تصاعد جدل واقعة «تقبيل» طبيب مصري شهير يد رجل أعمال

الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)
الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)
TT

تصاعد جدل واقعة «تقبيل» طبيب مصري شهير يد رجل أعمال

الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)
الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)

رغم أن واقعة «تقبيل الطبيب المصري الشهير حسام موافي ليد رجل الأعمال المصري محمد أبو العينين» حدثت في 24 أبريل الماضي، فإن الجدل تفجر خلال الساعات الماضية على نطاق واسع عبر مواقع السوشيال ميديا، بعد تداول صورة توثق للواقعة. وتصدر اسم موافي الترند في مصر.

وفي حين التزم أبطال الواقعة الصّمت ورفضوا التعليق على كواليس ما حدث خلال حفل زفاف ابنة الطبيب الشهير، شهدت السوشيال ميديا انقساماً في الآراء، فبينما دافع قطاع كبير من جمهورها عن الدكتور موافي، مستشهدين بمقطع الفيديو، وعدّوا الأمر عادياً ينم عن طيب خلق، وجّه آخرون انتقادات واتهامات لاذعة للطبيب الشهير.

وانضمت شخصيات عامة في حملة الدفاع عن الدكتور موافي من بينهم الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة السابقة، التي نشرت عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» تعليقها على الصورة، بقولها: «الأستاذ الجليل الدكتور حسام موافي، معلم الأجيال، والأستاذ المحترم محمد أبو العينين، ممن أنفقوا بسخاء في الخفاء لتعليم الأجيال»، مضيفة: «هذه شهادتي...كفوا أيديكم عن رموز مصر، فهناك لغة وود وعشم بين هذه القامات لا يدركها كثيرون».

ويعمل الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة في كلية طب قصر العيني، في قناة «صدى البلد»، المملوكة لرجل الأعمال محمد أبو العينين، من خلال برنامجه «ربي زدني علماً»، وهو ما دفع البعض لتفسير هذه الصورة، بأشكال مختلفة.

وكان الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، من بين حضور حفل قران ابنة الدكتور موافي، وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» تعقيباً على الجدل الدائر راهناً: «نُشرت الصورة من دون استئذان أصحابها، إذ لم يكن الحضور يعلم بوجود كاميرات تصور عقد القران مباشرة إلا بعد انتهاء الحفل».

د. سعد الدين الهلالي خلال كلمته في عقد قرآن ابنة د. موافي (حساب د. موافي على «فيسبوك»)

وأضاف الهلالي أن «الدكتور موافي قبّل يد الكثير من حضور الحفل لشعوره بالامتنان لحضورهم وليس رجل الأعمال محمد أبو العينين فقط، وهو عبّر بذلك بشكل عفوي به تواضع العلماء والمُحبين والناس الطيبين».

ورأى أن «هذه الواقعة التي تعدّ شديدة الخصوصية أخذت أكبر من حجمها، وفُسّرت بشكل خاطئ للغاية عبر مواقع السوشيال ميديا».

وفسّر متابعون تصرف الطبيب الشهير بأنه رد فعل عفوي عبّر من خلاله عن شكره وامتنانه لمدح رجل الأعمال، ورأوا أن ترك موافي لمقطع الفيديو المثير للجدل على حسابه في «فيسبوك» رغم الانتقادات العنيفة التي وجهت له بأنه يرى الأمر «عادياً».

ووفق خبير الإعلام الرقمي خالد البرماوي، فإن «شخصية بطل الواقعة الدكتور حسام موافي مثيرة للجدل بسبب خلطه بشكل شبه دائم بين العلوم الطبية والدينية»، مؤكداً أن له «شعبية وانتشاراً كبيرين بين الجمهور».

وأضاف البرماوي لـ«الشرق الأوسط» أن الصورة المثيرة للجدل ظهرت في البداية عبر حسابات لها غرض في تشويه صورة الرجل من دون التحقق من صحتها، وحتى بعد فهم سياق الصورة لم يتغير موقفها من الرجل، في المقابل رأى كثيرون أن «الواقعة تتّسق مع الحالة الصوفية التي يعيشها الدكتور موافي، وأن هذا التصرف جزء من بعض العادات والتقاليد المصرية».

الداعية الأزهري خالد الجندي يتحدث في الحفل (حساب د. موافي على «فيسبوك»)

ورغم أن السياق يلعب دوراً كبيراً في رفض الصورة وقبولها، فإن الجمهور الشعبي، وفق البرماوي، لا يتقبّل فكرة تقبيل عالم ليد صاحب مال ورجل أعمال كبير، وهو ما جعل الموضوع يأخذ انتشاراً وزخماً هائلين.


مقالات ذات صلة

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

يوميات الشرق اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة (موقع بانايوتاروبولوس)

يوناني في الثمانينات من عمره يبدأ الدراسة بعد حياة كادحة

كثيراً ما كان اليوناني فاسيليس بانايوتاروبولوس متعطشاً للمعرفة، لكنه اضطر لترك التعليم عندما كان في الثانية عشرة من عمره لمساعدة والده في العمل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
علوم ارتفاع جبل إيفرست يزداد سنوياً بنحو 2 مم (أ.ف.ب)

ما سبب زيادة ارتفاع جبل إيفرست سنوياً؟

من المعروف أن جبل إيفرست، وهو أعلى جبل على وجه الأرض، يزداد ارتفاعاً بنحو 2 مم سنوياً. إلا أن السبب وراء هذا الارتفاع المستمر حيّر العلماء لفترة طويلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تحتفي بإبداعات الثقافة العراقية في مهرجان «بين ثقافتين»

يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)
يسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة (الشرق الأوسط)

تحتفي وزارة الثقافة السعودية بنظيرتها العراقية في النسخة الثانية من مهرجان «بين ثقافتين» خلال الفترة من 18 إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) المقبل في «ميقا استوديو» بالرياض، لتقدم رحلة استثنائية للزوار عبر الزمن، في محطاتٍ تاريخية بارزة ومستندة إلى أبحاث موثوقة، تشمل أعمالاً فنيّةً لعمالقة الفن المعاصر والحديث من البلدين.

