ميلوني: سنحكم لكل الإيطاليين

ماكرون يدعو روما إلى «مواصلة التعاون» ولوبان تشيد بالإنجاز التاريخي لليمين

جيورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي بمقر حزبها «إخوة إيطاليا» أمس (أ.ب)
جيورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي بمقر حزبها «إخوة إيطاليا» أمس (أ.ب)
TT

ميلوني: سنحكم لكل الإيطاليين

جيورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي بمقر حزبها «إخوة إيطاليا» أمس (أ.ب)
جيورجيا ميلوني في مؤتمر صحافي بمقر حزبها «إخوة إيطاليا» أمس (أ.ب)

تعرضت إيطاليا فجر أمس الاثنين لزلزال سياسي كبير تفوح منه رائحة عودة اليمين المتطرف إلى واجهة المشهد الأوروبي بعد صعوده المتواصل منذ سنوات. وللمرة الثانية، بعد بريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، تجد أوروبا نفسها أمام المجهول بعد الفوز الساحق الذي حققه حزب «إخوان إيطاليا»، الذي نشأ من ركام الحركة الفاشية، في الانتخابات العامة التي أجريت الأحد وسجلت أدنى نسبة من المشاركة منذ خمسة عقود.
وأفادت النتائج الأولية بأن ائتلاف اليمين، الذي يضم «إخوان إيطاليا» وحزب «الرابطة» اليميني المتطرف وحزب برلوسكوني، قد حصل على ما يزيد على 44 في المائة من الأصوات، ما يؤمن له أغلبية مطلقة في مجلسي الشيوخ والنواب. وحصل حزب ميلوني وحده على 26.5 في المائة من الأصوات، مضاعفاً 6 مرات النتيجة التي نالها في الانتخابات الأخيرة عام 2018 ما يجعل من زعيمته المرشحة الأولى لتشكيل الحكومة الجديدة لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ إيطاليا.
ويتضح من هذه النتائج أن المزاج الانتخابي الإيطالي مال بوضوح إلى تأييد ائتلاف اليمين المتطرف واليمين المعتدل الذي يمثله رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني الذي تمكن، بعكس التوقعات التي كانت ترجح انهياره بشكل نهائي، من الحفاظ على شعبيته المحدودة، فيما ينذر انهيار حزب «الرابطة» دون 10 في المائة بأزمة داخلية حول زعامة ماتيو سالفيني.
وهذه هي المرة الأولى التي يعود فيها هذا التحالف اليميني إلى الحكم منذ العام 2011 عندما كانت إيطاليا قد وصلت إلى شفا الإفلاس على عهد حكومة برلوسكوني الرابعة التي كانت ميلوني تتولى فيها وزارة الشباب. وتظهر النتائج تطابقاً مع التوقعات التي كانت متداولة مطلع الصيف الماضي عندما قرر الائتلاف إسقاط حكومة ماريو دراغي الذي حافظ على حياد تام طوال الحملة الانتخابية.
ويأتي هذا الدعم الواضح لميلوني بعد أن كان حزبها الوحيد الذي لم يشارك في الحكومات الثلاث الأخيرة، واستفاد من تفرده بالمعارضة لاستقطاب نسبة كبيرة من شعبية حزب «الرابطة» الذي كان منذ تأسيسه خزان اليمين المتطرف، والذي لم يحصل سوى على 8.5 في المائة من الأصوات بعد أن كان قد حصل على 33 في المائة في الانتخابات الأوروبية الأخيرة.
وفي أول إطلالة لها أمام جمهورها بعد ظهور النتائج الأولية فجر أمس الاثنين، استعادت ميلوني لدقائق خطابها الناري الذي أشعلت به الحملة الانتخابية لتعلن «لسنا نقطة الوصول، بل نحن نقطة الانطلاق، ولن نخون الذين وضعوا ثقتهم فينا»، قبل أن تقول: «أزف وقت المسؤولية. الوقت الذي يقتضي من الراغبين في دخول التاريخ، أن يدركوا المسؤولية الملقاة التي ألقاها على عاتقنا عشرات الملايين من المواطنين. وإذا طلب منا أن نحكم هذه الأمة، فسنحكمها لكل الإيطاليين».
