هل يمكن الحصول على لقاحي «كوفيد - 19» والإنفلونزا في الوقت نفسه؟

خبراء أوصوا بالاثنين قبل الشتاء

الحصول على لقاح الإنفلونزا مع الجرعة المعززة من «كورونا» آمن على الصحة (رويترز)
الحصول على لقاح الإنفلونزا مع الجرعة المعززة من «كورونا» آمن على الصحة (رويترز)
TT

هل يمكن الحصول على لقاحي «كوفيد - 19» والإنفلونزا في الوقت نفسه؟

الحصول على لقاح الإنفلونزا مع الجرعة المعززة من «كورونا» آمن على الصحة (رويترز)
الحصول على لقاح الإنفلونزا مع الجرعة المعززة من «كورونا» آمن على الصحة (رويترز)

بدأت العديد من الدول الاستعداد مبكراً للانتشار المتوقع لفيروس «كورونا المستجد» شتاءً، بحملات تطعيم بالجرعات المعززة من لقاحات «كورونا»، من أجل إكساب مواطنيها مزيداً من المناعة. وتمكنت بعض الدول من الحصول على جرعات محدثة تراعي تركيبتها المتغيرات الجديدة من الفيروس، والبعض الآخر، لا يزال يستخدم الجرعات القديمة، وهي أيضاً لا تزال تعطي «فعالية».
لكن السؤال هل يمكن للشخص الذي تقدم لمراكز التطعيم للحصول على الجرعات المعززة، أن يطلب في الوقت نفسه الحصول على لقاح الإنفلونزا، لأنه أيضاً من اللقاحات المطلوب التحصين بها قبل دخول فصل الشتاء؟ أم أنه يتعين على من حصل على معززات لقاح «كورونا»، الانتظار بعضاً من الوقت للحصول على لقاح الإنفلونزا؟
مع بدايات توفر لقاحات «كوفيد - 19» كانت تلك اللقاحات جديدة. وأراد الخبراء حينها مراقبة ما كان يحدث بعد الحصول على اللقاحات، لذلك كانت التوصية حينها، الصادرة من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا، هي الفصل بين لقاحي «كوفيد - 19» والإنفلونزا فترة من الزمن، للتأكد من عدم وجود آثار جانبية، لكن الوضع تغير الآن، وأصبحت هناك الكثير من الأدلة التي تدعم الحصول على اللقاحين في وقت واحد.
ويقول توهين روي، الباحث بمركز «جريتر لورانس» لصحة الأسرة بجامعة تافتس في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي، إن «استقبال جسم الإنسان للقاحين معاً آمن تماماً، رغم بعض الإرهاق الذي قد يشعر به الشخص». ويضيف: «نظراً لأن الشخص يحصل على لقاحين في وقت واحد، فقد يشعر ببعض القلق في الأيام القليلة المقبلة، وهذا لا يعني أن اللقاحين معاً تسببا في إصابته بالمرض أو أن جسمه سيواجه مشكلة، لكن هذا يعني فقط أن جسمه يكتسب مناعة ويستخدم الكثير من الطاقة لإنتاج الأجسام المضادة».
ولا يقلل الحصول على اللقاحين معاً من «فعالية» أحدهما، كما لا يسبب ذلك أي تغييرات في أي من اللقاحين، كما يؤكد روي. ويخشى روي من إحجام البعض عن لقاح الإنفلونزا، بحجة أن العامين الماضيين لم يشهدا إصابات كبيرة بالإنفلونزا. ويقول: «شهدنا عدداً قليلاً من حالات الإنفلونزا، لأن الكثير من الأشخاص كانوا يتخذون احتياطات (كوفيد - 19) مثل غسل اليدين وارتداء الأقنعة وتجنب الآخرين أثناء المرض، لكن مع عودتنا إلى حياتنا اليومية العادية، التي من خلالها تنتشر الإنفلونزا بسرعة كبيرة، شهدنا ارتفاعاً طفيفاً في الإنفلونزا».
ويوصي روي بالحصول على لقاح الإنفلونزا بمجرد توفره. ويقول: «من الأفضل أن يحصل الشخص على لقاح الإنفلونزا قبل أن يتعرض للفيروس، لأن جسمه يستغرق بضعة أسابيع لبناء مناعة كاملة بعد الحصول على اللقاح».
ويبدأ عادة فيروس الإنفلونزا في الانتشار عندما يبرد الطقس، وهو الحال نفسه بالنسبة لفيروس «كورونا المستجد»، وهذا ليس له علاقة بطبيعة الفيروسين، لكن سببه السلوكيات الشتوية. ويقول روي: «يميل الناس عادة إلى قضاء وقت أطول في الداخل، هرباً من البرودة، وهو ما يسهل انتشار الفيروسات».
ومثل لقاح «كوفيد - 19» لا يعني الحصول على لقاح الإنفلونزا، أنك لن تصاب بها، ولكن سيكون لديك أدوات لمحاربة العدوى إذا حدثت، كما يؤكد روي.
هذه الأسباب التي أشار إليها روي للتأكيد على أهمية الحصول على اللقاحين، يضيف لها محمد سمير، أستاذ الأمراض المشتركة بجامعة الزقازيق (شمال شرقي القاهرة) سبباً ثالثاً، وهو إمكانية الإصابة بالإنفلونزا و«كوفيد - 19» في الوقت نفسه. ويقول سمير لـ«الشرق الأوسط»: «الفيروسان ينتشران بطريقة مماثلة، وهما معديان للغاية، وتتشابه أعراضهما أيضاً إلى حد كبير في الحالات الخفيفة، والتي تقتصر على الحمى والقشعريرة والسعال وصعوبة التنفس وآلام العضلات والإرهاق».
ويوضح سمير أنه «مع الحالات الشديدة من (كوفيد - 19) قد يعاني المزيد من الأشخاص من تغيرات في التذوق والرائحة، وهو ما لا يُلاحظ غالباً مع الإنفلونزا، وفي بعض الأحيان، يعاني الأشخاص المصابون بالإنفلونزا من الأعراض بسرعة بعد الإصابة، في حين أن الأشخاص المصابين بـ(كوفيد - 19) تظهر عليهم الأعراض بشكل أبطأ».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
TT

