«امتداد» تقيل من عضويتها نائباً في البرلمان العراقي

على خلفية حضوره اجتماعاً لـ«الإطار التنسيقي» ومرشحه لرئاسة الحكومة

مجلس النواب العراقي (أ.ف.ب)
مجلس النواب العراقي (أ.ف.ب)
TT

«امتداد» تقيل من عضويتها نائباً في البرلمان العراقي

مجلس النواب العراقي (أ.ف.ب)
مجلس النواب العراقي (أ.ف.ب)

قررت الأمانة العامة لحركة «امتداد» المنبثقة من حراك أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وتمكنت من الفوز بـتسعة مقاعد برلمانية في انتخابات أكتوبر الأخيرة، طرد النائب حميد الشبلاوي من عضويتها على خلفية حضوره اجتماعا لقوى «الإطار التنسيقي» الشيعية مع مرشحها لمنصب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. الأمر الذي يظهر عمق الخلاف بين الإطاريين وما بات يعرف بـ«التشارنة».
وقالت الحركة في بيان، أمس، بعد استضافتها النائب الشبلاوي في اجتماع الأمانة العامة: «نود أن ننوه لجماهيرنا ولجميع الجهات المعنية بأنه لم يعد (الشبلاوي) يمثل حركة امتداد بعد اليوم».
وأضافت، أنه «سيتم اتخاذ الإجراءات الإدارية لإقالته من الحركة بعد إعلام رئاسة مجلس النواب والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، كما نعاهد شعبنا وكل من وضع ثقته بنا أننا باقون على العهد لتحقيق كل ما وعدنا به الشعب».
وأثار حضور الشبلاوي اجتماع الإطاريين مع السوداني في مبنى البرلمان، الثلاثاء الماضي، ضجة كبيرة بين أوساط جماعات الحراك الاحتجاجي ومؤيدي حركة «امتداد» الذين ينظرون إلى قوى الإطار التنسيقي بوصفهم خصوم الداء للحركة وللحراك بشكل عام، ويتهمون جزءا من قوى الإطار، وخاصةً تلك التي لديها فصائل وميليشيات مسلحة بالضلوع في عمليات القتل والاختطاف التي طالت الكثير من الناشطين خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وتاليا لا يقبلون بأي تقارب معهم على مختلف المستويات وخاصةً في بعدها البرلماني.
وقبل صدور بيان الإقالة من الحركة، شن مدير مكتب «امتداد» في محافظة بابل فاضل الغانمي، هجوما شديدا على النائب الشبلاوي قال فيه: «لم تكن مخولا عن كتلتك النيابية، بل ذهبت بسبب طمعك بمنصب النائب الأول (لرئيس البرلمان الذي شغر بعد انسحاب الكتلة الصدرية)».
وأضاف «ستحاسب من ثلاثة محاور، أولها من امتداد، لجلوسك مع الإطار ولن يغفروا لك ذلك مطلقاً، وثانيهما من الخط الاحتجاجي، وثالثهما من 16 ألف ناخب من النجف». وختم الغانمي انتقاداته بوسمي «لا للجلوس مع القتلة، ولا للمجاملة».
بدوره، أصدر النائب حميد الشبلاوي، بيان رد فيه على ما وصفها بـ«ملابسات الهجمة الإعلامية» ضده بقوله «إن مواقع التواصل الاجتماعي، ضجت بخبر مفاده، تحالفنا مع قوى الإطار بسبب انتشار صورة لتواجدنا للاستماع إلى نقاشات مع عدد من السادة والسيدات النواب من مختلف الكتل النيابية بدون موعد مسبق وبضمنهم النائب محمد السوداني مرشح الإطار لرئاسة الوزراء».
وأضاف «نود تذكير أبناء بلدنا الحبيب بالمبادئ التي خرجنا من أجلها وهي عدم الشراكة في حكومة المحاصصة وعدم التحالف مع الكتل التي كانت تحكم البلد وما زلنا باتجاه المعارضة داخل قبة البرلمان لنمثل صوت الشعب».
وأكد الشبلاوي «عدم انتمائه لأي طرف، لا (الإطار التنسيقي) ولا (للتحالف الثلاثي) وإنما نعمل بالشراكة مع الحركات الوطنية والشخصيات المستقلة وبما يخدم مصلحة المواطنين بمختلف المكونات والانتماءات وأن تواجدنا في هذا اللقاء لا يمثل جهة أو حركة أو مجموعة». ولم ينجح بيان الشبلاوي في امتصاص الهجمة والانتقادات الشديدة التي تعرض لها من جماعات الحراك، ولم ينجح كذلك في إيقاف قرار طرده من عضوية الحركة.
حضور الشبلاوي في اجتماع الإطاريين أحدث شرخا عميقا في صفوف حركة امتداد الناشئة التي ما زالت تفتقر للخبرة السياسية اللازمة بالنظر لصغر أعمار معظم أعضائها وعدم ممارستهم العمل السياسي قبل انخراطهم في احتجاجات 2019. وقد قام متظاهرون غاضبون، أول من أمس، بحرق مقر للحركة في مدينة الناصرية التي تعد معقلها الرئيس.
وفي مقابل عدم المرونة التي أبداها كثيرون حيال اجتماع النائب الشبلاوي، دافعت بعض الاتجاهات الاحتجاجية عن موقفه بحضور اجتماعات سياسية تعقد في البرلمان بغض النظر عن الجهة الداعية أو المنظمة لها، باعتبار أن ذلك من المهام الأساسية لنشاطات النائب في البرلمان.
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الحركة إلى تصدع داخلي، حيث قامت منتصف يونيو (حزيران) الماضي، بإعفاء أمينها العام النائب علاء الركابي من منصبه بسبب ما قالت عنه في حينها «خروج الحركة عن مبادئ تشرين، وتفرد أمينها العام بالقرارات المصيرية للحركة دون الرجوع لمؤسساتها وتوجيه الاتهامات لبعض النواب بالخيانة والفساد دون دليل».