ويجوب مهرجان «بين ثقافتين» في دهاليز ثقافات العالم ويُعرّف بها، ويُسلّط الضوء على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية وهذه الثقافات، ويستضيف في هذه النسخة ثقافة العراق ليُعرّف بها، ويُبيّن الارتباط بينها وبين الثقافة السعودية، ويعرض أوجه التشابه بينهما في قالبٍ إبداعي.

ويُقدم المهرجانُ في نسخته الحالية رحلةً ثريّة تمزج بين التجارب الحسيّة، والبصريّة، والسمعية في أجواءٍ تدفع الزائر إلى التفاعل والاستمتاع بثقافتَي المملكة والعراق، وذلك عبر أربعة أقسامٍ رئيسية؛ تبدأ من المعرض الفني الذي يُجسّد أوجه التشابه بين الثقافتين السعودية والعراقية، ويمتد إلى مختلف القطاعات الثقافية مما يعكس تنوعاً ثقافياً أنيقاً وإبداعاً في فضاءٍ مُنسجم.

كما يتضمن المهرجان قسم «المضيف»، وهو مبنى عراقي يُشيّد من القصب وتعود أصوله إلى الحضارة السومرية، ويُستخدم عادةً للضيافة، وتُعقدُ فيه الاجتماعات، إلى جانب الشخصيات الثقافية المتضمن روّاد الأدب والثقافة السعوديين والعراقيين. ويعرض مقتطفاتٍ من أعمالهم، وصوراً لمسيرتهم الأدبية، كما يضم المعرض الفني «منطقة درب زبيدة» التي تستعيد المواقع المُدرَجة ضمن قائمة اليونسكو على درب زبيدة مثل بركة بيسان، وبركة الجميمة، ومدينة فيد، ومحطة البدع، وبركة الثملية، ويُعطي المعرض الفني لمحاتٍ ثقافيةً من الموسيقى، والأزياء، والحِرف اليدوية التي تتميز بها الثقافتان السعودية والعراقية.

ويتضمن المهرجان قسم «شارع المتنبي» الذي يُجسّد القيمة الثقافية التي يُمثّلها الشاعر أبو الطيب المتنبي في العاصمة العراقية بغداد، ويعكس الأجواء الأدبية والثقافية الأصيلة عبر متاجر مليئة بالكتب؛ يعيشُ فيها الزائر تجربةً تفاعلية مباشرة مع الكُتب والبائعين، ويشارك في ورش عمل، وندواتٍ تناقش موضوعاتٍ ثقافيةً وفكرية متعلقة بتاريخ البلدين.

وتُستكمل التجربة بعزفٍ موسيقي؛ ليربط كلُّ عنصر فيها الزائرَ بتاريخٍ ثقافي عريق، وفي قسم «مقام النغم والأصالة» يستضيف مسرح المهرجان كلاً من الفنين السعودي والعراقي في صورةٍ تعكس الإبداع الفني، ويتضمن حفل الافتتاح والخِتام إلى جانب حفلةٍ مصاحبة، ليستمتع الجمهور بحفلاتٍ موسيقية كلاسيكية راقية تُناسب أجواء الحدث، وسط مشاركةٍ لأبرز الفنانين السعوديين والعراقيين.

فيما يستعرض قسم «درب الوصل» مجالاتٍ مُنوَّعةً من الثقافة السعودية والعراقية تثري تجربة الزائر، وتُعرّفه بمقوّمات الثقافتين من خلال منطقة الطفل المتّسمة بطابعٍ حيوي وإبداعي بألوان تُناسب الفئة المستهدفة، إذ يستمتع فيها الأطفال بألعاب تراثية تعكس الثقافتين، وتتنوع الأنشطة بين الفنون، والحِرف اليدوية، ورواية القصص بطريقةٍ تفاعلية مما يُعزز التعلّم والمرح.

بينما تقدم منطقة المطاعم تجربةً فريدة تجمع بين النكهات السعودية والعراقية؛ لتعكس الموروث الثقافي والمذاق الأصيل للبلدين، ويستمتع فيها الزائر بتذوق أطباقٍ تراثية تُمثّل جزءاً من هوية وثقافة كل دولة، والمقاهي التي توفر تشكيلةً واسعة من المشروبات الساخنة والباردة، بما فيها القهوة السعودية المميزة بنكهة الهيل، والشاي العراقي بنكهته التقليدية مما يُجسّد روحَ الضيافة العربية الأصيلة.

ويسعى مهرجان «بين ثقافتين» إلى إثراء المعرفة الثقافية عبر تجاربَ فنيّةٍ مبتكرة تستعرض الحضارة السعودية والعراقية، وتُبرز التراث والفنون المشتركة بين البلدين، كما يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، وتقوية أواصر العلاقات الثقافية بينهما، والتركيز على ترجمة الأبعاد الثقافية المتنوعة لكل دولة بما يُسهم في تعزيز الفهم المتبادل، وإبراز التراث المشترك بأساليب مبتكرة، ويعكس المهرجان حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».