إيقاظ «الخلايا النائمة» يمنع عودة السرطان بعد الشفاء

إيقاظ الخلايا النائمة يمنح الأمل في علاج حاسم للسرطان (غيتي)
إيقاظ الخلايا النائمة يمنح الأمل في علاج حاسم للسرطان (غيتي)
TT

إيقاظ «الخلايا النائمة» يمنع عودة السرطان بعد الشفاء

إيقاظ الخلايا النائمة يمنح الأمل في علاج حاسم للسرطان (غيتي)
إيقاظ الخلايا النائمة يمنح الأمل في علاج حاسم للسرطان (غيتي)

قبل عقد من الزمن، وبفضل أدوية تثبط آلية دقيقة داخل الورم، تعرف بـ«العلاجات المستهدفة للجزيئات الصغيرة»، حدثت ثورة في علاج سرطان «الميلانوما»، وهو أحد أخطر أنواع سرطانات الجلد، ولكن ثبت لاحقاً، أنه على الرغم من الاستجابة الأولية الرائعة التي يمكن رؤيتها في غالبية المرضى، فإن معظمهم يتعرضون للانتكاسات، التي تكون ناتجة عن خلايا نائمة، لا تستجيب للعلاج.
وأظهر فريق من مستشفيات جامعة جنيف بسويسرا، أن هذه الخلايا تعبر عن بروتين يسمى «HuR»، ومن خلال فك شفرة آلية هذا التعبير واستهدافه بمثبط إنزيمي، أمكن تقليل المقاومة العلاجية لجميع خلايا سرطان الجلد.
وهذه النتائج المنشورة (الخميس) في دورية «بيوكيميكال آند بيوفيزيكال ريسيرش كومينيكيشن»، تفتح طرقاً علاجية جديدة ضد سرطان «الميلانوما» وأنواع أخرى من السرطانات الصلبة.
ويقول راستين ميرات، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة جينيف، بالتزامن مع نشر الدراسة، «على مدى السنوات العشر الماضية، بفضل ظهور ما يسمى بالعلاجات المستهدفة للجزيئات الصغيرة، فإن نصف الأورام الميلانينية التي تحمل بصمة جينية تجعلها حساسة لهذه الأدوية، يمكن معالجتها بشكل فعال، بل ويمكن القضاء عليها في بعض الأحيان، ولكن 80 في المائة من المرضى الذين تم شفاؤهم، يعانون من تكرار المرض مجدداً، وغالباً ما تحدث هذه التكرارات في المواقع المتأثرة نفسها في البداية».
وتسمى هذه الظاهرة بـ«المقاومة التكيفية»، حيث تتكيف بعض الخلايا السرطانية مع الأدوية المستخدمة لمكافحتها، وتؤدي إلى عودة ظهور المرض، ويحدث ذلك حتى عندما يبدو أن الأورم، وبالتالي الخلايا التي تصنعها، قد اختفت تماماً.
ويضيف ميرات أن «السبب في ذلك هو وجود بقايا صغيرة لما يسمى بالخلايا الخبيثة، هي (الخلايا النائمة)، التي لا تستطيع أدوات الأشعة التقليدية اكتشافها بعد العلاج، وخصوصية هذه الخلايا، بالإضافة إلى كونها غير مرئية، هي أنها تتكاثر ببطء، وهذه الخاصية تساعد الخلايا على الهروب من العلاج، حتى أثناء العلاج الأولي».
وأظهرت الأبحاث التي أجريت سابقاً أنه في الخلايا بطيئة التكاثر، فإن البروتين الذي ينظم التعبير عن العديد من الجينات التي تتحكم في انقسام الخلايا، وهو بروتينHuR» »، لا يتم التعبير عنه بشكل كافٍ، وذلك على النقيض من الخلايا سريعة الانتشار، التي يتم فيها التعبير عن هذا البروتين بشكل كبير.
وفي عمل بحثي نُشر في عام 2019، أثبت راستين ميرات وفريقه، الرابط بين عدم كفاية التعبير عن هذا البروتين وقدرة خلايا الورم الميلانيني على مقاومة العلاج الموجه. وفي بحثهم الأخير، اكتشفوا آلية محددة تشارك في عدم كفاية التعبير عن هذا البروتين في الخلايا «الخاملة»، وبالتالي تمكنوا من إيقاظ تلك الخلايا، حتى يمكن استهدافها بالأدوية.


مقالات ذات صلة

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

صحتك كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

كيف يمكن الحصول على «فيتامين د» من أشعة الشمس بأمان؟

يُطلق على «فيتامين د» «فيتامين أشعة الشمس»؛ نظراً لأن الجسم يمتصه نتيجة التعرض لأشعة الشمس التي تعد المصدر الطبيعي له.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لوجبة صحية من بيكسباي

7 عادات يومية لتحسين صحة أمعائك وتعزيز قدرتك العقلية

على الرغم من أن الأمعاء لا تكتب الشعر أو تحل مسائل الرياضيات فإنها تحتوي على ثروة من الخلايا العصبية مشابهة للدماغ.

