جددت السعودية، مساء السبت، دعوتها لإصلاح مجلس الأمن الدولي، ليكون «أكثر عدالة في تمثيل واقعنا اليوم، وأكثر فاعلية في مواكبة تحولات وتطورات المجتمع الدولي، وأكثر كفاءة في معالجة تحدياته المشتركة»، وذلك انطلاقاً من حرصها الدائم على تحقيق أهداف وغايات الأمم المتحدة في حفظ الأمن والسلم الدوليين.
جاء ذلك في كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ألقاها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حيث أكد التزام بلاده بميثاق الأمم المتحدة، ودعمها المستمر لمبادئ الشرعية الدولية الهادفة للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والداعية إلى التعاون على أساس الاحترام المتبادل لسيادة الدول واستقلالها، وحل الخلافات بالطرق السلمية، وعدم اللجوء للقوة أو التهديد بها.
وجدد الأمير فيصل بن فرحان تأكيد دعم بلاده للعمل الدولي متعدد الأطراف في إطار مبادئ الأمم المتحدة من أجل تعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات التي تواجه عالمنا، والمشاركة الفاعلة والمبادرة بكل ما يسهم للوصول إلى عالم أكثر سلمية وعدالة.
وقال إن السعودية تؤكد ضرورة العودة لصوت العقل والحكمة، وتفعيل قنوات الحوار والتفاوض والحلول السلمية بما يوقف القتال ويحمي المدنيين، ويوفر فرص السلام والأمن والنماء للجميع، كما تشدد على موقفها الداعم لجميع الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي يؤدي لإنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية، ووقف العمليات العسكرية، بما يحقق حماية الأرواح والممتلكات ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن الشرق الأوسط في أمس الحاجة لتضافر الجهود في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار وتوفير مستقبل أفضل يلبي تطلعات الشعوب في التنمية والازدهار، مبيناً أن أمن واستقرار المنطقة يتطلب الإسراع في إيجاد حلٍّ عادلٍ وشاملٍ للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفت إلى أن «قمة جدة للأمن والتنمية» التي شارك فيها قادة الولايات المتحدة وتسع دول عربية «عكست تأكيدنا المشترك على أهمية العمل الجماعي لبناء مستقبل أفضل للمنطقة ودولها وشعوبها، ودعمنا الكامل لجهود الأمم المتحدة في حل النزاعات سلمياً».
وجدد الأمير فيصل بن فرحان التزام بلاده بدعم جميع الجهود الرامية لتثبيت الهدنة في اليمن، وتمكين مجلس القيادة الرئاسي من أداء أدواره، وصولاً إلى تحقيق السلام المستدام على أساس المرجعيات الثلاث، ومنها قرار مجلس الأمن (2216).
ودعت السعودية، إيران، للوفاء عاجلاً بالتزاماتها النووية والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واتخاذ خطوات جدية لبناء الثقة بينها وبين جيرانها والمجتمع الدولي.
وأشار وزير الخارجية السعودي إلى حرص بلاده على دعم أمن العراق واستقراره ونمائه، مبيناً أنها عملت على تطوير مختلف أوجه التعاون معه ثنائياً وجماعياً، ومنها الربط الكهربائي بين البلدين، وبين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق.
وأكدت السعودية ضرورة الالتزام بقرارات مجلس الأمن بما يحفظ وحدة سوريا واستقرارها وعروبتها وتدعم جهود المبعوث الأممي الخاص لإيجاد حل سياسي للنزاع وفق الصيغة الواردة في قرار مجلس الأمن (2254) الصادر في عام 2015.
وشددت على دعمها سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وأهمية تنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلبه على أزمته السياسية والاقتصادية، وألا يكون نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن المنطقة واستقرارها.
ونوّه الأمير فيصل بن فرحان باستمرار السعودية في بذل كل جهد ممكن لتشجيع الحوار بين الأطراف السودانية، متمنية للسودان وشعبه الاستقرار والازدهار.
وجددت السعودية دعمها الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار الليبي المبرم بتاريخ 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2020، والدعوة الليبية إلى المغادرة الكاملة للقوات الأجنبية، والمقاتلين الأجانب، والمرتزقة دون إبطاء، وفقاً لقرار مجلس الأمن (2570) الصادر العام الماضي.
وأكد الوزير السعودي ضرورة دعم أمن ومواصلة تقديم المساعدات الإنسانية لأفغانستان، والحرص على عدم تحولها إلى منطلق للعمليات الإرهابية أو مقر للإرهابيين.
وتابع بالقول: «ترسيخاً لدور السعودية الريادي العالمي في مجال الاستدامة، أطلقت مبادرتي (السعودية الخضراء) و(الشرق الأوسط الأخضر)، دعماً للجهود الوطنية والإقليمية في هذا الخصوص، وأعلنت أهدافاً طموحة لتنويع مصادر الطاقة ورفع كفاءة إنتاجها واستهلاكها».
وجدد وزير الخارجية السعودي حرص بلاده على دعم التعافي الاقتصادي العالمي عبر المساهمة في المحافظة على توازن أسواق الطاقة، وتأكيدها على أهمية الاستثمار في الطاقة الأحفورية وتقنياتها النظيفة على مدى العقدين القادمين.
وبيّن أن المجتمع الدولي حقق نجاحات متتالية في مواجهة شرور الإرهاب والتطرف، و«علينا مواصلة العمل الحثيث للتصدي، والقضاء على هذه الآفة التي لا تمت بصلة لأي عرق أو دين أو معتقد سليم»، مؤكداً على أهمية وقوف المجتمع الدولي بحزم أمام الدول الداعمة والراعية للإرهاب والتطرف.