باحثون: «جينات» هي المسؤولة عن الشعر غير القابل للانسدال

باحثون: «جينات» هي المسؤولة عن الشعر غير القابل للانسدال
TT
20

باحثون: «جينات» هي المسؤولة عن الشعر غير القابل للانسدال

باحثون: «جينات» هي المسؤولة عن الشعر غير القابل للانسدال

يعتقد العلماء الآن أنهم اكتشفوا الجينات المسؤولة عن «متلازمة الشعر غير القابل للانسدال».
فمتلازمة «الشعر غير القابلة للانسدال» هي أكثر من مجرد شعر صعب، كما يوحي اسمها، حيث ان الشعر يبرز من جميع الزوايا، ما يجعل من المستحيل تقريبًا جمعه ناهيك عن تمشيطه. وهي تبدأ عادة عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر و 12 عامًا؛ إذ عادة ما يكون مائجًا وجافًا وهشًا. ومن خلال مظهره يطلق عليه أحيانًا «الشعر الزجاجي المغزول» أو «الشعيرات المثلثة».
لم يتم إجراء الكثير من الأبحاث حول هذه الحالة النادرة التي ظهرت لأول مرة بمقالات منشورة في السبعينيات. ومنذ ذلك الحين، ظهر أقل من 70 منشورًا معظمها تقارير تبين الحالة.
وواحدة من أحدث الدراسات التي أجريت على 11 طفلاً يعانون من شعر غير قابل للانسدال، أجراها علماء الوراثة بجامعة بون بألمانيا، وجدت أن الحالة بدت وكأنها تفسر من خلال طفرات بثلاثة جينات ترمز لبروتينات معروفة في بصيلات الشعر، وذلك وفق ما نشر موقع «theconversation» العلمي المتخصص.
ومع ذلك، منذ أن تم الإبلاغ عن هذه الدراسة على نطاق واسع من قبل الصحافة، تقدم المزيد من العائلات التي لديها أطفال يعانون من هذه الحالة.
من جانبهم، اعاد علماء علم الوراثة ابحاثهم مع أكثر من 100 طفل مؤكدين أنه في 76 منهم يرتبط السبب بطفرات في جين PADI3 بالإضافة إلى تورط جينين آخرين، وجميعها ترمز لبروتينات مهمة تشارك في تكوين ألياف الشعر.
ان التباين البشري في المظهر، بما في ذلك الشعر، هو نتيجة للاختلافات الصغيرة العديدة في جيناتنا؛ فعندما تحدث طفرة في الجين فإنها تؤدي أحيانًا إلى تغيير في وظيفة البروتين. وإذا كان هذا البروتين موجودًا في بصيلات الشعر، فمن المرجح أن يبدو الشعر مختلفًا. لذلك يمكن أن يكون بنيا أو أشقر أو مجعدا أو سميكا أو مستقيما أو أحمر أو حتى أصلع.
وهناك عدد قليل من الاختلافات الموروثة المعروفة في شكل وضفيرة ألياف الشعر. لكن نادرًا ما ترتبط بأي مرض خطير.
ومن المثير للاهتمام أن البروتينات التي تتأثر غالبًا ما تكون في غلاف الجذر الداخلي (ثلاث طبقات من بصيلات الشعر تساعد في وضع الشكل بألياف الشعر).
ووفق العلماء «نحن نعلم أيضًا أن الشعر غير القابل للتمشيط هو خاصية وراثية متنحية؛ بمعنى آخر، يجب أن يكون كلا الوالدين حاملين للجين المتحور، على الرغم من أنهما قد لا يحملانه بنفسيهما. وبعد ذلك، إذا ورث طفلهما نسخة واحدة من الجين المصاب من كل والد، فسيكون لديه المتلازمة».
وعن سبب دراسة اضطرابات الشعر الوراثية، فان هذا النوع من الدراسات الجينية ينتج معلومات كافية بحيث يمكن للوالدين الآن طلب اختبار جيني قد يساعد في تهدئة أي مخاوف بشأن الحالات النادرة الأخرى التي يمكن أن تؤثر على الشعر.
ومن المنظور العلمي، يساعد أيضًا مجتمع أبحاث بيولوجيا الشعر على فهم المزيد عن نمو الشعر الطبيعي وأهمية البروتينات المختلفة للتحكم بشكل الشعر ومظهره؛ فعلى سبيل المثال، يمكننا الآن شرح سبب تغيير «PADI3» لشكل الشعر من خلال معرفة المزيد حول كيفية عمله في البصيلة.
يعد الشعر من أكثر السمات الشخصية تميزًا ثقافيًا؛ فشكله ولونه أو غيابه يفكر فيه الجميع كل يوم.
جدير بالذكر ان الصناعة التي تهتم بالشعر تطورت بشكل كبير خلال القرن الماضي لمساعدتنا جميعًا على إدارة شعورنا. كما ان من السهل تقدير سبب رغبة العلماء في فهم كيفية حدوث ذلك لمساعدة العائلات التي لديها أطفال متأثرون بهذه الحالة والمساعدة على فهمها بشكل أفضل.


