القلق يلفّ مخيم نهر البارد بشمال لبنان: 25 شخصاً على متن القارب

شقيق أحد المفقودين: المركب لم يكن ملائماً... والرياح دفعته إلى المياه السورية

TT

القلق يلفّ مخيم نهر البارد بشمال لبنان: 25 شخصاً على متن القارب

يلف الحزن العميق مخيم «نهر البارد» للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. بعض البيوت اتشحت بالسواد، وقد تأكدت من وفاة أحد أفراد العائلة أو أكثر، في حادثة غرق مركب غادر لبنان باتجاه إيطاليا، لكن الأمواج قذفته قبالة السواحل السورية.
على متن الزورق مهاجرون غير نظاميين، لبنانيون، سوريون وفلسطينيون. يقدر عدد الفلسطينيين بينهم من مخيم نهر البارد بـ25 شخصاً من أصل 120 أو 170 شخصاً، حيث إن عدد الركاب الكلي لا يزال غير محدد.
وبدأ العثور على جثث الركاب الغارقين في البحر قبالة ساحل طرطوس بعد ظهر يوم الخميس. وبلغ عدد الجثث حتى كتابة هذه السطور، 80 جثماناً، بحسب الشيخ هيثم السعيد، الذي لا يزال يبحث عن أخيه الأصغر عبد الله السعيد وهو في ثلاثيناته، فَقَدَ عمله وأمله، وغادر مع من غادروا، ولم يعثر عليه بعد.
من عزاء إلى آخر، يتنقل الشيخ هيثم السعيد في المخيم، يتابع أخبار الناجين بقلق، بانتظار أن يرد اسم شقيقه، الذي ترك خلفه زوجة وثلاثة أولاد. «لم يأخذ عائلته معه، لكنه كان يشعر بشيء من الأمان لأن قبطان المركب اصطحب معه زوجته وأولاده وأخته، وثمة صلة قرابة تربط زوجة أخي بهم، وهم جميعهم بمن فيهم القبطان لم يعثر عليهم».
ومع أن الأخبار تقول إن القبطان هرب حين وقعت الواقعة، إلا أن السعيد يعتبر أن الشائعات كثيرة، وأن العائلة بأكملها على الأرجح هي في عداد المفقودين.
ينفي السعيد علمه بنية أخيه الهرب بهذه الطريقة، وهو على أي حال لم يكن ليرتعد. «اليأس يجعل الإنسان ينسى الخطر»، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» «أن المركب لم يكن ملائماً. كان غير صالح للسفر وقطع مسافة كبيرة، وقد تمكن القبطان من الوصول إلى خارج المياه الإقليمية اللبنانية، لكن الزورق هناك تعرض لضربات كثيرة بسبب الموج والرياح، ومع ثقل الأوزان، عادت المياه لتقذف بهم باتجاه سوريا. لقد قامروا بأرواحهم. تجار الموت خدعوهم والفقر سهل الأمر. أنا أتهم التجار ومن يتغاضى عن التجار».
يقدر السعيد عدد الذين ركبوا البحر من مخيم نهر البارد بالمئات، فسكان المخيم يبلغون 35 ألفاً، وبالتالي عدد الذين جازفوا بركوب قوارب الموت ليسوا كثرة نسبة إلى اللبنانيين والسوريين.
أرسل المخيم وفداً سياسياً رسمياً إلى سوريا، لتدبر أمر الضحايا، وكذلك فرقة إسعاف من «جمعية الشفاء الطبية» صارت موجودة في مستشفى الباسل في طرطوس، للوقوف على التطورات. هؤلاء على تواصل مستمر بأهل المخيم وعائلات الضحايا بشكل خاص.
يقول الشيخ سعيد: «لم يعثر إلا على عشرين ناجياً بينهم ثلاثة من الفلسطينيين، لا يزالون في المستشفى». ويتوقع أن يكون 12 جثماناً لفلسطينيين بين الجثامين، لم يتم التأكد من هويتهم. وأمس بعد الظهر، كانت ثلاثة جثامين لفلسطينيين عُثِر عليها، قد وصلت إلى الحدود اللبنانية السورية، وذهبت العائلات للقاء الأحبة وقد غادروهم أحياءً وعادوا جثثاً، بينهم أب وابنه الوحيد، إضافة إلى شاب في مقتبل العمر.
وبدأت عائلات في لبنان يوم الجمعة تشييع الضحايا، بينها عائلة التلاوي، التي تم إنقاذ ابنها وسام وهو يتلقى العلاج حالياً في أحد مشافي طرطوس، فيما توفيت ابنتاه (خمس وتسع سنوات) ولا تزال زوجته مع طفلين آخرين في عداد المفقودين.
وتسلمت العائلة، وفق ما روى أحمد، شقيق وسام، جثة الطفلتين وجرى تشييعهما في مسقط رأسيهما في منطقة عكار (شمال لبنان). وقال أحمد لوكالة «الصحافة الفرنسية» عبر الهاتف: «استيقظنا ولم نجد شقيقي، العامل في شركة تنظيفات»، مضيفاً: «لم يقو على تأمين قوت يومه»، فذهب بحثاً عن حياة أخرى.
ولم يتم التعرف بعد، وفق وزير الأشغال اللبناني علي حمية، على هوية غالبية الجثث لعدم العثور على أوراق ثبوتية معهم. وتوجه وفد من أهالي الضحايا إلى سوريا برفقة بعثة من الصليب الأحمر اللبناني للتعرف على أقربائهم، فيما تجمع العشرات عند معبر العريضة الحدودي مع سيارات إسعاف بانتظار وصول جثث الضحايا.


