«مترو معلق» آخر تقليعات الحوثيين... وموجة سخرية واسعة في الشارع اليمني

وسط انهيار شبكات الطرق وتحول شوارع صنعاء إلى مستنقعات

صورة تداولها ناشطون يمنيون على «فيسبوك» للتعبير عن وضع الشوارع في صنعاء في ظل الانقلاب الحوثي
صورة تداولها ناشطون يمنيون على «فيسبوك» للتعبير عن وضع الشوارع في صنعاء في ظل الانقلاب الحوثي
TT

«مترو معلق» آخر تقليعات الحوثيين... وموجة سخرية واسعة في الشارع اليمني

صورة تداولها ناشطون يمنيون على «فيسبوك» للتعبير عن وضع الشوارع في صنعاء في ظل الانقلاب الحوثي
صورة تداولها ناشطون يمنيون على «فيسبوك» للتعبير عن وضع الشوارع في صنعاء في ظل الانقلاب الحوثي

أثارت أحاديث مسؤولين في الميليشيات الحوثية بخصوص إنشاء «مترو معلق» في صنعاء موجة سخرية واسعة في أوساط الشارع اليمني، في ظل استمرار عجز سلطات الجماعة عن القيام بأي أعمال ترميم أو صيانة للشوارع والجسور والأنفاق بمناطق سيطرتها، بعد أن خرج بعضها غير مرة عن الخدمة جراء تكرار الفساد والعبث.
وكانت قيادات انقلابية ناقشت في اجتماع لها الأسبوع الماضي ما أسمته «تنفيذ دراسات فنية واقتصادية لمشروع مترو صنعاء بالاستفادة من تجارب دول العالم».
وبحسب ما تداولته النسخة الحوثية فقد استعرض الاجتماع «نماذج لتجارب عدة دول بمشاريع مترو نقل الركاب المعلق، وإمكانية الاستفادة منها بعمل الدراسات لمحاور وخطوط النقل لمشروع مترو صنعاء وبما يسهم في التخفيف من الازدحام المروري في أمانة العاصمة».
ووصف ناشطون يمنيون تصريحات الميليشيات بأنها مجرد تقليعة لفرض جبايات جديدة ستشرع الميليشيات عبرها بشن حملات تبرعات وفرض إتاوات ومشاركات مجتمعية لصالح مشروعها الوهمي.
وطالب الناشطون اليمنيون بمن فيهم الموالون للجماعة الحوثية قادة الميليشيات بالشروع أولاً بتنفيذ حملة ترميم وصيانة عاجلة للشوارع والأنفاق في العاصمة صنعاء وعواصم بقية محافظات سيطرتها، بعد أن خرج معظمها عن الخدمة، بسبب الفساد والعبث والإهمال.
وعلق وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، بمنشور بحسابه في «فيسبوك» بالقول: «يناقشون مشروع إنشاء مترو صنعاء!... رمموا مطبات الشوارع وكثّر الله خيركم... مترو مرة واحدة! عندنا مترات!... هناك فرق كبير يا جماعة بين المترو والمترات!».
من جهته، قال السياسي والقيادي السابق في الجماعة الحوثية محمد المقالح: «أنتم فهمتم الاجتماع غلط، الجماعة قصدوا مترو (الإنفاق) في سبيل الله».
وكيل وزارة الإعلام اليمنية عبد الباسط القاعدي غرد بالقول: «لا مش معقول، مترو الأنفاق في صنعاء (...)، على فكرة مترو الأنفاق لا يشبه الأنفاق التي تحفرونها في الجبهات».
بدوره قال الناشط محمد الشهاري: «من المعيب أن تناقش مشروع مترو بينما شوارع صنعاء مليئة بالحفر والمطبات والصبيات والمجاري الطافحة والسيول التي تغرق بها الطرق».
من جهته، قال الناشط زايد المنتصر: «إن الاستخفاف الحوثي بعقول الناس ما يزال مستمراً من خلال مزاعم تدشين أبحاث الفضاء الخارجي ومحاكمة ترمب ورامسفيلد ومصادرة أموالهم إلى إتمام الخريطة الرقمية وصولاً إلى مشروع مترو صنعاء».
