مخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار القتال بشمال إثيوبيا

مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (أرشيفية)
مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (أرشيفية)
TT

مخاوف من تفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار القتال بشمال إثيوبيا

مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (أرشيفية)
مقاتلو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي (أرشيفية)

تسود مخاوف واسعة دولياً، من تفاقم الكارثة الإنسانية في إثيوبيا، جراء استمرار القتال بين قوات الحكومة الفيدرالية في أديس أبابا، و«الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي» المتمردة شمال البلاد.
ووفق الأمم المتحدة فإن استئناف القتال، في أغسطس (آب) الماضي، أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الأشخاص في أجزاء من مناطق تيغراي وعفر وأمهرة.
وبدأ القتال بين الجانبين، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ثم أوقفته «هدنة إنسانية» في مارس (آذار) الماضي، قبل أن يتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن استئناف أعمال العنف، في 24 أغسطس الماضي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، السبت، إن عمال الإغاثة لا يمكنهم الوصول إلى أجزاء كبيرة من تيغراي والعديد من المناطق في إقليمي أمهرة وعفر المتاخمين بسبب القتال، ذاكراً أن القوافل الإنسانية لا تزال معلقة عبر الطريق البري الوحيد المتاح إلى تيغراي.
وأوضح المكتب أن القتال أدى لتوقف رحلات الخدمات الجوية الإنسانية للأمم المتحدة منذ شهر تقريباً، ما أوقف نقل السلع إلى المنطقة المضطربة.
وأضاف أوتشا: «نواصل الاستجابة جنباً إلى جنب مع شركائنا، بالمخزون المتاح في المناطق التي يمكن الوصول إليها عبر المناطق الثلاث، لكن هذا لا يكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة».
وأكد المكتب الأممي، تزويد 1.4 مليون شخص بالطعام في بداية سبتمبر (أيلول) الجاري، ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 2.1 مليون من 5.4 مليون شخص مستهدف منذ أغسطس الماضي.
وأشار «أوتشا» إلى بدء نقل المياه بالشاحنات وتوزيع المواد غير الغذائية في بعض مواقع النزوح، فضلاً عن تسيير 86 فريقاً متنقلاً للصحة والتغذية.
ودعا المكتب الأممي جميع أطراف النزاع إلى توخي الحرص المستمر، وتسهيل استئناف المرور السريع دون عوائق لعمال الإغاثة والإمدادات إلى جميع المناطق المتضررة من النزاع، وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
من جانبه، رجحت مجموعة Crisis24 الدولية لتقييم المخاطر الأمنية، أن يظل الوضع الأمني في إثيوبيا متقلباً خلال أوائل شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، مشيراً إلى احتمالية حدوث اضطرابات أمنية أو تجمعات كبيرة، رداً على أي نجاحات أو انتكاسات للطرفين في ساحة المعركة.
وذكر تقرير للمجموعة، نشر السبت، أن انخراط إريتريا بشكل متزايد في الصراع، من شأنه أن يشعل الأوضاع ويؤدي إلى حدوث تصعيد كبير. وحذر من التأثير غير المباشر للقتال في إثيوبيا على السودان.
وخلال الأسبوع الماضي، اتهمت قوات تيغراي الجيش الإريتري بشن هجوم شامل على العديد من المناطق على طول الحدود.


مقالات ذات صلة

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

العالم ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

ما مستقبل الخلاف بين متمردي «أوروميا» والحكومة الإثيوبية؟

أثار عدم التوصل إلى اتفاق، بعد محادثات سلام أولية بين الحكومة المركزية الإثيوبية، ومتمردي إقليم «أوروميا»، تساؤلات حول مستقبل تلك المحادثات، واحتمالات نجاحها، وأسباب تعثرها من البداية. ورأى خبراء أن «التعثر كان متوقعاً؛ بسبب عمق الخلافات وتعقيدها»، في حين توقّعوا أن «تكون المراحل التالية شاقة وصعبة»، لكنهم لم يستبعدوا التوصل إلى اتفاق. وانتهت الجولة الأولى من المحادثات التمهيدية بين الطرفين، دون اتفاق، وفق ما أعلنه الطرفان، الأربعاء.

العالم رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

رئيس الحكومة الإثيوبية يُعلن مقتل عضو بارز في الحزب الحاكم

أعلن رئيس الحكومة الإثيوبية آبي أحمد اليوم (الخميس) مقتل مسؤول الحزب الحاكم في منطقة أمهرة الواقعة في شمال البلاد. وقال آبي أحمد عبر «فيسبوك»، إنّ «أولئك الذين لم يتمكّنوا من كسب الأفكار بالأفكار، أخذوا روح شقيقنا جيرما يشيتيلا». واتهم أحمد، وفقا لما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية»، «متطرّفين يتسمون بالعنف» بالوقوف وراء هذا العمل الذي وصفه بـ«المخزي والمروّع».