مقالات ذات صلة

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

المشرق العربي رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

رحيل الموسيقار اللبناني إيلي شويري

تُوفّي الموسيقار اللبناني إيلي شويري، عن 84 عاماً، الأربعاء، بعد تعرُّضه لأزمة صحية، نُقل على أثرها إلى المستشفى، حيث فارق الحياة. وأكدت ابنته كارول، لـ«الشرق الأوسط»، أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن تعلم به العائلة، وأنها كانت معه لحظة فارق الحياة.

فیفیان حداد (بيروت)
المشرق العربي القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

القضاء اللبناني يطرد «قاضية العهد»

وجّه المجلس التأديبي للقضاة في لبنان ضربة قوية للمدعية العامة في جبل لبنان القاضية غادة عون، عبر القرار الذي أصدره وقضى بطردها من القضاء، بناء على «مخالفات ارتكبتها في إطار ممارستها لمهمتها القضائية والتمرّد على قرارات رؤسائها والمرجعيات القضائية، وعدم الامتثال للتنبيهات التي وجّهت إليها». القرار التأديبي صدر بإجماع أعضاء المجلس الذي يرأسه رئيس محكمة التمييز الجزائية القاضي جمال الحجار، وجاء نتيجة جلسات محاكمة خضعت إليها القاضية عون، بناء على توصية صدرت عن التفتيش القضائي، واستناداً إلى دعاوى قدمها متضررون من إجراءات اتخذتها بمعرض تحقيقها في ملفات عالقة أمامها، ومخالفتها لتعليمات صادرة عن مرجع

يوسف دياب (بيروت)
المشرق العربي جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

جعجع: فرص انتخاب فرنجية للرئاسة باتت معدومة

رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن فرص انتخاب مرشح قوى 8 آذار، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، «باتت معدومة»، مشيراً إلى أن الرهان على الوقت «لن ينفع، وسيفاقم الأزمة ويؤخر الإصلاح». ويأتي موقف جعجع في ظل فراغ رئاسي يمتد منذ 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس، وحالت الخلافات السياسية دون الاتفاق على شخصية واحدة يتم تأمين النصاب القانوني في مجلس النواب لانتخابها، أي بحضور 86 نائباً في دورة الانتخاب الثانية، في حال فشل ثلثا أعضاء المجلس (86 نائباً من أصل 128) في انتخابه بالدورة الأولى. وتدعم قوى 8 آذار، وصول فرنجية إلى الرئاسة، فيما تعارض القوى المسيحية الأكثر

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

بخاري يواصل جولته على المسؤولين: الاستحقاق الرئاسي شأن داخلي لبناني

جدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، وليد بخاري، تأكيد موقف المملكة من الاستحقاق الرئاسي اللبناني بوصفه «شأناً سياسياً داخلياً لبنانياً»، حسبما أعلن المتحدث باسم البطريركية المارونية في لبنان بعد لقاء بخاري بالبطريرك الماروني بشارة الراعي، بدأ فيه السفير السعودي اليوم الثاني من جولته على قيادات دينية وسياسية لبنانية. وفي حين غادر السفير بخاري بكركي من دون الإدلاء بأي تصريح، أكد المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي وليد غياض، أن بخاري نقل إلى الراعي تحيات المملكة وأثنى على دوره، مثمناً المبادرات التي قام ويقوم بها في موضوع الاستحقاق الرئاسي في سبيل التوصل إلى توافق ويضع حداً للفراغ الرئا

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

شيا تتحرك لتفادي الفراغ في حاكمية مصرف لبنان

تأتي جولة سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا على المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية في سياق سؤالها عن الخطوات المطلوبة لتفادي الشغور في حاكمية مصرف لبنان بانتهاء ولاية رياض سلامة في مطلع يوليو (تموز) المقبل في حال تعذّر على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل هذا التاريخ. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية ووزارية أن تحرك السفيرة الأميركية، وإن كان يبقى تحت سقف حث النواب على انتخاب رئيس للجمهورية لما للشغور الرئاسي من ارتدادات سلبية تدفع باتجاه تدحرج لبنان من سيئ إلى أسوأ، فإن الوجه الآخر لتحركها يكمن في استباق تمدد هذا الشغور نحو حاكمية مصرف لبنان في حال استحال عل

محمد شقير (بيروت)

بلينكن: الهدنة في غزة انتهت لأن «حماس» تراجعت عن التزاماتها

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال حضوره مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال حضوره مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي (رويترز)
TT

بلينكن: الهدنة في غزة انتهت لأن «حماس» تراجعت عن التزاماتها

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال حضوره مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال حضوره مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي (رويترز)

أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الجمعة، على ضرورة الاستمرار في بذل الجهود الدبلوماسية لوقف القتال في غزة.

وأضاف بلينكن، في تصريحات للصحافيين خلال مغادرته دبي، أن الهدنة في غزة انتهت لأن «(حماس) تراجعت عن التزاماتها».

وتابع: «رأينا إسرائيل تتخذ خطوات لإبلاغ المدنيين في غزة بالمناطق الآمنة وكيف يمكنهم الابتعاد عن الأذى».

وقال وزير الخارجية الأميركي إنه التقى اليوم، على هامش مشاركته في مؤتمر الأطراف «كوب 28» في دبي، كثيراً من نظرائه ومسؤولين آخرين، وبحث معهم الوضع في غزة والسعي نحو سلام دائم.

واستأنفت القوات الإسرائيلية القتال في قطاع غزة صباح الجمعة بعد انتهاء هدن قصيرة لتبادل الأسرى استمرت مدة أسبوع.

وصرح خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» أن الحركة عرضت الإفراج عن جميع أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم، مقابل الإفراج عن جثامين عائلة بيبرس (أحد المحتجزين في غزة) التي لاقت حتفها في قصف إسرائيلي، والأب نفسه ليشارك في دفن عائلته، لكن إسرائيل لم تستجب، على حد قوله.


«حزب الله» يستهدف جنوداً إسرائيليين في محيط موقع جل العلام

صورة لجدار حدودي في بلدة مروحين بالقرب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (رويترز)
صورة لجدار حدودي في بلدة مروحين بالقرب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (رويترز)
TT

«حزب الله» يستهدف جنوداً إسرائيليين في محيط موقع جل العلام

صورة لجدار حدودي في بلدة مروحين بالقرب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (رويترز)
صورة لجدار حدودي في بلدة مروحين بالقرب من الحدود مع إسرائيل في جنوب لبنان (رويترز)

أعلن «حزب الله» اللبناني اليوم (الجمعة) أنه استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين في محيط موقع جل العلام الإسرائيلي على الشريط الحدودي دعماً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بحسب «وكالة أنباء العالم العربي».

واستؤنف صباح اليوم القصف والاشتباكات بين القوات الإسرائيلية وفصائل فلسطينية مسلحة في شمال قطاع غزة وجنوبه بعد هدنة استمرت سبعة أيام.

وقال «حزب الله» في بيان إن مقاتليه استهدفوا الجنود الإسرائيليين في محيط موقع ‏جل العلام «بالأسلحة المناسبة»، لكنه لم يذكر ما إذا كان الهجوم قد أسفر عن سقوط قتلى أو جرحى.

كما أكد الحزب أنه يتحلى باليقظة والجاهزية، وفقاً لـ«رويترز».

وذكر الجيش الإسرائيلي، من جهته، أنه اعترض «هدفاً جوياً» عبر من لبنان إلى إسرائيل بعد إطلاق صفارات الإنذار من احتمال قدوم صواريخ في عدة بلدات بشمال إسرائيل قرب الحدود اللبنانية، مما دفع السكان إلى الفرار بحثاً عن مأوى.

وفي أسوأ أعمال قتالية بينهما منذ حرب عام 2006، تبادل «حزب الله»، المدعوم من إيران، وإسرائيل إطلاق النار لأسابيع عبر الحدود بعد اندلاع الحرب بين «حماس» وإسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول). وفي انعكاس للوضع في قطاع غزة، توقفت الأعمال القتالية الأسبوع الماضي عندما وافقت «حماس» وإسرائيل على هدنة انتهت يوم الجمعة.

وقال النائب حسن فضل الله القيادي في «حزب الله»: «على المستوى اللبناني نحن معنيون أن نواجه هذا التحدي، وأن نكون يقظين، وأن نكون دائماً جاهزين لمواجهة أي احتمال وأي خطر يحضر ببلدنا».

وأضاف للصحافيين: «لا يظن أحد أن لبنان بمنأى عن الاستهداف الصهيوني، وأن المجريات في غزة لا يمكن أن تؤثر على الوضع الموجود في لبنان».

وشن «حزب الله» هجمات صاروخية شبه يومية على المواقع الإسرائيلية على الحدود، في حين شنت إسرائيل ضربات بالطائرات والمدفعية في جنوب لبنان خلال العمليات القتالية التي بدأت في الثامن من أكتوبر.

كما شن مسلحون من «حماس» وحركة «الجهاد» الفلسطينية متمركزون في لبنان، هجمات من الأراضي اللبنانية.

وقُتل نحو 100 شخص في لبنان خلال الأعمال القتالية، 80 منهم من مقاتلي «حزب الله». وفر عشرات الآلاف من منازلهم على جانبي الحدود.

وكان القتال هو الأسوأ منذ حرب عام 2006 بين «حزب الله» وإسرائيل.


الأردن يدعو المجتمع الدولي لمنع إسرائيل من «ارتكاب مجازر ونكبات» في غزة

نقل الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة إلى مستشفى في خان يونس (أ.ب)
نقل الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة إلى مستشفى في خان يونس (أ.ب)
TT

الأردن يدعو المجتمع الدولي لمنع إسرائيل من «ارتكاب مجازر ونكبات» في غزة

نقل الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة إلى مستشفى في خان يونس (أ.ب)
نقل الفلسطينيين المصابين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة إلى مستشفى في خان يونس (أ.ب)

حض عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني اليوم (الجمعة)، المجتمع الدولي على منع إسرائيل من «ارتكاب مجازر ونكبات» لا يمكن تحمل تبعاتها بعد تجدد القتال بين إسرائيل وحركة «حماس»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وكان الملك عبد الله يتكلم خلال لقاء مع رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك في دبي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28)، وفق ما جاء في بيان صادر عن الديوان الملكي.

وحضّ الملك عبد الله المجتمع الدولي على الانتباه «لخطورة الإجراءات التي تقدم عليها إسرائيل ومنعها من ارتكاب مجازر ونكبات لا يمكن لأحد أن يتقبلها أو يتحمل تبعاتها».

وحذّر من «النتائج الكارثية لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستهداف مناطق مكتظة بالسكان»، ودعا إلى «الضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار، ووقف التهجير القسري لأهالي غزة».

ودانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان «استئناف الحرب العدوانية الإسرائيلية العبثية على قطاع غزة».

ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سفيان القضاة تعبيره عن «رفض وإدانة المملكة الشديدين لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة».

وطالب المجتمع الدولي بـ«ردع إسرائيل من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد المدنيين، ووقف حربها العبثية»، عادا أن «استئناف القصف الإسرائيلي على غزة يفاقم الكارثة الإنسانية في القطاع».

وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش من صباح الجمعة الهدنة التي بدأ سريانها بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، واستؤنفت العمليات العسكرية.

وأتاحت الهدنة إطلاق سراح 80 رهينة إسرائيلية و240 أسيرا فلسطينيا. كذلك أطلِق سراح أجانب معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، من خارج إطار اتفاق الهدنة.

في وسط عمان، شارك نحو 2500 شخص في مظاهرة الجمعة رافعين لافتات كتب على بعضها «الوحدة والمقاومة، طريق التحرير» و«فلسطين ستنتصر»، إضافة إلى «كلنا مع المقاومة»، إلى جانب أعلام أردنية وفلسطينية، وفقا لمصور في «وكالة الصحافة الفرنسية».

وهتف متظاهرون «سمع خبر كل الناس، كل الأردن مع حماس»، و«محمد ضيف قائد أركان، بدنا تزلزل هالكيان (إسرائيل)».

وشهد الأردن مظاهرات تضامنية مع الفلسطينيين على مدى الأسابيع الماضية طالبت بإغلاق سفارة إسرائيل وإلغاء معاهدة السلام لعام 1994.

واستدعت عمّان مطلع نوفمبر سفيرها لدى إسرائيل، كما أبلغت تل أبيب بعدم إعادة سفيرها الذي سبق أن غادر المملكة.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» بعدما شنّت الأخيرة هجوما غير مسبوق في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على الدولة العبرية تسبّب بمقتل 1200 شخص، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وأطلقت إسرائيل عقب الهجوم حملة من القصف المدمّر على غزة ترافقت منذ 27 أكتوبر مع عمليات برية واسعة، قتل نتيجتها زهاء 15 ألف شخص في القطاع المحاصر، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام حكومة «حماس».


«كتائب القسام» تعلن قصف تجمعات للقوات الإسرائيلية في غزة

إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

«كتائب القسام» تعلن قصف تجمعات للقوات الإسرائيلية في غزة

إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
إطلاق صواريخ من غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)

قالت «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، إنها قصفت، الجمعة، تجمعات للقوات الإسرائيلية في مدينة غزة، في حين أعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية في المدينة.

وذكرت «كتائب القسام» في حسابها على «تلغرام» أنها استهدفت تجمعات للقوات الإسرائيلية في شمال مدينة غزة وجنوبها «بعشرات قذائف (الهاون) من العيار الثقيل».

وأضافت أن مقاتليها استهدفوا قوة إسرائيلية راجلة متمركزة داخل مبنى في بيت حانون في شمال قطاع غزة بـ4 قذائف مضادة للأفراد والتحصينات، وفق ما نقلته «وكالة أنباء العالم العربي».

أما «سرايا القدس»، فقالت على «تلغرام» إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع الجنود الإسرائيليين في محيط مستشفى الرنتيسي بحي النصر في مدينة غزة.

وانتهت، الجمعة، الهدنة التي أوقفت القتال بين إسرائيل و«حماس» لمدة 7 أيام. واستؤنفت الأعمال القتالية على الفور، فقصفت القوات الإسرائيلية مناطق عدة في القطاع المحاصر، ما أوقع أكثر من 100 قتيل، وفق حكومة «حماس»، في حين أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ باتجاه إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، قصف «أكثر من 200 هدف إرهابي» في غزة منذ نهاية الهدنة.


مدير «الصحة العالمية» يعبر عن قلقه من استئناف القتال في غزة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - د.ب.أ)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

مدير «الصحة العالمية» يعبر عن قلقه من استئناف القتال في غزة

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - د.ب.أ)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس (أرشيفية - د.ب.أ)

عبّر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، عن قلقه البالغ إزاء تجدد القتال في قطاع غزة.

وقال غيبريسوس، في حسابه على منصة «إكس»: «قلقون للغاية من استئناف القتال في غزة. لقد شلّت الأعمال القتالية المستمرة النظام الصحي، ولا متسع لأن تفقد غزة مزيداً من المستشفيات أو الأسرّة داخل المستشفيات».

وتابع مدير منظمة الصحة العالمية: «نحتاج إلى وقف إطلاق النار وقفاً صامداً، وقفاً يتطور إلى سلام»، وفقاً لـ«وكالة أنباء العالم العربي».

واستأنفت القوات الإسرائيلية القتال في قطاع غزة صباح الجمعة بعد انتهاء هدن قصيرة لتبادل الأسرى استمرت مدة أسبوع، وبدأ الطيران الحربي الإسرائيلي في قصف أهداف متعددة جميع أنحاء قطاع غزة.

ومن ناحيتها، أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ في اتجاه مستوطنات غلاف غزة، مع استمرار المواجهات المباشرة مع القوات الإسرائيلية في مناطق شمال قطاع غزة.


الجيش الإسرائيلي يقصف «200 هدف» في غزة ويُصدر «خريطة إخلاء»

الدخان يتصاعد في رفح مع استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في رفح مع استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يقصف «200 هدف» في غزة ويُصدر «خريطة إخلاء»

الدخان يتصاعد في رفح مع استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة (أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد في رفح مع استئناف إسرائيل قصفها قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم (الجمعة)، قصف «أكثر من 200 هدف إرهابي» في غزة اليوم منذ نهاية الهدنة.

وقال الجيش في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»: «عقب انتهاك (حماس) لوقف العمليات وللتهدئة، استؤنف القتال في قطاع غزة. منذ الساعة السابعة صباحاً، قصف الجيش الإسرائيلي أكثر من 200 هدف إرهابي».

