«السفر الانتقامي» يرفع تذاكر الطيران الأميركية رغم تراجع أسعار الوقود

زاد عدد الركاب الذين مروا عبر بوابات الفحص الأمني الموجودة في المطارات الأميركية خلال الأسبوع الماضي 30 % عن نفس الفترة من العام الماضي (إ.ب.أ)
زاد عدد الركاب الذين مروا عبر بوابات الفحص الأمني الموجودة في المطارات الأميركية خلال الأسبوع الماضي 30 % عن نفس الفترة من العام الماضي (إ.ب.أ)
TT

«السفر الانتقامي» يرفع تذاكر الطيران الأميركية رغم تراجع أسعار الوقود

زاد عدد الركاب الذين مروا عبر بوابات الفحص الأمني الموجودة في المطارات الأميركية خلال الأسبوع الماضي 30 % عن نفس الفترة من العام الماضي (إ.ب.أ)
زاد عدد الركاب الذين مروا عبر بوابات الفحص الأمني الموجودة في المطارات الأميركية خلال الأسبوع الماضي 30 % عن نفس الفترة من العام الماضي (إ.ب.أ)

تراجعت أسعار وقود الطائرات في الولايات المتحدة بصورة كبيرة منذ شهر مايو (أيار) الماضي، وصار لدى الخطوط الجوية الأميركية حاليا عدد أكبر من العاملين بالمقارنة مع فترة ما قبل تفشي جائحة «كورونا».
وتساءلت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، في هذا الصدد، هل يجب على الأميركيين الذين يستعدون للسفر بغرض قضاء عطلات عيد الشكر وأعياد الميلاد (الكريسماس)، أن يتوقعوا انخفاض أسعار تذاكر الطيران أو حدوث تأخر أو إلغاء لرحلات الطيران بقدر أقل؟ وأجابت، بالنفي قائلا: «لا... لا يجب أن يرفع المسافرون سقف آمالهم».
تقول وكالة أنباء «بي إيه ميديا» البريطانية إن أسعار تذاكر الرحلات الداخلية والدولية المقررة قرب فترة عطلة عيد الشكر، زادت بنسبة 22 في المائة أكثر مما كانت عليه في نفس التوقيت خلال عام 2019، بينما زادت أسعار الرحلات الخاصة بفترة أعياد الميلاد بقدر أكبر بحسب ما أورده موقع «هوبر» المعني برحلات السفر. وتعتبر أسعار الرحلات هي الأعلى منذ نحو خمسة أعوام.
ويتضمن موقع إلكتروني آخر خاص برحلات السفر، وهو «تشيب إير دوت كوم»، مجموعة مختلفة من الأرقام إلى جانب نفس الرسالة، وهي: «ستكون رحلات الطيران عالية التكاليف خلال هذا الموسم الخاص بالعطلات». وقال الموقع الإلكتروني في تقريره السنوي الخاص بالسفر خلال فترة العطلات، إن أسعار شركات الطيران الخاصة برحلات فترة عيد الشكر، ستزيد بنحو 25 في المائة على المستويات التي تم تسجيلها في عام 2021، كما ارتفعت أسعار رحلات الطيران خلال عطلات أعياد الميلاد وأعياد رأس العام الجديد بنسبة 28 في المائة.
من جانبه، قال جيف كلي، الرئيس التنفيذي للشركة: «تتوقع (تشيب إير دوت كوم) هذا العام موسم عطلات مزدحما في ظل ارتفاع الأسعار، وتوصي بأن يتسوق المسافرون في وقت مبكر عما كان ممكنا قبل تفشي جائحة (كورونا)».
واستقر وضع إلغاء الرحلات الجوية وحدوث تأخير في المواعيد، وهو الأمر الذي عانى منه قطاع السفر الجوي خلال موسم الصيف المزدحم، إلا أن الأسباب التي أدت إلى حدوث مشاكل - مثل تفشي حالات الإصابة بفيروس (كورونا) بين موظفي شركات الطيران، إلى جانب تدفق موظفين جدد من عديمي الخبرة إلى الخطوط الجوية - لم تنتهِ.
ونقلت «لوس أنجليس تايمز» عن هنري هارتفيلدت، وهو محلل لبيانات صناعة السفر ويعمل لدى مجموعة «أتموسفير» للأبحاث، القول إنه: «لسوء الحظ، لم نصل بعد إلى النقطة التي يمكننا أن نقول فيها إننا تجاوزنا أسوأ ما في ذلك».
ومن بين العوامل الكبيرة التي تتحكم في أسعار تذاكر الطيران، أسعار وقود الطائرات، والتي تمثل نحو 30 في المائة من جميع نفقات شركات الطيران في البلاد.
وقد تضاعفت تقريبا أسعار وقود الطائرات خلال شهري أبريل (نيسان) ومايو، حيث يرجع السبب وراء ذلك بصورة جزئية إلى حالة عدم الاستقرار التي يشهدها سوق النفط، بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا. وتراجعت أسعار وقود الطائرات منذ ذلك الحين، حيث بلغت نسبة التراجع في الشهر الماضي 14 في المائة، مما أدى إلى تراجع أسعار تذاكر الطيران بصورة مؤقتة خلال الأشهر الأخيرة، بحسب ما يقوله خبراء قطاع الطيران.
ورغم تراجع أسعار الوقود، تعتبر أسعار تذاكر الطيران آخذة في الارتفاع بسبب زيادة الطلب على الرحلات الجوية. ويصف الكثير من خبراء الصناعة الوضع بأنه «سفر انتقامي»، وذلك لأن الأميركيين يحاولون أن يعوضوا أنفسهم عن رحلات السفر التي لم تسنح لهم الفرصة القيام بها خلال فترة فرض الإغلاق بغرض مكافحة تفشي فيروس «كورونا».
يشار إلى أن عدد الركاب الذين مروا عبر بوابات الفحص الأمني الموجودة في المطارات الأميركية، زاد خلال الأسبوع الماضي بنحو 30 في المائة عن نفس الفترة من العام الماضي، بحسب ما قالته إدارة أمن النقل.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.