«مدينة أصحاب»... أول لعبة مصرية تحتفي بالتنوع

مؤسستا المشروع: نستهدف مغازلة العقل وتنمية السلوك الاجتماعي

لعبة «مدينة أصحاب» (الشركة المنتجة للعبة)
لعبة «مدينة أصحاب» (الشركة المنتجة للعبة)
TT

«مدينة أصحاب»... أول لعبة مصرية تحتفي بالتنوع

لعبة «مدينة أصحاب» (الشركة المنتجة للعبة)
لعبة «مدينة أصحاب» (الشركة المنتجة للعبة)

تنصح منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بضرورة التصدي لسلوك التنمر منذ بزوغه في الأطفال، بل وتحذر من خطورة الاستخفاف بهذا السلوك بعدما دفع أطفال ومراهقين للتخلص من حياتهم، من هنا انطلقت المصريتان سارة أكرم ومارينا زغلول نحو غرس مفاهيم التنوع والاختلاف لدى الطفل، من خلال لعبة تبدو للوهلة الأولى أنها للترفيه فحسب، بينما تحمل رسائل مبطنة للعين واللاوعي تساعد النشء على تقبل الآخر أياً كانت ملامح اختلافه.
تعاون سارة ومارينا نتج عنه لعبة أطلقتا عليها اسم «مدينة أصحاب»، يعيش عليها 8 أطفال يمثلون أنماطاً مختلفة من البشر، أحدهم من ذوي الاحتياجات الخاصة (جليس على كرسي متحرك)، وأخرى وزنها يختلف عن المتوسط بين الأطفال، كذلك، احتفت اللعبة بصاحبات الشعر المجعد وحتى مرضى البهاق، لتعزيز رسالة مفادها «جميعاً مميزون بقدرات وأنماط متنوعة».
وعن المشروع تقول مارينا زغلول، إحدى مؤسسات شركة «زجا زوو» لألعاب الأطفال، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «الشركة تأسست من البداية بهدف تغيير بعض مفاهيم سوق ألعاب الأطفال في مصر والعالم العربي، لا سيما أن التركيز الأبرز على الترفيه فحسب، بينما مرحلة الطفولة هي الوقت الأنسب لغرس مفاهيم إنسانية أشمل وأعم».
وتضيف أن «سارة أكرم هي أحد عملائنا، فهي أم لتوأم معنية بتنشئة أبنائها بنمط يساعدهم على تنمية المهارات الاجتماعية والنفسية والعقلية، في الوقت عينه لديها مدونة عن تربية الأطفال، وهنا كانت نقطة الانطلاق، فكلانا يبحث عن لعبة تخاطب عقل الطفل، وتحارب العلامات الأولى للتنمر، لذا تحولت من زبونة إلى شريكة».

تسعة أشهر من العمل، لترجمة أهداف تنمية الطفل إلى لعبة عليها في النهاية أن تجذب انتباه الأطفال، وتقول سارة أكرم إن معادلة الترفيه والقيمة تحتاج كثير من العمل، موضحةً في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أنها «كانت تستهدف من البداية أن تقدم للطفل أشخاصاً مختلفين، لتثير فضولهم وتحرك رغبتهم في المعرفة وطرح الأسئلة، من هنا وقع الاختيار على أنماط متعددة تضم أصحاب القدرات الخاصة، فضلاً عن هؤلاء المختلفين في المظهر، بينهم الطفل (سليم) صاحب المعايير النمطية التي تعبر عن أغلبية الأطفال»، وتشير أكرم إلى أن «جميع الأطفال في اللعبة تربطهم علاقة تعاونية مرحة، ما يعكس التنوع ويعزز أن الاختلاف ليس مبرر لاستبعاد أشخاص أو تعرضهم للتنمر».
كانت الشركة المنتجة للدمية «باربي» قد طرحت في فبراير (شباط) 2020 أول دمية تراعي معايير التنوع والشمولية، من خلال تمثيل أصحاب البشرة السمراء والشعر المجعد، وكذلك الذين يعانون من إعاقات جسدية، أو أمراض تنعكس على مظهرهم مثل البهاق والثعلبة، وعن هذا التوجه تقول سارة إنها «خطوة تستحق التقدير، غير أن ما تقوم به الشركة العالمية (ماتيل)، ما هو إلا تصحيح لسنوات من الضرر المجتمعي الذي وقع مع تنميط الشكل المثالي للفتيات، وحتى الصبية»، وتضيف أن «ثمة أجيالاً تربت على أن الجمال يعني بشرة فاتحة وشعرا أملس، وبعد تحقيق مليارات قررت الشركة أن تحسن صورتها».
تغيير سوق الألعاب ومفاهيمه ربما يكلف شركة ناشئة مثل «زجا زوو» الكثير، وهو ما تؤكده زغلول بقولها إنهم «واجهوا أكثر من تحدٍ، الأول كان في السير عكس التيار وتقديم ألعاب تخاطب العقل والروح، ومدى تعاطي الأطفال والآباء مع هذا الاتجاه، أما التحدي الثاني فيتعلق بالإنتاج»، موضحةً أنه «إذا كان زبونك المستهدف طفلاً، فالمهمة مضاعفة، الأمر الذي فرض إنتاج لعبة شديدة الدقة في التنفيذ، تحاكي أطفال حقيقية نراها حولنا».
وتلتقط سارة أطراف الحديث لتقول إنه «عادةً ما نقاوم التغيير، لكن يبدو أن الآباء باتوا أكثر وعياً بأسس التربية السليمة، ما انعكس على ردود الفعل حول اللعبة»، واصفة رد الفعل بأنه «فاق التوقعات» من الأهالي والأطفال.


