شهدت أورقة الأمم المتحدة على هامش اجتماعات الدورة الـ77 للجمعية العامة المنعقدة حالياً في نيويورك، مساعي عربية ودولية لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط. ركزت في مجملها على «أهمية استئناف مفاوضات السلام بين فلسطين وإسرائيل». سعياً لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس «حل الدولتين».
وأكد وزراء خارجية مصر وفرنسا وألمانيا والأردن، في بيان مشترك عقب الاجتماع الوزاري لصيغة ميونيخ حول عملية السلام، بحضور الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية والمنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، على «ضرورة تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين»، مشددين على «الحاجة الملحة لاستئناف المفاوضات المباشرة والجادة بين الطرفين في أقرب وقت ممكن». مع التأكيد على ضرورة «وقف جميع الإجراءات وأعمال العنف ضد المدنيين، وأي إجراءات أحادية من شأنها تقويض فرص تحقيق السلام على أساس حل الدولتين».
وقال السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحافي (الخميس)، إن «وزير الخارجية المصري سامح شكري أكد أهمية عقد اجتماع صيغة ميونيخ في هذا التوقيت بهدف إعادة تسليط الضوء على عملية السلام في ضوء ما تشهده من جمود حاليّ، وأخذاً في الاعتبار التطورات السياسية الدولية الحالية التي شتتت الانتباه عنها». مشيراً إلى أن «الوزراء المشاركين في الاجتماع أكدوا ضرورة الحفاظ على الوضع الحالي للأماكن المقدسة في مدينة القدس، فضلاً عن الإشادة بالدور المصري المهم في وقف التصعيد الأخير في قطاع غزة».
ويـأتي الاجتماع في نيويورك، استمراراً لاجتماعات سابقة بدأت في ميونيخ في فبراير (شباط) عام 2020، وعمان في سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، ثم في القاهرة في يناير (كانون الثاني) 2021، وباريس في مارس (آذار) 2021، وميونيخ مرة أخرى في 19 فبراير الماضي.
وفي محاولة لإحياء مبادرة السلام العربية، بعد مرور 20 عاماً على إطلاقها اجتمع أعضاء لجنة مبادرة السلام العربية والدول الأوروبية الراعية للسلام (الأربعاء)، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، بدعوة من الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله وزير الخارجية السعودي، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وقال أبو الغيط إن «مرور عشرين عاماً على إطلاق مبادرة السلام العربية في قمة بيروت 2002 من دون التوصل إلى تسوية نهائية، يُشير بجلاء إلى أن إسرائيل لا تواجه ضغطاً كافياً من المجتمع الدولي، وأنها تختار الاستيطان بديلاً عن السلام»، محذراً من أن «حالة من الإحباط المتزايد تنتاب الفلسطينيين جراء انسداد الأفق السياسي، بما ينطوي عليه ذلك من تداعيات خطيرة لن تكون في صالح أي طرف»، حسب بيان صحافي صادر من الجامعة العربية.
وتعد مبادرة السلام العربية التي أطلقتها المملكة العربية السعودية، وتبنتها جامعة الدول العربية في قمة بيروت عام 2002، بمثابة الركيزة الأساسية لتحقيق سلام عادل وشامل، وتحظى المبادرة بتأييد وترحيب من المجتمع الدولي.
محاولات إحياء عملية السلام لم تقتصر على اجتماعات عربية، ودولية، بل كانت هذه القضية محوراً للقاءات وكلمات المسؤولين. حيث أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال لقائه والممثل الأعلى لبرنامج الأمم المتحدة لتحالف الحضارات ميغيل موراتينوس، في نيويورك: «الأهمية التي توليها الجامعة للتوصل إلى حل نهائي وعادل يضمن للفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم»، مشيراً إلى أن «حل تلك القضية سيسهم بلا شك في تعزيز الحوار العالمي ويخدم قضايا التعايش»، وفقاً لبيان صحافي اليوم.
وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن «التزام بلاده بإقامة دولة فلسطينية»، وقال إن «الولايات المتحدة الأميركية ستواصل الدعوة إلى سلام دائم متفاوض عليه بين دولة إسرائيل والشعب الفلسطيني»، مشيراً إلى أن «حل الدولتين هو أفضل طريقة لضمان أمن إسرائيل وازدهارها في المستقبل ومنح الفلسطينيين دولة لهم الحق بها مع قدر متساوٍ من الحرية والكرامة».
مساعٍ لإحياء «عملية السلام» من أروقة الأمم المتحدة
اجتماع وزاري بشأن «صيغة ميونيخ»... وأبو الغيط يحذّر من «انسداد سياسي»
مساعٍ لإحياء «عملية السلام» من أروقة الأمم المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة