بكركي تخشى على الصلاحيات «المسيحية» بعد 31 أكتوبر

البطريرك بشارة الراعي (رويترز)
البطريرك بشارة الراعي (رويترز)
TT

بكركي تخشى على الصلاحيات «المسيحية» بعد 31 أكتوبر

البطريرك بشارة الراعي (رويترز)
البطريرك بشارة الراعي (رويترز)

لا تعتبر البطريركية المارونية أن التفاهم على تشكيل حكومة جديدة قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 31 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وبالتالي قطع الطريق على تسلم حكومة تصريف الأعمال الحالية صلاحيات الرئاسة الأولى، إنجازاً أو إجراء من شأنه أنه يقلل من «خطورة» دخول البلد في مرحلة جديدة من الشغور الرئاسي، كالتي دخلها عام 2014 بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان. وتخشى «بكركي» أن يتكرر هذا المشهد عند كل استحقاق رئاسي، مؤكدة أن موقفها مبدئي لجهة رفضها تسلم أي حكومة سواء كانت حكومة تصريف أعمال أو حكومة مكتملة الصلاحيات دور رئيس البلاد، خاصة أنه برأيها لا معوقات أساسية تمنع الدعوة لجلسة لانتخاب رئيس وإنجاز هذا الاستحقاق.
ويشدد البطريرك الماروني بشارة الراعي، خلال عظته يوم الأحد أسبوعياً، على وجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية بأسرع وقت ممكن. وهو أكد مؤخراً رفضه «شل البلاد وتعطيل الدستور والحؤول دون تشكيل حكومة ومنع انتخاب رئيس جديد وفرض الشغور واستباحة رئاسة الجمهورية والإجهاز على الدولة».
ويرى مصدر مطلع على أجواء بكركي أن «تسلم أي حكومة موقع رئيس الجمهورية ليس فقط انتهاكاً لصلاحيات الرئاسة، إنما هو أيضاً انتقاص من الدور المسيحي والماروني في الدولة اللبنانية. وكأن كل الجماعات تستعد لإلغاء دور الرئاسة، كل منها لأسباب وذرائع مختلفة، لكن الجميع يتلطون خلف الاجتهادات الدستورية»، مشدداً على «وجوب عدم حصول شغور في شدة الرئاسة. وإذا أرادوا ألا ينهار البلد فحري بهم انتخاب رئيس لا تسليم صلاحيات الرئاسة لحكومة جديدة أو لحكومة تصريف أعمال». ويضيف المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «لم يعد مقبولاً عند كل محطة أن يُسلم الماروني دوره وصلاحياته ومناصبه لهذه الطائفة أو هذا المذهب أو لهذه الفئة أو تلك. هذه عادة يجب أن تتوقف أيا كانت التداعيات».
وعن موقف بكركي من هذا الموضوع، يقول المصدر: «البطريركية المارونية ترفض رفضا قاطعا حصول شغور في سدة الرئاسة، وهي تدعو لحصول الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت لأنها مقتنعة بأن المسألة مسألة سياسية لا دستورية، وأن هناك قراراً سياسياً بعدم انتخاب رئيس للبنان. أما الاجتهادات الدستورية التي يخرجون بها فلتبرير عدم حصول الانتخابات وهذا أمر يرفضه البطريرك الراعي وحذر منه في كل عظاته».
من جهته، يعتبر رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم أن «بنود الدستور واضحة، ووجود رئيس يقوم بدوره أفضل بكثير من أن ينوب عنه مجلس الوزراء مجتمعا مع ما يطرح ذلك من إشكالات وتفسيرات، إذ باستطاعة وزير واحد إعاقة أي قرار ولو اتفق عليه سائر الوزراء»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «اتفاق الطائف الذي سلب صلاحيات مهمة من رئيس الجمهورية، استبقى له صلاحيات نحرص على عدم المس بها. وإذا كانت الحكومة تغطي الشغور في حال حصوله، فإن هذا الأمر لا يجب أن يكون قاعدة، وأن نعتاد عليه. لذلك يجب انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انقضاء المهلة الدستورية، لأنه لا يجوز تكرار ما حصل في السابق لكونه يمس بموقع الرئاسة الأولى ويضعفه أكثر فأكثر». ويشير خليل إلى أنه «من خلال استقراء المعطيات يتبين أننا نتجه إلى شغور جديد في موقع الرئاسة لأسف، لكن في المقابل هناك جهد يبذل ونتولى مواكبته كي لا يطول أمد الشغور كثيراً»، ويضيف: «لا شك أن هناك حاجة للحوار المعمق بين الفرقاء اللبنانيين للبحث في الثغر التي يمكن معالجتها لتوازن أفضل بين السلطات. ولكن أداء الرئيس والقدرة على إيجاد أوسع قدر من التواصل والتشاور والإحساس بالمسؤولية الوطنية، يحصن لا صلاحيات الرئيس بل دوره، لأنه لا يمكن تعزيز صلاحيات من دون تعديلات دستورية».
وإذا كان هناك من يخشى حقيقة على الدور والصلاحيات المسيحية في حال لم يتم انتخاب رئيس جديد للبلاد قبل 31 تشرين الأول، فإن هناك من يؤيد ذلك دستوريا أيضاً، إذ يعتبر رئيس مؤسسة «جوستيسيا» الحقوقية المحامي بول مرقص أنه «إذا طال الشغور لفترة طويلة في سدة الرئاسة الأولى، لا شك أن تسلم حكومة تصريف الأعمال لصلاحيات رئيس الجمهورية أو أي حكومة أخرى يؤدي للانتقاص من دور الرئاسة، وإلا ما معنى وجود رئيس للجمهورية إذا كانت الحكومة قادرة أن تقوم بمقام الرئيس؟». ولفت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المشترع الدستوري في المادة 62 لم يرتقب أن يطول الشغور الرئاسي، وتحسب لوضع طارئ واستثنائي ومؤقت فقط».وعن تحول وزراء أي حكومة تستلم صلاحيات الرئاسة الأولى إلى رؤساء جمهورية، يوضح مرقص أن «الأمر درج على إجماع الوزراء على صلاحيات الرئيس حين يكون هناك شغور في رئاسة الجمهورية حتى لا يتم الاستفراد بهذه الصلاحيات وترك الأكثرية تتحكم بها، من هنا أصبح لكل وزير حق الفيتو».
ويضيف: «لا يمكن أن نتحدث عن عرف في هذا المجال بل عن ممارسة اقتصرت على حكومة الرئيس تمام سلام مع انقضاء عهد الرئيس السابق ميشال سليمان من دون انتخاب رئيس، بحيث إنه بدل التصويت بالأكثرية العادية أو الثلثين تم الإصرار على وجوب أن يكون هناك إجماع لاتخاذ أي قرار».


