انتزع منتخب كرواتيا صدارة المجموعة الأولى من نظيره الدنماركي بفوزه عليه 2 - 1. فيما أنعش المنتخب الفرنسي آماله بتفادي الهبوط إلى المستوى الثاني بفوزه على ضيفه النمساوي 2 - صفر، ضمن منافسات الجولة الخامسة قبل الأخيرة من مسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم. في المقابل، حقق المنتخب الهولندي فوزه الرابع وبات قاب نقطة من نصف النهائي، منتصراً على بولندا بهدفين نظيفين، ضمن منافسات المجموعة الرابعة التي شهدت أيضاً فوز بلجيكا على ويلز 2 – 1، وارتقت كرواتيا، وصيفة مونديال روسيا 2018، إلى الصدارة برصيد 10 نقاط، متقدمة بفارق نقطة عن الدنمارك المتراجعة للمركز الثاني، فيما تخلت فرنسا، بطلة العالم عامي 1998 و2018، عن قاع الترتيب بعدما رفعت رصيدها إلى 5 نقاط أمام النمسا (4). وتحل كرواتيا ضيفة على النمسا غداً، فيما تخوض فرنسا رحلة محفوفة بالمخاطر إلى الدنمارك في اليوم ذاته ضمن منافسات الجولة السادسة الأخيرة من المسابقة القارية.
في المباراة الأولى، انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي وندرة الفرص للمنتخبين، برغم سيطرة واضحة للمنتخب الكرواتي على ضيفه الدنماركي في نصف الساعة الأول. وانتظر أصحاب الأرض حتى الدقيقة 49 لافتتاح التسجيل بعد ركنية نفذها لاعب وسط ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش وأبعدها أندرياس كريستنسن برأسه، إلا أن الكرة عادت إلى بورنا سوزا عند حافة منطقة الجزاء سددها بقدمه اليسرى خادعاً الحارس كاسبر شمايكل. وأدركت الدنمارك التعادل بتسديدة من 25 متراً للاعب وسط مانشستر يونايتد الإنجليزي كريستيان إريكسن في الدقيقة 77، ليرد عليه بعد دقيقة من دخوله بديلاً لاعب وسط رين الفرنسي لوفرو ماير بتسديدة بينية بقدمه اليسرى عقب تمريرة من البديل الآخر ميسلاف أورسيتش ليعيد الأفضلية لكرواتيا.
وضمن المجموعة ذاتها، دخل المنتخب الفرنسي حامل اللقب المباراة وهو تحت تهديد الهبوط إلى المستوى الثاني في حال خسارته أمام النمسا التي تعادل معها 1 - 1 في فيينا ذهاباً، إلا أنه نجح في العودة بالنقاط الثلاث للمرة الأولى بعد تعادلين وهزيمتين، ليحافظ على آماله ويتخلى عن قاع الترتيب. ودفع ديدييه ديشامب بالثلاثي الهجومي المخضرم أوليفييه جيرو (35 عاماً) وكيليان مبابي وأنطوان غريزمان، مع الوافدين الجديدين بنوا بادياشيل ويوسف فوفانا. وفي المواجهة ما قبل الأخيرة قبل مونديال قطر 2022 عابت التشكيلة الفرنسية قلة الخبرة بسبب الغيابات الكثيرة للإصابة حيث وصل العدد إلى 12 لاعباً، أبرزهم كريم بنزيمة وبول بوغبا والقائد الحارس هوغو لوريس.
واختار ديشامب الدفاع الثلاثي مع رافايل فاران إلى جانب جول كونديه وبادياشيل، القائد السابق لمنتخب الشباب والذي خاض مباراته الدولية الأولى مع النخبة. وتألف خط الوسط الذي تأثر بإصابة الثلاثي أدريان رابيو وبوغبا ونغولو كانتي، من الثنائي أورليان تشواميني وفوفانا، علماً بأن هذا الثنائي تألق في الدوري الفرنسي مع موناكو العام الماضي، قبل رحيل الأول إلى ريال مدريد الإسباني. على ملعب استاد دو فرانس في ضاحية سان دوني الباريسية، تعرضت فرنسا لنكستين جديدتين مع إصابة مدافع برشلونة الإسباني كونديه في الدقيقة 22 ليدخل ويليام صليبا بدلاً منه، والحارس مايك مانيان الذي غادر مع نهاية الشوط الأول ليحل بدلاً منه ألفونس أريولا.
شهد الشوط الأول إلغاء هدف لمبابي المتسلل بعد دقيقتين من صافرة البداية، وجملة من الفرص المهدورة «للديوك» أبرزها مقصية لتشواميني من نقطة الجزاء أنقذها الحارس المتألق باتريك بنتز لتصطدم الكرة بالعارضة وتعود لغريزمان إلا أن حارس رينس أنقذ مرماه مرة ثانية في الدقيقة 36، افتتح مبابي التسجيل في الدقيقة 56 من مجهود فردي تجاوز خلاله 3 لاعبين وأنهاه بتسديدة في الشباك، مسجلاً هدفه الدولي الـ28 لينضم في سن الـ23 عاماً إلى نادي العشرة الأوائل لأفضل الهدافين مع منتخب «الديوك» متساوياً مع يوري دجوركاييف.
