العليمي: لن نفرط في الثوابت... والميليشيات تريد {سلاماً على نهج ولاية الفقيه}

احتفالات يمنية غير مسبوقة في ذكرى الثورة على أسلاف الحوثيين

رئيس الأركان اليمني ووزير الشباب في مأرب يوقدان شعلة الاحتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الشباب في مأرب يوقدان شعلة الاحتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر (سبأ)
TT

العليمي: لن نفرط في الثوابت... والميليشيات تريد {سلاماً على نهج ولاية الفقيه}

رئيس الأركان اليمني ووزير الشباب في مأرب يوقدان شعلة الاحتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر (سبأ)
رئيس الأركان اليمني ووزير الشباب في مأرب يوقدان شعلة الاحتفالات بذكرى ثورة 26 سبتمبر (سبأ)

احتفل اليمنيون في المحافظات المحررة، وفي خارج البلاد، على نحو غير مسبوق بالذكرى الستين لثورة 26 سبتمبر (أيلول) التي أطاحت بنظام الحكم الإمامي الذي يحاول الحوثيون استعادته في شمال اليمن على غرار جمهورية ولاية الفقيه في إيران، في وقت أكد فيه رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي عدم التفريط في الثوابت، متهماً الميليشيات الحوثية بأنها تريد سلاماً على نهج ولاية الفقيه.
تصريحات العليمي التي جاءت في خطاب موجه لليمنيين بمناسبة ذكرى «ثورة 26 سبتمبر» واكبتها في جميع المناطق والمدن والقرى اليمنية بما فيها الخاضعة للحوثيين، احتفالات شعبية شكلت استفتاء على رفض الوجود الحوثي وعودة نظام الإمامة الذي عاش اليمنيون في ظله أحلك سنوات الجهل والفقر والمرض.
ففي الوقت الذي نظمت فيه الجهات الحكومية احتفالات واسعة في تعز ومأرب شملت عروضاً عسكرية وشبابية، تحدى السكان في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية أعمال القمع والترهيب واحتفلوا بطريقتهم في القرى والمدن ومن أعلى أسطح منازلهم بإيقاد «شعلة الثورة» وترديد الأناشيد الوطنية.
هذه الروح الاحتفالية غير المسبوقة دفعت الميليشيات إلى اعتقال العديد من السكان في صنعاء وذمار وإب وغيرها من المحافظات، بحسب ما أوردته مصادر محلية، فضلاً عن محاولتها استهداف احتفال في مديرية ميدي التابعة لمحافظة حجة (شمال غرب) بصاروخ باليستي، بحسب ما أكده الجيش اليمني.
في غضون ذلك، هاجم رئيس مجلس القيادة اليمني رشاد العليمي في خطابه تاريخ حكم الأئمة الذي طُوي مع ثورة «26 سبتمبر 1962»، مذكراً بالمآسي التي خلفها على مدى عقود، مع ثنائه على عهد ما بعد الثورة الذي أتاح لليمنيين القدر المقبول من الحرية والكرامة والتعليم والخدمات.
وأكد العليمي أنه أوضح للمجتمع الدولي «حقيقة وجذور النكبة المكلفة التي صنعتها الميليشيات الحوثية» بحق اليمنيين، خدمة لمصلحة النظام الإيراني التوسعية على حساب مصالح اليمن وعلاقاته بمحيطه الخليجي والعربي.
واتهم الميليشيات بأنها «تريد سلاماً على نهج ولاية الفقيه ونظام الملالي في طهران، بما يضمن مكانة فوق الدولة لقادتها الذين يدعون الاصطفاء الإلهي، ويتبنون تصدير العنف ونهجاً عدائياً ضد السلام والتعايش المدني»، وفق تعبيره.
ونفى رئيس مجلس القيادة اليمني أن يكون الذهاب نحو خيار السلام يعني «التفريط بالثوابت الوطنية ومبادئ النظام الجمهوري، ومرجعيات الحل الشامل المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، خصوصاً القرار 2216».
