ماذا تكشف أول صور لمهمة الدفاع الكوكبي؟

لم ترسل وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» مركبة إعادة توجيه الكويكب المزدوج (دارت)، فقط من أجل الاصطدام بالكويكب «ديمورفوس»، ولكن الهدف الأساسي، هو قياس قدرة هذا الاصطدام على إحداث تغيير بمدار الكويكب، لاختبار إمكانية تحقيق ذلك في المستقبل، عندما يكون هناك كويكب في مسار تصادمي مع الأرض، ولذلك سميت هذه التجربة بـ«الدفاع الكوكبي».
ويحتاج التأكد من تحقيق المركبة لهدفها الأساسي الانتظار لبعض من الوقت قد يطول لمدة أسابيع، ولكن صوراً تم توفيرها من تبعات هذا الاصطدام، أعطت الباحثين مؤشرات إيجابية على نجاح هذه المهمة.
وفي اليوم التالي للاصطدام الذي وقع فجر الثلاثاء الماضي، نشرت وكالة الفضاء الإيطالية صوراً التقطها قمرها الصناعي «LICIACube»، وهو بحجم «محمصة الخبز»، وكان ضمن مكونات المركبة «دارت» وانفصل عنها قبل الاصطدام، بمسافة 50 كيلومتراً، وذلك حتى يتمكن من مراقبة الكويكب «ديمورفوس» بعد اصطدام المركبة «دارت» به، ومساء الخميس وفرت تلسكوبات جيمس ويب وهابل، صوراً أخرى.
https://www.youtube.com/watch?v=HGJnr7ihnYY
ويقول محمد شوكت عودة، رئيس مركز الفلك الدولي بالإمارات، وهو أحد المراكز المشاركة في تحليل نتائج الاصطدام: «هذه الصورة تعطينا مؤشرات إيجابية على نجاح المهمة، لكن التأكيد يحتاج لبعض من الوقت».
وتكشف الصور أعمدة من المواد تظهر على شكل خصلات تتدفق بعيداً عن مركز حدوث الاصطدام، وكانت كمية المواد وسرعة تحركها، مؤشراً على حدوث انحراف في مدار الكويكب، كما يوضح عودة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط».
ويضيف: «الأيام القادمة ستكشف عن حجم التغير في المدار، وهل سيكون مثلما توقع علماء ناسا قبل المهمة أو أقل أو أكثر».
https://www.youtube.com/watch?v=dSKWl_YuqcM
وقبل الاصطدام، كانت الدورة الكاملة للكويكب «ديمورفوس» حول الكويكب الأكبر «ديديموس»، تستغرق 11 ساعة و55 دقيقة، وحسابات العلماء تشير إلى أن الاصطدام يجب أن يؤدي إلى تقليل هذه الدورة الكاملة نحو 10 دقائق لتصبح «11 ساعة و45 دقيقة»، وهذا ما لم يتم التحقق منه إلى الآن، ولكن الصور أعطت مؤشرات إيجابية، كما يؤكد عودة.
وينتظر علماء الفلك النتائج النهائية، والتي ستعلن عن وسيلة مستقبلية يمكن استخدامها لإحداث تعديل في مسار كويكب يمكن أن يصطدم بالأرض.
ويقول إيان كارنيلي، من وكالة الفضاء الأوروبية في تقرير نشرته الخميس الماضي وكالة الصحافة الفرنسية: «كنا نظن أن أسلوب الانحراف الوحيد هو إرسال قنبلة نووية، ولكن يبدو أننا سنعلن قريباً عن أداة جديدة يمكن استخدامها لمواجهة أي تهديد مستقبلي».
ولا توجد أي كويكبات تهدد الأرض حالياً، ولكن الكثير من الكويكبات بحجم (ديمورفوس) لم يتم اكتشافها بعد، ويمكن لهذه الكويكبات أن تدمر مدينة إذا تحطمت.