاً بعد هجوم استهدف قافلة سيارات تقل مدنيين شمال شرقي أوكرانيا (رويترز)

بعد يوم من إعلان الكرملين عن ضم أربع مناطق أوكرانية، قالت كييف أمس إنها ردت أمس ميدانياً على موسكو في إحدى المناطق التي أعلن عنها رسمياً أنها أصبحت جزءاً من روسيا. وقال الجيش الأوكراني انه استعاد ليمان بعد ان حاصر الآلاف الجنود الروس في البلدة الاستراتيجية في شرق البلاد.وكتبت الوزارة الأوكرانية على تويتر «قوات الهجوم الجوي الأوكرانية تدخل ليمان بمنطقة دونيتسك». وستمثل السيطرة على هذه البلدة، انتكاسة لروسيا بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم دونيتسك، التي تقع فيها ليمان، مع ثلاثة أقاليم أخرى خلال احتفال في الساحة الحمراء بموسكو الجمعة نددت به كييف والغرب. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن القوات الروسية انسحبت من بلدة ليمان فيما يتصل «بتهديد بمحاصرة»، وقال سيرجيو تشريفاتيتش أمس السبت إن الجيش «طوق» آلاف الجنود الروس في مدينة ليمان التي تعد مركز تقاطع مهماً للسكك الحديد في شرق أوكرانيا وتخضع لسيطرة قوات موسكو.
ونقلت وكالة إنترفاكس الأوكرانية عن تشريفاتيتش، المتحدث باسم الجيش الأوكراني في الشرق قوله للتلفزيون الأوكراني إن «القوات الروسية محاصرة في ليمان... نحو خمسة آلاف أو 5500 روسي» تحصنوا في ليمان وحولها في الأيام الأخيرة.
وأضاف تشريفاتيتش أنه يوجد في ليمان أكثر من خمسة آلاف جندي روسي، لكن عدد القوات المحاصرة ربما يكون انخفض بسبب الخسائر في صفوف الجنود الذين يحاولون الفرار من الحصار. كما أكد سيرهي هايداي حاكم منطقة لوهانسك أمس السبت التقارير، قائلاً إن القوات الأوكرانية حاصرت نحو خمسة آلاف جندي روسي في المدينة.

قوات أوكرانية في باخموت بدونيتسك أمس (رويترز)

وقال هايداي: «طلب المحتلون المحاصرون في ليمان من القيادة الروسية السماح لهم بمغادرة المدينة، ولكن طلبهم قوبل بالرفض». وتابع: «هناك ثلاثة سبل أمامهم: إما محاولة الاختراق أو الاستسلام، أو الموت». وأكد هايداي أنه لم تواجه القوات الروسية حصاراً من هذا النوع وبهذه الأعداد حتى الآن في الحرب التي بدأت في 24 فبراير (شباط) الماضي. وقال خبراء عسكريون في الغرب، كما نقلت عنهم الوكالة الألمانية، إنهم يتوقعون أن تحرر القوات الأوكرانية ليمان خلال الأيام المقبلة، وهو ما من شأنه أن يصبح سلسلة أخرى من الصفعات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ بداية الحرب في 24 فبراير (شباط)، أي قبل أكثر من سبعة أشهر.
وقال المتحدث العسكري الأوكراني إن السيطرة على ليمان ستسمح لكييف بالتقدم إلى منطقة لوهانسك، التي أعلنت موسكو احتلالها بالكامل في بداية يوليو (تموز) بعد تقدم بطيء وقصف لعدة أسابيع. وأضاف تشيريفاتي: «ليمان مهمة لأنها الخطوة التالية نحو تحرير دونباس الأوكرانية. إنها فرصة للذهاب لما أبعد من كريمينا وسيفيرودونيتسك. ونفسياً، إنها مهمة جداً». وقال إن العملية في محيط ليمان لا تزال جارية وإن القوات الروسية تقوم بمحاولات فاشلة لكسر الحصار. وأضاف: «البعض يستسلم، ولديهم الكثير من القتلى والجرحى، لكن العملية لم تنته بعد».
وقال حاكم لوهانسك الأوكراني المنفي إن القوات الروسية سعت للحصول على ممر آمن للخروج من الحصار، لكن أوكرانيا رفضت الطلب. لكن هيئة الأركان العامة الأوكرانية قالت لـ«رويترز» إن ليس لديها مثل هذه المعلومات. وأعلن بوتين خلال احتفالات الضم الجمعة أن دونيتسك ولوهانسك، اللتين تشكلان دونباس، ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا الجنوبيتين، أرض روسية، وهي مساحة شاسعة من الأراضي تعادل نحو 15 إلى 18 في المائة من إجمالي مساحة أوكرانيا. ووصفت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون الخطوة الروسية بأنها غير قانونية. وتعهدت كييف بمواصلة تحرير أراضيها من القوات الروسية، وقالت إنها لن تجري محادثات سلام مع روسيا ما دام بوتين رئيسها.
وفي سياق متصل عُثر على جثث 20 شخصاً بعد هجوم استهدف قافلة سيارات تقل مدنيين قرب بلدة كوبيانسك في شمال شرقي أوكرانيا، بحسب ما أفاد حاكم منطقة خاركيف السبت. وقال أوليغ سينيغوبوف على موقع «تلغرام»: «في منطقة كوبيانسك، عثر على قافلة سيارات تحمل مدنيين تعرّضت لإطلاق نار. بحسب المعلومات الأولية، قتل 20 شخصاً في السيارات... هاجم المحتلون مدنيين كانوا يحاولون الفرار من القصف. هذه قسوة لا يوجد أي مبرر لها». وشاهد مراسلو الصحافة الفرنسية الجمعة جثث 11 مدنياً على الأقل قتلوا على طريق مع انسحاب القوات الروسية المهزومة من كوبيانسك. وأفاد الجنود الأوكرانيون الذين عثروا على السيارات المدنية المدمّرة، حيث وجد القتلى الذين بدت جثث بعضهم محترقة، عن اعتقادهم بأن الجنود الروس هاجموا قافلة مدنية. وبقيت الجثث في مكانها داخل ست سيارات وحولها على الطريق المؤدي إلى خارج قرية كيريليفكا، نحو 70 كلم شرق خاركيف.
كشفت تقديرات الاستخبارات البريطانية أن روسيا تستخدم حالياً في هجومها البري في أوكرانيا صواريخ دفاعية مخصصة بالأساس لإسقاط الطائرات والمقذوفات الأخرى.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أمس السبت في تقرير يومي قصير تعده استناداً إلى تقديرات الاستخبارات أن روسيا استخدمت مثل هذا الصاروخ المضاد للطائرات البعيد المدى في الهجوم على قافلة في مدينة زابوريجيا الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا. وقد أسفر ذلك عن مقتل 25 مدنياً وفقاً لتصريحات السلطات المحلية هناك. وفسرت الاستخبارات البريطانية استخدام موسكو مثل هذا الصاروخ بأنه علامة على وجود نقص في الذخيرة الروسية، إذ إنها تعتبر هذه الأسلحة ذات قيمة استراتيجية ولا تتوفر سوى بعدد محدود. وأضافت الاستخبارات أنه ربما كانت روسيا تستخدم مثل هذه الأسلحة الآن من أجل تحقيق مزايا تكتيكية وتخاطر في ذلك بقتل مدنيين باعتبارهم مواطنين روس بعد ضم روسيا لمناطق أوكرانية جديدة إلى الاتحاد الفيدرالي الروسي.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الدفاع البريطانية تنشر منذ بدء الحرب، معلومات عن مسار الحرب يومياً استناداً إلى معلومات استخباراتية. وتسعى الحكومة البريطانية من خلال ذلك إلى الرد على الروايات الروسية عن الحرب والحفاظ على وحدة الحلفاء. وفي المقابل، تتهم موسكو لندن بالقيام بحملة تضليل بشكل متعمد.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