وقال: «لقد نصحنا شركاءنا الدوليين بتعلم الدرس وتفادي فداحة التكاليف التي يمكن أن تتسبب بها الميليشيات عندما لا تجد ردعاً حاسماً لانتهاكاتها وتحديها لإرادة المجتمع الدولي، وقد كان سعيها لإغلاق طريق تعز الوحيد، واستعراضاتها العسكرية بمثابة عقاب للتراخي الدولي على مدى السنوات الماضية».
وأضاف: «لقد أمضينا الأشهر الماضية لإثبات زيف الميليشيات وواجهنا كذبها بالحقيقة وتحديناهم بالانحياز للناس، وها هو العالم بات مقتنعاً أكثر من أي وقت مضى بأن السلام لا يمكن له أن يأتي من عباءة هذا النوع من البشر».
واستعرض رئيس مجلس القيادة اليمني وفاء المجلس والحكومة بالتزامات الهدنة، في مقابل رفض الجماعة الحوثية تنفيذ أي من التزاماتها المتعلقة بفتح طرق تعز والمدن الأخرى، ودفع رواتب الموظفين من عائدات الموانئ.
وقال: «سنذهب في هذا السياق مع أشقائنا وأصدقائنا إلى دفع الميليشيات الحوثية للتعاطي الإيجابي مع المبادرات الحكومية السابقة لسداد رواتب الموظفين في جميع أنحاء البلاد وفقاً للكشوف التي كانت قبل الانقلاب عام 2014».
وأكد العليمي أن «طرق تعز وغيرها من المحافظات ستفتح عاجلاً أم آجلاً بالسلم أو بالإرادة الشعبية العارمة»، وأن مجلس القيادة الرئاسي «ماضٍ في تحقيق التطلعات على طريق استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، واستئناف العملية السياسية، ودورة الحياة الاقتصادية، والمشاركة الواسعة في إعادة إعمار وتنمية البلاد».
ووعد رئيس مجلس القيادة اليمني بالمضي «في إعادة عمل جميع المؤسسات من الداخل، بدءاً بمؤسستي الرئاسة والحكومة» وقال: «كلنا عزم وثقة بأن الحق سينتصر على مشروع إيران التخريبي وأدواتها».
وأعاد العليمي التذكير بما كان عليه حال اليمن قبل «ثورة 26 سبتمبر»، حيث «كان هناك أقل من 10 في المائة من الذكور ونحو واحد في المائة فقط من النساء يجيدون بالكاد القراءة والكتابة».
وتابع بالقول: «لذلك فإن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لم تكن موجهة فقط ضد نظام الحكم المتخلف، بل كانت من أجل الحياة والكرامة، والتفاعل الإيجابي مع متغيرات العصر».
ولفت رئيس مجلس القيادة اليمني إلى أوجه التشابه بين النظام الإمامي والحوثيين لجهة «الإعدامات الجماعية، والسجون والمعتقلات». وقال: «إن كان هناك من مكان في هذا العصر لا يزال بحاجة إلى ثورة فهو دون شك محافظاتنا الخاضعة بالقوة لسيطرة الميليشيات الحوثية، ثورة من أجل المواطنة المتساوية والعدالة، من أجل المستقبل الذي يستحقه الشعب».
وأضاف: «لم تكن محض صدفة، أن انتقامات الإماميين الجدد (الحوثيين) ظلت تراودهم على مدى ستة عقود، لكن ثقتنا بكم (اليمنيين) لم تخذلنا قط في أن المعركة المتجددة التي نخوضها معاً ستفضي إلى نهاية مشرقة، انطلاقاً من مدينة عدن والمحافظات المحررة بعد هذه السنوات الموحشة من حياة شعبنا الصبور».
وعبر العليمي عن تفاؤله مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي بأن الوضع سيكون أفضل مما هو عليه غداة انقلاب الميليشيات الحوثية واستيلائهم على مؤسسات الدولة، وقال: «سنكون أفضل وأقوى في العام التالي، حتى وإن طوقت الميليشيات مجدداً بعض المدن والقرى، لكنها لن تفوز بقلوب اليمنيات واليمنيين، ولن تنتصر في نهاية المطاف».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.