وأضافت زعيمة «إخوان إيطاليا»: «كانت حملة انتخابية بشعة، تعرضنا خلالها للتشهير وعانينا من قسوة الانتقادات، لكن الوضع الذي تسير نحوه إيطاليا، والاتحاد الأوروبي، بالغ التعقيد ويستدعي مساهمة الجميع في أجواء من الهدوء».
هزيمة الكتلة التقدمية
وفيما تشير النتائج المفصلة إلى أن الأصوات التي حصل عليها حزب «إخوان إيطاليا» تفوق بكثير على ما حصل عليه حزبا «الرابطة» و«فورزا إيطاليا» معاً، الأمر الذي قد يؤدي إلى توتر عند توزيع الحقائب في الحكومة الجديدة. ويكاد التأييد الذي حصلت عليه ميلوني يعادل ما حصل عليه الائتلاف التقدمي الذي يرأسه الحزب الديمقراطي الذي سيكون الحزب الرئيسي في المعارضة بقيادة رئيس الوزراء الأسبق إنريكو ليتا.
وتكشف هذه النتائج أن هزيمة الكتلة التقدمية لا تعود فقط لتراجع شعبيتها، بل أيضاً للقانون الانتخابي الذي يجمع بين النظامين النسبي والأغلبية، ويكافئ الائتلافات التي تتشكل قبل الانتخابات، أي ما فشل الحزب الديمقراطي في تحقيقه مع الأحزاب والقوى التقدمية واليسارية الأخرى. ومن بين هذه الأحزاب حركة «النجوم الخمس» التي كانت قد فازت في الانتخابات الأخيرة، وتمكنت من الحصول على 15 في المائة من الأصوات في هذه الانتخابات بقيادة رئيس الوزراء الأسبق جيوزيبي كونتي، ورغم انشقاق زعيمها السابق ووزير الخارجية الحالي لويجي دي مايو الذي خسر مقعده في هذه الدورة.
ويستفاد من التحليلات الأولى أن الفوز الساحق الذي نالته ميلوني وحزبها «إخوان إيطاليا» ساهم فيه أيضا التدني الكبير في نسبة المشاركة في المقاطعات الجنوبية.
ويذكر أن «إخوان إيطاليا» كان قد حصل على 4 في المائة فقط من الأصوات في الانتخابات الأخيرة، وهي النسبة التي لم يتجاوزها في جميع الانتخابات التي سبق أن خاضها منذ تأسيسه في العام 2012، كما يعود هذا الارتفاع الكبير في شعبية «إخوان إيطاليا» إلى الاستياء الذي عم أنصار اليمين المتطرف من تقلبات زعيم «الرابطة» سالفيني وعثراته المتكررة، وإلى الإحباط المستشري من السياسة، كما يستدل من تدني نسبة المشاركة، والجنوح إلى اختبار التجارب الجديدة. يضاف إلى ذلك أن ثمة رغبة متنامية لدى الإيطاليين في إخراج اليمين المتطرف من دائرة المحرمات السياسية، إذ لا يرون تطرفاً في مواقفه التي تتعارض بوضوح مع بعض الإنجازات الاجتماعية المهمة في العقود الأخيرة. وإذا كان التدني في نسبة المشاركة يعني أن كثيرين لم يصوتوا لليمين المتطرف، فهو يعني أيضا أنهم لا يشعرون بقلق كبير إزاء وصوله إلى الحكم.
ومن القراءات الأخرى لهذه الانتخابات الإيطالية التي يمكن أن تمهد لنزعة على الصعيد الأوروبي، هو الذوبان التدريجي للقوى والأحزاب اليمينية في التنظيمات المتطرفة، بسبب من عجزها عن التجديد ومواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية وطرح الحلول المناسبة لها.
وتجدر الإشارة إلى أن المرة الأخيرة التي خرج فيها رئيس الحكومة الإيطالية من صناديق الاقتراع كانت في العام 2008 عندما فاز سيلفيو برلوسكوني في الانتخابات وشكل حكومته الثالثة، ومنذ ذلك يخشى شركاء إيطاليا في الاتحاد أن يؤدي وصول ميلوني إلى رئاسة الحكومة إلى عرقلة عملية اتخاذ القرارات في ذروة أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، وربما إلى تصدع وحدة الموقف في المواجهة مع موسكو. والسبب في ذلك أن إيطاليا ليست المجر، فهي القوة الاقتصادية الثالثة في أوروبا، وعضو مؤسس للاتحاد الأوروبي.
يضاف إلى ذلك أن ميلوني لا تصل إلى السلطة عن طريق المكائد المعهودة التي تجعل من رئاسة الحكومة الإيطالية أسرع المناصب السياسية للزوال، بل محمولة على أصوات عشرات الملايين من الإيطاليين الذين يتملكهم قلق عميق أمام الأزمة المتنامية، من الانكماش الاقتصادي الذي بدأت تظهر تباشيره في الأفق، إلى الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة، واتساع مساحة الفقر التي تغطي ستة ملايين إيطالي، فضلاً عن المخاطر الكامنة في الدين العام الهائل والخلل الهيكلي في العديد من القطاعات الأساسية. لكن الموقف الآن في المؤسسات الأوروبية هو الانتظار لمعرفة الخطوات العملية والتدابير الإجرائية التي ستتخذها الحكومة الإيطالية الجديدة التي ينتظر أن تتسلم مهامها أواخر الشهر المقبل، والبناء على مقتضاها. والمقتضى هنا، أوضحته رئيسة المفوضية أورسولا فون در لاين منذ أيام عندما قالت إن الاتحاد يملك الأدوات المناسبة لمواجهة أي تقويض لدعائم المشروع الأوروبي، كما حصل مع المجر وبولندا.
يبقى أن جيورجيا ميلوني الطالعة من صفوف الطبقة الكادحة في أحد أحياء روما الشعبية، والتي كانت تخدم في المنازل والمقاهي قبل أن تنضم إلى شبيبة الحركة الفاشية، هي وحدها اليوم الملكة غير المتوجة لإيطاليا، والمرآة التي تخشى أوروبا أن تنظر فيها إلى مستقبلها.
ماكرون ولوبان
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه يحترم «الخيار الديمقراطي» للإيطاليين الذي أدى إلى فوز اليمين المتطرف بالانتخابات العامة، داعياً روما إلى «مواصلة التعاون» مع الأوروبيين.
وقال ماكرون في خطاب نشره قصر الإليزيه: «اتخذ الشعب الإيطالي خياراً ديمقراطياً وسيادياً. نحن نحترمه»، مضيفاً «بصفتنا جيرانا وأصدقاء، علينا مواصلة التعاون فيما بيننا».
وقالت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن لإذاعة «آر إم سي» إنها لا تريد التعليق على الخيارات الديمقراطية للشعب الإيطالي، لكنها ترغب في التأكيد على أن الاتحاد الأوروبي لديه قيم محددة يتمسك بها مثل حقوق الإنسان.
وفي المقابل، أشادت زعيمة حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان بفوز حزب «إخوان إيطاليا»، واصفة إياه بـ«التاريخي».
وغردت لوبان عبر موقع «تويتر»، أمس الاثنين، قائلة: «الشعب الإيطالي قرر استعادة مصيره، عبر انتخاب حكومة محبة لوطنها وقومية».
وتابعت لوبان: «لقد أبلت جورجيا ميلوني و(زعيم حزب الرابطة) ماتيو سالفيني بلاء حسناً لمقاومتهما تهديدات الاتحاد الأوروبي المناهض للديمقراطية والمتغطرس، وتحقيق هذا النصر العظيم».
وأضافت السياسية الفرنسية: «في الوقت الذي تستيقظ فيه أوروبا بأكملها، بعد بولندا والمجر والسويد والآن إيطاليا، أحثكم على الانضمام إلى المسيرة الوطنية».