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

دمشق تحبط مشروع «فتنة داعشية»

صورة وزعتها السلطات السورية الجديدة لعناصر يُزعم أنهم من تنظيم «داعش» اعتُقلوا بتهمة التخطيط لتنفيذ تفجير في السيدة زينب
صورة وزعتها السلطات السورية الجديدة لعناصر يُزعم أنهم من تنظيم «داعش» اعتُقلوا بتهمة التخطيط لتنفيذ تفجير في السيدة زينب
TT

دمشق تحبط مشروع «فتنة داعشية»

صورة وزعتها السلطات السورية الجديدة لعناصر يُزعم أنهم من تنظيم «داعش» اعتُقلوا بتهمة التخطيط لتنفيذ تفجير في السيدة زينب
صورة وزعتها السلطات السورية الجديدة لعناصر يُزعم أنهم من تنظيم «داعش» اعتُقلوا بتهمة التخطيط لتنفيذ تفجير في السيدة زينب

أعلنت السلطات السورية، أمس، إحباط مؤامرة لتنظيم «داعش» لتنفيذ تفجير في مقام السيدة زينب جنوب دمشق، في هجوم كان يمكن أن يتسبَّب في فتنة داخلية، مهما كانت الجهة التي تقف وراءه.

وأشار مصدر في جهاز الاستخبارات العامة التابع للإدارة الجديدة، في بيان، إلى«اعتقال الأشخاص المتورطين في التخطيط لتنفيذ العمل الإجرامي الذي يستهدف الشعب السوري». وأظهرت صور نشرتها وزارة الداخلية أربعة أشخاص تم القبض عليهم، وكميات من الأسلحة والمتفجرات كانت بحوزتهم.

من جانبه، عبّر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» عن خشيته من استخدام إيران لخلايا «داعش» في تفجيرات هدفها إشعال فتنة.

ويعقد وزراء خارجية وممثلون عن دول عربية وغربية اجتماعاً اليوم في الرياض، بمشاركة ممثلي منظمات أممية، لمناقشة الوضع في سوريا. ووصل وزير خارجية الإدارة السورية الجديدة أسعد الشيباني مساء أمس إلى الرياض لحضور الاجتماع.