وأضاف الجيش: «قامت القوات البرية والجوية والبحرية خلال الساعات القليلة الماضية بقصف أهداف إرهابية في شمال قطاع غزة وجنوبه، بما في ذلك في خان يونس ورفح».

ونشر الجيش، الجمعة، خريطة لما سماها «مناطق الإخلاء» في قطاع غزة التي يفترض بالسكان إخلاؤها، وذلك بعد مطالبة دولية بإنشاء مناطق آمنة وطلب أميركي بتجنب قتل المدنيين.

وانتهت، الجمعة، الهدنة التي أوقفت القتال بين إسرائيل وحركة «حماس» لمدة سبعة أيام. واستؤنفت الأعمال القتالية على الفور، فقصفت القوات الإسرائيلية مناطق عدة في القطاع المحاصر، ما أوقع أكثر من مائة قتيل، وفق حكومة «حماس»، في حين أطلقت الفصائل الفلسطينية صواريخ باتجاه إسرائيل.

وتقسّم الخريطة المكتوبة باللغة العربية قطاع غزة إلى مئات القطاعات المرقّمة، وهي متاحة على الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي.

وقال الجيش إن الهدف من الخريطة هو تمكين السكان من «إخلاء أماكن محددة حفاظاً على سلامتهم إذا لزم الأمر».

وتمّ إرسال تحذيرات عبر رسائل نصية قصيرة إلى سكان في مناطق متعددة من قطاع غزة، الجمعة، تفيد بأن الجيش سيبدأ «هجوماً عسكرياً ساحقاً على منطقة سكنك بهدف القضاء على منظمة (حماس) الإرهابية».

وشمل التحذير مناطق جباليا والشجاعية وزيتون والبلدة القديمة في غزة، وخربة خزاعة، وعبسان، وبني سهيلا ومعن، وغيرها.

وقال الجيش: «انتهى موعد وقف إطلاق النار... الجيش سوف يضرب المنطقة بقوة شديدة... استمرار وجودكم في أماكن سكنكم خطير جداً!». وبعد نحو 10 دقائق بدأت الانفجارات في هذه الأماكن.

وتقول وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» في القطاع إن أكثر من 15 ألف شخص قُتلوا في الأسابيع السبعة من الحرب قبل بدء العمل بالهدنة في 24 نوفمبر (تشرين الثاني).


حملات تستهدف «اليونيفيل» تحسباً لتوسيع مهامها في جنوب لبنان

أفراد من القوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)
أفراد من القوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)
TT

حملات تستهدف «اليونيفيل» تحسباً لتوسيع مهامها في جنوب لبنان

أفراد من القوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)
أفراد من القوات الدولية في جنوب لبنان (رويترز)

رفعت العمليات العسكرية التي شهدها جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله»، منسوب التوتّر القائم بين الحزب وقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، حيث اتهم الحزب القوة بـ«تجاهل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان التي أودت بحياة مدنيين وإعلاميين». وتبدو العلاقة بين الطرفين مرشّحة لمزيد من التأزم، في ظلّ معلومات تتحدّث عن ضغوط دولية تدفع باتجاه «تنفيذ كامل» للقرار 1701 وسحب المسلحين من المنطقة الحدودية ومنح «اليونيفيل» صلاحيات مطلقة جنوبي مجرى نهر الليطاني.

ودأب «حزب الله» على مهاجمة قوة الطوارئ الدولية، واتهمها بـ«الانحياز لإسرائيل وعدم تسليط الضوء على اعتداءاتها التي تطال البلدات اللبنانية، التي أدت إلى سقوط عشرات الضحايا بينهم مدنيون وصحافيون». ودانت العلاقات الإعلامية في «حزب الله»، في بيان سابق، «الانحياز الأعمى والتجاهل المقصود والمتعمّد من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)، ومن قبل الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض، ومن قبل عدد من وسائل الإعلام العالمية، الذين امتنعوا عمداً عن تسمية الجهة التي أطلقت النار وقتلت الصحافي الشهيد عصام خليل العبد الله وجرحت عدداً آخر من الصحافيين من جنسيات متعدّدة».‏

وتواجه «اليونيفيل» تعقيدات كبيرة في تعاملها مع مؤيدي «حزب الله» في الجنوب، خصوصاً بعد التعديلات التي أدخلها مجلس الأمن على مهامها، وأجاز لها حريّة التحرّك وتسيير دوريات وإجراء عمليات تفتيش من دون التنسيق مع الجيش اللبناني، ما أدى إلى تفاقم المشكلة بين الطرفين خلال الأسابيع التي شهدت تبادلاً للقصف على الجانبين اللبناني والإسرائيلي، ورأى مصدر ميداني في جنوب لبنان، أن «التوتر الذي يشوب العلاقة بين الطرفين ليس وليد الأحداث الأخيرة، بل هو قائم منذ انتهاء حرب تموز (يوليو) 2006 وصدور القرار 1701، الذي حظر أي وجود مسلّح جنوب الليطاني باستثناء الجيش اللبناني والقوة الدولية.

وأوضح المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «(حزب الله) وجمهوره غير مطمئنين إلى دور هذه القوات التي يعتبرون أنها «تتشدد في مراقبة البلدات الجنوبية، وتطبيق مندرجات القرار 1701 على الجانب اللبناني، وتغض النظر عن مئات الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية براً وبحراً وجوّاً»، واستدرك المصدر بالقول إن «قوات (اليونيفيل) تنفّذ المهام الموكلة إليها من مجلس الأمن الدولي، وليست بوارد افتعال إشكالات مع الأهالي أو أي جهة حزبية في جنوب لبنان، وهي في أحيان كثيرة تخضع للضغوط لتجنّب الاحتكاك مع مناصري الحزب في منطقة عملياتها».