انطلاق «معرض جدة للكتاب» بمشاركة 1000 دار نشر

«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)
«معرض جدة للكتاب 2024» يستقبل زواره حتى 21 ديسمبر الجاري (هيئة الأدب)

انطلقت، الخميس، فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة حتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري في مركز «سوبر دوم جدة»، بمشاركة نحو 1000 دار نشر ووكالة محلية وعالمية من 22 دولة، موزعة على نحو 450 جناحاً، مع جهات حكومية وهيئات ومؤسسات ثقافية سعودية وعربية.

ويشتمل المعرض على برنامج ثقافي ثري، يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة، تتخللها محاضرات وندوات وورش عمل، يقيمها نحو 170 متخصصاً، إضافة إلى منطقة تفاعلية مخصصة للأطفال، تقدم برامج ثقافية موجهة للنشء بمجالات الكتابة والتأليف والمسرح، وصناعة الرسوم المتحركة، وأنشطة تفاعلية مختلفة.

برنامج ثقافي ثري يضم أكثر من 100 فعالية متنوعة (هيئة الأدب)

ويتضمن المعرض ركناً للمؤلف السعودي، معرِّفاً الحضور على آخر إصداراته، ومهيأ للزوار منطقة خاصة بالكتب المخفضة، التي تأتي ضمن جهوده في الحث على القراءة، وإتاحتها للجميع عبر اختيارات متعددة، معززة بمناطق حرة للقراءة.

من جانبه، أوضح الدكتور عبد اللطيف الواصل، مدير إدارة النشر بالهيئة، أن المعرض يعكس اهتمامهم بدعم وتطوير ونشر الثقافة والأدب في السعودية، مؤكداً دوره الريادي، حيث يسلط الضوء على جهود الأدب والأدباء المحليين والعرب والعالميين، عبر فعاليات وأنشطة مجتمعية بمعايير عالمية، وإيجاد فرص تفاعلية لزواره في قوالب فنية وأدبية متنوعة، وصولاً إلى تعزيز مكانة جدة بوصفها مركزاً ثقافيّاً تاريخيّاً.

المعرض يعكس الاهتمام بدعم وتطوير ونشر الثقافة في السعودية (هيئة الأدب)

ويحتفي المعرض بـ«عام الإبل 2024»، لما تُمثِّله من قيمة ثقافية في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ، حيث خصص جناحاً للتعريف بقيمتها، وإثراء معرفة الزائر عبر جداريات عدة بأسمائها، ومواطن ذكرها في القرآن الكريم والسنة النبوية، وقصائد شعرية تغنَّى بها العرب فيها على مر العصور.

ويستقبل «معرض جدة للكتاب» زواره يوميّاً من الساعة 11 صباحاً حتى 12 مساءً، ما عدا الجمعة من الساعة 2 ظهراً إلى 12 مساءً.

المعرض يُعزز جهوده في حث الزوار على القراءة عبر اختيارات متعددة (هيئة الأدب)

ويُعد ثالث معارض الهيئة للكتاب خلال 2024، بعد معرض «الرياض» الذي اختتم فعالياته أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ومعرض «المدينة المنورة» المنتهي في أغسطس (آب).