مقالات ذات صلة

دواء مضاد للإنفلونزا يقلل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة

يوميات الشرق الدواء يحد من انتقال فيروس الإنفلوانزا إلى المخالطين (جامعة ميشيغان)

دواء مضاد للإنفلونزا يقلل انتقال العدوى بين أفراد الأسرة

وجدت دراسة سريرية أميركية أن جرعة واحدة من الدواء المضاد للفيروسات «زوفلوزا» (Xofluza) تخفض فرصة انتقال فيروس الإنفلونزا بين أفراد الأسرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق باحثون: ينبغي علينا تناول سعرات حرارية أكثر في بداية اليوم (غيتي)

لا آكل قبل الظهر... هل يتسبب في ضرر بدني؟

تشير التقارير إلى أن نحو واحد من كل خمسة أشخاص يتوقف عن تناول الأدوية الخاصة بإنقاص الوزن يستعيد كل الوزن الذي فقده، أو حتى أكثر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النسيان قد يكون خطيراً ومقلقاً في بعض الحالات (رويترز)

متى يكون النسيان خطيراً؟

مثل أي عضو آخر في الجسم، يتغير الدماغ مع التقدم في السن. لكن النسيان قد يكون خطيراً ومقلقاً في بعض الحالات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك طبيب ينظر إلى فحوصات التصوير المقطعي للدماغ في معهد بانر لألزهايمر بفينيكس (أ.ب)

«بقعة زرقاء» في الدماغ قد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية

كشفت دراسة جديدة أن هناك بقعة زرقاء في الدماغ تلعب دوراً رئيسياً في إدراكنا، وقد تحمل مفتاح الشيخوخة الصحية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك معدلات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم ترتفع بسرعة بين الأشخاص في مراحل العشرينات والثلاثينات والأربعينات من العمر (متداولة)

إصابة الأمعاء بالبكتيريا في الطفولة قد تفسر الإصابة المبكرة بسرطان القولون

أشارت دراسة جديدة إلى أن التعرض لسموم بكتيرية في القولون في مرحلة الطفولة ربما يكون سبباً في زيادة حالات سرطان القولون والمستقيم لدى المرضى الأصغر سناً.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا (الولايات المتحدة))

مخرجة لبنانية تعبّر عن حبها لمصر بـ«هرتلة في القاهرة»

المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)
المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)
TT
20

مخرجة لبنانية تعبّر عن حبها لمصر بـ«هرتلة في القاهرة»

المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)
المخرجة اللبنانية الكويتية فرح الهاشم (الشرق الأوسط)

في خامس أفلامها الطويلة «هرتلة في القاهرة» تخوض المخرجة اللبنانية - الكويتية فرح الهاشم تجربة مختلفة استدعت وجودها بالقاهرة، التي صورت بها أحداث الفيلم الذي يجمع بين «التوثيقي» و«الروائي»، واستعادت من خلاله سنوات طفولتها التي قضتها بالقاهرة، كما استعادت زمن القاهرة بـ«الأبيض والأسود»، عبر مشاهد من الأفلام المصرية القديمة في خمسينات وستينات القرن الماضي.

وعلى مدى ثلاثة أسابيع زارت الهاشم أحياء شعبية وراقية عدة لتصوير فيلمها: «تنقلت بين أحياء القاهرة الراقية والشعبية من الزمالك إلى إمبابة، ومن المعادي إلى شبرا، ووسط البلد والحسين، كما صورت مشاهد بكل من بورسعيد والإسكندرية».