وفي رفض مطلق لتعزيز دور قوة الطوارئ، أو فرض قيود على وجود الحزب في مناطق عمل هذه القوة، رأى مصدر مطلع على أجواء «حزب الله» أن الأخير «يرفض بالمطلق أي بحث بدوره العسكري والأمني في نقاط المواجهة مع إسرائيل، أو أي تغيير في مهام (اليونيفيل) كي لا يعرضها للخطر». وأكد المصدر الذي رفض ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أن «الحادث الذي حصل مع الدورية الآيرلندية في منطقة العاقبية (وأدى إلى مقتل جندي آيرلندي وجرح ثلاثة من رفاقه)، هو عبارة عن رسالة إلى قوات الطوارئ بأن ما كتب على الورق (في القرار 1701) غير قابل للتنفيذ على الأرض، وأعتقد أن الجماعة (اليونيفيل) فهموا الرسالة»، مشدداً على أن «الأجواء السائدة في الجنوب خصوصاً بعد التطورات العسكرية الأخيرة، تفيد بأن وضع لبنان مرتبط بحلّ شامل على مستوى المنطقة يبدأ في غزّة ولا ينتهي في جنوب لبنان، ويفترض بالدول المعنية ألّا تحمّل القوات الدولية عبئاً يفوق قدراتها».

الحملات التي تطال القوات الدولية تزامنت مع معلومات تحدّثت عن نيّة دولٍ كبرى بإدخال تعديلات على القرار 1701 وخلق منطقة عازلة في الجنوب، إلّا أن سفير لبنان السابق في واشنطن الدكتور رياض طبارة استبعد هذه الفرضيّة، وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تعديل مهام هذه القوات سيغيّر طبيعة عملها ودورها، وعندها لا تبقى مجرّد قوات لحفظ السلام، بل يصبح باستطاعتها استخدام القوة ليس دفاعاً عن النفس فحسب، ويمكن أن تتحوّل إلى قوّة ضاربة تنفذ مهمات أمنية وعسكرية، وربما تجري اعتقالات أو تدخل مناطق وتجري تفتيشاً لإحباط مخطط أمني ما، لكن هذا الاحتمال ضعيف جداً، وستكون له تداعيات كبيرة».

وقال طبارة: «إذا كان لا بد من تعديل في مهام (اليونيفيل) سيكون تعديلاً طفيفاً، لكنه سيواجه برفض مطلق». أما بشأن المنطقة العازلة التي تريدها إسرائيل، فشدد طبارة على «استحالة توفير منطقة عازلة إلّا بتوافق الطرفين (لبنان وإسرائيل)، وأن تكون على الجانبين اللبناني والإسرائيلي وليس من جهة واحدة».


مسيّرة تستهدف مركزاً لميليشيا إيرانية في البوكمال

صورة من شريط فيديو لغارة جوية أميركية على مستودع أسلحة في شرق سوريا في 8 نوفمبر 2023 (أ.ب)
صورة من شريط فيديو لغارة جوية أميركية على مستودع أسلحة في شرق سوريا في 8 نوفمبر 2023 (أ.ب)
TT

مسيّرة تستهدف مركزاً لميليشيا إيرانية في البوكمال

صورة من شريط فيديو لغارة جوية أميركية على مستودع أسلحة في شرق سوريا في 8 نوفمبر 2023 (أ.ب)
صورة من شريط فيديو لغارة جوية أميركية على مستودع أسلحة في شرق سوريا في 8 نوفمبر 2023 (أ.ب)

في استهداف جديد للميليشيات الإيرانية في سوريا، تعرض مقر تابع لها في مدينة البوكمال، لهجوم من طائرة مسيّرة، يُرجح أنها أميركية، فيما تواصل قوات التحالف الدولي تعزيز قواتها في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، على ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان».

ودوّى انفجار عنيف في مقر لميليشيا إيرانية بعد هجوم مسيرة، في حي الكورنيش بمدينة البوكمال في الجهة المقابلة لنهر الفرات.

وكان «المرصد السوري» رصد بتاريخ 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الفائت، مقتل 4 أشخاص، بينهم عراقي الجنسية والبقية من الدفاع الوطني العاملين مع الميليشيات الموالية لإيران، نتيجة استهداف سيارة تقلهم من طائرة مسيرة قرب الحدود السورية - العراقية.

وكانت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش» المتمركزة على حدود نهر الفرات في سوريا تعرضت لهجوم صاروخي، الأربعاء الماضي.

وتعرضت القوات الأميركية لما لا يقل عن 74 هجوماً منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول). وفي المقابل، نفذت الطائرات الحربية الأميركية، 9 استهدافات على مواقع ونقاط وآليات تابعة للميليشيات الإيرانية بدير الزور، منذ الحرب الإسرائيلية على غزة، متسببة بمقتل 17 من العسكريين وإصابة 10 آخرين منهم على الأقل، فضلاً عن تدمير وإصابة سلاح وذخائر وآليات.

وهبطت، الجمعة، طائرة شحن كبيرة تابعة للقوات الأميركية في قاعدة «خراب الجير» بريف رميلان شمال الحسكة، تحمل تعزيزات عسكرية ولوجيستية إلى القواعد الأميركية في المنطقة.

تزامناً مع ذلك، شهدت قاعدة «خراب الجير» نشاطاً في هبوط وإقلاع المروحيات الأميركية، في حين استقدمت القوات الأميركية تعزيزات عسكرية عن طريق الجو بمعدل 13 طائرة منذ حرب غزة، والتصعيد من قبل الميليشيات المدعومة من إيران على القواعد الأميركية منتصف أكتوبر الفائت.