حرائق الغابات في كندا تصل إلى مدينة جاسبر... ومحاولات لحماية خط أنابيب

تصاعد الدخان جراء حرائق الغابات في إقليم ألبرتا الكندي (رويترز)
تصاعد الدخان جراء حرائق الغابات في إقليم ألبرتا الكندي (رويترز)
TT

حرائق الغابات في كندا تصل إلى مدينة جاسبر... ومحاولات لحماية خط أنابيب

تصاعد الدخان جراء حرائق الغابات في إقليم ألبرتا الكندي (رويترز)
تصاعد الدخان جراء حرائق الغابات في إقليم ألبرتا الكندي (رويترز)

قالت السلطات الكندية إن حريق غابات وصل إلى مدينة جاسبر الكندية في إقليم ألبرتا، أمس (الأربعاء)، وهو من مئات الحرائق التي تجتاح إقليمي ألبرتا وكولومبيا البريطانية في الغرب، بينما يكافح رجال الإطفاء لإنقاذ منشآت رئيسية مثل خط أنابيب ترانس ماونتن، وفق ما أوردته وكالة «رويترز».

وبلغ عدد حرائق الغابات المشتعلة خارج نطاق السيطرة 433 حريقاً في كولومبيا البريطانية و176 حريقاً في ألبرتا وأكثر من عشرة منها في منطقة فورت ماكموري، وهي مركز للرمال النفطية. ويمر خط الأنابيب، الذي يمكنه نقل 890 ألف برميل يومياً من النفط من إدمونتون إلى فانكوفر، عبر متنزه وطني في جبال روكي الكندية بالقرب من المدينة السياحية الخلابة التي اضطر نحو 25 ألف شخص إلى الإخلاء منها أمس.

وقالت إدارة المتنزهات في كندا (باركس كندا): «رجال الإطفاء... يعملون على إنقاذ أكبر عدد ممكن من البنايات وحماية البنية التحتية الحيوية، منها محطة معالجة مياه الصرف ومرافق اتصالات وخط أنابيب ترانس ماونتن». ولم ترد الشركة المشغلة لخط الأنابيب حتى الآن على طلب من الوكالة للتعليق، لكنها قالت في وقت سابق إن تشغيل خط الأنابيب آمن وأنها نشرت رشاشات مياه كإجراء وقائي.

وفي أحدث تعليق لهذا اليوم، قالت إدارة متنزه جاسبر الوطني إنها لا تستطيع الإبلاغ عن مدى الأضرار التي لحقت بمواقع أو أحياء محددة وأنها ستقدم المزيد من التفاصيل اليوم. وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إن الحكومة وافقت على طلب ألبرتا للحصول على مساعدة اتحادية. وأضاف: «سننشر موارد القوات المسلحة الكندية وسندعم عمليات الإجلاء وسنوفر المزيد من موارد حرائق الغابات الطارئة في الإقليم على الفور، وننسق أعمال مكافحة الحرائق والمساعدة في النقل الجوي».