إجراءات أمنية مشددة في العراق لمواجهة تظاهرات مرتقبة

يُرجَّح أن تستهدف «المنطقة الخضراء» مجدداً

جانب من اعتصام الصدريين أمام مقر مجلس القضاء في المنطقة الخضراء ببغداد
جانب من اعتصام الصدريين أمام مقر مجلس القضاء في المنطقة الخضراء ببغداد
TT
20

إجراءات أمنية مشددة في العراق لمواجهة تظاهرات مرتقبة

جانب من اعتصام الصدريين أمام مقر مجلس القضاء في المنطقة الخضراء ببغداد
جانب من اعتصام الصدريين أمام مقر مجلس القضاء في المنطقة الخضراء ببغداد

تواصل قيادة عمليات بغداد والقوات المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء التي تقع فيها معظم المباني الحكومية الرئاسية، جهودها الرامية للحيلولة دون اقتحامها مجددا من جانب المتظاهرين الذين يعتزمون ذلك، وبالاشتراك مع أتباع التيار الصدري، يوم السبت المقبل، الذي يصادف الذكرى الثالثة لاحتجاجات أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وبعد ممارسات أمنية وتدريبات عسكرية نفذتها الأجهزة الأمنية في جانبي الكرخ والرصافة، قامت خلالهما بقطع معظم الطرق والجسور في بغداد، مطلع الأسبوع، عادت الأجهزة الأمنية ونفذت تدابير أمنية أخرى، ليل الاثنين، بنت خلالها سياجاً إسمنتياً إضافياً لمدخل المنطقة الخضراء من جهة جسر الجمهورية المؤدي إلى ساحة التحرير معقل الحراك الاحتجاجي.
وتتحدث مصادر أمنية داخل المنطقة الخضراء عن حالة من «الخوف والرعب» يعيشها سكان المنطقة من السياسيين، وتؤكد أن «معظم القيادات السياسية غادرت المنطقة إلى ملاذات أكثر أمنا». وتؤكد المصادر، أن «القيادات الأمنية والسياسية تركز على تحصين المنطقة لمنع اقتحامها وترغب في نزع السلاح فيها للحيلولة دون وقوع إصابات بين صفوف المتظاهرين تتسبب في تعقيد المشهد وقد تدفع المحتجين إلى ردود فعل عنيفة». وتضيف أنه «ومع الإجراءات المتبعة تبقى مسألة اقتحام الخضراء من جديدة مرجحة وقائمة خاصة إذا ما انخرط اتباع التيار الصدري بقوة واشتركوا مع جماعات الحراك وهذا أمر مؤكد». وإذا نجح المحتجون في اقتحام الخضراء فستكون المرة الثالثة بعدما اقتحمها الصدريون للمرة الأولى عام 2018 والثانية في يوليو (تموز) الماضي. وينظر من اتجاهات شعبية غير قليلة إلى المنطقة الخضراء بوصفها المقر الرسمي لسلطة دشنها الاحتلال الأميركي عام 2003 قادت البلاد منذ عقدين من الزمن إلى مزيد من التراجع والتدهور في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، إلى أن حصل أخيراً انسداد سياسي استمر لأكثر من 10 أشهر.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1574797262097620998
ورغم تأكيد جميع الاتجاهات المرتبطة بـ«حراك تشرين» على موعد المظاهرات المحدد، فإن حجم وطبيعة ما ستقوم به السبت المقبل، غير واضح المعالم تماما، لجهة ما يمكن وصفها بحالة «التشتت» التي تظهرها وجهات النظر المعلنة لبعض قادة الحراك والشخصيات البارزة فيه. فإلى جانب تأكيد كثيرين على الرغبة في محاصرة «الخضراء» تمهيدا لاقتحامها، يتردد البعض في تأكيد تلك الرغبة خشية سقوط ضحايا بين المتظاهرين من جديد، وهناك من يؤكد الاقتصار على إحياء ذكرى الاحتجاج ليوم واحد في مقابل من يطالب بمواصلة الاحتجاجات لفرض التغيير اللازم على السلطة وأحزابها ومنع جماعات «الإطار التنسيقي» من تشكيل الحكومة الجديدة.
وثمة اتجاهات أخرى تعترض على توقيت التظاهرات، وترى أن الأجدر أن تنطلق (اليوم الأربعاء) المقرر لعقد جلسة البرلمان لقطع الطريق على تشكيل الحكومة. وفي هذا الاتجاه يقول الناشط المقرب من الأوساط الصدرية سلام الحسيني: «ستنتفي حالة التأثير النسبية للمظاهرات المزمعة في الأول من أكتوبر في حال عقد البرلمان جلسته للمضي بتشكيل حكومة التوافق والمحاصصة قبل انطلاقها وهو ما يبدو ظاهراً». وأضاف أن «القوى السياسية التوافقية تسابق الزمن لتشكيل حكومتها قبل أكتوبر لأنها تدرك أن المظاهرات باتت منهكة منقسمة على نفسها ينحصر تأثيرها لساعات وينتهي كل شيء!». وتابع: «لو كان الأمر عائدا إلي لوجهت هدفي ليس للذكرى والانشغال بتطابق الزمن وإنما للتركيز على الهدف الأهم منها وهو منع هذه القوى من عقد جلسة البرلمان».
وحيال الصمت الذي يلتزمه مقتدى الصدر منذ أيام، بشأن خطواته التالية ردا على سعي خصومه في «الإطار التنسيقي» المضي في تشكيل الحكومة وعقد جلسة البرلمان، تؤكد معظم المنصات الصدرية خروجهم بمظاهرات حاشدة السبت المقبل، لكنهم لا يتحدثون عن طبيعتها وحدودها باستثناء إصرارهم على منع تشكيل حكومة جديدة، وثمة من يتحدث عما يسمونه «تنسيقا عاليا للمواقف» مع جماعات الحراك للخروج معا. وبغض النظر عن طبيعة ما يحدث خلال التظاهرات الجديدة، فإن شعورا عاما يتصاعد داخل الأوساط السياسية والشعبية، مفاده أن البلاد مقبلة على خريف جديد من التعقيد والصراع والصدامات الدامية ربما.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