مقالات ذات صلة

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

يوميات الشرق بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

بعد 18 عام زواج... زوجة كيفين كوستنر تتقدم بطلب للطلاق

تقدمت كريستين باومغارتنر، الزوجة الثانية للممثل الأميركي كيفين كوستنر، بطلب للطلاق، بعد زواجٍ دامَ 18 عاماً وأثمر عن ثلاثة أطفال. وذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أن الانفصال جاء بسبب «خلافات لا يمكن حلُّها»، حيث تسعى باومغارتنر للحضانة المشتركة على أطفالهما كايدين (15 عاماً)، وهايس (14 عاماً)، وغريس (12 عاماً). وكانت العلاقة بين كوستنر (68 عاماً)، وباومغارتنر (49 عاماً)، قد بدأت عام 2000، وتزوجا عام 2004.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
يوميات الشرق متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

متحف «المركبات» بمصر يحيي ذكرى الملك فؤاد الأول

افتتح متحف المركبات الملكية بمصر معرضاً أثرياً مؤقتاً، اليوم (الأحد)، بعنوان «صاحب اللقبين فؤاد الأول»، وذلك لإحياء الذكرى 87 لوفاة الملك فؤاد الأول التي توافق 28 أبريل (نيسان). يضم المعرض نحو 30 قطعة أثرية، منها 3 وثائق أرشيفية، ونحو 20 صورة فوتوغرافية للملك، فضلاً عن فيلم وثائقي يتضمن لقطات «مهمة» من حياته. ويشير عنوان المعرض إلى حمل فؤاد الأول للقبين، هما «سلطان» و«ملك»؛ ففي عهده تحولت مصر من سلطنة إلى مملكة. ويقول أمين الكحكي، مدير عام متحف المركبات الملكية، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعرض «يسلط الضوء على صفحات مهمة من التاريخ المصري، من خلال تناول مراحل مختلفة من حياة الملك فؤاد».

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

وضع تسلسل كامل لجينوم «اللبلاب» المقاوم لتغير المناخ

قام فريق بحثي، بقيادة باحثين من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية بكينيا، بوضع تسلسل كامل لجينوم حبة «فول اللبلاب» أو ما يعرف بـ«الفول المصري» أو «الفول الحيراتي»، المقاوم لتغيرات المناخ، بما يمكن أن يعزز الأمن الغذائي في المناطق المعرضة للجفاف، حسب العدد الأخير من دورية «نيتشر كومينيكيشن». ويمهد تسلسل «حبوب اللبلاب»، الطريق لزراعة المحاصيل على نطاق أوسع، ما «يجلب فوائد غذائية واقتصادية، فضلاً على التنوع الذي تشتد الحاجة إليه في نظام الغذاء العالمي».

حازم بدر (القاهرة)
يوميات الشرق «الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

«الوثائقية» المصرية تستعد لإنتاج فيلم عن «كليوباترا»

في رد فعل على فيلم «الملكة كليوباترا»، الذي أنتجته منصة «نتفليكس» وأثار جدلاً كبيراً في مصر، أعلنت القناة «الوثائقية»، التابعة لـ«الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمصر»، اليوم (الأحد)، «بدء التحضير لإنتاج فيلم وثائقي عن كليوباترا السابعة، آخر ملوك الأسرة البطلمية التي حكمت مصر في أعقاب وفاة الإسكندر الأكبر». وأفاد بيان صادر عن القناة بوجود «جلسات عمل منعقدة حالياً مع عدد من المتخصصين في التاريخ والآثار والأنثروبولوجيا، من أجل إخضاع البحوث المتعلقة بموضوع الفيلم وصورته، لأقصى درجات البحث والتدقيق». واعتبر متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخطوة بمثابة «الرد الصحيح على محاولات تزييف التار

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

مؤلفا «تحت الوصاية» لـ«الشرق الأوسط»: الواقع أصعب مما طرحناه في المسلسل

أكد خالد وشيرين دياب مؤلفا مسلسل «تحت الوصاية»، أن واقع معاناة الأرامل مع «المجلس الحسبي» في مصر: «أصعب» مما جاء بالمسلسل، وأن بطلة العمل الفنانة منى زكي كانت معهما منذ بداية الفكرة، و«قدمت أداء عبقرياً زاد من تأثير العمل». وأثار المسلسل الذي تعرض لأزمة «قانون الوصاية» في مصر، جدلاً واسعاً وصل إلى ساحة البرلمان، وسط مطالبات بتغيير بعض مواد القانون. وأعلنت شركة «ميديا هب» المنتجة للعمل، عبر حسابها على «إنستغرام»، أن «العمل تخطى 61.6 مليون مشاهدة عبر قناة (DMC) خلال شهر رمضان، كما حاز إشادات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي». وكانت شيرين دياب صاحبة الفكرة، وتحمس لها شقيقها الكاتب والمخرج خالد د

انتصار دردير (القاهرة)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.