مقالات ذات صلة

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

العالم باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

باريس «تأمل» بتحديد موعد قريب لزيارة وزير الخارجية الإيطالي

قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تأمل في أن يُحدَّد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني بعدما ألغيت بسبب تصريحات لوزير الداخلية الفرنسي حول سياسية الهجرة الإيطالية اعتُبرت «غير مقبولة». وكان من المقرر أن يعقد تاياني اجتماعا مع وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء اليوم الخميس. وكان وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان قد اعتبر أن رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني «عاجزة عن حل مشاكل الهجرة» في بلادها. وكتب تاياني على «تويتر»: «لن أذهب إلى باريس للمشاركة في الاجتماع الذي كان مقررا مع الوزيرة كولونا»، مشيرا إلى أن «إهانات وزير الداخلية جيرالد دارمانان بحق الحكومة وإي

«الشرق الأوسط» (باريس)
العالم ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

ألمانيا تشن حملة أمنية كبيرة ضد مافيا إيطالية

في عملية واسعة النطاق شملت عدة ولايات ألمانية، شنت الشرطة الألمانية حملة أمنية ضد أعضاء مافيا إيطالية، اليوم (الأربعاء)، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وأعلنت السلطات الألمانية أن الحملة استهدفت أعضاء المافيا الإيطالية «ندرانجيتا». وكانت السلطات المشاركة في الحملة هي مكاتب الادعاء العام في مدن في دوسلدورف وكوبلنتس وزاربروكن وميونيخ، وكذلك مكاتب الشرطة الجنائية الإقليمية في ولايات بافاريا وشمال الراين - ويستفاليا وراينلاند – بفالتس وزارلاند.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

إيطاليا ترفع الحظر عن «تشات جي بي تي»

أصبح برنامج «تشات جي بي تي» الشهير الذي طورته شركة الذكاء الاصطناعي «أوبن إيه آي» متاحا مجددا في إيطاليا بعد علاج المخاوف الخاصة بالخصوصية. وقالت هيئة حماية البيانات المعروفة باسم «جارانتي»، في بيان، إن شركة «أوبن إيه آي» أعادت تشغيل خدمتها في إيطاليا «بتحسين الشفافية وحقوق المستخدمين الأوروبيين». وأضافت: «(أوبن إيه آي) تمتثل الآن لعدد من الشروط التي طالبت بها الهيئة من أجل رفع الحظر الذي فرضته عليها في أواخر مارس (آذار) الماضي».

«الشرق الأوسط» (روما)
العالم إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

إيطاليا في «يوم التحرير»... هل تحررت من الإرث الفاشي؟

في الخامس والعشرين من أبريل (نيسان) من كل عام تحتفل إيطاليا بـ«عيد التحرير» من النازية والفاشية عام 1945، أي عيد النصر الذي أحرزه الحلفاء على الجيش النازي المحتلّ، وانتصار المقاومة الوطنية على الحركة الفاشية، لتستحضر مسيرة استعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات التي أوصلتها إلى ما هي عليه اليوم. يقوم الدستور الإيطالي على المبادئ التي نشأت من الحاجة لمنع العودة إلى الأوضاع السياسية التي ساهمت في ظهور الحركة الفاشية، لكن هذا العيد الوطني لم يكن أبداً من مزاج اليمين الإيطالي، حتى أن سيلفيو برلوسكوني كان دائماً يتغيّب عن الاحتفالات الرسمية بمناسبته، ويتحاشى المشاركة فيها عندما كان رئيساً للحكومة.

شوقي الريّس (روما)
شمال افريقيا تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

تعاون مصري - إيطالي في مجال الاستثمار الزراعي

أعلنت الحكومة المصرية عن عزمها تعزيز التعاون مع إيطاليا في مجال الاستثمار الزراعي؛ ما يساهم في «سد فجوة الاستيراد، وتحقيق الأمن الغذائي»، بحسب إفادة رسمية اليوم (الأربعاء). وقال السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء المصري، إن السفير الإيطالي في القاهرة ميكيلي كواروني أشار خلال لقائه والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، (الأربعاء) إلى أن «إحدى أكبر الشركات الإيطالية العاملة في المجال الزراعي لديها خطة للاستثمار في مصر؛ تتضمن المرحلة الأولى منها زراعة نحو 10 آلاف فدان من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاج إليها مصر، بما يسهم في سد فجوة الاستيراد وتحقيق الأمن الغذائي». وأ

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
TT

عائلات ضحايا «هجوم بونداي» تطالب بتحقيق فيدرالي في «تصاعد معاداة السامية»

أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)
أستراليون يقفون أمام مدخل شاطئ بونداي الذي شهد هجوماً أودى بحياة 15 شخصاً (رويترز)

دعت عائلات ضحايا هجوم شاطئ بونداي في أستراليا، الاثنين، رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي إلى تشكيل لجنة ملكية فيدرالية للتحقيق في «التصاعد السريع لمعاداة السامية» في البلاد.

واتُهم الهندي الأصل ساجد أكرم (50 عاماً) ونجله نافيد أكرم (24 عاماً) بقتل 15 شخصاً وإصابة عشرات آخرين بإطلاقهما النار على تجمع للاحتفال بعيد الأنوار (حانوكا) اليهودي في 14 ديسمبر (كانون الأول)، في هجوم وصفته السلطات بأنه معادٍ للسامية.