بدوره، قال المغرد أحمد حميد الدين: «إن الجدوى الاقتصادية من هذا المشروع منعدمة حالياً لأن عدد السكان المستخدمين للمواصلات العامة في صنعاء لا يرقى إلى مشروع مترو ولم نصل حتى إلى مرحلة استخدام أتوبيسات بدليل أن الأوتوبيسات المتوسطة أصبحت شبه منقرضة والميكروباصات غطت الاحتياج في خطوط النقل داخل العاصمة».
وأضاف، بمنشور عبر حسابه في «فيسبوك»: «لا ننسى أن هذا المشروع سيكلف مليارات الدولار على الأقل بينما إيراده لن يغطي تكلفة الصيانة والتشغيل مع أن شوارعنا القطرية غير مناسبة أصلاً... فالحاجة ماسة لمشاريع اقتصادية ترفد الاقتصاد وليس لمشاريع خدمات تكميلية».
وشن الناشط بدر الجرادي هجوماً ساخراً ضد الميليشيات، وقال: «كان الأحرى بها أولاً دفع رواتب الموظفين وفتح الطرق بين المحافظات وتوفير الطاقة الكهربائية والمياه وغيرها من الخدمات الضرورية للمواطنين».
ولفت مغرد آخر إلى عجز الميليشيات حتى اللحظة في تثبيت أجرة حافلات النقل العام، فكيف بمقدورها تنفيذ مشروع ضخم كهذا.
وفي تعليق له، قال الصحافي علي العقبي «إن شوارع صنعاء ما عاد ينقصها إلا الجِمال فقط ليبدأ فيلم الرسالة، أما الحرارة والغبار وأبو لهب وكفار قريش فهم موجودون».
مضيفا: «الحوثي كان يقول إن اليمن غنية بالأحجار قبل أن يتكلم كان سعر الحجر الجاهز 150 ريالاً، واليوم 2000 ريال، ثم تكلم عن النفط بأنه يباع للخارج بثمن باهظ واليوم الصفيحة في صنعاء بـ11500ر‏يال، وتكلم عن فوائد البطاطس بدل الدقيق والسكر، وأصبح السكان بمناطق سيطرته لا يجدون قيمة المواد الغذائية الأساسية».
وكانت دراسة محلية اتهمت في وقت سابق الميليشيات بإغلاق وتدمير وتقطيع أوصال الطرق والجسور بين المحافظات، الأمر الذي خلق معوقات وصعوبات مكلفة وتعقيدات طويلة على حركة السفر وانتقال المواطنين وحركة انتقال شاحنات البضائع وغيرها.
وأكدت الدراسة، التي أعدها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي (منظمة يمنية)، أن الانقلاب الحوثي أثر في البنية التحتية لقطاع النقل بشكل كبير، وأدى إلى تضرر الطرقات والجسور والموانئ والمطارات، وتعرض ما نسبته 29 في المائة من إجمالي شبكة الطرق داخل المدن لدرجة عالية من الضرر، وأكثر من 500 كيلومتر لدمار كلي.


مقالات ذات صلة

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي طالبات جامعة صنعاء في مواجهة قيود حوثية جديدة (غيتي)

قيود حوثية جديدة تستهدف طالبات كُبرى الجامعات اليمنية

بدأت الجماعة الحوثية إجراءات جديدة لتقييد الحريات الشخصية للطالبات الجامعيات والتضييق عليهن، بالتزامن مع دعوات حقوقية لحماية اليمنيات من العنف.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ونائبه خلال استقبال المبعوث الأميركي والسفير فاجن... الاثنين (سبأ)

جهود إقليمية ودولية لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن برعاية أممية

شهدت العاصمة السعودية، الرياض، في اليومين الماضيين، حراكاً دبلوماسياً نشطاً بشأن الملف اليمني، ركَّز على الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.