وتكشف في حوارها لـ«الشرق الأوسط» عن سبب اختيارها لعنوان الفيلم، قائلة: «هذا الفيلم أهديه لروح الفنان صلاح جاهين الذي كتب عن (الهرتلة العبقرية) في حياتنا، حيث نتكلم عن نبض الشارع بطريقة عميقة، لكن لا أحد يسمعنا، فهذا الفيلم كل قضاياه جادة لكنني أحاول ألا أجعله جاداً، رغم ما فيه عن السياسة والاقتصاد».

لقطة لأحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)
لقطة لأحد مشاهد الفيلم (الشرق الأوسط)

ويتضمن الفيلم خطاً توثيقياً عن القاهرة ومشاهد لشوارعها وأحيائها تستعيدها من أفلام «الأبيض والأسود» التي تراها ساحرة، على غرار «ميرامار»، و«الباب المفتوح»، و«إشاعة حب»، مثلما بحثت عنها في حكايات الماضي ونجوم السينما المصرية في ذلك الوقت الذين أحبت السينما من خلالهم، وتلفت المخرجة الشابة إلى الخط الروائي بالفيلم الذي تظهر فيه بشخصيتها الحقيقية، بمشاركة ممثلين محترفين من مصر.

وتلفت الهاشم إلى أنها كانت قد اتفقت مع ممثل مصري شهير على المشاركة في بطولة الفيلم، لكنه لم يتحمس؛ لتطرق العمل للمطرب الشيخ إمام الذي تستعين به في أغنيته «الفول واللحمة» باعتبارها أغنية للفيلم، والشاعر أحمد فؤاد نجم.

وتوضح قائلة: «الفيلم يتضمن أفكاراً مرتجلة، وليس كل الفنانين مؤهلين لفكرة الارتجال، لكنني أعمل مع ممثلين عاديين لديهم الجرأة وقدموا أداء رائعاً بسبب عفويتهم وهدوئهم».

ويتطرق الفيلم في جانبه التوثيقي لشهادات من شخصيات مصرية، من بينهم المؤلف محمد السيد عيد في حديثه عن «رائد الاقتصاد المصري» طلعت حرب، الذي كتب سيرته الذاتية في مسلسل، ود. زينب فرغلي أستاذ النقد الأدبي.

وتستعيد المخرجة فرح الهاشم طفولتها التي قضت جانباً منها في مصر، وإلى الحضانة التي كانت تذهب إليها، وتقول: «أحب مصر، وهذا الفيلم يطاردني منذ سنوات، وقد ظللت أعمل أبحاثاً حوله قبل كتابة السيناريو، وأبحث في حكايات الماضي والأفلام المصرية القديمة، حتى إنني قمت بطباعة 70 عدداً من مجلة (الكواكب) الفنية لأطالع الحياة الفنية في زمن (الأبيض والأسود)».

المخرجة فرح الهاشم في لقطة مع بعض أبطال فيلمها (الشرق الأوسط)
المخرجة فرح الهاشم في لقطة مع بعض أبطال فيلمها (الشرق الأوسط)

علاقة خاصة تربط بين المخرجة والمدن التي تتعلق بها؛ حيث قدمت 3 أفلام عن مدينتها بيروت وهي «ترويقة في بيروت»، و«بيروت برهان»، و«رصيف بيروت»، وتقول عن ذلك: «سافرت كثيراً بين مختلف المدن العربية والعالمية للدراسة والعمل، فقد درست السينما بأميركا، وواصلتها في باريس التي قضيت بها 7 سنوات، لكنني تأثرت كثيراً بكل من بيروت والقاهرة، كما أستعد لتصوير فيلم عن مدينتي الكويت».

وتلفت إلى ثمة تشابه تلمسه بين القاهرة وبيروت: «القاهرة قريبة من بيروت، في زحامها وجوها الصيفي الحار، وفي جمال وعشوائية الأماكن بكل منهما، وفي حبهما للفن، وبحر بيروت ونيل القاهرة، وأرى المدن عموماً مثل كائن حي أرتبط به وأشتاق له ويراودني الحنين إليه».

وبينما تواصل العمليات الفنية الأخيرة للفيلم، تتطلع فرح الهاشم للمشاركة بـ«هرتلة في القاهرة» بأحد المهرجانات العربية قبل أن يُعرض بالسينمات.