وكان «المرصد السوري» رصد، الخميس، هبوط 3 طائرات شحن مروحية، خلال 24 ساعة في القواعد الأميركية في شمال شرقي سوريا، تحمل معدات عسكرية ولوجيستية إلى القواعد، حيث أفرغت طائرة حمولتها في قرية «خراب الجير» بريف الحسكة، تزامناً مع تحليق حربي لـ«التحالف» لحماية طائرة الشحن، ثم ذهب قسم من التعزيزات إلى «مساكن الجبسة» التابعة لمدينة الشدادي جنوب الحسكة.

وسمعت أصوات انفجارات متتالية في القاعدة الأميركية في ريف الحسكة، خلال الساعات الفائتة، نتيجة إجراء تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في قاعدة «تل بيدر» التي تتمركز ضمنها القوات الأميركية، وسط ضرب أهداف وهمية لرفع الجاهزية القتالية لقواتها.


الحرب عادت «بشراسة» في غزة... طوابير طويلة من الفارّين والمستشفيات مكتظة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)
TT

الحرب عادت «بشراسة» في غزة... طوابير طويلة من الفارّين والمستشفيات مكتظة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء هدنة استمرت 7 أيام بين إسرائيل و«حماس» (د.ب.أ)

في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، يصيح رجل وسط ركام منزله بعد غارة جوية إسرائيلية «أين أولادي؟ حرام يا عالم... أين الأولاد؟»، وفق تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

في القطاع الفلسطيني المحاصر، «عادت الحرب بكل شراسة» اليوم (الجمعة)، وفق ما قال أنس أبو دقة (22 عاماً) الذي خسر هو أيضاً منزله.

مع انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» صباح اليوم، واستئناف العمليات العسكرية، بدأ الفلسطينيون من رجال ونساء وأطفال الفرار مجدداً.

وانتهت عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش الهدنة التي بدأ سريانها بين حركة «حماس» وإسرائيل في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأتاحت إطلاق سراح عشرات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، لقاء ثلاثة أضعاف عددهم من الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار بعد غارة جوية إسرائيلية على خان يونس (د.ب.أ)

استأنفت إسرائيل في تمام الساعة السابعة بالتوقيت المحلي عمليات القصف التي شنّتها بصورة متواصلة على مدى 7 أسابيع قبل الهدنة، وبدأ سكان غزة بالفرار بأعداد غفيرة.

ويهرب سكان القطاع على دراجات نارية أو هوائية أو في عربات، إنما في معظم الأحيان مشياً، حاملين أكياساً بلاستيكية فيها بعض المقتنيات، ويسيرون في طوابير طويلة تعرقل تقدمها بعض الحوادث وسط الفوضى المخيمة.

«كنا نائمين»

وقالت مروة صالح (47 عاماً)، التي فرّت من غزة إلى مدينة خان يونس (جنوب): «القصف في كل مكان، ولا يوجد أكل ولا شرب ولا ملابس، المحلات فارغة، والجو بارد، والمعبر مغلق» إلى مصر.

وتساءلت متحدثة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «متى سينظر لنا العالم على أننا بشر؟ أنا وعائلتي مدنيون ولسنا طرفاً في هذه الحرب».

وتعهدت إسرائيل «بالقضاء» على حركة «حماس» رداً على هجوم غير مسبوق شنّته الحركة داخل أراضي الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) أوقع 1200 قتيل، معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول من الهجوم، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وردّت إسرائيل بحملة قصف مدمر وهجوم بري واسع النطاق، ما أدى إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل.

وبعد بضع ساعات فقط من انتهاء الهدنة، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة «حماس» سقوط أكثر من ستين قتيلاً، بينهم أطفال جراء القصف الإسرائيلي في قطاع غزة.

ونزح 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة من الشمال، المنطقة الأكثر دماراً، إلى الجنوب، في حين تضررت أكثر من 50 في المائة من المساكن أو دُمرت بالكامل جراء الحرب، وفق الأمم المتحدة.

وفي مستشفى «ناصر» في خان يونس، قال أنس أبو دقة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تعرضت منازلنا للقصف ونحن في داخلها، ولدينا تقريباً 7 إصابات، منازلنا دمرت بكاملها ونحن في داخلها».

وأوضح أحد أقربائه، جميل أبو دقة، وقد ضُمّد رأسه: «كنا في المنزل عندما بدأ القصف. تعرّضنا لقصف جوي». وأضاف: «دمروا دارنا، وهذا منزلنا الثاني الذي يدمر».

فلسطينيون يقومون بإجلاء الناجين من القصف الإسرائيلي في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة اليوم الجمعة (أ.ب)

من جهتها، قالت آمال أبو دقة واضعة حجاباً ملطخاً بالدم: «كنا نائمين في منازلنا حين استهدفوا المنزل فجأة». وأضافت وهي تبكي: «لا أعرف ما حصل بأولادي وبناتي... محوا المنطقة التي نسكن فيها بالكامل».

وتجلس لينا حمدان (10 سنوات) على أحد أسرَّة المستشفى المكتظّ بالمصابين، وتروي باكية: «كنت نائمة حين سمعت دويّ قصف، بدأ أشقائي بالصراخ».

«المستشفى يعمل بـ200 في المائة من طاقته»

وحذّر الناطق باسم اليونيسف، جيمس إدلر، لصحافيين في جنيف عبر اتصال بالفيديو من غزة بأن «عدم التحرك يعطي الضوء الأخضر لقتل الأطفال»، مضيفاً: «من غير المسؤول التفكير بأن هجمات جديدة على الشعب في غزة قد تؤدي إلى أي شيء آخر سوى مذبحة».