وفي رسالة صدرت، الاثنين، دعت 17 عائلة ألبانيزي إلى «إنشاء لجنة ملكية للتحقيق في التصاعد السريع لمعاداة السامية في أستراليا» ولمراجعة «إخفاقات قوات إنفاذ القانون والاستخبارات والسياسة التي أدت إلى مذبحة شاطئ بونداي»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتُعدّ اللجان الملكية في أستراليا أعلى هيئات التحقيق العامة مستوى، وتتمتع بصلاحيات واسعة للتحقيق في قضايا فساد والاعتداءات الجنسية على الأطفال وحماية البيئة.

وقالت العائلات في الرسالة: «أنتم مدينون لنا بإجابات. أنتم مدينون لنا بالمساءلة. وأنتم مدينون للأستراليين بالحقيقة»، معتبرة أن تصاعد معاداة السامية يمثل «أزمة وطنية» و«تهديداً متواصلاً».

وقُتل الأب خلال الهجوم، أما ابنه البالغ (24 عاماً)، المولود في أستراليا ويحمل الجنسية الأسترالية، فهو قيد الاحتجاز لدى الشرطة.

ورفضت حكومة ألبانيزي دعوات عائلات ضحايا هجوم بونداي لإجراء تحقيق ملكي فيدرالي، ورأت أن ذلك «سيمنح أسوأ الأصوات المعادية للسامية منصة»، وفقاً لموقع «الغارديان».

وقال رئيس الوزراء أنطوني ألبانيزي إن لجنة التحقيق الملكية ستكون بطيئة جداً، وليست الآلية المناسبة للتحقيق في الهجوم، متمسكاً باختياره لمراجعة أقصر لوكالات الاستخبارات وإنفاذ القانون، وهي خطوة استهجنتها قيادات المجتمع اليهودي والعديد من أعضاء البرلمان الفيدرالي باعتبارها غير كافية.

وأوضح: «المشكلة أن لجان التحقيق الملكية قد تكون جيدة في تحديد الحقائق. وما ستفعله مراجعة ريتشاردسون هو تحديد الحقائق. أما ما لا تجيده لجان التحقيق الملكية فهو النظر في الأمور غير المتفق عليها، حيث يختلف الناس في وجهات النظر».

ورأى وزير الشؤون الداخلية توني بيرك أن اللجنة الملكية «ستوفر منصة عامة لبعض أسوأ التصريحات وأسوأ الأصوات»، قائلاً إن هذا الشكل «سيعيد فعلياً إحياء بعض أسوأ أمثلة معاداة السامية خلال العامين الماضيين».

لكن أليكس ريفشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي ليهود أستراليا، قال إن لجنة تحقيق ملكية أمر حاسم، بما في ذلك التحقيق في أنظمة الهجرة وأمن الحدود.

وتحدث ريفشين على قناة «إيه بي سي» بعد مؤتمر ألبانيزي الصحفي، قائلاً إن اللجنة الملكية الفيدرالية هي «أقل ما يمكن فعله».

وأضاف: «لقد تحدثت العائلات بوضوح شديد، وتحدث المجتمع، والنهج الذي أعلنت عنه الحكومة اليوم من قبل رئيس الوزراء كان مؤشراً على كيفية تعاملهم مع هذه الأزمة لأكثر من عامين الآن. إنهم يماطلون، ولا يصغون للخبراء والمجتمع، ثم ما يقترحونه هو إجراء نصف فعال».

كان ألبانيزي قد أعلن، يوم الاثنين، أن المراجعة التي سيجريها رئيس جهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي السابق دينيس ريتشاردسون سُتكلّف بالتحقيق في صلاحيات وكفاءة وأنظمة ومشاركة المعلومات لدى وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية.

ستركز مراجعة ريتشاردسون، التي سترفع تقريرها بحلول أبريل (نيسان)، بشكل خاص على الشرطة الفيدرالية وجهاز الأمن الاستخباراتي الأسترالي، وستتحقق في كيفية تقييم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية للمشتبه بهم، وما الذي كان معروفاً عنهم قبل الهجوم، وأي عوائق حالت دون اتخاذ السلطات إجراءات أفضل، وما الإجراءات التي يجب اتخاذها في المستقبل، بما في ذلك ما إذا كانت صلاحيات الوصول إلى البيانات وإصدار أوامر التفتيش كافية.

وقال بيرك إن تحقيق ريتشاردسون سيرفع نتائجه بسرعة أكبر بكثير مما تستطيع أي لجنة ملكية، مضيفاً أن عناصر الأمن القومي في التحقيق «لا تصلح للتحقيق العلني».