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

الإدارة الذاتية الكردية تدعو إلى «وقف العمليات العسكرية» في سوريا

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي يتحدث إلى الصحافيين في مدينة الحسكة شرق سوريا (أ.ف.ب)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي يتحدث إلى الصحافيين في مدينة الحسكة شرق سوريا (أ.ف.ب)
TT

الإدارة الذاتية الكردية تدعو إلى «وقف العمليات العسكرية» في سوريا

قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي يتحدث إلى الصحافيين في مدينة الحسكة شرق سوريا (أ.ف.ب)
قائد «قوات سوريا الديمقراطية» مظلوم عبدي يتحدث إلى الصحافيين في مدينة الحسكة شرق سوريا (أ.ف.ب)

دعت الإدارة الذاتية الكردية التي تسيطر على مناطق في شمال شرقي سوريا، الاثنين، إلى «وقف العمليات العسكرية» على «كامل» الأراضي السورية، وأبدت استعداداً للتعاون مع السلطات الجديدة في دمشق.

وخلال مؤتمر صحافي في الرقة، دعت الإدارة الكردية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى «وقف العمليات العسكرية في كامل الأراضي السورية للبدء بحوار وطني شامل وبنَّاء»، بعد أكثر من أسبوع من إطاحة الفصائل المعارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام»، بشار الأسد.

وتزامناً، شنّت فصائل مسلحة موالية لأنقرة هجوماً على «قوات سوريا الديموقراطية» التي يقودها المقاتلون الأكراد في شمال شرقي البلاد.

وأعلنت تلك الفصائل، الأسبوع الماضي، سيطرتها على دير الزور ومنبج ومدينة تل رفعت الاستراتيجية.

وحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، تستعدّ الفصائل المدعومة من أنقرة لشنّ هجوم على مدينة كوباني (عين العرب) التي تقودها القوات الكردية.

وكانت تركيا التي تلعب دوراً بارزاً في النزاع في سوريا، أُولى الدول التي أعادت فتح سفارتها في دمشق، السبت.

منذ عام 2016، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرقي سوريا وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.

وأكّدت الإدارة الذاتية الكردية في بيانها، الاثنين، أنَّ «الثروات والموارد الاقتصادية يجب أن توزَّع بشكل عادل بين كل المناطق السورية، بوصفها ملكاً لجميع أبناء الشعب السوري».

ودعت إلى «عقد اجتماع طارئ يشارك فيه القوى السياسية السورية في دمشق لتوحيد الرؤى بشأن المرحلة الانتقالية».

ورأت أن «سياسة الإقصاء والتهميش التي دمرت سوريا يجب أن تنتهي، وأن تشارك جميع القوى السياسية في بناء سوريا الجديدة بما فيها الفترة الانتقالية».

وفي بادرة حسن نية، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، الخميس، قرارها رفع علم الاستقلال السوري، الذي رفعه السوريون منذ خروجهم في مظاهرات سلمية مناهضة لدمشق في عام 2011، على جميع مقراتها ومؤسساتها، معتبرةً أنه «يحق للسوريين الاحتفاء بانتصار إرادتهم في إسقاط هذا النظام الجائر».

جاء قرار الإدارة الذاتية بعد تأكيد مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، بجناحها العسكري، أن «التغيير فرصة لبناء سوريا جديدة... تضمن حقوق جميع السوريين».

وخاضت «قوات سوريا الديمقراطية»، بدعمٍ من التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة واشنطن، معارك ضارية ضد التنظيم في شمال سوريا وشرقها. وتمكنت من دحره من آخر مناطق سيطرته عام 2019.