بايدن لتحسين العلاقات مع جزر الهادي لمواجهة الصين وتغير المناخ

افتتح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، اجتماعات مع زعماء دول جزر المحيط الهادي وعدد من المسؤولين الكبار فيها، في سياق قمة هي الأولى من نوعها تستمر يومين وتتوج الخميس بمشاركة الرئيس جو بايدن الذي تسعى إدارته إلى مواجهة النفوذ العسكري والاقتصادي للصين، والاستجابة لدوافع قلق يوصف بأنه «وجودي» في هذه البلدان المتخوفة من آثار تغير المناخ.
وبالإضافة إلى بلينكن، عقد مبعوث المناخ الأميركي جون كيري مائدة مستديرة حول المناخ مع زعماء فيجي وجزر مارشال وميكرونيزيا وبالاو وبابوا غينيا الجديدة وساموا وجزر سليمان وتونغا وتوفالو وجزر كوك وبولينيزيا الفرنسية وكاليدونيا الجديدة. وكان مقرراً أن ينضم إليهم مستشار الأمن القومي جايك سوليفان لعشاء بضيافة خفر السواحل الأميركي.
وأوفدت فانواتو وناورو ممثلين عنهما، فيما أرسلت أستراليا ونيوزيلندا والأمين العام لمنتدى جزر المحيط الهادي مراقبين.
ويلقي الرئيس بايدن كلمة أمام الزعماء في وزارة الخارجية الخميس يتبعها بمأدبة عشاء في البيت الأبيض. كما سيلتقي زعماء هذه الدول رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزيرة التجارة جينا ريموندو وقادة الأعمال الأميركيين.
وأفادت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار بأن «هذا يظهر فقط شراكتنا مع المنطقة»، متوقعة أن تتطرق المحادثات إلى تغير المناخ وجائحة كوفيد - 19 والانتعاش الاقتصادي والأمن البحري وحماية البيئة ومنطقة المحيطين الهندي والهادي، علماً أن إدارة بايدن تسعى إلى التزام الولايات المتحدة بأن تكون لاعباً دائماً في المنطقة، بعد شكوك من زعماء المنطقة حيال التزام بايدن تجاه المحيط الهادي عقب حقبة الحرب الباردة.
وتأتي هذه القمة في وقت تجهد فيه إدارة بايدن من أجل وقف التأثير المتنامي للصين، فيما يعبر زعماء جزر المحيط الهادي عن قلقهم المتزايد من عواقب تغير المناخ. وهذا ما عبّر عنه بوضوح رئيس وزراء جزيرة توفالو كوسي ناتان خلال الاجتماعات الرفيعة المستوى للأمم المتحدة. إذ عرض لأثر ارتفاع منسوب مياه البحر على كل شيء من التربة التي يعتمد عليها شعبه في زراعة المحاصيل، إلى المنازل والطرق وخطوط الكهرباء التي انجرفت بعيداً. وشرح كيف أن تكلفة كسب لقمة العيش تصبح في النهاية أكثر من اللازم، مما يتسبب في مغادرة العائلات واختفاء البلاد. وقال: «هكذا ستتوقف جزرنا عن الوجود».
وكانت وزيرة الدفاع في فيجي إينيا سيرويراتو قالت إن «المدافع الرشاشة والطائرات المقاتلة والسفن الرمادية والكتائب الخضراء ليست شاغلنا الأمني الأساسي»، مضيفة أن «أكبر تهديد لوجودنا هو تغير المناخ».
وأعلنت القمة الحالية هذا الشهر، بعد أيام فقط من دعوة جزر سليمان للولايات المتحدة وبريطانيا من أجل عدم إرسال سفن بحرية إلى الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادي حتى يتم إصلاح إجراءات الموافقة. ووقعت جزر سليمان في أبريل (نيسان) الماضي اتفاقية أمنية جديدة مع الصين، في لحظة يعتقد أنها فرضت بشكل متزايد على إدارة بايدن التركيز بشكل أكبر على المنطقة.
والولايات المتحدة وبريطانيا من بين الدول التي تشعر بالقلق من أن الاتفاقية الأمنية مع بكين يمكن أن تؤدي الى إنشاء قاعدة بحرية صينية على بعد أقل من 1200 ميل (2000 كيلومتر) قبالة الساحل الشمالي الشرقي لأستراليا.
وفي الفترة التي سبقت القمة، أوضح قادة جزر المحيط الهادي أيضاً أنهم يريدون زيادة المساعدة الأميركية لمكافحة آثار تغير المناخ ومساعدة اقتصاداتهم على التعافي من جائحة كوفيد - 19، وفقًا لمسؤول كبير في إدارة بايدن اعترف بأن «الزلة» في الجهود الأميركية في المنطقة تأتي في «كل اجتماع» مع قادة جزر المحيط الهادي.
ويخطط البيت الأبيض للإعلان عن أول استراتيجية أميركية لجزر المحيط الهادي، على أن يترافق ذلك مع تعيين مبعوث للولايات المتحدة في منتدى جزر المحيط الهادي.
وسعت الإدارة في الأشهر الأخيرة إلى أن يكون لها وجود أكبر في المنطقة. وفي فبراير (شباط) الماضي، صار بلينكن أول وزير خارجية أميركي يزور فيجي منذ 37 عاماً. وأعلن من هناك أن الولايات المتحدة ستفتح سفارة في جزر سليمان. وفي الأشهر الأخيرة، أطلقت الولايات المتحدة إلى جانب أستراليا واليابان ونيوزيلندا والمملكة المتحدة مجموعة غير رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية مع دول جزر المحيط الهادي يطلق عليها اسم شركاء في المحيط الأزرق.