وأشارت حكومة ألبانيزي أيضاً إلى لجنة التحقيق الملكية لولاية نيو ساوث ويلز، قائلة إن الوكالات الفيدرالية ستعاون مع ذلك التحقيق.

غير أن زعيمة المعارضة سوزان ليه قالت إن هناك حاجة إلى لجنة تحقيق ملكية وطنية للتحقيق في معاداة السامية عبر أستراليا، مشيرة إلى الحوادث الأخيرة في أنحاء البلاد، وحثت ألبانيزي على الاستماع إلى طلب عائلات ضحايا بونداي.

وأضافت: «بدلاً من الاستماع إلى الأكثر تضرراً، قرر رئيس الوزراء التحدث فوق أصواتهم. بدلاً من الحقيقة، يختبئ وراء الإجراءات. من خلال التحدث فوق ضحايا وعائلاتهم والإعلان أن مساره هو الصحيح، فإن رئيس الوزراء قد أهان في الواقع أولئك الذين تحملوا ما لا يمكن تخيله».

وتابعت: «الأستراليون لا يحتاجون إلى حجب الحقيقة عنهم. نحن نكرم حياة الذين فقدناهم بمواجهة الحقائق المزعجة. أن نخبر العائلات الحزينة وأمة مصدومة أنهم في حال أفضل بجهلهم الحقيقة، هذا التصرف ليس قيادة، إنه عدم احترام».


خروج قطار ركاب عن مساره في جنوب المكسيك

مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
TT

خروج قطار ركاب عن مساره في جنوب المكسيك

مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)
مهاجرون يستريحون على عربات السكك الحديدية أثناء انتظار قطار الشحن للسفر إلى الحدود الأميركية في ساحة السكك الحديدية في تشيهواهوا في المكسيك (رويترز)

خرج قطار يقل 241 راكباً و9 من أفراد الطاقم عن مساره في ولاية واهاكا في جنوب المكسيك، الأحد، حسبما أعلن سلاح البحرية المكسيكي الذي يشغّل الخط، فيما لم يرد أي إعلان حتى الآن عن وقوع ضحايا.

وقال سلاح البحرية، في بيان، إن «القاطرة الرئيسية للقطار خرجت عن مسارها» و«تم إسعاف الركاب على الفور» من قبل أجهزة الطوارئ، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويربط القطار المكون من قاطرتين و4 عربات ركاب، خليج المكسيك بالمحيط الهادئ ويستخدم عادة في الشحن ونقل الركاب.


إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
TT

إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد يهودي في ملبورن الأسترالية

الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)
الشرطة الأسترالية ذكرت أن «الحريق المشبوه» وقع في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن (أرشيفية - رويترز)

تحقق الشرطة الأسترالية بشأن «حريق مشبوه» بعدما اندلعت النيران في سيارة وُضعت عليها لافتة للاحتفال بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في ملبورن، اليوم (الخميس).

وأُحرقت السيارة الخالية التي وُضعت على سقفها لافتة كُتب عليها «عيد حانوكا سعيد» بينما كانت متوقفة عند منزل، بحسب ما أظهرت صور بثّتها شبكة «إيه بي سي».

وذكرت شرطة فيكتوريا، في بيان، أن «الحريق المشبوه» وقع في الساعات الأولى من صباح الخميس في ضاحية سانت كيلدا إيست التابعة لملبورن.

وتم إخلاء المنزل كإجراء احترازي.

وقالت الشرطة إن «المحققين تعرّفوا على شخص قد يكون قادراً على مساعدتهم في تحقيقهم ويجرون عمليات بحث بشأن مكانه».

وشددت السلطات الأسترالية القوانين والعقوبات المرتبطة بجرائم الكراهية بعد إطلاق النار الذي استهدف حفلاً لمناسبة «حانوكا» على شاطئ بونداي في سيدني، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً.

وقال الحاخام إيفي بلوك من كنيس حاباد في سانت كيلدا إنه من الواضح أن حادثة إحراق السيارة تندرج في إطار الاعتداءات المعادية للسامية.

وأفاد لوكالة الصحافة الفرنسية: «نشكر الله لأن أحداً لم يتعرض إلى الأذى... لكن ما يجري هو تصعيد متواصل مع تكرار هذه الأحداث».

وأضاف: «لا يشعر أفراد جاليتي اليهودية في سانت كيلدا وملبورن بالأمان في منازلهم وبلدهم».