تباين روسي وصيني نادر حول أوكرانيا

موسكو وواشنطن تتبادلان التحذير بشأن استخدام الأسلحة النووية

TT

تباين روسي وصيني نادر حول أوكرانيا

برزت، الجمعة، ملامح تباين نادر في المواقف المعلنة بين موسكو وبكين حول الوضع في أوكرانيا على خلفية خطاب وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال جلسة وزارية في مجلس الأمن، شدد فيه على احترام السيادة الإقليمية للدول، وأكد أهمية «عودة الأطراف إلى الحوار والمفاوضات لتسوية الوضع القائم دون طرح شروط مسبقة». كما أشار إلى التزام بكين «موقفاً عادلاً وموضوعياً» تجاه الأزمة. وقال الناطق الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف إن «روسيا تنطلق من الروح التي سادت خلال لقاء رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين ورئيس الصين شي جينبينغ في سمرقند» أخيراً على هامش اجتماعات مجموعة «شنغهاي» للتعاون.
وأوضح بيسكوف، رداً على طلب الصحافيين التعليق على عبارات الوزير الصيني، أن «الموقف الروسي واضح وهو ينطلق، في الواقع، من نتائج الاجتماع الأخير بين الرئيسين في سمرقند، وهذا هو بالضبط المبدأ الذي يوجه عمل الجانب الروسي، وروسيا تقدر العلاقات مع الصين وتعتزم زيادة تعزيزها في جميع المجالات».
إلى ذلك، وجه دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، تحذيراً قوياً لواشنطن جدد فيه التلويح بقدرات روسيا النووية، رداً على تصريحات القائد السابق للقوات الأميركية في أوروبا بن هوجيز الذي هدد بتوجيه ضربة «ساحقة» للأسطول الروسي والقواعد الروسية في القرم.
وجدد مدفيديف الحديث عن «استعداد روسيا لاستخدام جميع الأسلحة بما في ذلك النووية لحماية أراضيها»، وزاد أن «بعض البلهاء من ذوي رتبة الجنرال يحاولون تخويفنا بالحديث عن هجوم لحلف شمال الأطلسي على شبه جزيرة القرم. من المؤكد أن أسلحتنا الفرط صوتية قادرة على الوصول إلى أهداف في أوروبا وأميركا بشكل أسرع بكثير». وأضاف أنه «يجب على المؤسسة الحاكمة الغربية، وعلى جميع مواطني دول الناتو عموماً، أن يفهموا أن روسيا قد اختارت مسارها. لا يوجد طريق للعودة».
وكان الجنرال الأميركي قد قال إن واشنطن سترد بـ«ضربة مدمرة» على الجيش الروسي «إذا استخدم فلاديمير بوتين أسلحة نووية في أوكرانيا». وأوضح أن الرد من جانب واشنطن «قد لا يكون نووياً» لكنه قد يتجه لـ«تدمير أسطول البحر الأسود أو تدمير القواعد الروسية في شبه جزيرة القرم».
في السياق ذاته، أفادت صحيفة «واشنطن بوست» بأن الإدارة الأميركية أرسلت تحذيرات للكرملين من مغبة استخدام السلاح النووي.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام روسية تقارير غربية تحدثت عن تكثيف واشنطن خلال الفترة الأخيرة إمداد كييف بالمعلومات وخرائط وصور تمركز القوات الروسية بهدف تعزيز العمليات العسكرية الأوكرانية ضدها.
ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية عن تقرير إخباري أميركي أن واشنطن وسّعت تحركاتها لدعم الهجوم الأوكراني المضاد على مناطق تمركز القوات الروسية. وزادت أنه «طوال فترة الحرب، زودت الولايات المتحدة أوكرانيا بمعلومات عن مراكز القيادة ومستودعات الذخيرة وغيرها من النقاط الرئيسية في الخطوط العسكرية الروسية. وسمحت مثل هذه المعلومات الاستخبارية للأوكرانيين باستهداف القوات الروسية، وقتل كبار الجنرالات، ونقل إمدادات الذخيرة بعيداً عن الخطوط الأمامية الروسية».
وحسب التقرير، «ركزت الولايات المتحدة على توفير المواقع والتفاصيل الأخرى حول المقار المتنقلة للجيش الروسي. وقام المسؤولون الأوكرانيون بدمج هذه المعلومات الجغرافية مع معطيات أجهزة استخباراتهم الخاصة، للقيام بضربات مدفعية وهجمات أخرى تستهدف القوات الروسية».


مقالات ذات صلة

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

أوروبا أرشيفية لأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافها بمسيرة أوكرانية (إ.ب.أ)

 روسيا تعلن تدمير 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (الأحد)، إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية دمرت 15 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أميركا اللاتينية قوات روسية بمنطقة كورسك على الحدود مع أوكرانيا (أ.ب)

زيلينسكي: هناك مزيد من الجنود الكوريين الشماليين يقاتلون في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي بدأ في نشر المزيد من الجنود الكوريين الشماليين خلال الهجمات على كورسك بالقرب من الحدود الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يصدر تعليمات لإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه أصدر تعليمات لحكومته بإنشاء آليات لتوريد الغذاء إلى سوريا بالتعاون مع المنظمات الدولية في أعقاب سقوط نظام الأسد.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عربة عسكرية أوكرانية تحمل أسرى يرتدون الزي العسكري الروسي بالقرب من الحدود مع روسيا (أ.ف.ب) play-circle 00:45

زيلينسكي: روسيا تنشر مزيداً من القوات الكورية الشمالية في كورسك

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن موسكو بدأت إشراك «عدد ملحوظ» من القوات الكورية الشمالية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا جنود أوكرانيون يستعدون لتحميل قذيفة في مدفع هاوتزر ذاتي الحركة عيار 122 ملم في دونيتسك أول من أمس (إ.ب.أ)

مسيّرات أوكرانية تهاجم منشأة لتخزين الوقود في وسط روسيا

هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في منطقة أوريول بوسط روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».