وكان إدلر قال في فيديو صُوّر في مستشفى بقطاع غزة ونشره قبل ساعة من انتهاء الهدنة اليوم: «يمكننا منذ الآن سماع دوي قصف، استهدفت ضربة منطقة على مسافة نحو 50 متراً من هنا».

وتابع: «هذا المستشفى هو أكبر مستشفى لا يزال في الخدمة، وهو يعمل حالياً بـ200 في المائة من طاقته، لم يعد بإمكانه ببساطة استقبال مزيد من الأطفال الجرحى جراء الحرب، هناك في كل أرجائه أطفال كانوا نائمين حين سقطت قنبلة على مسافة 50 متراً من هنا».

من جهتها، تقول منال محمد التي نزحت من مدينة غزة وتعيش اليوم مع عشرات الأقرباء في منزل في حي تل السلطان في رفح، إنها لم تعد تدري ما ينبغي أن تفعله.

وشكت لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «ظننّا أن الهدنة ستستمر وسنرجع إلى بيوتنا، لكنهم لا يريدون أن نعيش أصلاً».

وأضافت: «يقولون للناس اذهبوا إلى جنوب قطاع غزة، ثم يقولون للجنوب اذهبوا إلى غرب المدينة، ويقصفون... أين نذهب؟».

ولا تراود مروة صالح سوى فكرة واحدة: «لا أريد أن أموت، ولا أريد أن أفقد أحداً».


المدير العام للصليب الأحمر: انهيار الهدنة يعيد «الكابوس المروع» إلى قطاع غزة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في 1 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في 1 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
TT

المدير العام للصليب الأحمر: انهيار الهدنة يعيد «الكابوس المروع» إلى قطاع غزة

فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في 1 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)
فلسطينيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس في جنوب قطاع غزة بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 7 أيام بين إسرائيل ومسلحي «حماس» في 1 ديسمبر 2023 (د.ب.أ)

قال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبير مارديني، (الجمعة)، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن تجدّد القتال بين حركة «حماس» وإسرائيل بعد هدنة استمرت أسبوعاً، يُعيد «الكابوس المروِّع إلى ما كان عليه» في قطاع غزة.

وعلى هامش مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) في دبي، قال مارديني: «الناس على حافة الانهيار، المستشفيات على حافة الانهيار، وقطاع غزة بأكمله يواجه حالة خطرة جداً».

وقال مارديني إن استئناف القتال يعيد سكان غزة «إلى الكابوس المروع الذي عاشوه قبل سريان الهدنة»، متحدثاً عن «معاناتهم والدمار وخوفهم وقلقهم وظروفهم المعيشية الخطرة».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته قصفت أهدافاً لحركة «حماس» في غزة (الجمعة)، في حين تحدث صحافيون في «وكالة الصحافة الفرنسية» عن غارات جوية استهدفت شمال القطاع وجنوبه. واستؤنفت العمليات العسكرية بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخاً أُطلق من غزة قبل انتهاء مفاعيل الهدنة التي بدأت في 24 نوفمبر (تشرين الثاني)، واستمرت 7 أيام.

وقال مارديني: «لا يوجد مكان آمن يذهب إليه المدنيون»، مشدداً على التحديات التي تواجهها المستشفيات والمنظمات الإنسانية. وقال: «شاهدنا في المستشفيات التي تعمل فيها فرقنا خلال الأيام الماضية، وصول مئات الأشخاص المصابين بجروح خطرة... لقد تجاوز تدفّق الجرحى المصابين بجروح خطرة القدرة الحقيقية للمستشفيات على استيعاب الجرحى وعلاجهم، لذلك فالتحدي هائل».

المساعدات في خطر

خلال الهدنة التي استمرت 7 أيام، أُفرج عن 80 رهينة إسرائيليين، و240 سجيناً فلسطينياً بعد مفاوضات توسطت فيها قطر بدعم من مصر والولايات المتحدة. وأخرجت سيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر كلاً من الرهائن والسجناء.

وقال مارديني: «لقد رأينا حتى الآن أن عمليات الإفراج لم تتم إلا في ظل الهدنة، لأننا نحتاج إلى استيفاء شروط معينة للقيام بذلك... ونحن على استعداد، بصفتنا لجنة دولية، لتسهيل عمليات الإفراج هذه».

يهدد تجدد القتال أيضاً دخول المساعدات إلى غزة بعد نزوح نحو 80 في المائة من سكان القطاع الذين يعانون من نقص الغذاء والمياه وغيرهما من الضروريات الأساسية للبقاء.

وقال مارديني: «مع استئناف الحرب، من المرجح أن ينخفض حجم المساعدات... والأهم من ذلك هو أن المنظمات الإنسانية، مثل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وغيرها مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالات الأمم المتحدة، ستتراجع قدرتها على توصيل المساعدات إلى الناس».

وأضاف: «حتى الناس ستقل قدرتهم على الوصول إلى الأماكن التي يمكنهم تلقي المساعدات فيها».

خلال الهدنة، توقف إطلاق النار في الحرب التي اندلعت إثر هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي نفذته حركة «حماس» داخل إسرائيل، وأدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفق السلطات الإسرائيلية، التي قالت إن «حماس» اقتادت معها أيضاً نحو 240 رهينة.

وتعهدت إسرائيل بالقضاء على «حماس» رداً على الهجوم، وبدأت حملة عسكرية جوية وبرية مدمرة في قطاع غزة أسفرت عن مقتل نحو 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين، وفق حكومة «حماس».