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
العالم محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

محادثات سلام «غير مسبوقة» بين حكومة إثيوبيا ومتمردي «أورومو»

تنطلق في تنزانيا، الثلاثاء، محادثات سلام غير مسبوقة بين الحكومة الفيدرالية الإثيوبية ومتمردي إقليم أوروميا، ممثلين في «جبهة تحرير أورومو» التي تخوض معارك مع القوات الحكومية بشكل متقطع منذ عقود. وتسعى أديس أبابا لإبرام اتفاق سلام دائم مع متمردي الإقليم، الذي يشغل معظم مناطق وسط البلاد، ويضم مجموعة من الفصائل المسلحة التابعة لقومية الأورومو، على غرار ما حدث في «تيغراي» شمالاً، قبل 5 أشهر، خشية دخول البلاد في حرب جديدة مع تصاعد التوتر بين الجانبين. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي زار مدينة نكيمتي بالإقليم مؤخراً، أن «جولة مفاوضات ستبدأ معهم (جيش تحرير أورومو) الثلاثاء في تنزانيا»، في أ

محمد عبده حسنين (القاهرة)
شمال افريقيا هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

هل تستغل إثيوبيا اضطرابات السودان لحسم «الخلاف الحدودي»؟

عاد الخلاف الحدودي بين إثيوبيا والسودان، بشأن منطقة «الفشقة»، إلى الواجهة، بعد أنباء سودانية عن نشاط «غير اعتيادي» للقوات الإثيوبية ومعسكراتها، في المنطقة المتنازع عليها، منذ بداية الاضطرابات الأخيرة في السودان.

محمد عبده حسنين (القاهرة)
أفريقيا إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

إثيوبيا: متمردو تيغراي يُظهرون «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام

أظهر متمردو إقليم «تيغراي» شمال إثيوبيا، «جدية» في تنفيذ اتفاق السلام، الموقَّع قبل نحو 5 أشهر، مع الحكومة الفيدرالية بأديس أبابا، وذلك بتسليمهم مزيداً الأسلحة، ضمن عملية نزع سلاح الإقليم ودمج مقاتليه في الجيش الوطني. وحسب نائب مفوض «إعادة التأهيل الوطني»، العميد ديريبي ميكوريا، اليوم (الخميس)، فإن «الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سلمت الدفعة الأولى من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة المتنوعة التي تم جمعها حول منطقة دينقولات في إقليم تيغراي». وأنهى اتفاق السلام، الموقّع في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حرباً عنيفة استمرت عامين، راح ضحيتها الآلاف، حسب منظمات دولية.

محمد عبده حسنين (القاهرة)

أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى «خفض التصعيد» بسوريا

سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
TT

أميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى «خفض التصعيد» بسوريا

سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)
سوريان يشاهدان المعارك في سراقب 28 نوفمبر (أ.ف.ب)

دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة إلى خفض التصعيد فوراً في سوريا، وذلك بعد الاشتباكات التي أفادت تقارير بأنها شهدت سيطرة تحالف من الفصائل المتمردة بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام على مدينة حلب من قوات الحكومة السورية خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت الدول الأربع الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بيان مشترك صدر مساء أمس الأحد: «نراقب من كثب التطورات في سوريا وندعو جميع الأطراف إلى خفض التصعيد وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية لتجنب المزيد من النزوح وتعطيل الوصول الإنساني». وأضاف البيان: «إن التصعيد الحالي يؤكد فقط الحاجة الملحة إلى حل سياسي للصراع بقيادة سورية»، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254 وقد تم اعتماد هذا القرار في عام 2015، ويدعو إلى إجراء محادثات سلام بين الحكومة السورية وقوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن شن هجوم مضاد في أعقاب خسارة حلب.

وشن الطيران الحربي الروسي أربع غارات جوية، الأحد، استهدفت مشفى الجامعة وسط مدينة حلب، أسفرت عن سقوط 5 قتلى عسكريين ومدنيين، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أشار إلى أن أربعة مدنيين قُتلوا بينهم سيدة وعنصر في الدفاع المدني، إضافةً إلى نحو 50 جريحاً، جراء غارات جوية روسية استهدفت مخيماً للمهجرين في حي الجامعة بمدينة إدلب.