الصومال: مقتل العشرات من «حركة الشباب»... والسلطات تحرر مناطق جديدة

بدأت المرحلة الثانية من العملية العسكرية الواسعة النطاق التي ينفذها الجيش الصومالي ضد حركة «الشباب» المتطرفة، التي ادعت في المقابل أنها حققت انتصارات في معارك بوسط وجنوب البلاد.
وقالت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية، إن قوات الجيش دمرت قواعد للحركة في بعض المناطق والقرى التابعة لمدينة واجد بمحافظة بكول في عملية عسكرية نفذتها قوات اللواء 260 من الفرقة الـ60 بالجيش.
وأوضحت أن عناصر حركة «الشباب» فرت من تلك المناطق قبل وصول الجيش الذي يقود بالتعاون مع السكان المحليين عمليات عسكرية للقضاء على فلول الحركة.
وكانت الوكالة قد أعلنت مساء أول من أمس تحرير قرابة 15 منطقة، مشيرة إلى أن حركة «الشباب» حاولت التصدي لهجوم مضاد للجيش، الذي تحرك من منطقة أدكابير، وسيطر على أكثر من 70 كيلومتراً، لكنها واجهت ما وصفته بهزيمة ثقيلة.
«وقتل في المعركة 30 إرهابياً وجرح أكثر من 55 آخرين»، وفقاً لما أعلنه نائب وزير الإعلام في الحكومة عبد الرحمن العدالة، الذي أوضح أن عناصر الحركة نفذت ما وصفه بأربع هجمات إرهابية جبانة في منطقة طيسقى التي تم تحريرها لتظهر تعافيها من هزيمة تكبدتها في محافظة جلجدود، وأشاد مجدداً بالجنود والسكان المحليين الذين سيطروا بشكل كامل على المناطق التي تم تحريرها.
وأظهر فيديو بثه رئيس الوزراء حمزة عبدي بري عبر «تويتر»، حديثه هاتفياً مساء أول من أمس مع بعض المسؤولين والقوى التي تقود الانتفاضة لتحرير البلاد من جماعة «الشباب» من جانبه، حيث هاتف القادة العسكريين الذين يقودون المعركة ضد الإرهابيين في إقليمي هيران وغلغدود، وهنأهم على الإنجازات الملموسة التي تحققت خلال هذا الأسبوع.
وأشاد حمزة عبدي بالعمليات العسكرية التي يجريها الجيش الوطني ضد فلول حركة «الشباب»، وهنأ جميع منتسبي الجيش والثوار الذين يقاتلون إلى جانب قواته الذين يتلقون الدعم من المواطنين الذين سئموا من مشقات وقسوة الحركة، لافتاً إلى تحقيق ما وصفه بانتصارات كبيرة في غضون أسابيع واستعادة مناطق كثيرة كانت تحت سيطرة الإرهابيين.
بدورها، أعلنت وكالة المخابرات والأمن الوطنية الصومالية، أنه تم القبض على حوالي 10 أشخاص ربما كانوا يتعاملون مع الإرهاب بطرق مختلفة، وقالت في بيان لها مساء أول من أمس، إنه «من الآن فصاعداً، سيتم اتخاذ الإجراءات وفقاً لقانون الدولة ضد أي شخص يذهب أو يطيع أو يخدم أو يسهل الأنشطة التي تضر بأمن الناس وسلامتهم».
في المقابل، ادعت حركة «الشباب» أنها نفذت عمليات انتحارية وتفجيرات وكمائن ومعارك في أحياء ومناطق جنوب ووسط الصومال.
وقال عبد العزيز أبو مصعب، الناطق باسم عملياتها، في تسجيل صوتي بثته «إذاعة الأندلس»، الناطقة بلسان الحركة، إن القوات الحكومية تعرضت لما وصفه بخسائر فادحة بعد هجمات وتفجيرات في مناطق جدو وجلجدود وحيران وبنادير.
كما ادعت الإذاعة دخول قوات الحركة منطقة عدا - كبير بمحافظة جلجدود وسط الصومال، بعد هجوم من عدة اتجاهات ما أسفر عن مقتل أكثر من 50 ضابطاً وجندياً، حسب زعمها.
من جهة أخرى، أرجأت مفوضية الانتخابات في منطقة أرض الصومال الانفصالية إلى العام المقبل الانتخابات التي كان مقرراً إجراؤها في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) عندما تنتهي ولاية موسى بيحي عبدي الرئيس الحالي.
واندلعت احتجاجات دامية في المنطقة الشهر الماضي، وطالب المتظاهرون بإجراء الانتخابات في موعدها وسط شكوك في أن عبدي يريد إرجاء الاقتراع وتمديد ولايته.
وقالت إن الانتخابات ستُجرى في غضون تسعة أشهر اعتباراً من أكتوبر (تشرين الأول)، أو في يوليو (تموز) من العام المقبل، لأن التاريخ الحالي المحدد لها غير مناسب بسبب «عقبات وقتية وفنية ومالية».
ورحب حزب «وداني»، وهو أحد الأحزاب المعارضة التي أيدت احتجاجات الشهر الماضي، بالتاريخ الجديد للانتخابات، وقال أمين الإعلام في الحزب في مؤتمر صحافي، «نرحب بالقرار... نهنئهم بإنهاء الجدل المحيط بانتخابات الرئاسة».
ولقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم، وأصيب مائة في اشتباكات أغسطس (آب) المنصرم بين قوات الأمن والمحتجين من المعارضة، في أرض الصومال، التي انفصلت عن الصومال عام 1991، لكن استقلالها لم يحظ باعتراف دولي واسع النطاق.