وأضاف جيرو الثاني برأسية بعد عرضية من غريزمان في الدقيقة 65، رافعاً رصيده إلى 49 هدفاً في 113 مباراة دولية، متأخراً بفارق هدفين عن صاحب الرقم القياسي تييري هنري (51 بين عامي 1997 2010). كما بات جيرو في سن الـ35 عاماً و357 يوماً أكبر مسجل في تاريخ بلاده، محطماً الرقم القياسي السابق بحوزة روجيه مارش الذي سجل في سن الـ35 عاماً و287 يوماً في ديسمبر (كانون الأول) 1959 أمام إسبانيا. وقال ديشامب بعد الفوز: «فعلنا ما يلزم فعله لتحقيق الفوز، خلق فرص كثيرة والسيطرة على المباراة. هناك الكثير من النقاط الإيجابية لاستغلالها من المباراة».
وإلى المجموعة الرابعة، سجل هدفي «الطواحين» لاعب أيندهوفن كودي غاكبو في الدقيقة 14 ومهاجم أياكس ستيفن بيرخفين في الدقيقة 60. وبالتالي، بقي المنتخب الهولندي متصدراً لمجموعته مع 13 نقطة من خمس مباريات، متقدماً بفارق 3 نقاط عن وصيفه البلجيكي. في حين بقيت بولندا ثالثة مع أربع نقاط أمام ويلز (1). ولم يعد رجال المدرب لويس فان غال في حاجة إلى أكثر من نقطة في المواجهة أمام بلجيكا غداً الأحد في أمستردام لضمان التأهل في صدارة المجموعة. ويعتبر هذا الأداء القوي للمنتخب البرتقالي، استعداداً جيداً قبل مباراته الأولى في مونديال قطر 2022 أمام السنغال بطلة أفريقيا في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، قبل مواجهة أصحاب الأرض والإكوادور. وتلعب بولندا أيضاً في كأس العالم بعدما تأهلت بالمباراة الفاصلة أمام السويد، لكنها لم تكن على مستوى التوقعات في مواجهة بولندا.
وفي المواجهة الثانية، كان هدفا لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي كيفن دي بروين وفنربهتشه التركي ميتشي باتشوايي في الدقيقتين 11 و38 كافيين للفوز على ويلز التي أحرزت هدفاً يتيماً من توقيع مهاجم بورنموث الإنجليزي كيفير مور في الدقيقة 50، وكان دي بروين نفسه قد أعرب قبل المباراة عن شعوره بـ«الملل» من مواجهة ويلز على الساحة الدولية، رغم أن منتخب بلاده لم يفز إلا في مباراتين من المواجهات الثمانية السابقة بين الفريقين على مدى السنوات العشر الماضية. ويشمل ذلك الفوز الشهير لويلز في ربع نهائي كأس أوروبا 2016.
لكن منتخب «التنين الأحمر» لم يكن على حاله أمام بلجيكا، مع إبقاء غاريث بيل على مقاعد الاحتياط من قبل المدرب روبرت بايدج في مسعاه للحفاظ على لياقته قبل المونديال، في حين غاب آرون رامزي وبن ديفيس بسبب الإصابة. وشارك إدين هازارد لاعب ريال مدريد الإسباني أساسياً في المباراة ولعب 65 دقيقة. وقال قائد المنتخب البلجيكي الذي لم يلعب كثيراً في الدوري الإسباني: «أنا سعيد للعب كأساسي. هل كنت مطمئناً (حيال أدائي)؟ لست بحاجة إلى الاطمئنان لأنني أعرف ما يمكنني فعله. الأمر متروك لي الآن لألعب أكبر عدد ممكن من الدقائق والوصول إلى كأس العالم في حالة جيدة».
وشهدت المباراة طرد المدرب الإسباني لبلجيكا روبرتو مارتينيز في الوقت المحتسب بدل الضائع. وقال مارتينيز إن كيفن دي بروين هو «صانع الألعاب الأكثر روعة» في عالم كرة القدم. ويأتي هذا الفوز لبلجيكا مع غياب مهاجم إنتر ميلان الإيطالي روميلو لوكاكو بسبب الإصابة. وبهذا الفوز، تمركز منتخب «الشياطين الحمر» خلف هولندا ثانياً مع 10 نقاط، فيما تذيلت ويلز الترتيب بنقطة وحيدة، وبالتالي على ويلز الفوز على بولندا في كارديف لتفادي الهبوط إلى المستوى الثاني.