كوثر وكيل (لندن)
صحتك أشخاص يمارسون تمارين (رويترز)

كيف يمكن أداء تمارين التمدد بشكل مفيد؟

تساعد تمارين التمدد في جعل الجسم أكثر مرونة، وتحسن من حركة المفاصل، وتسبب شعوراً بالارتياح. وتختلف الآراء بشأن توقيت أداء تلك التمارين... هل الأفضل قبل أو…

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تتنافس الألمانيتان لينا هينتشيل وجيت مولر في نهائي مسابقة الغطس المتزامن للسيدات 27 يوليو (د.ب.أ)

3 اختلافات مهمة بينك وبين الرياضي الأولمبي

بينما لا تتنافس من أجل الحصول على ميدالية، يمكنك التعلم من أولئك الذين يفعلون ذلك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك يصيب سرطان الفم نحو 8800 شخص في المملكة المتحدة كل عام (أرشيفية - رويترز)

دراسة: بكتيريا الفم «تذيب» بعض أنواع السرطان

في اكتشاف علمي مذهل وجد الباحثون أن نوعاً شائعاً من بكتيريا الفم يُعرف بـ«الفوسوباكتيريوم» يمكنه إذابة بعض أنواع السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
TT

وضعية جلوس الطبيب بجانب المريض تُحدِث فرقاً في علاجه

هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)
هذه الوضعية تكوِّن روابط بين المريض والطبيب (جامعة ولاية أوهايو)

كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة ميشيغان الأميركية، أنّ الوصول إلى مستوى عين المريض عند التحدُّث معه حول تشخيصه أو رعايته، يمكن أن يُحدث فرقاً حقيقياً في العلاج.

وأظهرت النتائج أنّ الجلوس أو القرفصاء بجانب سرير المريض في المستشفى، كان مرتبطاً بمزيد من الثقة والرضا لديه، كما ارتبط بنتائج سريرية أفضل مقارنة بوضعية الوقوف.

وأفادت الدراسة المنشورة في دورية «الطبّ الباطني العام»، بأنّ شيئاً بسيطاً مثل توفير الكراسي والمقاعد القابلة للطي في غرف المرضى أو بالقرب منها، قد يساعد في تحقيق هذا الغرض.

يقول الدكتور ناثان هوتشينز، من كلية الطبّ بجامعة ميشيغان، وطبيب مستشفيات المحاربين القدامى الذي عمل مع طلاب كلية الطبّ بالجامعة، لمراجعة الأدلة حول هذا الموضوع، إنهم ركزوا على وضعية الطبيب بسبب ديناميكيات القوة والتسلسل الهرمي للرعاية القائمة في المستشفى.

وأضاف في بيان نُشر الجمعة في موقع الجامعة: «يلاحظ أنّ الطبيب المعالج أو المقيم يمكنه تحسين العلاقة مع المريض، من خلال النزول إلى مستوى العين، بدلاً من الوقوف في وضعية تعلو مستوى المريض».

وتضمَّنت الدراسة الجديدة التي أطلقتها الجامعة مع إدارة المحاربين القدامى في الولايات المتحدة، وضعية الطبيب بوصفها جزءاً من مجموعة من التدخلات الهادفة إلى جعل بيئات المستشفيات أكثر ملاءمة للشفاء، وتكوين روابط بين المريض ومُقدِّم الخدمة العلاجية.

وبالفعل، ثبَّتت إدارة شؤون المحاربين القدامى في مدينة آن أربور بولاية ميشيغان، كراسي قابلة للطي في غرف عدّة بمستشفيات، في مركز «المُقدّم تشارلز إس كيتلز» الطبي.

وكانت دراسات سابقة قد قيَّمت عدداً من النقاط الأخرى المختلفة، من طول لقاء المريض وانطباعاته عن التعاطف والرحمة من مُقدِّمي الرعاية، إلى درجات تقييم «المرضى» الإجمالية للمستشفيات، كما قيست من خلال استطلاعات موحَّدة.

تتضمّن التوصيات التشجيع على التحية الحارّة للمريض (الكلية الملكية في لندن)

ويقول الباحثون إنّ مراجعتهم المنهجية يجب أن تحضّ الأطباء ومديري المستشفيات على تشجيع مزيد من الجلوس بجانب سرير المريض، كما تتضمّن التوصيات أيضاً التشجيع على التحية الحارّة عندما يدخل مُقدّمو الخدمات غرف المرضى، وطرح أسئلة عليهم حول أولوياتهم وخلفياتهم المرضية خلال المحادثات.

وكان الباحثون قد درسوا هذا الأمر بوصفه جزءاً من تقييمهم الأوسع لكيفية تأثير العوامل غير اللفظية في الرعاية الصحّية، والانطباعات التي تتولّد لدى المريض، وانعكاس ذلك على النتائج.

وشدَّد هوتشينز على أنّ البيانات ترسم بشكل عام صورة مفادها أنّ المرضى يفضّلون الأطباء الذين يجلسون أو يكونون على مستوى العين. في حين أقرّت دراسات سابقة عدّة أنه حتى عندما كُلِّف الأطباء بالجلوس مع مرضاهم، فإنهم لم يفعلوا ذلك دائماً؛ خصوصاً إذا لم تكن المقاعد المخصَّصة لذلك متاحة.

ويدرك هوتشينز -عبر إشرافه على طلاب الطبّ والمقيمين في جامعة ميشيغان في إدارة المحاربين القدامى- أنّ الأطباء قد يشعرون بالقلق من أن الجلوس قد يطيل التفاعل عندما يكون لديهم مرضى آخرون، وواجبات يجب عليهم الوصول إليها. لكن الأدلة البحثية التي راجعها الفريق تشير إلى أنّ هذه ليست هي الحال.

وهو ما علق عليه: «نأمل أن يجلب عملنا مزيداً من الاعتراف بأهمية الجلوس، والاستنتاج العام بأنّ المرضى يقدّرون ذلك».

وأضاف أن توفير المقاعد وتشجيع الأطباء على الوصول إلى مستوى عين المريض، وحرص الكبار منهم على الجلوس ليشكّلوا قدوة لطلابهم، يمكن أن يساعد أيضاً.