ماذا وراء تفجر العنف وأعمال القتل في سوريا؟

من جنازة أحد قتلى الاشتباكات في اللاذقية (رويترز)
من جنازة أحد قتلى الاشتباكات في اللاذقية (رويترز)
TT
20

ماذا وراء تفجر العنف وأعمال القتل في سوريا؟

من جنازة أحد قتلى الاشتباكات في اللاذقية (رويترز)
من جنازة أحد قتلى الاشتباكات في اللاذقية (رويترز)

تشهد سوريا أسوأ موجة لإراقة الدماء منذ الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من السلطة؛ إذ وردت أنباء عن مقتل أكثر من 1000 شخص في أعمال عنف تجتاح منطقة الساحل السوري منذ يوم الخميس.

وأدى العنف إلى مواجهة بين قوات الأمن التابعة للحكومة ومقاتلين من الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد.

ومن بين القتلى مئات المدنيين العلويين الذين قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنهم قُتلوا في أعمال انتقامية بعد هجمات على قوات الأمن، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

فما الذي أدى إلى تفجر العنف، وكيف كان رد فعل الرئيس أحمد الشرع، وما الذي قالته القوى العالمية؟

كيف اندلع العنف؟

بدأ العنف يتصاعد، يوم الخميس، عندما قالت السلطات إن قواتها في منطقة الساحل تعرضت لهجوم من مقاتلين متحالفين مع نظام الأسد المخلوع.

وأرسلت الحكومة تعزيزات إلى المنطقة التي يسكنها العلويون لسحق ما وصفته بأنه هجوم مميت ومدروس ومتعمَّد من قِبل فلول حكومة الأسد.

ومع انتشار التعزيزات الحكومية بدأت المساجد في المناطق الموالية للإدارة الجديدة في دعوة الناس إلى الجهاد لدعم قوات الأمن.

وبحلول بعد ظهر يوم الجمعة بدأت التقارير ترد عن مقتل عشرات المدنيين في أعمال انتقامية طائفية ببلدات وقرى علوية. وبحلول مساء الأحد قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وهو منظمة معنية بمراقبة الصراع في سوريا ومقرها بريطانيا، إن 973 مدنياً قُتلوا في هجمات انتقامية نفذتها القوات الحكومية أو مقاتلون متحالفون معهم.

وأضاف «المرصد» أن أكثر من 250 من المقاتلين العلويين لاقوا حتفهم، كما قُتل أكثر من 230 من أفراد قوات الأمن الحكومية.

ولم يتسن لـ«رويترز» التحقق بشكل مستقل من إجمالي عدد القتلى.

ما هي الطائفة العلوية؟

الطائفة العلوية هي ثاني أكبر طائفة في سوريا بعد السُّنة، وعقيدتها منبثقة عن المذهب الشيعي.

واعتمدت الدولة السورية في عهد الأسد بشكل كبير على الطائفة العلوية في تشكيل صفوف الجيش والأجهزة الأمنية التي عُرفت بوحشيتها خلال حكم عائلة الأسد الذي استمر أكثر من 5 عقود.

ووضع ذلك كثيراً من العلويين على جبهة الحرب الأهلية التي نشبت بعد احتجاجات على حكم الأسد في 2011. واكتسب الصراع أبعاداً طائفية مع سعي جماعات من المعارضة المسلحة من السُّنة لإسقاط حكومة الأسد المدعومة من إيران وجماعة «حزب الله» اللبنانية.

وقاد الشرع أقوى جماعة سُنية كانت تقاتل الأسد. وكانت تعرف في البداية باسم «جبهة النصرة»، وكانت فرعاً لتنظيم «القاعدة» حتى قطع الشرع صلته بالتنظيم المتشدد في 2016، وغيَّر اسم الجماعة إلى «هيئة تحرير الشام».

ومنذ الإطاحة بالأسد، تعهد الشرع بإدارة سوريا بطريقة شاملة لا تستبعد طرفاً، لكنه تواصل علناً مع أكراد ومسيحيين ودروز، ولم يعقد اجتماعات معلنة مع شخصيات علوية مهمة.

ويقول كثير من العلويين إنهم عانوا مثل بقية السوريين تحت حكم بشار ووالده حافظ الأسد.

وقبل التصعيد الأحدث، يوم الخميس، تحدث نشطاء علويون عن أعمال عنف وهجمات على الطائفة بعد الإطاحة بالأسد خصوصاً في ريفيْ حمص واللاذقية.

ماذا قال الشرع عن العنف؟

قال الشرع في كلمة، الأحد، إن فلول نظام الأسد، بدعم من أطراف خارجية، تسعى إلى بث الفتنة، وإعادة سوريا إلى الحرب الأهلية بهدف تقسيمها.

ووعد بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وقال إنه سيتم إعلان ما تتوصل إليه، وتعهد بمحاسبة أي متورط في سفك دماء المدنيين أو إساءة معاملتهم أياً كان.

كما أعلن عن تشكيل لجنة تهدف إلى الحفاظ على السلم الأهلي، وستُكلف بالتواصل مع سكان منطقة الساحل، وتزويدهم بالدعم الذي يحتاجون إليه لضمان حمايتهم.